ذهاب ملك بني فلان
«إنَّ ذهاب ملك بني فلان كقطع الفخّار وكرجل كانت في يده فخارة، وهو يسي إذا سقطت من يده، وهو ساه فانكسرت، فقال حين سقطت: آه شبه الفزع، فذهاب مُلكهم هكذا...»([1]).
حَكم بنو العبّاس حكماً شديداً وقاسياً، عُسراً لا يُسر فيه، إلاّ لمَن باع آخرته بدنيا غيره، وكأنَّهم يعلمون أنَّهم إلى زوال، وهكذا حكم الظالمون في أرجاء العالم السابقون واللاّحقون، ولا يخفى أنَّ البعث في سياسته اتّبه سياسة بني العبّاس، فصبّوا جام غضبهم على آل عليّ (عليه السلام) وشيعة آل عليّ (عليه السلام)، في كلّ الطرق والوسائل الشيطانيّة والجبروتيّة، وبكلّ وسائل التعذيب النفسي والجسدي والمادّي والمعنوي، الدعائي في المذياع والتلفاز، وفي المؤتمرات المحليّة، علماً منهم أنَّ نهايتهم ستكون على يد المنقذ، منقذ البشريّة صاحب العصر والزمان (عج)، ولذا حرقوا كتبهم، ومنعوا الجديد من الطبع، وسحبوا القديم، وفرضوا العقاب على مَن يدخل المساجد، ومَن يزور العتبات المقدّسة منهم ومن متعلّقيهم.
فالبعث كان من القوّة بمكان أن يبقى كما بقي الأوَّلون من بني العبّاس، ولكنَّهم ولكن على حين غرّة، وفي سويعات أصبحوا في خبر كان، ولا أحد كان يتصوّر أنَّ البعث بهذه السرعة والمفاجأة يذهب إلى مزابل التاريخ، فالجيش والجيش الشعبي والحزب والأمن كان بإمكانه أن يقاوم ويجعل من العراق مقبرة للغزاة والذي وقع العكس، كما جاء في الحديث تماماً، وما قيل وقع.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) بشارة الإسلام، ص: 93.