• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الصحابة

  • 1

    عدد الروايات : ( 8 )
     
    مسند أحمد - باقي مسند النصار - حديث أبي الطفيل... - رقم الحديث : ( 22676 )
     - حدثنا : ‏ ‏يزيد ‏ ‏، أنبئنا : ‏ ‏الوليد يعني إبن عبد الله بن جميع ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي الطفيل ‏ ‏قال : ‏ ‏لما أقبل رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏من غزوة ‏ ‏تبوك ‏ ‏أمر منادياً فنادى أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏أخذ ‏ ‏العقبة ‏ ‏فلا يأخذها أحد فبينما رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يقوده ‏ ‏حذيفة ‏ ‏ويسوق به ‏ ‏عمار ‏ ‏إذ أقبل ‏ ‏رهط ‏ ‏متلثمون ‏ ‏على الرواحل ‏ ‏غشوا ‏ ‏عماراً ‏ ‏وهو يسوق برسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وأقبل ‏ ‏عمار ‏ ‏يضرب وجوه الرواحل فقال رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏لحذيفة ‏ ‏قد قد حتى هبط رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فلما هبط رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏نزل ورجع ‏ ‏عمار ‏ ‏فقال : يا ‏ ‏عمار ‏ ‏هل عرفت القوم فقال : قد عرفت عامة الرواحل والقوم ‏ ‏متلثمون ‏ ‏قال : هل تدري ما أرادوا قال الله ورسوله أعلم ، قال : أرادوا أن ينفروا برسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فيطرحوه قال : فسأل ‏ ‏عمار ‏ ‏رجلاً من ‏ ‏أصحاب رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فقال : نشدتك بالله كم تعلم كان أصحاب ‏ ‏العقبة ‏ ‏فقال : أربعة عشر فقال : إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر فعدد رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏منهم ثلاثة قالوا : والله ما سمعنا منادي رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وما علمنا ما أراد القوم ‏ ‏فقال : ‏ ‏عمار ‏ ‏أشهد أن ‏ ‏الإثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد قال : ‏ ‏الوليد ‏ ، ‏وذكر ‏ ‏أبو الطفيل ‏ ‏في تلك الغزوة أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قال للناس وذكر له أن في الماء ‏ ‏قلة ‏ ‏فأمر رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏منادياً فنادى ‏ ‏أن لا ‏ ‏يرد ‏ ‏الماء أحد قبل رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فورده رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فوجد ‏ ‏رهطاً ‏ ‏قد وردوه قبله فلعنهم رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يومئذ.

    الرابط:
    http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=22676&doc=6

    الهيثمي - مجمع الزوائد - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 110 )
     425 - وعن أبي الطفيل ، قال : خرج رسول الله (ص) إلى غزوة تبوك فإنتهى إلى عقبة فأمر مناديه فنادى لا يأخذن العقبة أحد فإن رسول الله (ص) يسير يأخذها وكان رسول الله (ص) يسير وحذيفة يقوده وعمار بن ياسر يسوقه فأقبل رهط متلثمين على الرواحل حتى غشوا النبي (ص) فرجع عمار فضرب وجوه الرواحل فقال النبي (ص) لحذيفة قد قد فلحقه عمار فقال : سق سق حتى أناخ فقال : لعمار هل تعرف القوم فقال : لا كانوا متلثمين وقد عرفت عامة الرواحل قال : أتدري ما أرادوا برسول الله (ص) قلت الله ورسوله أعلم ، قال : أرادوا أن ينفروا برسول الله (ص) فيطرحوه من العقبة فلما كان بعد ذلك نزع بين عمار وبين رجل منهم شئ ما يكون بين الناس فقال : أنشدك بالله كم أصحاب العقبة الذين أرادوا أن يمكروا برسول الله (ص) قال : نرى أنهم أربعة عشر قال : فإن كنت فيهم فكانوا خمسة عشر ويشهد عمار أن إثنى عشر حزباً لله ورسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ، رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.

    الرابط:
    http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=272&CID=7&SW=425#SR1

     

    الهيثمي - مجمع الزوائد - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 110 )
    426 - قال الطبراني ، حدثنا : علي بن عبد العزيز ، ثنا : الزبير بن بكار قال : تسمية أصحاب العقبة معتب بن قشير بن مليل من بني عمرو بن عوف شهد بدراً وهو الذي قال : يعدنا محمد كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن علي خلائه وهو الذي قال : لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا ههنا ، قال : الزبير وهو الذي شهد عليه الزبير بهذا الكلام ، ووديعة بن ثابت بن عمرو بن عوف وهو الذي قال : إنما كنا نخوض ونلعب وهو الذي قال : ما لي أرى قرانا هؤلاء أرغبنا بطونا واجبننا عند اللقاء ، وجد بن عبد الله بن نبتل بن الحارث من بني عمرو بن عوف وهو الذي قال جبريل (ع) : يا محمد من هذا الأسود كثير شعر عيناه كأنهما قدران من صفر ينظر بعيني شيطان وكبده كبد حمار ، يخبر المنافقين بخبرك وهو المخبر بخبره ، والحارث بن يزيد الطائي حليف لبني عمرو بن عوف وهو الذي سبق إلى الوشل يعني البئر التي نهى رسول الله (ص) : إن يسبقه أحد فاستقى منه ، وأوس بن قبطي وهو من بني حارثة وهو الذي قال : إن بيوتنا عورة وهو جد يحيى بن سعيد بن قيس ، والجلاس بن سويد إبن الصامت وهو من بني عمرو بن عوف وبلغنا أنه تاب بعد ذلك ، وسعد بن زرارة من بني مالك بن النجار وهو المدخر على رسول الله (ص) وهو أصغرهم سناً وأخبثهم ، وسويد وراعش وهما من بلحبلى وهما ممن جهز إبن أبي في غزوة تبوك لخذلان الناس وقيس بن عمرو بن فهد ، وزيد بن اللصيب وكان من يهود قينقاع فأظهر الإسلام وفيه غش اليهود ونفاق من نافق ، وسلالة بن الحمام من بني قينقاع فأظهر الإسلام ، رواه الطبراني في الكبير من قول الزبير بن بكار كما ترى.

    الرابط:
    http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=272&CID=7&SW=426#SR1

    البيهقي - السنن الكبرى - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 198 )
     15430 - أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، ثنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا : أحمد بن عبد الجبار ، ثنا : يونس بن بكير ، عن إبن إسحاق في قصة تبوك وما كان على الثنية من هم المنافقين أن يرجموا فيها رسول الله (ص) وما كان من أقوالهم وإطلاع الله سبحانه نبيه (ص) على أسرارهم ، قال : فإنحدر رسول الله (ص) من الثنية وقال : لصاحبيه يعنى حذيفة وعمار أهل تدرون ما أراد القوم قالوا : الله ورسوله أعلم فقال رسول الله (ص) : أرادوا أن يرجمونى في الثنية فيطرحوني منها فقالا : أفلا تأمرنا يا رسول الله فنضرب أعناقهم إذا إجتمع اليك الناس فقال : أكره أن يتحدث الناس أن محمداً قد وضع يده في أصحابه يقتلهم ، ثم ذكر الحديث في دعائه اياهم وأخباره اياهم بسرائرهم وإعتراف بعضهم وتوبتهم وقبوله منهم ما دل على هذا ، قال إبن إسحاق : وأمره أن يدعو حصين بن نمير فقال له ويحك ما حملك على هذا قال : حملني عليه إني ظننت إن الله لم يطلعك عليه فأما إذا أطلعك الله عليه وعلمته فإني أشهد اليوم إنك رسول الله ، وإني لم أؤمن بك قط قبل الساعة يقيناً ، فأقاله رسول الله (ص) عثرته وعفا عنه بقوله الذى قال.

    الرابط:
    http://www.sonnaonline.com/Hadith.aspx?HadithID=598390

    مسند البزار - البحر الزخار - أبو الطفيل ، عن حذيفة
    2432 - حدثنا : عباد بن يعقوب ، قال : ، أخبرنا : محمد بن فضيل ، قال : ، أخبرنا : الوليد بن جميع ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة (ر) قال : لما كان غزوة تبوك أمر رسول الله (ص) منادياً فنادى أن رسول الله (ص) أخذ العقبة فلا تأخذوها فسار رسول الله (ص) في العقبة ، وعمار يسوق ، وحذيفة يقود به فإذا هم برواحل عليها قوم متلثمون ، فقال رسول الله (ص) : قد قد ، ويا عمار سق سق ، فأقبل عمار على القوم فضرب وجوه رواحلهم فلما هبط رسول الله (ص) من العقبة قال : يا عمار ، قد عرفت القوم ، أو قال : قد عرفت عامة القوم أو الرواحل أتدري ما أراد القوم ؟ ، قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : أرادوا أن ينفروا برسول الله (ص) ، وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلاّ ، عن حذيفة ، عن النبي (ص) ، وقد روي ، عن حذيفة من غير هذا الوجه ، وهذا الوجه أحسنها إتصالاً ، وأصلحها إسناداً ألا إن أبا الطفيل ، قد روى ، عن النبي (ص) أحاديث ، والوليد بن جميع هذا فمعروف ألا إنه كانت فيه شيعية شديدة ، وقد إحتمل أهل العلم حديثه ، وحدثوا عنه.

    الرابط:
    http://www.sonnaonline.com/Hadith.aspx?HadithID=252276

    إبن كثير - البداية والنهاية - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 26 )
    - وهذا الحديث قد رواه الإمام أحمد في مسنده قال : ، حدثنا : يزيد - هو إبن هارون - أخبرنا : الوليد بن عبد الله بن جميع ، عن أبي الطفيل ، قال :
    لما أقبل رسول الله (ص) من غزوة تبوك أمر منادياً ، فنادى أن رسول الله آخذ بالعقبة فلا يأخذها أحد ، فبينما رسول الله (ص) يقوده حذيفة ويسوقه عمار إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل فغشوا عماراً وهو يسوق برسول الله (ص) وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل ، فقال رسول الله (ص) لحذيفة قد قد حتى هبط رسول الله (ص) من لوادي ، فلما هبط ورجع عمار قال : يا عمار هل عرفت القوم ؟ ، قال : قد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون قال : هل تدري ما أرادوا ؟ ، قال الله ورسوله أعلم ، قال : أرادوا أن ينفروا برسول الله فيطرحوه قال : فسار عمار رجلاً من أصحاب النبي (ص) ، فقال : نشدتك بالله كم تعلم كان أصحاب العقبة ؟ ، قال : أربعة عشر رجلاً ، فقال : إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر ، قال : فعذر رسول الله (ص) منهم ثلاثة قالوا : ما سمعنا منادي رسول الله وما علمنا ما أراد القوم ، فقال عمار : أشهد أن الإثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.

    الرابط:
    http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=251&CID=70&SW=منادياً#SR1

    إبن كثير - السيرة النبوية - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 34 )
    [ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
    - وقال إبن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير يقال : لما قفل رسول الله (ص) من تبوك إلى المدينة هم جماعة من المنافقين بالفتك به وأن يطرحوه من رأس عقبة في الطريق ، فأخبر بخبرهم ، فأمر الناس بالمسير من الوادي وصعد هو العقبة ، وسلكها معه أولئك النفر وقد تلثموا ، وأمر رسول الله (ص) عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان أن يمشيا معه ، عمار آخذ بزمام الناقة وحذيفة يسوقها ، فبينما هم يسيرون إذ سمعوا بالقوم قد غشوهم ، فغضب رسول الله وأبصر حذيفة غضبه فرجع إليهم ومعه محجن فإستقبل وجوه رواحلهم بمحجنه ، فلما رأوا حذيفة ظنوا أن قد أظهر على ما أضمروه من الأمر العظيم ، فأسرعوا حتى خالظوا الناس ، وأقبل حذيفة حتى أدرك رسول الله (ص) فأمرهما فأسرعا حتى قطعوا العقبة ووقفوا ينتظرون الناس ، ثم قال رسول الله (ص) لحذيفة : هل عرفت هؤلاء القوم ؟ ، قال : ما عرفت إلاّ رواحلهم في ظلمة الليل حين غشيتهم ، ثم قال : علمتما ما كان من شأن هؤلاء الركب ؟ ، قالا : لا ، فأخبرهما بما كانوا تمالاوا عليه وسماهم لهما وإستكتمهما ذلك ! فقالا : يا رسول الله أفلا تأمر بقتلهم ؟ ، فقال : أكره أن يتحدث الناس أن محمداًً يقتل أصحابه ، وقد ذكر إبن إسحاق هذه القصة ألا إنه ذكر أن النبي (ص) : إنما أعلم بأسمائهم حذيفة بن اليمان وحده ، وهذا هو الأشبه والله أعلم ، ويشهد له قول أبي الدرداء لعلقمة صاحب إبن مسعود : أليس فيكم يعني أهل الكوفة صاحب السواد والوساد ، يعني إبن مسعود ، أليس فيكم صاحل السر الذي لا يعملمه غيره ، يعني حذيفة ، أليس فيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان محمد يعني عماراً ، وروينا ، عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (ر) : أنه قال : لحذيفه : أقسمت عليك بالله أأنا منهم ؟ ، قال : لا ولا أبرى بعدك أحداًً ، يعني حتى لا يكون مفشياً سر النبي (ص) ، قلت : وقد كانوا أربعة عشر رجلاً ، وقيل : كانوا إثني عشر رجلاً ، وذكر إبن إسحاق أن رسول الله (ص) بعث إليهم حذيفة بن اليمان فجمعهم له ، فخبرهم رسول الله (ص) بما كان من أمرهم وبما تمالاوا عليه ، ثم سرد إبن إسحاق أسماءهم ، قال : وفيهم أنزل الله عز وجل : وهموا بما لم ينالوا.

    إبن كثير - السيرة النبوية - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 36 )
    - وروى البيهقي من طريق محمد بن سلمة ، عن أبى إسحاق ، عن الأعمش ، عن عمرو إبن مرة ، عن أبي البختري ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : كنت آخذاًً بخطام ناقة رسول الله (ص) أقود به وعمار يسوق الناقة وأنا أسوق وعمار يقود به حتى إذا كنا بالعقبة ، إذا بإثني عشر راكباًً قد إعترضوه فيها ، قال : فأنبهت رسول الله (ص) ، فصرخ بهم فولوا مدبرين ، فقال لنا رسول الله : هل عرفتم القوم ؟ قلنا : لا يا رسول الله : قد كانوا متلثمين ، ولكنا قد عرفنا الركاب قال : هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة ، وهل تدرون ما أرادوا ؟ قلنا : لا ، قال : أرادوا أن يزحموا رسول الله في العقبة فيلقوه منها ، قلنا : يا رسول الله أولا تبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم ؟ ، قال : لا ، أكره أن تتحدث العرب بينها أن محمداًً قاتل بقومه ، حتى إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم ، ثم قال : اللهم إرمهم بالدبيلة ، قلنا : يا رسول الله وما الدبيلة ؟ ، قال : هي شهاب من نار تقع على نياط قلب أحدهم فيهلك. 

  • 1

     اتّضح بما ذكرنا أنّ التشيّع ظهر منذ عهد الرسالة ، و أنّ هناك الكثير من الصحابة الذين كانوا على وفاق مع الإمام علي (عليه السلام) في الرأي و المنهج فهم كانوا موجودين في عهد الرسالة .
    و لقد جاء علماء الشيعة و منهم الشيخ محمّد حسين آل كاشف الغطاء بأسماء الشيعة من الصحابة ، و ذكر أنّه قد جمع من كتب تراجم الصحابة كالإصابة و أسد الغابة و الاستيعاب و نظائرها زهاء ثلاثمائة رجل من عظماء رجال النبي كلّهم من شيعة علي ( عليه السلام ) ، و منهم سلمان الفارسي و أبو ذر الغفاري و عمار بن ياسر و المقداد و أبو أيوب الأنصاري و الفضل بن العباس و أخيه الحبر عبد الله و خزيمة ذي الشهادتين و غيرهم كثير (1)

    و إليك ترجمة حياة بعض أركان الشيعة من الصحابة
    سلمان الفارسي
    توفّي بالمدائن سنة 35 أو 36 ، و من ألقابه سلمان الخير ، و سلمان المحمّدي ، و سلمان ابن الإسلام ، و عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) عند ما ذكر عنده سلمان الفارسي فقال ( عليه السلام ) : " مهلاً ، لا تقولوا سلمان الفارسي ، و لكن قولوا سلمان المحمّدي ذلك رجل منّا أهل البيت " .
    و هو من المعمّرين ، ففي تهذيب التهذيب عن العباس بن زياد : أهل العلم يقولون عاش سلمان 350 سنة فأمّا 250 فلا يشكّون فيه ، و كان أدرك وصي عيسى بن مريم (عليه السلام) فيما قيل .
    و في الاستيعاب اشتراه رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) من اليهود بكذا و كذا درهماً ، و على أن يغرس لهم كذا و كذا من النخيل يعمل فيه سلمان حتّى تدرك ، فغرس رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) النخل كله إلا نخلة واحدة غرسها عمر فأطعم النخل كلّه إلا تلك النخلة فقال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : من غرسها فقالوا : عمر ، فقلعها رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و غرسها فأطعمت من عامها .
    و أوّل مشاهده مع رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) الخندق ولم يتخلّف عن مشهد بعده .
    و في الاستيعاب له أخبار حسان و فضائل جمّة ذكر معمر عن رجل من أصحابه : دخل قوم على سلمان و هو أمير على المدائن ، و هو يعمل الخوص فقيل له : تعمل هذا و أنت أمير يجري عليك الرزق ، فقال : إنّي أحب أن آكل من عمل يدي .
    و عن عائشة قالت كان لسلمان مجلس من رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ينفرد به الليل حتّى كاد يغلبنا على رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) .
    و روي من حديث ابن بريدة عن أبيه عن النبي أنّه قال : أمرني ربي بحب أربعة ، و أخبرني أنّه سبحانه يحبّهم علي و أبو ذر و المقداد و سلمان . و غيرها كثير .
    فمن هنا اتّضح أنّ تشيّع سلمان ليس قائماً على الأحداث السياسية و الثورات الاجتماعية أو الأسباب المادّية (2) .
    أبوذر الغفاري
    كان من غفار القبيلة المتحكّمة في طريق قوافل قريش إلى الشام ، و يعدّ أحد أركان الشيعة ، و يتميّز بطابع خاص .
    و قد جهر بإسلامه في مكّة ، و تعرّض للضرب فيها ، ولم يشفع له إلا لكونه من قبيلة غفار . رسخت هذه الحادثة في ذهنه ، و أدرك منذ ذلك الوقت أنّ معارضة قريش لدعوة النبي ( صلى الله عليه و آله ) إنّما كانت لخوفهم من زوال المال . و كان يعلم أنّه دين الضعفاء ، و منقذ المستضعفين من سيطرة التجّار القريشيين ، و لذلك عارض سياسية عثمان ؛ لأنّه جعل يتصرّف في أموال المسلمين تصرفاً قصد به خلق طبقة من الأغنياء صارت فيما بعد السبب في الثورة على الخليفة (3) .
    و كان من تشيّعه و قربه لعلي أنّه امتنع عن بيعة أبي بكر في بداية الصراع على الخلافة ، و أنّ علياً خرج لوداعه حين نفاه عثمان إلى الربذة ، و أمر أن لا يوادعه أحد ، و أن يصحبه ولداه الحسن و الحسين ، و أخوه عقيل ، و ابن أخيه عبد الله بن جعفر . و كان سبب نفيه هو اندهاشه لتفسير معاوية للآية ﴿... وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ (4) بأنهّا نزلت في أهل الكتاب ، فاعترض أبو ذر بأنّها نزلت فينا و فيهم ، و بذلك يرى أبو ذر أنّ معاوية قد أوّل القرآن على هواه ، فشعر كحارس للمُثُل الإسلامية أنّ واجبه يدعوه إلى إيضاح الحقيقة للناس ففعل و حقّت عليه كلمة النفي و التشريد ، و قد قبلها أبو ذر راضياً ، و صدق رسوله الكريم إذ أخبره أنّ عيشه سيكون فريداً في آخر عمره ، و أنّ موته فريداً بفلاة من الأرض ، و حضور عصابة على جنازته (5) .
    عمّار بن ياسر
    هو ركن آخر من أركان التشيّع ، و كان قمّة في الثبات على ما يراه حقاً ، و الاندفاع إلى أقصى غايات الاندفاع ، و تضحية النفس ـ إذا اقتضى الأمرـ في سبيل المبدأ . و كان ممن يعذّب في الله ، و يقال : إنّه أوّل من اتّخذ مسجداً في بيته يتعبّد فيه (6) . و عاد إليه الأذى في عهد عثمان ؛ لأنّه عارض سياسته في الإنعام على الأمويين من أعداء الإسلام الذين لقي هو و أهله منهم ما لاقوه ، و دخل الإسلام ليستظلّ به من عبوديته لهم في الجاهلية .
    فقد أقرّ له النبي ( صلى الله عليه و آله ) الحق طول حياته و جعل خصومه الفئة الباغية ، ذكر ابن كثير نقلاً عن الترمذي أنّ رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) قال لعمّار : " ويحك يا عمّار تقتلك الفئة الباغية " . و روى أيضاً أنّ رسول الله قال لخالد بن الوليد : " لا تؤذّ عمّاراً فإنّه من يبغض عمّاراً يبغضه الله و من يعاد عمّاراً يعاده الله " (7) .
    يستفاد من هذا الكلام أنّ رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) أراد أنّ يقرّ أنّ عمّار ابن ياسر و أشباهه لا مصلحة لهم في الإسلام إلا بقائه على ما كان يريده الله و رسوله الكريم . و قد صار عمّار و أشباهه من العبيد السابقين و المستضعفين عظماء في الإسلام . و هو مع علي أقرب الناس إلى مُثُل الإسلام الصحيحة .
    قال عمّار يوم بيعة أبي بكر : " يا معشر قريش و يا معشر المسلمين إنّ أهل نبيّكم أولى به ، فقد علمتم أنّ بني هاشم أولى بهذا الأمر منكم ، و علي أقرب إلى نبيكم ، و هو من بينكم وليكم بعهد الله و رسوله " .
    و من أقواله المشهورة أيام صفين
    سيروا إلى الأحزاب أعداء النبي ***سيروا فخير الناس أتبــاع علي (8)
    و بدى تشيّع عمّار واضحاً على لسان قاتله معاوية الطليق ابن الطليق من بين طلقاء مكّة ، لمناسبة قتل مالك الأشتر : " لقد كان لعلي يمينان فقطعت إحداهما بصفّين يعني عمّار بن ياسر ، و قطعت الأخرى اليوم يعني الأشتر " (9) .
    انتهت حياته في صفّين فتذكّر قبل وفاته قول النبي بأنّه ستقتله الفئة الباغية ، فعزم أن يضحّي بنفسه في صفّين ليدعم مركز علي بن أبي طالب قدوته و رئيسه ، على أمل أن ينتبه الناس إلى حقّ علي .
    هؤلاء كلّهم يمثّلون طائفة ممن جعلت علياً هادياً لها ، و مرشداً و مرجعاً بعد النبي ، و كانت تنظر إليه أيام النبي على أنّه المرشح الوحيد لتولّي المنصب ؛ لقرابته القريبة و علومه الوافرة و ارتباطه بالمستضعفين الذين كان الإسلام درعاً و حامياً لهم من بطش قريش ، و كان مكانهم مع علي لأنّه يمثّل امتداد شخصية النبي ، ثّم إنّ علياً فقير مثلهم .
    و غيرهم كثيرون ، فلا غرابة في أن يروي ابن كثير في بدايته أنّه كان في جيش عليّ ثمانون بدرياً و مائة و خمسون ممن بايع تحت الشجرة (10) .
    و عليه يتّضح أنّ حركة التشيّع إنّما هي حركة المحافظة على الإسلام ، و مراقبة تطبيقه على الوجه الصحيح ، و أنّ أكثر الذين تمسّكوا بالتشيّع هم أصحاب المصلحة في بقاء الإسلام على ما أراده الله و رسوله ، و كانوا من المستضعفين و العبيد الغرباء الذين لا مصلحة لهم إلا أن يبقى الإسلام كما هو ، و يضاف إلى هؤلاء الأنصار الذين تبنّوا سياسة النبي في خلق مركز تجمّع و قوّة ينافس مركز مكّة القرشية ، و كانوا من أنصار علي إيماناً بالإسلام و إتباعاً لوصايا النبي ( صلى الله عليه و آله ) (11) .
    **********************************
    1. محمّد الحسين آل كاشف الغطاء ، أصل الشيعة وأصولها : 143 .
    2. ابن هشام ، السيرة النبوية ، في حديث إسلام سلمان 1 : 251ـ258 .
    3. على سامي النشار ، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام ، دار المعارف : 3 / 90 .
    4. القران الكريم: سورة التوبة (9)، الآية: 34، الصفحة: 192.
    5. يوسف السيد هاشم الرفاعي ، أدلة أهل السنة و الجماعة ، الكويت ، الطبعة الأولى ، 1984 : 44 . انظر أيضاً علي سامي النشار ، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام : 3 / 90 .
    6. أبو الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي ، البداية و النهاية ، دار الفكر ، بيروت : 5 / 418 .
    7. ابن كثير ، البداية و النهاية : 5 / 418 . أيضاً ابن الأثير ، الكامل في التاريخ : 3 / 157 .
    8. محمّد جواد مغنية ، الشيعة في الميزان : 100 .
    9. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ : 3 / 178 .
    10. ابن كثير ، البداية و النهاية : 5 / 353 .
    11. كتاب مصدر التشريع عند مذهب الجعفرية ، للكاتب محمد باب العلوم : 34 ـ 41 .

  • 1

    الشيخ نجاح الطائي

    روايات في محاولة اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله) في العقبة

    لقد حدثت غزوة تبوك في السنة التاسعة للهجرة. وقد ذكرها الواقدي في مغازيه (1) قائلا: إنما كانت أخبار الشام عند المسلمين كل يوم لكثرة من يقدم عليهم من الأنباط، فقدمت قادمة فذكروا أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام، وأن هرقل قد رزق أصحابه لسنة، وأجلبت معه لخم وجذام وغسان وعاملة. وزحفوا وقدموا مقدماتهم إلى البلقاء وعسكروا بها، وتخلف هرقل بحمص.
    ولم يكن ذلك، إنما ذلك شيء قيل لهم فقالوه. ولم يكن عدو أخوف عند المسلمين منهم، وذلك لما عاينوا منهم (إذ كانوا يقدمون عليهم تجارا) من العدد والعدة والكراع. وكان رسول الله لا يغزو غزوة إلا ورى بغيرها، لئلا تذهب الأخبار بأنه يريد كذا وكذا، حتى كانت غزوة تبوك فغزاها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حر شديد. وقال الجلاس بن سويد: والله لئن كان محمد صادقا لنحن شر من الحمير! والله لوددت أني أقاضي على أن يضرب كل رجل منا مائة جلدة وأنا ننفلت من أن ينزل فيها القرآن بمقالتكم. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعمار بن ياسر: أدرك القوم فإنهم قد احترقوا، فسلهم عما قالوا، فإن أنكروا فقل: بلى قلتم كذا وكذا. فذهب إليهم عمار فقال لهم. فأتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعتذرون إليه..

    فأنزل الله { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب } إلى قوله { بأنهم كانوا مجرمين } (2). ولما أحتاج المسلمون إلى الماء في تلك الصحراء بصيفها الحار، دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسقط المطر. فقال أوس بن قيظي المنافق: سحابة مارة (3). وكانت غزوة تبوك بعد انتصار المسلمين على المشركين، وسيطرتهم على جزيرة العرب، فوجد المنافقون أن ملك المسلمين أصبح عظيما، وبلادهم واسعة، فسعوا لقتل النبي (صلى الله عليه وآله) للسيطرة على خلافته.

    وقد نزلت آيات كثيرة في تبوك في المنافقين وأفعالهم منها: {وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون} (4). و{والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين} (5). وذكر البيهقي عن عروة، قال: ورجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) قافلا من تبوك إلى المدينة، حتى إذا كان ببعض الطريق مكر برسول الله (صلى الله عليه وآله) ناس من أصحابه فتآمروا [عليه] (6) أن يطرحوه في عقبة في الطريق، فلما بلغوا العقبة أرادوا أن يسلكوها معه، فلما غشيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبر خبرهم (7)، فقال: من شاء منكم أن يأخذ بطن الوادي فإنه أوسع لكم، وأخذ النبي (صلى الله عليه وآله) العقبة، وأخذ الناس بطن الوادي إلا النفر الذين مكروا برسول الله (صلى الله عليه وآله) لما سمعوا بذلك استعدوا وتلثموا، وقد هموا بأمر عظيم، وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حذيفة بن اليمان، وعمار بن ياسر، فمشيا معه مشيا، وأمر عمارا أن يأخذ بزمام الناقة، وأمر حذيفة أن يسوقها فبينا هم يسيرون إذ سمعوا بالقوم من ورائهم قد غشوهم فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأمر حذيفة أن يردهم، وأبصر حذيفة غضب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فرجع ومعه محجن، فاستقبل وجوه رواحلهم، فضربها ضربا بالمحجن، وأبصر القوم وهم متلثمون، لا يشعر إنما ذلك فعل المسافر، فرعبهم الله عز وجل حين أبصروا حذيفة، وظنوا أن مكرهم قد ظهر عليه، فأسرعوا حتى خالطوا الناس، وأقبل حذيفة حتى أدرك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما أدركه، قال: اضرب الراحلة يا حذيفة، وامش أنت يا عمار، فأسرعوا حتى استوى بأعلاها فخرجوا من العقبة ينتظرون الناس، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لحذيفة: هل عرفت من هؤلاء الرهط أو الركب، أو أحدا منهم؟ قال حذيفة: عرفت راحلة فلان وفلان، وقال: كانت ظلمة الليل، وغشيتهم وهم متلثمون، فقال (صلى الله عليه وآله): هل علمتم ما كان شأن الركب وما أرادوا؟ قالوا: لا والله يا رسول الله، قال: فإنهم مكروا ليسيروا معي حتى إذا أظلمت في العقبة طرحوني منها، قالوا: أفلا تأمر بهم يا رسول الله إذا جاءك الناس فتضرب أعناقهم؟ قال: أكره أن يتحدث الناس ويقولوا إن محمدا قد وضع يده في أصحابه، فسماهم لهما، وقال: اكتماهم (8).

    إذن كان حذيفة وعمار يعرفان أسماء المنافقين. وقد عودنا الناشرون وبعض الرواة على وضع كلمتي فلان بدل أبي بكر وعمر. وقد ذكر ابن أبي الحديد المعتزلي عمر وعثمان بدل فلان عند ذكر المنهزمين من معركة أحد (9). وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس، عن ابن إسحاق، قال: فلما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الثنية نادى منادي رسول الله (صلى الله عليه وآله): أن خذوا بطن الوادي فهو أوسع عليكم، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أخذ الثنية، فذكر الحديث في مكر المنافقين بنحو مما ذكرنا في رواية عروة إلى قوله لحذيفة: هل عرفت من القوم أحدا؟ فقال: لا ولكني أعرف رواحلهم، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله قد أخبرني بأسمائهم وأسماء آبائهم، وسأخبرك بهم إن شاء الله عند وجه الصبح، فانطلق إذا أصبحت فأجمعهم، فلما أصبح، قال: ادع عبد الله أظنه ابن سعد بن أبي سرح (10)، وفي الأصل عبد الله بن أبي، وسعد بن أبي سرح إلا أن ابن إسحاق ذكر قبل هذا أن ابن أبي تخلف في غزوة تبوك ولا أدري كيف هذا (11).

    وأخبرنا أبو علي: الحسين بن محمد الروذباري، أخبرنا أبو العباس: عبد الله بن عبد الرحمن بن حماد العسكري [ببغداد]، قالا: حدثنا أحمد بن الوليد الفحام، أخبرنا شاذان، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن قيس بن عباد، قال: قلت لعمار: أرأيتم صنيعكم هذا فيما كان من أمر علي، أرأيا رأيتموه أو شيئا عهده إليكم رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: ما عهد إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئا لم يعهده إلى الناس كافة، ولكن حذيفة أخبرني عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: في أصحابي اثنا عشر منافقا، منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط (12).
    رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن الأسود بن عامر شاذان (13). أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ [قال]: حدثنا أبو الفضل بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن سلمة، [قال]: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدث عن أبي نضرة عن قيس بن عباد، قال: قلنا لعمار بن ياسر أرأيت قتالكم هذا أرأيا رأيتموه، فإن الرأي يخطئ ويصيب، أم عهدا عهده إليكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) - شيئا لم يعهده في الناس كافة - وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن في أمتي ، قال شعبة: وأحسبه قال حدثني حذيفة أنه قال إن في أمتي اثني عشر منافقا لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم تكفيهم الدبيلة شراج من النار تظهر بين أكتافهم حتى تنجم من صدورهم.
    رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن بشار (14). وروينا عن حذيفة أنهم كانوا أربعة عشر، أو خمسة عشر، وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ورسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وعذر ثلاثة، قالوا: ما سمعنا المنادي، ولا علمنا ما أراد القوم (15). رواية حذيفة في كتاب المحلى ذكر حذيفة بن اليمان العبسي (صاحب سر النبي (صلى الله عليه وآله) كما وصفه الخليفة عمر) (16) محاولة بعض الصحابة قتل النبي (صلى الله عليه وآله) في غزوة تبوك، وذلك بإلقائه من العقبة (17) في الوادي. وقد ذكر ابن حزم الأندلسي المتوفى سنة 456 ه‍ هذه الحادثة في كتابه المحلى قائلا: وأما حديث حذيفة فساقط، لأنه من طريق الوليد بن جميع، وهو هالك، ولا نراه يعلم من وضع الحديث، فإنه قد روى أخبارا فيها أن أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) أرادوا قتل النبي (صلى الله عليه وآله)، وإلقائه من العقبة في تبوك، ولو صحت لكانت بلا شك على ما بينا من أنهم صح نفاقهم، وعاذوا بالتوبة، ولم يقطع حذيفة ولا غيره على باطن أمرهم، فتورع عن الصلاة عليهم (18). والوليد بن جميع هو الوليد بن عبد الله بن جميع. جاء في كتاب ميزان الاعتدال للذهبي (19): الوليد بن جميع وثقه ابن معين، والعجلي، وقال أحمد، وأبو زرعة ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وجاء في كتاب الجرح والتعديل للرازي (20): عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، أنه قال: الوليد بن جميع ثقة.

    وذكره ابن حجر العسقلاني في الإصابة في جملة رواته (21). وذكره ابن كثير في جملة رواته الثقات (22). وذكره مسلم في صحيحه في جملة رواته (23). ولما كان الحاكم قد اطلع على حديث حذيفة المذكور بواسطة الوليد بن عبد الله بن جميع، فقد قال: لو لم يذكره مسلم في صحيحه لكان أولى (24). وهذا يعني أن الوليد بن جميع ثقة في نظر الحاكم ولكنه منزعج منه لذكره الحديث المذكور. فالحاكم يريد منه أن يذكر بعض الأحاديث ويكتم البعض الآخر! إذن وفق رأي مسلم، والذهبي، وابن معين، والعجلي، وأبي زرعة، وأبي حاتم، والرازي وابن حجر يكون سند الحديث صحيحا، فهؤلاء يوثقون حذيفة بن اليمان، والوليد بن جميع. وقطع ابن حزم الأندلسي بعدم صلاة حذيفة على أبي بكر وعمر وعثمان إذ قال: ولم يقطع حذيفة ولا غيره على باطن أمرهم فتورع عن الصلاة عليهم (25).
    وكما ذكرنا أن حذيفة صاحب سر النبي (صلى الله عليه وآله)، وكان عمر يسأل عن حذيفة إذا مات ميت، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر (26). لتحريم الصلاة على المنافقين { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره } (27). ويذكر أن الذي مات في زمن عمر وحذيفة هو أبو بكر. وقطع ابن حزم الأندلسي بعدم صلاة حذيفة عليه. ثم ذكر ابن عساكر صاحب تاريخ دمشق أيضا، أن حذيفة لم يصل على فلان (28) أي أبي بكر. وهذه عادة معروفة مع الشيخين أبي بكر وعمر.
    فقد تقدم عمر نفسه إلى حذيفة بطلب الصلاة عليه، فلما رأى عدم صلاة حذيفة عليه اندهش وتقدمت عيناه، ثم سأل حذيفة: أمن القوم أنا؟ يعني المنافقين؟ (29) وقد صرح النبي (صلى الله عليه وآله) (30) وعلي (عليه السلام) وعمر (31) بمعرفة حذيفة بن اليمان بأسماء المنافقين، فقد قال علي (عليه السلام): ذاك امرؤ علم المعضلات والمفصلات، وعلم أسماء المنافقين، إن تسألوه عنها تجدوه بها عالما (32). وحذيفة لم يخبر أحدا بأسماء المنافقين، لكنه لم يصل عليهم! والمقصود بهم هنا مجموعة المهاجمين له (صلى الله عليه وآله) في العقبة. قال حذيفة: مر بي عمر بن الخطاب وأنا جالس في المسجد فقال لي: يا حذيفة إن فلانا (33) قد مات فاشهده. قال: ثم مضى، إذ كاد أن يخرج من المسجد، التفت إلي فرآني وأنا جالس فعرف، فرجع إلي فقال: يا حذيفة أنشدك الله أمن القوم أنا؟ قال: قلت: اللهم لا ولن أبرئ أحدا بعدك. قال: فرأيت عيني عمر جاءتا (34). أي عرف عمر عدم رغبة حذيفة بالصلاة على جثمان أبي بكر. وروى ابن عساكر: دخل عبد الرحمن على أم سلمة رضي الله عنها، فقالت: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: إن من أصحابي لمن لا يراني بعد أن أموت أبدا، فخرج عبد الرحمن من عندها مذعورا، حتى دخل على عمر، فقال له: اسمع ما تقول أمك. فقام عمر حتى دخل عليها، فسألها، ثم قال أنشدك الله أمنهم أنا؟ قالت: لا ولن أبرئ بعدك أحدا (35).
    وكان ابن عوف وعمر من رجال العقبة (36). والظاهر أن عمر كان خائفا جدا من هذا الموضوع بحيث سأل عنه حذيفة وأم سلمة! ولقد وقع حذيفة وأم سلمة في حرج شديد من سؤال عمر الخطير لهما وبان هذا الحرج من قولهما: لن أبرئ بعدك أحدا. وقال نافع بن جبير بن مطعم: لم يخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأسماء المنافقين، الذين بخسوا به ليلة العقبة بتبوك غير حذيفة، وهم اثنا عشر رجلا (37). ولقد أضافوا إلى حديث ابن عساكر شيئا لم يكن موجودا في أصله، وهو: ليس فيهم قرشي، وكلهم من الأنصار أو من حلفائهم؟! ليبعدوا الشبهة عن قريش، ويضعوها على عاتق الأنصار، كما فعلوا ذلك في حوادث عديدة! ومنها السقيفة! إذ اتهموا زورا سعد بن عبادة بمحاولة اغتصاب السلطة، وادعوا قيام العباس بن أبي طالب بسقي النبي (صلى الله عليه وآله) شرابا، في حين قاموا هم باغتصاب السلطة وسقي النبي (صلى الله عليه وآله) الشراب القاتل (38).

    وقال حذيفة: لو كنت على شاطئ نهر، وقد مددت يدي لأغرف، فحدثتكم بكل ما أعلم، ما وصلت يدي إلى فمي، حتى أقتل (39). أي لو أخبر حذيفة بأسماء المنافقين الأحياء منهم والأموات، لقتلوه بسرعة، لذلك لم يخبر بأسمائهم في زمن حكم أبي بكر وعمر ولكنه كان لا يصلي عليهم وهذه إشارة ذلك، وفي زمن حكم عثمان وعلي (عليه السلام) صرح بأسمائهم فقتلوه، كما توقع هو! وعن حذيفة أنه قال: خذوا عنا فإنا لكم ثقة، ثم خذوا عن الذين يأخذون عنا، فأنهم لكم ثقة، ولا تأخذوا عن الذين يلونهم. قالوا: لم؟ قال: لأنهم يأخذون حلو الحديث ويدعون مره، ولا يصلح حلوه إلا بمره (40). وقال حذيفة: لقد حدثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما يكون حتى تقوم الساعة، غير أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة منها (41).
    هل كان أبو موسى الأشعري من المنافقين؟ كانت سيرة أبي موسى الأشعري غير مرضية بالعمل والقول وقد اتهمه أعاظم الصحابة بالنفاق. فقد ذكره حذيفة في جملة منافقي ليلة العقبة: إذ جاء في الرواية: أن عمارا سئل عن أبي موسى فقال: سمعت فيه من حذيفة قولا عظيما، سمعته يقول: صاحب البرنس (42) الأسود، ثم كلح كلوحا علمت منه أنه كان ليلة العقبة بين ذلك الرهط. جاء في مسند حذيفة بن اليمان عن أبي الطفيل قال: كان بين حذيفة، وبين رجل من أهل العقبة بعض ما يكون بين الناس فقال (حذيفة): أنشدك الله كم كان أصحاب العقبة؟ فقال أبو موسى الأشعري: قد كنا نخبر أنهم أربعة عشر. فقال حذيفة: فإن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر، أشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ورسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد (43).
    وفي كل كتب السيرة ذكروا بأن المنافقين المذكورين كانوا حربا لله ورسوله (44). ولكن أحد الناشرين امتعض من ذلك وذكر بأنهم حزب الله ورسوله!! وأخرج ابن عدي في الكامل وابن عساكر في التاريخ على ما في منتخب كنز العمال بالإسناد عن أبي نجاء حكيم قال: كنت جالسا مع عمار فجاء أبو موسى فقال: ما لي ولك؟ ألست أخاك؟ قال (عمار): فما أدري ولكن سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يلعنك ليلة الجبل (العقبة). قال: إنه استغفر لي. قال عمار: قد شهدت اللعن ولم أشهد الاستغفار (45). وذكر حذيفة بن اليمان أبا موسى الأشعري في جملة المنافقين في رواية أخرى، إذ كتب العالم الأندلسي ابن عبد البر في الاستيعاب قائلا: فقد روي فيه لحذيفة كلام، كرهت ذكره، والله يغفر له (46). وفي رواية أخرى: روى جرير بن عبد الحميد الضبي عن الأعمش عن شقيق أبي وائل قال: قال حذيفة بن اليمان: والله ما في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحد أعرف بالمنافقين مني، وأنا أشهد أن أبا موسى الأشعري منافق (47). وقد سمع عبد الله بن عمر ذلك لكنه قال لأبي بردة بن أبي موسى الأشعري: إن أباك كان خيرا من أبي (48). وقال حذيفة والأشتر عن أبي موسى الأشعري: إنه من المنافقين (49).
    أي من المهاجمين للنبي (صلى الله عليه وآله) ليلة العقبة! وعن شقيق كنا مع حذيفة جلوسا فدخل عبد الله (بن عباس) وأبو موسى المسجد فقال: أحدهما منافق ثم قال: إن أشبه الناس هديا وذلا وسمتا برسول الله (صلى الله عليه وآله) عبد الله (بن عباس) (50). وقال عقيل بن أبي طالب عالم الأنساب عنه: ابن المراقة (أي ابن زنا) (51). وقد مات الأشعري في سنة اثنتين وأربعين (52). فيكون من جملة المهاجمين للرسول (صلى الله عليه وآله) في العقبة أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص وأبو سفيان وأبو موسى الأشعري.
    وأضاف إليهم صاحب كتاب منتخب التواريخ ابن عوف وابن الجراح ومعاوية وابن العاص والمغيرة وأوس بن حدثان وأبا هريرة وأبا طلحة الأنصاري (53). وكان أبو موسى الأشعري من جناح عمر في الحزب القرشي لذلك أوصى به عمر كثيرا إذ جاء عن مجاهد عن الشعبي: كتب عمر في وصيته: لا يقر لي عامل أكثر من سنة، وأقر الأشعري على البصرة أربع سنين (54). ومقابل ذلك استمر أبو موسى الأشعري في دعم عمر وأولاده، ومعاديا لأهل البيت (عليهم السلام) ففي معركة الجمل ثبط الناس عن الحرب مع علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وفي قضية التحكيم في معركة صفين خلع علي بن أبي طالب (عليه السلام) من الخلافة ودعا لخلافة عبد الله بن عمر! وقد جاء في الحديث الصحيح: يا علي لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق (55). ولأنه من جناح عمر بن الخطاب لم يوله أبو بكر منصبا من المناصب، ولأجل ذلك عزلة عثمان بن عفان من ولاية البصرة وولاها عبد الله بن عامر بن كريز الأموي (56).
    --------------------------------------------------------
    (1) المغازي 2 / 989.
    (2) سورة التوبة 65، 66.
    (3) المغازي للواقدي 2 / 1009.
    (4) التوبة 81، 82.
    (5) التوبة 107.
    (6) الزيادة من (أ) فقط.
    (7) في (ح): أخبرهم خبره .
    (8) نقله الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (5: 19)، عن المصنف، وقد روى الخبر الإمام أحمد عن أبي الطفيل، وابن سعد عن جبير بن مطعم. دلائل النبوة، البيهقي 5 / 256، 257 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت.
    (9) نظريات الخليفتين، المؤلف 2 / 266، شرح النهج، المعتزلي 3 / 390 طبع دار الكتب العلمية - مصر.
    (10) وقال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد: عبد الله بن أبي سعد بن أبي سرح، ولم يعرف له إسلام .
    (11) دلائل النبوة، البيهقي 5 / 257، 258، طبعة دار الكتب العلمية - بيروت.
    (12) المصدر السابق.
    (13) أخرجه مسلم في: 50 - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، الحديث (9)، ص (4: 2143) عن أبي بكر بن أبي شيبة.
    (14) أخرجه مسلم في الموضع السابق، الحديث (10) عن محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى. (15) دلائل النبوة، البيهقي 5 / 257، 258 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت.
    (16) أسد الغابة، ابن الأثير، ترجمة حذيفة 1 / 468، طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت.
    (17) العقبة: الجبل الطويل يعرض للطريق فيأخذ فيه وهو طويل صعب شديد، لسان العرب لابن منظور 1 / 621.
    (18) المحلى، ابن حزم الأندلسي 11 / 225.
    (19) ميزان الاعتدال 4 / 337 رقم 9362 طبع دار المعرفة - بيروت.
    (20) الجرح والتعديل ج 9 / 8 طبع دار الكتب العلمية - بيروت.
    (21) الإصابة ج 1 / 454.
    (22) البداية والنهاية 4 / 362، 5 / 310، 6 / 225.
    (23) صحيح مسلم 3 / 1414 حديث 98 - 1787 طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت. (24) المحلى لابن حزم 11 / 225.
    (25) المحلى، ابن حزم الأندلسي 11 / 255.
    (26) الاستيعاب، ابن عبد البر 1 / 278 بهامش الإصابة وأسد الغابة، ابن الأثير 1 / 468، السيرة الحلبية 3 / 143، 144.
    (27) التوبة: 84.
    (28) مختصر تاريخ دمشق، ابن عساكر 6 / 253، طبعة دار الفكر الأولى - دمشق.
    (29) مختصر تاريخ دمشق 6 / 253، فلم يخبره حذيفة خوفا من القتل، ولقد أراد عمر أن يفهم هل عرفه حذيفة في ليلة العقبة أم لا؟
    (30) مختصر تاريخ دمشق 6 / 253، المستدرك، الحاكم 3 / 381.
    (31) المصدر السابق.
    (32) مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، ابن منظور 6 / 252، أسد الغابة، ابن الأثير ترجمة حذيفة 1 / 468 طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت، تاريخ دول الإسلام، شمس الدين الذهبي ص 22.
    (33) أي أبا بكر.
    (34) مختصر تاريخ ابن عساكر 6 / 253، طبعة دار الفكر الأولى 1404 ه‍ - 1984 م، وكان عمر إذا مات ميت سأل عن حذيفة، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر، الاستيعاب، ابن عبد البر الأندلسي 1 / 278 بهامش الإصابة، أسد الغابة، ابن الأثير 1 / 468، السيرة الحلبية 3 / 143.
    (35) مختصر تاريخ دمشق 19 / 334.
    (36) منتخب التواريخ ص 63.
    (37) مختصر تاريخ ابن عساكر 6 / 253، المستدرك الحاكم 3 / 381.
    (38) صحيح البخاري 7 / 17، صحيح مسلم 7 / 24، 198، معجم ما استعجم، عبد الله الأندلسي ص 142.
    (39) مختصر تاريخ ابن عساكر 6 / 259.
    (40) مختصر تاريخ ابن عساكر 6 / 259.
    (41) مختصر تاريخ ابن عساكر 6 / 249.
    (42) البرنس: قلنسوة طويلة وكان النساك يلبسونها في صدر الإسلام قال الجوهري: هو كل ثوب رأسه منه ملتزق به من دراعة أو جبة * المختار 37 ب.
    (43) كنز العمال، المتقي الهندي المتوفى سنة 975 هجرية 14 / 86 طبع مؤسسة الرسالة - بيروت.
    (44) تفسير ابن كثير 2 / 605 طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت.
    (45) منتخب كنز العمال 5 / 234.
    (46) الاستيعاب بهامش الإصابة، ابن عبد البر الأندلسي ص 372 طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت.
    (47) الإيضاح، الفضل بن شاذان ص 30 مؤسسة الأعلمي - بيروت.
    (48) رواه في المشكاة ص 458، وقال: رواه البخاري وأخرجه ابن الأثير في الجامع 9 / 363 عن البخاري، صحيح البخاري باب مناقب الأنصار ص 45.
    (49) الاستيعاب بهامش الإصابة، ابن عبد البر ص 372، تاريخ الطبري 3 / 501، العقد الفريد، ابن عبد ربة الأندلسي 4 / 325.
    (50) أعلام النبلاء، الذهبي 2 / 394، تاريخ الفسوي 2 / 771 واقتبسه ابن عساكر ص 538.
    (51) شرح نهج البلاغة، المعتزلي 2 / 125.
    (52) الطبقات 6 / 16، أعلام النبلاء 2 / 38.
    (53) منتخب التواريخ، محمد هاشم خراساني ص 63.
    (54) الإصابة، ابن حجر 2 / 360 طبعة دار إحياء التراث - بيروت، الطبقات، ابن سعد 5 / 45.
    (55) صحيح مسلم، كتاب الإيمان 1 / 120.
    (56) الاستيعاب بهامش الإصابة، ابن عبد البر 1 / 278 طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت.

  • 1

    قال مسعود بن عمر بن عبد اللّه الشهير بسعد الدّين التفتازاني 712 هجريّة- 793 ‌

    أن ما وقع بين الصحابة من المحاربات و المشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ و المذكور على ألسنة الثقات يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق و بلغ حد الظلم و الفسق و كان الباعث له الحقد و العناد و الحسد و اللداد و طلب الملك و الرئاسة و الميل إلى اللذات و الشهوات إذ ليس كل صحابي معصوما و لا كل من لقي النبي (صلى اللّه عليه و سلّم) بالخير موسوما إلا أن العلماء لحسن ظنهم بأصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) ذكروا لها محامل و تأويلات بها تليق و ذهبوا إلى أنهم محفوظون عما يوجب التضليل و التفسيق صونا لعقائد المسلمين عن الزيغ و الضلالة في حق كبار الصحابة، سيما المهاجرين منهم و الأنصار و المبشرين بالثواب في دار القرار

    و أما ما جرى بعدهم من الظلم على أهل بيت النبي (صلى اللّه عليه و سلّم) فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء و من الشناعة بحيث لا اشتباه على الآراء إذ تكاد تشهد به الجماد و العجماء و يبكي له من في الأرض و السماء، و تنهد منه الجبال و تنشق الصخور و يبقى سوء عمله على كر الشهور و مر الدهور فلعنة اللّه على من باشر أو رضي أو سعى و لعذاب الآخرة أشد و أبقى.

    شرح المقاصد , التفتازاني ج 5 ص 310

  • 1

    ذكر الخبر عن سبب هلاكه:
    وَكَانَ السبب فِي ذَلِكَ مَا حَدَّثَنِي عمر، قال: حدثنى على، عن مسلمه ابن محارب، أن عبد الرَّحْمَن بن خَالِد بن الْوَلِيد كَانَ قَدْ عظم شأنه بِالشَّامِ، ومال إِلَيْهِ أهلها، لما كَانَ عندهم من آثار أَبِيهِ خَالِد بن الْوَلِيد، ولغنائه عن الْمُسْلِمِينَ فِي أرض الروم وبأسه، حَتَّى خافه مُعَاوِيَة، وخشي عَلَى نفسه مِنْهُ، لميل الناس إِلَيْهِ، فأمر ابن أثال أن يحتال فِي قتله، وضمن لَهُ إن هُوَ فعل ذَلِكَ أن يضع عنه خراجه مَا عاش، وأن يوليه جباية خراج حمص، فلما قدم عبد الرَّحْمَن بن خَالِد حمص منصرفا من بلاد الروم دس إِلَيْهِ ابن أثال شربة مسمومة مع بعض مماليكه، فشربها فمات بحمص، فوفى لَهُ مُعَاوِيَة بِمَا ضمن لَهُ، وولاه خراج حمص، ووضع عنه خراجه.

    تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك وصله تاريخ الطبري ج : 5  ص : 227

  • 1

    السؤال:
    هل حدیث العشرة المبشرة صحیح؟

    الجواب:
    حدیث العشرة المبشرة حدیث یدعی ان النبی الاکرم صلی الله علیه و آله اوعد فیه الی عشرة اشخاص من اصحابه الجنة؛ لکن بصرف النظر عن المناقشة فی سند هذا الحدیث، يواجه هذا الحديث العديد من المشاكل النصية و الدلالية، و التي نذكرها فی الأدنی.

    عدم ‌اطلاع هؤلاء الاشخاص مما وعدهم النبی صلي الله عليه و آله:
    من الذین یعتبر عند علماء اهل السنة من العشرة المبشرة هو سعد بن ابي وقاص؛ لکن نفس سعد بن ابي وقاص هو لم یقبل حديث العشرة المبشرة؛ لانه نقل رواية عن النبی صلي الله عليه و آله هکذا:
    عن عامر بن سعد قال سمعت أبي يقول ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحي يمشى انه في الجنة الا لعبد الله بن سلام
    صحيح مسلم – مسلم النيسابوري – ج 7 ص 160

    حسب هذا الحديث عن النبی صلي الله عليه و آله اوعد شخصا واحدا بالجنة و ذاک الشخص هو عبد الله بن سلام، الحال اهل السنة اما ان یرفعوا الید عن صحة کتاب صحيح مسلم و یقولون ان الحدیث الذی نقل لعبد الله بن سلام كذب او ان یقولوا ان الحديث العشرة المبشرة کذب؛ لانه لا یمکن ان النبی یوعد سعد بن ابي وقاص و تسعة اخر بالجنة؛ و الحال ان سعد نفسه لم یطلع علی الموضوع.

    الحرب و سفک الدماء بين العشرة المبشرة:
    قتل عثمان بید العشرة المبشرة:
    من الاشكالات الواردة علی حديث العشرة المبشرة هو ان عمل هؤلاء الاشخاص شاهد علی انهم لم یعتقدوا بانهم من اهل الجنة؛ فضلا عن انهم یشککوا فی اسلام بعضهم لبعض حتی انهم یبیحون دم واحد للآخر.

    علی سبیل المثال طلحة و الزبير الذین هما شخصین من العشرة المبشرة خالفا اکثر المخالفة مع عثمان و هو من العشرة المبشرة ایضا و اوصلا الامر الی حد حتی سببا قتل عثمان و بقی جسد عثمان 3 ایام علی الارض و لم یسمحوا ان تدفن جنازة عثمان فی مقبرة المسلمین.

    التهديد بقتل العشرة المبشرة بید عمر:
    كان عمر بن الخطاب قد اخترع طريقة جديدة لخلافته لم يفعلها النبي و لا أبو بكر.
    و أمر الی أمیرالمؤمنين علي(ع) و عثمان و طلحة و الزبير و سعد بن أبي وقاص و عبد الرحمن بن عوف بالاستشارة و انتخاب الخليفة.
    النقطة المهمة في هذه القصة، و التي تتعلق بموضوع مناقشتنا، هي الأوامر التي يعطيها لهؤلاء الأشخاص الستة:
    فان اجتمع خمسة ورضوا رجلا وأبى واحد فاشدخ رأسه أو اضرب رأسه بالسيف وان اتفق أربعة فرضوا رجلا منهم وأبى اثنان فاضرب رؤسهما فان رضى ثلاثة رجلا منهم وثلاثة رجلا منهم فحكموا عبد الله بن عمر فأي الفريقين حكم له فليختاروا رجلا منهم فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكوتوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف واقتلوا الباقين
    تاريخ الطبري – محمد بن جرير الطبري – ج 3 ص 294

    إذا كان هؤلاء من العشرة المبشرة و وعدهم النبي صلى الله عليه و آله و سلم بالجنة، فكيف يأمر عمر إذا حدث هذا الشيء او غیره بقطع رؤوسهم؟
    هل يضرب عمر رقبة من وعده النبي صلى الله عليه و آله و سلم بالجنة؟

    عدم اعتقاد الخلفاء بحديث العشرة المبشرة:
    و من الاشکالات الواردة علی هذا الحديث أن أحدا من الخلفاء لم يؤمن بهذا الحديث. لأن مثل هذا الحديث لم يصدر عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم. فلو روى النبي صلى الله عليه و آله و سلم هذا الحديث لاستخدموه الخلفاء لمصلحتهم في موقف مناسب. على سبيل المثال، عندما كان عدد قليل جدًا من المهاجرين مع الأنصار في سقیفة بني ساعدة و كانوا يتجادلون فيما بينهم على الخلافة لدرجة أنهم داسوا على سعد بن عبادة و ركلوه ، فهذه أفضل فرصة. ليقول أبو بكر: لقد وعدنا النبي صلى الله عليه و آله و سلم بالجنة؛ لذلك ، نحن اهل الجنة لنا الأسبقية على الخلافة.

    حالة أخرى عندما انزعج الناس من ظلم عثمان و تبعیضه و حاصر منزله مجموعة من الصحابة بتحريض من عائشة لقتله. فهنا یتمکن عثمان ان یقول کیف بکم تقصدوا قتل شخص الذی اوعده النبی ص بالجنة؟ عندما يجد الإنسان نفسه في مثل هذا الموقف الذي يريدون قتله، فإنه يبذل قصارى جهده للهروب من أصغر فتحة لنفسه، و الاستناد بحدیث العشرة المبشرة في الظروف التي عاشها عثمان يمكن على الأقل جعل المهاجمين يفكرون قليلاً حتی ینصرفوا عن قتله و یکتفوا بخلعه من الخلافة.
     
    لكننا نرى أن لا أبو بكر و لا عمر في السقيفة و لا عثمان في الحصار احتجوا بهذا الحديث و هذا مما يدل على أن هذا سبب آخر لبطلان هذا الحدیث.

    آمال الخلفاء:
    مشكلة أخرى التی أوردوها علی هذا الحدیث هي التعارض بين هذا الحدیث و الروايات التي يتم التعبير عن رغبات الخلفاء فيها، علی سبیل المثال کان ابوبكر یأمل هکذا:
    عن الضحاك قال رأى أبو بكر الصديق طيرا واقعا على شجرة فقال طوبى لك يا طير والله لوددت أني كنت مثلك تقع على الشجرة وتأكل من الثمر ثم تطير وليس عليك حساب ولا عذاب والله لوددت أني كنت شجرة إلى جانب الطريق مر علي جمل فأخذني فادخلني فاه فلاكني ثم ازدردني ثم أخرجني بعرا ولم أكن بشرا
    المصنف – ابن أبي شيبة الكوفي – ج 8 ص 144

    و في هذا الحدیث يقول أبو بكر صراحة أنه يخاف من الحساب و العقاب بعد ذلك. في حين أن الشخص الموعود بالجنة يجب ألا يخاف الموت بعد الآن و يجب أن تكون لديه الرغبة في الوصول إلى الله.
    کذلک عمر ایضا فی رغباته یقول:
    فقال عمر رضي الله عنه يا ليتني كنت كبش أهلي سمنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت كأسمن ما يكون زارهم بعض من يحبون فذبحوني لهم فجعلوا بعضي شواء وبعضه قديدا ثم أكلوني ولم أكن بشرا
    شعب الإيمان – أحمد بن الحسين البيهقي – ج 1 ص 485

    يجب على الشخص الذي ينتظر أن يلتقي بالله، و وُعد بالجنة، لابد أن يشكر الله ألف مرة على أنه خلقه إنسان و كان قادرًا على بلوغ الكمال و العيش في أعلى جنة الفردوس الإلهية؛ لكن هذه المخاوف و هذا الهروب من کونه إنسانا يدلان على أن الحساب الإلهي صعب جدًا على مثل هذا الشخص و أن العذاب المؤلم ينتظره. كما قال أمير المؤمنين علي (ع) عندما ضربه ابن ملجم على رأسه بالسيف، قال: فزت و رب الكعبة.
    توضح هذه الجملة أن ما هو طاهر في الحساب لم يخشى الحساب.

    رد الحدیث بید امیرالمومنین علیه السلام:
    و في كتاب سليم بن قيس الهلالي محادثة بين أمير المؤمنين (ع) و الزبير، و هي بالنسبة لحديث العشرة المبشرة، و نصه على النحو التالي:
    أصحاب الجمل ملعونون على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عليه السلام : نشدتكما بالله ، أتعلمان وأولوا العلم من آل محمد وعائشة بنت أبي بكر ( أن أصحاب الجمل وأهل النهروان ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وآله ) وقد خاب من افترى ؟ فقال الزبير : كيف نكون ملعونين ونحن من أهل الجنة ؟ فقال علي عليه السلام : لو علمت أنكم من أهل الجنة لما استحللت قتالكم . فقال الزبير : أما سمعت رسول الله يقول يوم أحد : ( أوجب طلحة الجنة ، ومن أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على الأرض حيا فلينظر إلى طلحة ) ؟ أوما سمعت رسول الله يقول : ( عشرة من قريش في الجنة ) ؟ رد أمير المؤمنين عليه السلام حديث العشرة المبشرة فقال علي عليه السلام : فسمهم . قال : فلان وفلان وفلان ، حتى عد تسعة ، فيهم أبو عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل . فقال علي عليه السلام : عددت تسعة ، فمن العاشر ؟ قال الزبير : أنت فقال علي عليه السلام : أما أنت فقد أقررت أني من أهل الجنة ، وأما ما ادعيت لنفسك وأصحابك فإني به لمن الجاحدين . والله إن بعض من سميت لفي تابوت في جب في أسفل درك من جهنم ، على ذلك الجب صخرة إذا أراد الله أن يسعر جهنم رفع تلك الصخرة
    کتاب سلیم بن قیس – سلیم بن قیس الهلالی الکوفی – ص 327 و 328

    و في هذا الحدیث أنكر أمير المؤمنين صراحةً صدور مثل هذا الحدیث عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم ، و أشار إلى أحد عيوب هذا الحدیث، و هو أننا إذا كنا من اهل الجنة فلابد ان لا نقاتل بعضنا البعض و لانعتبر حرب بعضنا مع البعض مشروع.

    اضطراب الحدیث من حیث اشخاص العشرة المبشره:
    عيب آخر في هذا الحديث هو عدم معرفة أهل هذه العشرة المبشرة، و إذا أردنا أن نحسب جميع الأشخاص المذكورين على أنهم من العشرة المبشرة، فقد یتجاوزوا العشرة.

    في إحدى روايات هذا الحديث يعتبر أبو عبيدة من المبشرين العشرة:

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلى في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة و عبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة
    سنن الترمذی – الترمذی – ج 5 ص 311

    أما في رواية حاكم النيسابوری في المستدرك فقد ورد اسم ابن مسعود مكانه.
    قال رسول الله صلى الله عليه وآله عشرة في الجنة فذكر أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الله ابن مسعود رضي الله عنهم
    المستدرک علی الصحیحین – الحاکم النیسابوری – ج 3 ص 316 و 317

    في الحدیث الوارد في سنن ابن ماجه وسنن أبي داود: لا اسم لأبي عبيدة ولا لابن مسعود. و بدلا من ذلك ذكر اسم النبي صلى الله عليه و آله و سلم:
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة فقال أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلى في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وسعد في الجنة وعبد الرحمن في الجنة فقيل له من التاسع؟ قال أنا
    سنن ابن ماجه – محمد بن یزید القزوینی – ج 1 ص 48

    کذلک فی سنن ابی داود ذکر هذا الحدیث بهذا الشکل:
    عشرة في الجنة النبي في الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلى في الجنة وطلحة في الجنة والزبير بن العوام في الجنة وسعد بن مالك في الجنة و عبد الرحمن ابن عوف في الجنة ولو شئت لسميت العاشر قال فقالوا من هو فسكت قال فقالوا من هو فقال هو سعيد بن زيد
    سنن أبی داود – سلیمان بن الأشغث السجستانی – ج 2 ص 401 و 402

    و في هذا الحدیث عن سنن أبي داود عرف سعد بن مالك كواحد من المبشرين العشرة. و أما في حدیث آخر في نفس الكتاب فقد جاء سعد بن أبي وقاص من المبشرين العشرة:
    فأشهد على التسعة إنهم في الجنة ولو شهدت على العاشر لم إثم قال ابن إدريس والعرب تقول آثم قلت ومن التسعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حراء أثبت حراء إنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد قلت ومن التسعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص و عبد الرحمن بن عوف قلت ومن العاشر فتلكأ هنية ثم قال أنا
    سنن أبی داود – سلیمان بن الأشغث السجستانی – ج 2 ص 401

    جعل الحديث في صالحك:
    و مما يثير الشكك في هذا الحدیث أن أسماء عبد الرحمن بن عوف و سعيد بن زيد، رواة هذا الحدیث، من أسماء الموعودین بالجنة. بينما لم يروِ باقي الاشخاص الذين كانت أسماؤهم من المبشرين العشرة مثل هؤلاء، مما يجعل المرء يشعر أن هذه الأحادیث قد تمت في نسق الأمويين لخلق الفضائل.

    أما عبد الله بن عمر، و هو من رواة هذا الحديث، فإما أنه لم يكن يعلم بمثل هذا الحدیث و نسبه إليه زوراً انه روى مثل هذا الحدیث، أو أنه هو نفسه حاول خلق فضيلة لوالده. و هو في ذلك لم ينتبه أنه إذا زور مثل هذا الحديث فعليه أن يلتزم بعواقبه، و من عواقب هذا الحديث على عبد الله بن عمر أن يبایع أمير المؤمنين كواحد من العشرة المبشرة. لكن عبد الله بن عمر يرفض مبايعة أمير المؤمنين علیه السلام ، و هذا فعل عبد الله بن عمر يدل على أن هذا الحدیث باطل من الأساس. لذلك فإن عبد الله بن عمر لم یلتزم بلوازمه.

    و من الله التوفیق

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page