• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ارتفاع البنيان

ارتفاع البنيان

 

«إذا كثرت العمارات، وطوّلت المنارات»([1]).

البنيان: جمع بناء، والبناء قد يكون بسيطاً، وقد يكون من عجائب الدنيا، وعلى العموم في زماننا البنيان تميّز بالإرتفاع، تلافياً للمشاكل التي تترتّب على التوسّع في الأُفق عرضاً، والكثافة السكّانيّة، وأقصد الإنفجار السكّاني في العالم يُحتم الحاجة إلى العمارات الكثيرة ذات الطوابق المتعدّدة خصوصاً في عواصم الدول والمُدن السياحيّة، وهناك من العمارات التي عدد طوابقها تجاوز المائة طابق، وتُسمَّى ناطحات السَّحاب، وهناك من العمارات أقلّ بقليل من حيث عدد الطوابق، وهناك عمارات في الطول والعرض تُسمَّى المدينة، حيث فيها الأسواق والمحلاّت ودور السينما والملاعب والدوائر ويسكنها آلاف من العوائل وعشرات الأُلوف من النّاس، حتّى لا يكون الموظّف بعيداً عن دائرته، بسبب الزحام، وصعوبة المواصلات، أو بعيداً عن متجره، وأسباب عيشه، وهكذا بالنسبة إلى السائح الذي يريد أن يرفّه عن نفسه، ويرى ما قرأه أو سمعه بأُمّ عينه ليتمتّع بعض الوقت بعيداً عن مشقّة الإنتقال، وأحياناً يكون وراء ارتفاع البنيان عامل الإستفادة من الإيجار، ولذا نجد البعض ممَّن يوظّفون أموالهم في هذا الباب، حيث تدرّ عليهم كثيراً، في حين كان البنيان قبل قرون بسيطاً، إلاّ للقليل القليل من النّاس، من ملوك ووزراء وتجّار، وكثرة العمارات يعني أنَّ ما قيل وقع، وأنَّ ما قيل في المغيّبات كان.

وهي من علائم الظهور وأسرار الدهور، وبهذا يمكن أن نضيف إلى ما سلف علامة قيلت فوقعت في ظهور إمامنا صاحب العصر والزمان (عج)، ونقول للمنكر: هذا شاهد آخر، نسقط به التكليف، والحجّة على مَن نكر.

ولا يخفى أنَّ في عصر الإسلام الأوَّل لم تكن هناك منائر، كما هي الآن من حيث الطول والزخرفة والبناء، والمنارات جمع منارة، وهي التي تنير للمارّ وتعرفه المطلب، فمنارة الإسكندريّة قديمة كان راكب البحر يستدلّ بها، ولكن المنائر التي استحدثت الغرض منها إسماع أكثر النّاس للأذان، وإعلان دخول وقت الصَّلاة، والحال المُدن لم تكن بهذه السعة، والنّاس لم يكونوا بهذه الكثرة، لذا نجد بعض المساجد فيها منارة واحدة وفي بعضها منارتان، وبعض المنائر مكسوّة بالذهب وبعضها مكسوّة بالموزائيك الجميل، وبعضها مثل الملويّة في سامرّاء، والبعض قصيرة لا تتجاوز الأمتار، وبعضها تجاوز الخمسين متراً، وعليها آلات تكبير الصوت والمصابيح الملوّنة ولا نجد اليوم المؤذّن يؤذّن كالسابق على المآذن أو المنائر لوجود الأجهزة، ولم تكن الكهرباء التي أشار إليها الإمام (عليه السلام)، ولم تكن المدافع والصواريخ بل كان المنجنيق والخرق المحروقة، واليوم نجد الراديو والتلفاز والأريل الذي أشار إليه الإمام (عليه السلام) كعلامة تسبق الظهور، فكان كما قال وأشار، وهناك الكثير من العلائم في طريقها إلى الوقوع والتحقّق، والله تعالى نسأل بحقّ محمَّد وآله أن يعجِّل في فرج وليّه المهدي المنتظر (عج).

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

([1]) بيان الأئمة (عليهم السلام)، ج 5، ص: 134، دار الغدير.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page