غلبة طوائف مرّاق
«... ويغلب على العراق طوائف من الإسلام مُرّاق، ثمَّ تنفرج الغمّة، ببوار طاغوت الأشرار، يُسرّ بهلاكه المتّقون»([1]).
العراق بلد الخيرات، بلد النفط والذهب والمعادن، ودجلة والفرات، بلد السّواد، وكلّ ذي نعمة محسود، أي يتمنّون سرقة هذه النعمة أو زوالها لتصبح لهم أي للطّامعين، وهذا ما حدث ويحدث، وعلى مرّ التاريخ غلب على العراق أقوام وأُمم كثيرة من التتار والفُرس والترك، والإنكليز والأمريكان وما إلى ذلك، واليوم الدول الغازية والمستعمرة والأحزاب والمنظّمات، وأغلب الأحزاب مارقون من الإسلام، يفصلون الدّين عن السياسة، بل يحاربون الدّين وأهله.
الحزبي لا يصلِي ولا يصوم ولا يعترف بواجب الوجود ولا بالأنبياء والمرسلين ولا باليوم الآخر، يكذب وينافق، ويَنمّ، يزني ويرابي ويأكل السّحت، ويهتك الأعراض، ويسرق ويقتل النفس التي حرَّم الله قتلها، كلّ هذا يُسخط الربّ تعالى ويُنزل البلاء، وفيه رضا الأسياد من اليهود والنصارى، ومَن لا ترضى عنه اليهود والنصارى لا يكون حاكماً ولا وزيراً ولا ذا جاه ومكانة، يحاربونه حتّى يبعدوه بكلّ الطرق، ولذا نجد أنَّ الحكّام، إذا خرجوا عن مخطّطهم، يُرمون في السّجون أو يُنفون أو يُقتلون هم ومَن تبعهم، وكما حدث مع الرؤساء والملوك في زماننا.
نعم إنَّها الغُمة، ومن الضروري انفراجها، ولا يمكن أن تبقى هكذا فقد طال الزمن، وأغلب الظنّ أنَّ طاغوت الأشرار صدّام التكريتي في طريقه إلى أن يلاقي جزاء ما اقترفت يداه، وإن كانت الطواغيت كثيرة، ولكن الأقرب إلى الواقع هو هذا الطاغية الذي طفى في البلاد وأشاع الفساد وقضى على الحرث والنسل.
وببواره وبهلاكه يَسرّ المتّقون، أمَّا أُولئك الذين تربّوا في كنفه، أمَّا الذين ضُربت مصالحهم، أمَّا أُولئك الذين ضُربت أيديهم فيحزنون حزن الثكالى، ويأتون الخراب والدّمار كما جاء: الويل كلّ الويل للعراق من أتباعه المراق، وهؤلاء لا يطول بهم الحبل فإنَّ مصيرهم إلى النّار، والعراق مقبل على الأمن والأمان ولكلّ حادث حديث.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) يوم الخلاص، ص: 575.