اختلاف العرب
«... تفرّقت (واختلفت) العرب...»([1])، «... واختلفت العرب...»([2]).
العرب اليوم أكثر من (250)مليون نسمة، مئتين وخمسين مليون نسمة موزّعين في آسيا وأفريقيا.
1 ـ لهم من الناحية الجغرافيّة مواقع استراتيجيّة، ومنافذ بحرية جيّدة، وهم على الطرق البحريّة.
2 ـ وأمَّا من الناحية الإقتصاديّة، فالبلاد العربيّة غنيّة بالنفط، والمعادن، والمياه، وسعة الأراضي، والأيدي العاملة.
3 ـ ومن الناحية الإجتماعيّة والعلميّة، ففيها من ذوي الكفاءات، ما يمكنها أن تغيّر العرب من محكومين إلى حكّام، ومن عبيد إلى سادة، من غير اعتداء ولا تجاوز على الغير.
فمتى ما خلعت العرب أعنّتها، وخرجت هذه العبيد على ساداتها، تجد العربي يفيد ويستفيد.
قل لي بربّك أيّ دولة عربيّة اليوم على اتّحاد ووفاق مع الأُخرى؟ وأيُّها لم تحارب الأُخرى؟ الإختلاف بين العرب كثير.
عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «ينزل بأُمّتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم، لم يسمع ببلاء أشدَّ منه، حتّى تضيق عليهم الأرض الرحبة حتّى تملأ الأرض جوراً وظلماً، لا يجد المؤمن ملجأ يلجأ إليه من الظلم،...»([3]).
المؤمن اليوم كأنَّه سائح، من هذه البلاد إلى تلك، بعيداً عن بلاده، ومسقط رأسه وأهله وعشيرته، يعاني من الغربة والحاجة وسوء الحالة المعاشيّة، والضغوط والقوانين الجائرة، لا لشيء وإنَّما لأنَّه مؤمن فمِن مقتول، ومن مريض، ومن غارق في البحار والمحيطات، ومن مسجون واختلاف العرب ليس بين العرب حسب، وإنَّما بين العرب والعجم كما أشرنا إلى ذلك.
«يقع خروجه (أي المهدي (عليه السلام)) بعد تدابر واختلاف بين أُمراء العرب والعجم (كحال العرب وإيران)، لا ينتهي إلى أن يصير الأمر إلى رجل من ولد
أبي سفيان...»([4]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) إلزام الناصب، ج 2، ص: 214.
([2]) إلزام الناصب، ج 2، ص: 234.
([3]) بشارة الإسلام، ص: 69، روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، والإمام المهدي (عليه السلام)، ص: 220،
وبشارة الإسلام، ص: 191، شيء منه وبمعناه، وورد في مصادر أُخرى، وعقد الدرر،
ص: 73، مطبعة أسوة جمكران.
([4]) يوم الخلاص، ص: 670، ط. 1.