شمول أهل العراق خوف
«وشمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار»([1]).
قل: كلّ ذي نعمة محسود، واليوم مسألة سباق وصراع بين الحضارات، والمسألة مسألة قوّة، والقوّة النوويّة والصاروخيّة والجيوش والأساطيل البريّة والبحريّة، والمسألة مسألة علم وتفوّق تكنولوجي وأخلاق، ولمَّا كانت هذه هي الحقيقة لذا نجد عالم الكفر عمل جاهداً لغلق الباب بوجه العرب والمسلمين من أن يمتلكوا التكنولوجيا العلميّة الحديثة، ويمتلكوا الأسلحة المتطوّرة، والتي عادة تُصنع داخل البلاد، ولنا شواهد كثيرة ممَّا نفّذته دوائر الكفر العالمي في البلاد الإسلاميّة والعربيّة للحيلولة دون حصولهم على ذلك، فمن انقلاب إلى انقلاب دموي، ومن تنصيب جبابرة طامعين في المناصب، وتحقيق شهواتها، والعمل على دمار البلد وعدم تقدّمه، في ضرب كلّ الكفاءات والقدرات الحيويّة في البلاد، وتشديد الخناق على الأحرار، والتعامل مع الشعوب بالعصا الغليظة والسجون والمعتقلات والتشريد والتهجير، والتضييق ممَّا يجعلهم ; يتركون الجمل بما حمل، لأُناس لا يستحقّون الحياة، ولكنَّ القوّة كما قلنا والمجازفة والمغامرة هي العنصر الحاسم، لذا نجد العالم الإسلامي والعربي مستهلكاً مستورداً على الأجنبي في كلّ حاجاته مع ما له من موارد نفطيّة، ومعادن، وأراضي صالحة، ومياه موفّرة، وأيادي عاملة إلاّ أنَّها عاطلة، أحزاب عميلة، ومنظّمات سريّة، تعمل بوحي من العدوّ لما من شأنه إيقاع العداء بين أفراد الشعب الواحد، واستعمال السّلاح للقتل والإبادة، لإيقاع أفراد الشعب الواحد في حلقة مفرغة تدور في إطار وتصبّ في مصلحة العدوّ على الأشلاء، وفي الدماء البريئة، وتدمير البُنية التحتيّة للبلاد، وهذا ما نجده في العراق، سيّارات مفخّخة وعمليّات انتحاريّة، وتدمير المحوّلات الكهربائيّة والمنشآت المائيّة، وسرقة المحلاّت التجاريّة، واختطاف الأفراد للحصول على الدية التي تقصم الظهر، وفتح باب التسلّل من خارج العراق للعمل على القتل والنهب والسلب، وإشعار النّاس بالخوف والإستسلام للأمر الواقع، متناسين أنَّ الظلم لا يدوم، وأنَّ الصبر له حدود، يمكن أن ينفجر الصابر على هؤلاء القتلة والإرهابيّين والغزاة، ويومها لا ينفع التجسّس والتبرقع والدولار، والكذب، والخداع والتلاعب بالألفاظ والوعود الكاذبة المعسولة، نعم الخوف اليوم في العراق لا يكون لهم معه قرار حتّى تنفيذ المخطّط المرسوم خلف الكواليس وتقسيم العراق إلى دويلات، متطاحنة، غير متآلفة، ضعيفة، يمكن القضاء عليها وإرغامها بالإنصياع والطاعة، وبالتالي التمهيد إلى دولة الصهاينة من الفرات إلى النيل.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) إلزام الناصب، ص: 184، والإرشاد، ص: 340، وإعلام الورى، ص: 429، والإمام
المهدي (عج)، ص: 229، ومنتخب الأثر، ص: 442، ويوم الخلاص، ص: 511.