«ويخيفون السبيل»([1])
ويخيقون السبيل: أي يقطعون الطريق، ويسلبون النّاس فيخيفون السبيل، ذا قول صاحب الكتاب (رحمه الله) وجزاه الله خيراً.
وهذا العنوان من خطبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) يجدها القاري في علامات الساعة، والحال: يُراد بها ساعة ظهور الحجّة المنتظر (عج)، كما يُراد بها الساعة التي لا يعلمها إلاّ الله تعالى، وهناك عامل مشترك بينهما، لأنَّ الحجّة من علائم الساعة.
وقوله (صلى الله عليه وآله): «ويخيفون السبيل»، أُولئك الذين يضعفون السيطرات على الطريق، ملثّمون، مدجّجون بالسّلاح، يجبرون النّاس على الشتم واللّعن لأهل بيت النبيّ (عليهم السلام) الذين أذهب الله عنهم الرِّجس وطهّرهم تطهيراً، لا بل يذبحونهم كما تُذبح الشاة، لا لشيء، وإنَّما لأنَّ أسمائهم أسماء أهل البيت (عليهم السلام)، حقناً وبغضاً لأهل البيت (عليهم السلام).
يقتلون النّاس لأنَّهم من ذريّة أهل البيت (عليهم السلام)، يقتلون النّاس لأنَّهم شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، ولأنَّهم من العلماء أو الفضلاء.
يجاهدون المسلمين ويجاهدون الكافرين، ويدّعون أنَّهم على حقّ، ولو اطَّلعت عليهم ولّيت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً، لا صلاة ولا صوم، ولا حجّ ولا زكاة، زناة يأكلون الربا ويقتلون النفس التي حرَّم الله قتلها ويرعبون النّاس، لا همَّ لهم إلاّ تحقيق ما يُملى عليهم من أسيادهم، وما توحي إليهم أنفسهم الأمّارة بالسُّوء، تاركين ورائهم، يوماً لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلاّ مَن أتى الله بقلب سليم، ويدّعون الإسلام، والإسلام منهم بُراء، يتسابقون في المنكرات قتلة فجرة، فسقة لا دين لهم ولا عقل طلاّب دنيا ومناصب ولو على الجماجم وفي برك من الدماء، وهذا ما لم يشرعه خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله).
أمَّا السيّارات التي تحمل رقم النجف وكربلاء، فيُلقى القبض على سائقها وتصادر السيّارة، ويُقتل السائق والركّاب، بعد توجيه الإهانة، والنيل من الأئمّة الهداة الميامين (عليهم السلام) شتماً ولعناً وانتقاصاً.
وأمَّا الذين يعرفونهم، فالخطف، وطلب الفدية بالملايين، أهون الأمر فلو أنَّ الأمر جاء معكوساً لا سامح الله ماذا يقولون، والعراق اليوم تحت السّلاح، من شماله إلى الجنوب، والحال أنَّهم لم يتركوا لأنفسهم صديقاً ولا حميماً، هكذا تأدّبنا، وهكذا تخلّقنا، وهكذا تربّينا.
يا أُخوة الإسلام إنَّ هذه الأعمال لا تتّفق وأبسط المفاهيم الإسلاميّة والإنسانيّة، وهي مخالفة لأبسط القواعد الحقوقيّة، وعليها يترتّب الكثير من الأُمور.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) بيان الأئمّة(عليهم السلام)، ج 3، ص: 589، دار الغدير.