صاحب البرقع
عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «كأنِّي بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة، فنادى مناديه مَن جاء برأس شيعة عليّ فله ألف درهم، فيثب الجار على جاره، ويقول: هذا منهم، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم، أمَّا إمارتكم يومئذ إلاّ لأولاد البغايا، كأنِّي أنظر إلى صاحب البرقع»، قلت: ومَن صاحب البرقع؟ قال (عليه السلام): «رجل منكم يقول بقولكم، يلبس البرقع فيوحشكم، فيعرفكم، ولا تعرفونه فيغمزكم رجلاً رجلاً، أمَّا إنَّه لا يكون إلاّ ابن بغي»([1]).
في هذا الحديث الشريف نقاط عدّة قيلت فتحقّقت:
1 ـ أو بصاحب السفياني.
2 ـ طرح رحله في رحبتكم بالكوفة.
3 ـ مَن جاء برأس شيعة عليّ فله ألف درهم.
4 ـ صاحب البرقع.
قلنا: إنَّ السفياني قائد من قوّاد الصليبيّة العالميّة، راجع كتابنا «الحتميّات» باب السفياني تجد ذلك مفصّلاً، والمسألة هي صراع للبقاء ولو كان هنا الصراع منذ زمن بعيد، ويأخذ هذا الصراع أشكالاً متعدّدة، ولكنّه دائم لا ينتهي إلاّ بالظهور المقدّس.
ولما يشير الحديث: «أو بصاحب السفياني» فهذا واقع، لأنَّ السفياني لم يأتِ دوره على الساحة وهناك مَن يعمل وفق إرادة السفياني، فقوّات الحلفاء وخصوصاً الجيش الأمريكي حلَّ بالكوفة، ورحبتها، بدبّاباته ومدافعه ومُعدّاته.
وقتل الشيعة، وأساء الأدب، وعبَّر عن حقيقته، فهو زيفاً وكذباً يقول: جئنا لمحاربة الإرهاب، وهو المؤسّس للإرهاب.
وهو الذي يمدّ الإرهاب في العراق بالمال والسّلاح والمعلومات، من أجل خلق الجوّ الخانق، الذي يحتج به للبقاء، وتوسيع الجرح والنزيف، ولسدّ احتياجاته من النفط والمعادن، وأُمور أُخرى.
ولمَّا كانت هذه المقدّمة لبيان حال صاحب البرقع، نلقي الضوء على الملثَّمين والذين يرتدون القناع بشكل وآخر، ويُطلقون على أنفسهم مسمّيات ما هي إلاّ تلك التنظيمات الأمنيّة الإستخباراتيّة والمخابراتيّة والجيش الشعبي والجيش المنحلّ وفدائيّو صدّام والحزب المنحلّ، وتحت شعارات جديدة وإلاّ كلّ المقنّعين الذين كانوا في نظام صدّام البائد، والمتضرّرين اليوم، والذين ضُربت مصالحهم، أُولئك الذين كانوا رعاة الإبل والأغنام والأبقار، وأصبحوا وزراء وقادة، ومن ذوي الرتب والمناصب، واليوم يجدون أنفسهم، تلاحقهم اللّعنات وعين الله التي لا تنام، فأصحاب البرقع من الملثّمين، نقول لهؤلاء: هيهات أن تعود دولة الظلم من جديد، وتحكم العقود بالحديد والنّار، والأيَّام تخبئ لهم ما ليس بالحسبان عندهم.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) بشارة الإسلام، ص: 125.