الإستخفاف بالدّماء
«استخفّوا بالدماء....»([1]).
ما هذا الذي نسمعه؟ ما هذا الذي نراه على شاشات التلفاز؟ ما هذا الذي لا نراه ولا نسمعه ونقرأ عنه في الأحاديث التي وردت عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) وآله الأئمّة الهداة الميامين (عليهم السلام)، وتحقّقت.
أهكذا الدّين؟ أبهذا أوصى الله تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ التي حَرَّمَ الله إلاّ بالحَقِّ)([2])، أليست هذه من القرآن؟ ألم يكن: (مَنْ قَتَلَ نَفْسَاً بَغَيْرِ نَفْس أوْ فَسَاد في الأرْضِ فَكَأنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعَاً)([3])؟ أليس في الإسلام: «المسلم مَن سلم النّاس من يده ولسانه»؟ أليس في الإسلام: «مَن شهد الشهادة فله ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين»؟ دم المسلم ومال المسلم وعرض المسلم على المسلم حرام، أكلّ هذا ينطبق عليكم ولا ينطبق على غيركم؟ أمن العدل أن تقولوا ما لا تفعلون: (كَبُرَ مَقْتَاً عِنْدَ اللهِ أنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)([4])؟ أتقتلون الإنسان على اسمه ونسبه؟ عجباً لمَن يقتل نفسه، ويقتل الآخرين، ثمَّ يرجو أن يدخل الجنّة. أمن الإسلام أن يُقتل المرء ويُمثَّل به ثمَّ يُحرق، ويُلقى في النهر؟
ها أنتم تطبّقون نظريّة الطليق ابن الطليق وهو القائل: «أن لله جنوداً من عسل»، وأنتم اليوم تقولون وتطبّقون أنَّ لله جنداً من لبن وماء معطّراً مسموماً.
تقولون: إنَّكم لا تمتلكون السّلاح الكيماوي، واليوم تستخدمونه على الشيعة!
أمريكا هي التي جاءت بكم وأمريكا وإسرائيل هي التي أسقطت النظام وأمريكا هي التي جاءت بصدّام.
وهي التي تحتجزه، وأنتم بدل أن توجّهوا السّلاح إلى هؤلاء توجّهونه إلى الشيعة.
ما هذه الدماء التي تسفك ليل نهار؟ ما هذه السيّارات المفخّخة؟
(وَسَيَعْلَم الذِينَ ظَلَمُوا أيَّ مُنْقَلَب يَنْقَلِبُونَ)([5]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) إلزام الناصب، ج 2، ص: 132.
([2]) الأنعام / 151.
([3]) المائدة / 32.
([4]) الصف / 3.
([5]) الشعراء / 227.
