• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

اضطهاد العلويّين

اضطهاد العلويّين

واضطهدت أكثر الحكومات العباسية رسمياً العلويين، وقابلتهم بمنتهى القسوة والشدّة، وقد رأوا من العذاب ما لم يروه في العهد الأموي وأوّل من فتح باب الشر والتنكيل بهم الطاغية فرعون هذه الأمة المنصور الدوانيقي[1] وهو القائل: (قتلت من ذريّة فاطمة ألفاً أو يزيدون وتركت سيّدهم ومولاهم جعفر بن محمد)[2] وهو صاحب خزانة رؤوس العلويّين التي تركها لابنه المهدي تثبيتاً لملكه وسلطانه وقد ضمّت تلك الخزانة رؤوس الأطفال والشباب والشيوخ من العلويّين[3]. وقد ادّخرها الفاجر لآخرته ليقدّمها هدية إلى جدّهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فالويل له يوم حشره ونشره.. وقد قال أبو القاسم الرسي العلوي حينما هرب من سجنه:

لم يروه ما أراق البغي من دمنا***في كلّ أرض فلمى قصر من الطلب

وليس يشفي غليلاً في حشاه سوى***أن لا يرى فوقها ابن بنت نبيّ[4]

وهو الذي وضع أعلام العلويين في سجونه الرهيبة حتى قتلتهم الروائح الكريهة وردم على بعضهم السجون حتى توفّوا، لقد اقترف هذا الطاغية السفَاك جميع ألوان التصفية الجسدية مع العلويين، وعانوا في ظلال حكمه من صنوف الإرهاب والتنكيل ما لا يوصف لفضاعته وقسوته.

أما موسى الهادي فقد زاد على سلفه المنصور، وهو صاحب واقعة فخ التي لا تقل في مشاهدها الحزينة عن واقعة كربلاء، وقد ارتكب فيها هذا السفاك من الجرائم ما لم يُشاهد مثله، فقد أوعز بقتل الأطفال وأعدام الأسرى، وظلّ يطارد العلويين، ويلحّ في طلبهم فمن ظفر به قتله، ولكن لم تطل أيام هذا الجلاّد حتى قصم الله ظهره.

أما هارون الرشيد فهو لم يقلّ عن سلفه في عدائه لأهل البيت (عليهم السلام) والتنكيل بهم وهو القائل: (حتام أصبر على آل بني أبي طالب، والله لأقتلنّهم ولأقتلنّ شيعتهم، ولأفعلنّ وأفعلنّ)[5] وهو الذي سجن الإمام الأعظم موسى بن جعفر (عليه السلام) حفنة من السنين، ودسّ إليه السمّ حتى توفي في سجونه، لقد جهد الرشيد في ظلم العلويين وإرهاقهم، فعانوا في عهده جوّاً من الإرهاب لا يقلّ فضاعة عمّا عانوه في أيام المنصور.

ولما آلت الخلافة إلى المأمون رفع عنهم المراقبة، وأجرى لهم الأرزاق وشملهم برعايته وعنايته، ولكن لم يدم ذلك طويلاً فإنّه بعد ما اغتال الإمام الرضا (عليه السلام) بالسمّ، أخذ في مطاردة العلويين، والتنكيل بهم كما فعل معهم أسلافه.

وعلى أيّ حال فإن من أعظم المشاكل السياسية التي أُمتحن بها المسلمون امتحاناً عسيراً هي التنكيل بعترة النبي (صلى الله عليه وآله) وذرّيته وتقطيع أوصالهم بيد الزمرة العباسية الخائنة التي لا تقلّ في قسوتها وشرورها عن بني أمية، فقد انتهى الأمر بأبناء النبي (صلى الله عليه وآله) أنهم كانوا يتضوعون جوعاً حتى بلغ الحال بالقاسم بن إبراهيم أنّه كان يطبخ الميتة ويأكلها لفقره وسوء حاله[6]. إلى غير ذلك من المآسي التي حلّت بهم، ومن الطبيعي أنّها قد كوت قلب الإمام أبي جعفر الجواد (عليه السلام)، وأخلدت له الأسى والحزن.

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1]  تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 261.

[2]  الأدب في ظلّ التشيّع: ص 68.

[3]  تاريخ الطبري: ج 10 ص 446.

[4]  النزاع والتخاصم للمقريزي: ص 51.

[5]  حياة الإمام موسى بن جعفر: ج 2 ص 47.

[6]  الحدائق الوردية: ج 2 ص 220.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page