خروج النّاس من دين الله
«يخرج النّاس من دين الله أفواجاً كما دخلوا فيه أفواجاً»([1]).
الذي يراجع النظم الداخلية للأحزاب، والمبادي المستوردة خصيصاً، والمصدرة من دول الكفر العالمي للدول العربيّة والإسلاميّة،يجد الهدف الأوَّل هو فصل الدّين عن السياسة، والهدف الثاني محاربة الإسلام، بسشعارات برّاقة وكلمات طنّانة، لا يُراد بها إلاّ التخدير وقتل الوقت.
فمثلاً: جاءتنا الشيوعيّة بالأباحيّة والكذب، ونكران الوجود وانتهت بالقتل والسحل، وهتك الأعراض، والذي يتابع مسيرة الحزب الشيوعي في العراق وغيره من الدول العربيّة والإسلاميّة، يجد ما يندى له الجبين، ومن حقّنا أن نسأل: أيّ مصنع بنته الشيوعيّة في العراق مثلاً؟ وأيّ معمل لبناء السفن والغوّاصات؟ وأيّ مصنع للطائرات والدبّابات؟ وأيّ مصنع لصناعة الأدوية والخلاص من الأدوية الفاسدة المستوردة، وأيّ مصنع للنسيج والإعتماد على النفس والإكتفاء الذاتي، في حين جاءت الشيوعيّة فهدّمت ما بناه الشعب في الفتن والإضطرابات التي أرادوا وقوعها فوقعت قتلت العلماء والمفكّرين وهرب الأحرار والمتخدّعون بالشيوعيّة الخياليّة إلى خارج العراق بقدراتهم وكفاءاتهم، وبقيت ترسّبات وآثار ذلك، هتكت الأعراض وقتلت النفس البريئة، وأحرقت ثروات الشعب في مرأى النّاس وخدعوا فترة من الزمان وقتل الوقت، فبدلاً من البناء كان الخراب، وبدلاً من استثمار الثروات أُحرقت حتّى لا تكون هناك بُنية تحتيّة يمكن الإستناد والبناء عليها، وجاءت القوميّة ونادت الأُمّة العربيّة المجيدة، فانفصلت القوميّات الأُخرى من جسد الإسلام الواحد، وتعصَّبت بعضها للبعض ووقع السلاح الفتّاك في الشعب بين العرب والأكراد والتركمان، وسالت الدماء، وقُتل الأخيار وتسيّد الوضيع، وكان الهرج والمرج، حتّى إذا ما تحقّق الهدف من إثارة القوميّة والنعرات جاء حزب البعث، وجاءت الويلات، وجاءت الحرب مع الله تعالى، مع الرسول (صلى الله عليه وآله)، مع الإسلام، مع الأكراد، في حرب الأخوة، وسقطت الآلاف، وهُدّمت الدور والقصور واحترقت بنارهم البساتين والمزارع، وتعطّلت مشاريع الري وساءت أخلاق المجتمع، وظهر الفساد الإقتصادي والربا والزنا وشربت الخمور علانية، وبُنيت مصانع التقطير واستوردوا الخمور على اختلافها وبُنيت الملاهي والسجون والمعتقلات، فلا حزبي منهم يصلِّي ويصوم لا حزبي لم يقتل ولم يزنِ ولم يشرب الخمر ولم يكذب وينافق، ويرفع التقارير على النّاس، وكانت الحروب والفتن، وأثقل الكاهل العامّ وخراب العراق وتجاوزت ديونه الخارجيّة من مائة وعشرين مليارد وبالعملة الصعبة، هُدّمت الدور والقصور والمساجد، وقُتلت العلماء الأعلام ولا زالت تنفيذاً لما جاءت به النظم الداخليّة للأحزاب، فالملايين البعثيّة والآلاف الشيوعيّة والقوميّة تركت الإسلام، واعتنقت هذه المبادي التي تحارب الإسلام سرّاً وعلانية وصدق الرسول (صلى الله عليه وآله)، وتحقّقت علامة من علامات الظهور.
والله نسأل أن يعجِّل في فرج مولانا صاحب العصر والزمان، ويهتدي مَن هو قابل الهداية.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) الملاحم والفتن، ص: 108، و144.
