مع كلّ إمام[1]
عن محمد بن فضيل الصير في قال: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) كتاباً وفي آخره: هل عندك سلاح رسول اله (صلى الله عليه وآله)؟ ونسيت أن أبعث بالكتاب. فكتب إليّ بحوائج له وفي آخر كتابه:
(عندي سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل يدور معنا حيث درنا وهو مع كلّ إمام).
وكنت بمكّة، فأضمرت في نفسي شيئاً لا يعلمه إلاّ الله، فلمّا صرت إلى المدينة ودخلت عليه نظر إليّ فقال: استغفر الله ممّا أضمرت ولا تعد.
قال بكر: فقلت لمحمّد: أي شيء هذا؟
قال: لا اخبر به أحداً.
قال: وخرج بإحدى رجلي العرق المدنيّ وقد قال لي قبل أن يخرج العرق في رجلي وقد ودّعته فكان آخر ما قال: إنّه ستصيب وجعاً فاصبر فأيّما رجل من شيعتنا اشتكى فصبر واحتسب كتب الله له أجر ألف شهيد.
فلمّا صرت في (بطن مرّ)[2] ضرب على رجلي وخرج بي العرق، فما زلت شاكياً أشهراً وحججت في السنة الثانية فدخلت عليه فقلت: جعلني الله فداك عوّذ رجلي، وأخبرته أنّ هذه التي توجعني.
فقال: لا بأس على هذه أرني رجلك الاخرى الصحيحة، فبسطتها بين يديه فعوّذها فلمّا قمت من عنده خرج في الرجل الصحيحة فرجعت إلى نفسي فعلمت أنّه عوّذها من الوجع فعافاني الله بعده.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - الخرائج والجرائح 1/387 – 388، ح 16: روى بكر بن صالح،..
[2] - بطن مرّ: من نواحي مكّة.