تقسيم أموال ذوي القربى بالزور
«ورأيت أموال ذوي القُربى تُقسَّم في الزور ويتقامر بها ويُشرب الخمور»([1]).
ذوو القربى: المراد بهم أولاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من فاطمة (عليها السلام) وبضعة رسول
الله (صلى الله عليه وآله) ومن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وذلك مفادّ الآية: (إنَّمَا غَنِمْتُم مِنْ شَيء فَإنَّ للهِ وللرَّسُولِ وَلِذِي القُربَى)([2])، وقد اختُلف في مَن يُراد بذي القربى كما اختُلف في مسائل كثيرة لها علاقة وصلة بأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرِّجس وطهّرهم تطهيراً، حتّى بلغ بهذا الإختلاف إلى غصب حقوقهم، وقتلهم وتشريدهم، وقتل مواليهم وشيعتهم، حبّاً للدنيا وبغضاً للحقّ، وثأراً وانقلاباً على الأحكام، والذي يراجع كتب التاريخ والعقائد يجد ذلك بيّن واضح، وأمَّا الذين يقولون بهذا المبدأ، فقد اختلفوا، وغرّتهم الدنيا بغرورها، فمنهم مَن لم يفرِّط ولو بمثقال ذرّة، ومنهم من ابتلع الجمل بما حمل، وهو ساخط على القليل ناكر للكثير، فقد رأينا ذريّة البعض من هؤلاء الذين تجتمع عندهم الحقوق غرقوا في بحر الخطيئة، فعاقروا الخمر ولعبوا القمار ولجأوا إلى الزنا، لا بل إلى حرب الدّين والمتديّينين وارتموا في أحضان الكفر والنفاق، وكانوا رأس الحربة في إعدام الأبرياء والصلحاء.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) فروع الكافي، ج 8، ص: 35، دار الأضواء، بيروت.
([2]) الأنفال / 41.