راية عماليق كردان
«وعقدت الراية لعماليق كردان»([1]).
يقول صاحب بيان الأئمّة (عليهم السلام): «العماليق جمع العمالقة، وهم طائفة وفرقة من الأكراد كما مرَّ ذلك، وهم من أولاد عِمليق بن لاوَذ بن آدم بن سام بن نوح النبيّ عليه وعلى نبيّنا وآله السَّلام، وهم متفرّقون في أطراف الأرض في الزمان السّالف، كان منزلهم في الشام»([2]).
نقول: العملاق جمعه عمالقة، وعماليق ; وهو الفارع الطول وفي جسمه بسطة، والآن الأكراد يسكنون في شمال العراق وفي تركيا وسوريا وروسيا، وقد عانت الأكراد من الحكومات، أعني العراقيّة والتركيّة والإيرانيّة ووالسوريّة والروسيّة كثيراً، وقد عاصرنا ما عانته لاأكراد لعشرات السنين، وقدّمت أُلوف الضحايا، ودُمّرت قُرى الأكراد عن بكرة أبيها، حتّى بلغ بحكومة البعث أن تضرب مدينة حلبچة الكرديّة بالسّلاح الكيماوي، وأبادت منهم أكثر من خمسة آلاف، وكانت مجزرة رهيبة، إلاّ أنَّهم استمرّوا بالمواجهة حتّى نرى اليوم استقلالهم، ونرى مَن يحكم العراق منهم ; جلال الطالباني، ومن قبل حكم مسعود البارزاني مدّة شهر، لأنَّه كان أحد أعضاء مجلس الحكم، ومن هذا المجلس مَن لم يحكم يوماً لاغتياله، والأكراد يشكّلون أكثر من خمسة عشر مليوناً في العراق وإيران وتركيا وسوريا وروسيا، ومن المهاجرين منهم إلى بلدان العالم، لهم طبيعة الأرض الوعرة التي يتحصّنون بها كلّما ثاروا، وفي رواية أنَّهم من الذين يحاربون
المهدي (عج) إذا ظهر ويحاربهم ولا تبقى منهم إلاّ القليل الذين يتحصّنون بالجبال الوعرة والكهوف والمغاور.
واليوم جلال الطالباني رئيس الجمهوريّة العراقيّة الفدراليّة، ومن الجدير بالذكر أنَّ علماء أخواننا السُّنة أفتوا بحليّة قتال الأكراد وإبادتهم، والحال أنَّ علماء الخاصّة وأقصد الشيعة، فأبو ذلك وقالوا بحرمة محاربتهم لأنَّهم إخواننا في الدّين، والأكراد لهم جيش مدرّب ومسلّح يُسمَّى «الپيش مرگه» ولهم علم خاصّ بهم، والأكراد فئتان كبيرتان، الطالباني والبارزاني، وهناك إسلاميّون ومتشدّدون، وهناك أصحاب طريقة، كالكسترانيّة والرافعيّة والكيلانيّة، وتشكّل منطقتهم خُمس مساحة العراق، وهم من زمان بعيد، يهدّفون إلى ضمّ مدينة كركوك النفطيّة إليهم، ولكن هذه المدينة أغلب أهلها التركمان، وهناك نسبة من الأكراد والعرب والطوائف الصغيرة، كالكاثوليك بحكم عملهم في شركة النفط العراقيّة ولهذا الحديث أكثر من إشارة:
1 ـ صدق النبوّة، والرسالة المحمَّديّة السمحاء، التي تنبّأت لهذا الأمر ووقع، وهذا ممَّا لا شكّ فيه ولا شبهة.
2 ـ علامة من علامات ظهور الحجّة المهدي (عج)، نعيشها جميعاً، لا يمكن إنكارها، أو التشكيك فيها.
والأكراد هم واحدة من ثلاث عشرة جماعة ومدينة وعشيرة يحاربون الإمام (عج) وينتصر عليهم: مكّة والمدينة، الشام، الري، والأعراب والبصرة وميسان واليهود والنصارى وبنو أُميّة، وكلّ أُولئك وغيرهم ينتصر عليهم ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعدما مُلئت جوراً وظلماً.
--------------------------------------------------------------------------------
([1])، (2) بيان الأئمّة (عليهم السلام)، ج 1، ص: 535.
