• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ما لم تُحدثوا

ما لم تُحدثوا

 

 

«لا يزال هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته ما لم تُحدثوا، فإذا فعلتم سلّط الله عليكم شرار خلقه فالتحوكم كما يلتحي القضيب»([1]).

صدقت يا مَن علمه من علم الله، صدقت أيُّها الصادق الأمين، وما وقع دليل صدقك، ودليل نبوّتك، ودليل أنَّنا أخطأنا وقصّرنا، وأذنبا بحقّ أنفسنا، تركنا اللّباب، وأخذنا القشور، تركنا الحقّ وأخذنا بالباطل، تركنا سرّ القوّة والمبدأ، وأخذنا بالمبادي الهدّامة المستوردة، تركنا ديننا الحنيف، وأخذنا بأسباب الفرقة والضعف، تركنا الآخرة، وأخذنا بإشباع الحاجة من الدنيا، سكرنا من غير شراب، وشربنا الخمر من غير اعتبار، وأكلنا الربا وسفكنا الدماء، تقاتلنا من أجل الوحدة والحريّة والإشتراكيّة وهي في الحقيقة من أجل الفرقة والجريمة والإشراك بالله، نعم، بعدنا عن: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعَاً وَلا تَفَرَّقُوا)([2])، وتمسّكنا بما أملته علينا الصليبيّة العالميّة الماسونيّة، تفرّقنا عن كلمة: لا إله إلاّ الله محمَّد رسول الله، واجتمعنا على موائد الخمر والشقاق والنفاق، تركنا الصوم والصَّلاة وسبّحنا بحمد صدّام وعفلق وبوش والدولار، تركنا الزكاة والصدقة والإلفة والمحبّة وقتل بعضنا بعضاً من أجل شعارات طنانة ومبادي رثّة أودت بنا إلى حروب طائفيّة وقوميّة وإقليميّة، دارت الرّحا بنا وطحنت من الرجال والنّساء والأطفال، وسلبت منّا الثروات، وتأخّرنا عن ركب الإنسانيّة والتقدّم السنين والمئات، يُذبح المرء على التهمة والظنّة والإسم والشبهة ويُهجر لأتفه الأسباب حتّى بتنا ضعفاء يأكل العدوّ فينا حيث يشاء، ويكسر عظمنا متى ما شاء، منّا مَن مات في السجون، ومنّا مَن دُفن حيّاً، ومنّا مَن ذاب في التيزاب، ومنّا مَن ثرمته أيادي البغي والعدوان طعمة للأسماك.

نعم يا مولاي كان الأمر فينا يوم كنّا كالبنيان المرصوص يشدّ بعضنا بعضاً ولمَّا خرجنا على مبادئك وسنّتك،على مبادي الإسلام الحنيف إلى المبادي الهدّامة المستوردة من الشرق والغرب، مبادي الشيوعيّة والإلحاديّة، مبادي البعث والقوميّة النصرانيّة الصليبيّة، أصبحنا طرائق قدداً، تفرّقنا وذهبت قوّتنا بعد أن بسطنا يد الأمان والسَّلام والإسلام شرقاً وغرباً، واليوم صرنا عبيد الشهوات، عبيد الهوى، لا همَّ لنا سوى إشباع البطن التي لا تشبع والفرج التي لا تردع، بعيداً عن الحلال والحرام، بعيداً عن الحقّ والباطل لا من الكفر ولا من الإسلام، وهل نحسد عى ما نحن عليه، وهل بعد هذا من مصير؟ قال تعالى: (وَمَا ظَلَمْنَاهُم وَلَكِنْ كَانُوا أنْفُسَهُم يَظْلِمُونَ)([3]).

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

([1]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 479، الطبعة الجديدة المنقّحة.

([2]) آل عمران / 103.

([3]) يونس / 44.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page