• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الثعالب

الثعالب

 

قال (صلى الله عليه وآله): «يرسل الله على أهل الشام مَن يُفرق جماعتهم، حتّى لو قاتلتهم الثعالب لقتلتهم»([1]).

صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، مزّقت إسرائيل البلاد الشاميّة أيّما تمزيق، وجعلتهم أحزاباً ومنظّمات ودولاً متفاخرة متباغضة، يترصّد بعضهم بعضاً، ولا كأنَّهم إخوة في الإسلام، وإنَّما أعداء يكيل بعضهم البعض الصاع صاعين، لأنَّهم خرجوا من الإسلام، واعتنقوا دين الملوك، والمبادي المستوردة الهدّامة، الملوك الذين لا يهمّهم سوى التربّع على كراسي الحكم، وليذهب الشعب إلى الجحيم كما نرى اليوم، جحيم طائرات الأباتشي والخارقة للصوت، طائرات الفانتوم والمدمّرة بحجمها ولمدّة عقود، قتلاً وتدميراً، وهدماً للدور والقصور، وسلباً للحريّات والخيرات، وإذلالاً للصغير والكبير، وإيقاعاً للفرقة بين شعوب المنطقة، وتهديداً بالدمار والفناء لها بالقوّة النوويّة، وتدنيساً للمقدّسات، وعملاً دؤوباً لهدم المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، والعجيب في الأمر أنَّ النّاس يرون فعل العدوّ والهمجي، ومع ذلك يمدّون إليه يد العون والمساعدة، والإخبار عن تواجد الأحرار وتسهيل اغتيالهم بوضح النهار، وينسون أنَّهم غداً سيكونون هدفاً سهلاً للعدوّ، وناسين قول الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعَاً وَلا تَفَرَّقُوا)([2])، ولولا هذه الفرقة ما آل الأمر إلى ما هو عليه، فالإعتصام بحبل الله هو سرّ القوّة، وخلافه سرّ الضعف، والعدوّ ما تمكّن منّا، إلاّ بعد أن جعلنا طرائق قدداً، مذاهب وفرقاً، وأحزاباً، ومنظّمات، وأنظمة علمانيّة، ودساتير بعيدة عن الإسلام، كلّ أُولئك من دواعي الضعف ومن أسباب قوّة وتكالب العدوّ علينا.

فهل من يقظة؟ وهل من عودة إلى الدّين ووحدّة المسلمين؟ للتأثّر من رجالنا ونسائنا وحتّى أطفالنا، إنَّ سرّ هذا التأخّر عندنا والتقدّم عند العدوّ، هو بعدنا عن ديننا، وتفرّقنا أحزاباً ومنظّمات بالمبادي الهدّامة والعلمانيّة، بعدنا عن الوحدة الإسلاميّة الحقيقيّة، وأخذنا بالوحدة الفارغة، كمَن يسعى وراء السراب، عودوا لأنفسكم واسألوها: هل يجوز لكم أن تبقوا أذلاّء أُسراء البطن والفرج وحبّ السلطة وحبّ المال؟

بناء الجيوش وتسليحها، وتعريف النشأ والإستفادة من تجارب الآخرين ودعم الكفاءات الشابّة المخلصة، واستثمار الخامات والمعادن المودعة في خدمة البلد وغيرها، كفيلة بالتقدّم والقوّة، لردع العدوّ، واسترداد الحقوق من العدوّ الغاصب.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

([1]) بشارة الإسلام، ص: 183، والحاوي للفتاوي، ج 2، ص: 130، والملاحم والفتن، ص: 52،
            ومنتخب الأثر، ص: 486، بألفاظ مختلفة، ويوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 234.

([2]) آل عمران / 103.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page