• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

يضرب بعضكم رقاب بعض

يضرب بعضكم رقاب بعض

 

 

«لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض»([1]).

نعم يا مولاي انقلبوا بعدك على الأعقاب: (وَمَا مُحَمَّدٌ إلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفَإنْ مَاتَ أوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُم عَلَى أعْقَابِكُم وَمَنْ يَنْقَلِب عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئَاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ)([2])، ونسوا ما أُمروا به، لا بل حرّفوا وبدّلوا، وحذفوا، ووضعوا، فمنهم مَن كذب على الله وعلى الرسول وعلى النّاس وعلى نفسه فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: «نحن معاشر الأنبياء لا نورِّث»، ويكذّبه القرآن في قوله: (وَوَرِثَ سُلَيمَانُ دَاوُود)([3])، «ما تركناه صدقة»، والصدقة محرَّمة على ذريّة محمَّد وآل محمَّد (صلى الله عليه وآله)، ومنهم مَن حرق باباً عظّمها الله وأمر أن تبقى مفتوحة، حسداً وبغضاً وانتقاماً لبدر وخيبر والخندق ولعليّ وفاطمة والحسن
والحسين (عليهم السلام)، وقالوا له: إنَّ في الدار فاطمة؟ فقال: وإن! الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، ومنهم من أمر بالقتل مع سبق الإصرار: «اقتلوا نعثلاً فإنَّ نعثلاً قد كفر»، ومَن خرج ناكثاً مارقاً قاسطاً ضارباً للرقاب، سافكاً للدماء، مفرقاً للوحدة، خارجاً على الله، وعلى خليفة الله، ثمَّ جاءت الأُمراء من بني أُميّة والعبّاس، فأبلوا البلاء الذي تضجّ منه الملائكة، قتلاً وسفكاً للدماء المسلمة المؤمنة من السابقين الأوَّلين ومن ذريّة محمَّد (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام)، ثمَّ جاءت الجبابرة، وجاءت الفتن كقطع اللّيل المظلم يتبع بعضها بعضاً، راحت الملايين مسفوكة الدماء تشكوا إلى الله تعالى ظلم الظالمين وجور الجائرين، جاؤوا وخلعوا الإسلام عن كلّ صغيرة وكبيرة، وأدخلوا فيها ما لم ينزل به الله من سلطان، معتنقين مبادي الإلحاد، وفصل الدّين عن السياسة والمجتمع، يحذون حذو اليهود والنصارى والكفّار، ونسوا أنَّ السلطات جميعاً كانت بيد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، نعم رجعوا إلى ما كانوا عليه قبل الإسلام، وأخذوا يجاهرون بالعداء ومحاربة الإسلام، فأحلّوا ما حرّم الله، وحرّموا ما أحلّ الإسلام، ونهجوا منهج الأعداء، وفسحوا المجال لإضعاف الإسلام والمسلمين، لا بل حاربوا وضربوا بيد من حديد، فقتلوا العلماء، وسجنوا الشباب، وهتكوا الأعراض وأسرفوا في الحقوق على الأُمّة على المحرّمات، وتركوا الأُمّة بعد أن خلقوا لها المشاكل، وأدخلوها في حروب طاحنة، لا ناقة لهم فيها ولا جمل، حتّى باتوا يباعون في أسواق الأعداء ويشترون ; لا جيش سيحميهم، ولا صناعة تسدّ حاجتهم، ولا زراعة ولا مشاريع إنتاجيّة وإروائيّة يُستفاد منها، والثروات من نفط ومعادن بيد الأعداء وعملاء الأعداء، تكون مدافع وصواريخ وطائرات، يقتل بها كلّ مَن يعترض.

نعم، رجعوا بعدك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الأعقاب يضرب بعضهم رقاب بعض، ولا زالوا، فما يحدث اليوم في العراق ما يُندى له الجبين، ولا تستسيغه حتى الوحوش، فرّطوا بثروات البلاد، وأودعوها في بنوك الكفّار، وأهملوا احتياجات النّاس من صناعة وزراعة وتجارة وتعليم اللَّهمَّ إلاّ المدح والثناء والشعر والغناء والرقص واستيراد المشروبات الكحوليّة المحرّمة، وقتل النّاس الأبرياء، وبناء السجون والمقابر الجماعيّة، ومحاربة الدّين، واستيراد المنكرات من المبادي الهدّامة والأفلام الخلاعيّة التي يُنشأ النّاس على الأجرام والسرقة وكلّ ما من شأنه غسل الأدمغة، وإبعاد النّاس عن إنسانيّتهم وإسلامهم، حتّى فتحوا الباب على مصراعيه للعدوّ، فأخذ يقتل ويهتك ويسرق كما يشاء.

قل لي بربّك مَن قتل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)؟ ومَن وراء ذلك ولماذا؟

ومَن سمَّ الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، بغضاً لأبيه وجدّه؟

مَن قتل الحسين (عليه السلام) وهو ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي قال فيه: «حسين منّي وأنا من حسين»؟ وهل كان الحسين (عليه السلام) خارجيّاً يستحقّ القتل وحزّ الرأس من الوريد إلى الوريد، وتُسبى عياله كما تُسبى الترك والديلم؟

مَن جعل السمّ لعليّ بن الحسين (عليه السلام)، ومَن أباح المدينة المنوّرة ثلاثة أيَّام؟ مَن هدم الكعبة حجراً حجر؟ ومَن هتك حرمتها وحرق أستارها؟ مَن قتل الأئمّة من آل الرسول (صلى الله عليه وآله) بالسمّ؟ ألم يكونوا من أُميّة ومن بني العبّاس؟

وإذا أردنا التفصيل أكثر طال بنا المقام والمقال ولكن نقول: إنَّ مَن حارب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المبدأ، حاربه ويحاربه اليوم، حتّى قيل: «نحن أهل بيتين تعادينا في الله، قلنا: صدق الله، وقالوا: كذب، حارب أبو سفيان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وحارب معاوية عليَّاً (عليه السلام)، وحارب يزيد الحسين (عليه السلام)، ويحارب عثمان بن عنبسة السفياني المهدي (عج) من آل محمَّد (صلى الله عليه وآله)».

فلا تعجب لقوله: «لا ترجعوا بعدي كفّاراً»، فقل لي بربك مَن الكافر، بنو سفيان أم بنو هاشم؟ واحكم بالعدل، واعرف أين أنت، أفي صفّ الكفّار أم في صفّ أعداء الكفّار؟

صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، رجعوا بعده كفّاراً وضربوا رقاب القادة وعين الأُمّة من غير خجل ولا وجل، كما نرى اليوم يقتل الموالي على التهمة والظنة وعلى الإسم والنسب.

وحقّاً قيل: ما في الآباء تجده في الأبناء، الآباء قتلوا والأبناء يقتلون!

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

([1]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 479، (صحيح مسلم، ج 1، ص: 58، وصحيح البخاري،
            ج 9، ص: 50، وإلزام الناصب، ص: 186.

([2]) آل عمران / 144.

([3]) النمل / 16.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page