إذا رفع عَلَمُكم من بين أيديكم
قال الرضا (عليه السلام): «إذا رُفع عَلَمُكم من بين أيديكم فتوقّعوا الفرج من تحت أقدامكم»([1]).
يقول صاحب كتاب بيان الأئمّة (رحمه الله): «بيان: المراد بالعَلَم إمَّا بالتحريك فيكون المعنى إذا مات المجتهد الأعلَم، والإمام الأكبر، والمرجع الديني الكبير، فتوقّعوا الفرج، أي ظهور إمامكم من تحت أقدامكم، وهذا كناية عن زمان قريب جدّاً لظهور الإمام المهدي (عج)، وإمَّا المراد به العِلْم بسكون اللاّم وهذا أوضح، فيكون المعنى إذا مات العِلم أي مات العلماء، لأنَّ موت العلم بموت حامله من العلماء، وساد الجهل وحكم أهل الجهل، فتوقّعوا الفرج، وهو ظهور قائم آل محمَّد (عج)، فينشر العلم في البلاد ويحيي قلوب العباد»([2]).
واليوم نجد أنَّ الأعداء، يتخبّطون خبط عشواء، ويأتون بأفعال لا تدلّ إلاّ على الجهل وأنَّهم إنَّما يقومون به من أعمال شيطانيّة وغير رحمانيّة، وإلاّ فالأمر محسوم وإنَّ ما يقومون به هو الإفلاس السياسي والعلمي، فمَن ذا الذي يرضى بهم، وهم على هذه الوحشيّة واللاّأخلاقيّة؟ وبه كشفوا ويكشفون عن حقيقتهم، فلو كان عندهم رصيد عند الشعب لما قتلوه بهذه الوحشيّة، ولما أطالوا بقاء أسيادهم جاثماً على صدر العراق والأُمّة العربيّة والإسلاميّة، وهذا يعني أنَّهم لا رأس لهم ولا عامل عالم يقودهم وأنَّهم يظنّون أنَّ الأُمور جميعاً تُحلُّ بقوّة السّلاح في حين أنَّ السّلاح حصيلة العلم والعلماء.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) بيان الأئمّة (عليهم السلام)، ج 2، ص: 423.
([2]) بيان الأئمّة (عليهم السلام)، ج 2، ص: 423.