خراب المدائن والدور
«... وخراب المدائن والدور، وانهدام العمارات والقصور....»([1]).
هذا الحديث الشريف أربعة أُمور:
1 ـ المدائن.
2 ـ الدور.
3 ـ العمارات.
4 ـ القصور.
أمَّا من جهة المُدن، فقد خربت مدينتا هيروشيما ونكازاكي اليابانيّة، حين ألقت أمريكا عليها القنبلة النوويّة الذريّة وخربتا بما فيهما من دور وقصور وعمارات، وذهب من السكّان في بعض الاحصائيّات أكثر من مليون نسمة أمَّا المعوّقون فأكثر وكانت مأساة فضيعة فكيف والحال هذه تضرب العواصم، وعادة بأكثر من قنبلة، والعواصم مزدحمة بالملايين، وهكذا بالنسبة إلى المُدن الصناعيّة التي تكون مزدحمة بالعمّال والخبراء هي الأُخرى، مع العلم هناك عدّة دول تملك هذه القوّة وبإمكانها توجيه الضربات لمَن تشاء، وأمَّا بالنسبة إلى مدينة حلبچة في شمال العراق، والمُدن الحدوديّة، فهي الأُخرى تعرّضت للدمار والخراب أثناء الحرب المفروضة على إيران الإسلام.
وأمَّا من جهة الدور، فانهدامها على مرأى النّاس في فلسطين، وفي كلِّ نشرة أخبار مصوّرة نرى ذلك، وأمَّا الدور التي تنسف بالقنابل، وأمَّا الدور التي تعرّضت للقصف الجوّي، وأمَّا الدور التي انهدمت بالآلاف بفعل الزلازل والكوارث الطبيعيّة في إيران وتركيا والجزائر والباكستان وأفغانستان وجنوب شرقي آسيا، هي الأُخرى أكبر دليل على صدق ما جاء في الحديث.
وأمَّا العمارات، فأكبرها وقوعاً تلك العمارات التي أثارت مشاعر العالم وحرّكت العواطف والمكامن، تلك العمارات التي وقعت في الحادي عشر من أيلول بالطائرات، وأُلقي بالتبعة على الإرهاب، وبالتالي على الإسلام والمسلمين، وعلى أثرها تحرّكت الجيوش الغازية إلى الخليج وأفغانستان والعراق ولا زالت في العراق.
وأمَّا بالنسبة إلى القصور، فهي تتعرّض كلَّما وقعت فتنة، أو حرب بين بلدين أو وقعت زلازل بدرجات عالية، وخصوصاً تلك القصور التي بُنيت لا على التعيين وليست على وفق المواصفات لمقاومة الزلازل، والخراب في الحقيقة، يأتي من ترك النّاس الدور والقصور والعمارات بسبب الخوف ممَّا لا يُحمد عقباه، كالغارات، والقصف المدفعي والصاروخي، وهذا ما وقع في لبنان وفلسطين والعراق والجزائر و...، وهذه لا تأتي اعتباطاً ولا صدفة، وإنَّما تسليط لخروج النّاس عن طاعة الخالق إلى امتثال أمر المخلوق وطغيانهم وتجبّرهم وتركهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل لأمرهم بالمنكر ونهيهم عن المعروف فسلّط الله عليهم مَن لا يرحمهم وجعل بأسهم بينهم وسلب الرجال عقولهم فأخذوا يعيثون في الأرض الفساد، فصبّ عليهم ربّهم سوط عذاب.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) بشارة الإسلام، ص: 78.