• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

«الإختلاف بين أُمراء العرب والعجم»

«الإختلاف بين أُمراء العرب والعجم»([1])

 

 

الإختلاف: هو عدم الإتّفاق، وعدم الإتّفاق يؤدِّي إلى ما لا يُحمد عقباه، حرب كلاميّة، ومناوشات إعلاميّة، واستعداد للحرب والهرج والمرج أي القتل والإقتتال، وهذا ما تحقَّق ووقع.

فأُمراء العرب في زماننا لا يأتون إلاّ عن طريق العجم.

والعجم: كلّ غير عربي فهو أعجمي، سواء كان هنديّاً أو تركيّاً أو فارسيّاً أو غربيّاً، شرقيّاً كان أو غربيّاً، أقصد من الروس ومن أُوربا، وفي إطار أُوربا فرنسا والإنجليز والألمان والأمريكان و...

وهؤلاء الأُمراء أحياناً يتمرّدون على أسيادهم أو أنَّ أصل مجيئهم مبني على أن تكون نهايتهم هكذا، حتّى يكون للأسياد عذر في دمار البلاد والعباد وما خطّطوا لذلك، أوَّلاً إطالة البقاء للهيمنة، وثانياً سلب الخيرات، وثالثاً تجديد الوجوه، لامتصاص النّقمة وهكذا.

فكم اختلف أُمراء العرب من هؤلاء، وشُنّت الهجمات الصاروخيّة والطائرات المقاتلة، في ليبيا ومصر والعراق.

فصدّام صنيعة من صنائع الغرب، إلاّ أنَّه طغى وتجبّر، وأُنيطت به مهمّة تدمير الشعب العراقي، فأكثر الفساد، وقتل العباد، ودمّر الإقتصاد، وأهمل الأُمور المهمّة للبلاد، وأُنيطت به مهمّة ضرب الجمهوريّة الإسلاميّة في مبدأ أمرها، وكانت حرب السنوات الثمان، إلاّ أنَّه مع ما أنزله من الدمار والخراب في البلدين لم يستطع إرجاع الأُمور إلى ما قبل الثورة ففشل في مسعاه، مع تلك الإمكانات الهائلة من السلاح والعتاد والرجال، لأنَّ الله شاء أن يخذل الباطل: (إنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقَاً)([2])، صدّام أخذ يفكِّر بالتمرّد بعض الشيء إلاّ أنَّهم حفروا له حفيرة في الكويت فأسقطوه فيها، وضربوا المفاعل النووي في سلمان باك، وبدّدوا ثروات العراق وأحالوها رماداً، وعلى علم من صدّام وقيادات الحزب يومها، ودغدغوا المشاعر في الجنوب، وكانت الإنتفاضة، إلاّ أنَّهم خانوا المغرر به وفتحوا الباب والمجال لصدّام للقضاء على الإنتفاضة، وبالإنتفاضة تبيّنت للعدوّ أنَّ بقاء صدّام ضرر على سياستهم في الخليج، فسبقوا الأحداث وجمعوا أمرهم وأطاحوا به وبحزبه، واحتلّوا العراق عسكريّاً، ووضعوا أيديهم على ثروات العراق ومنابع النفط فيه، وهم في شغل شاغل لبناء القواعد العسكريّة في الشمال والوسط والجنوب، على أمل تطويق الجمهوريّة الإسلاميّة وبسط نفوذ إسرائيل من الفرات إلى النيل، وهذا ما حدث والمستقبل ينبّأ عن خلع العرب أعنّتها، وخروج العبيد على ساداتها، لما يُسمع ويُرى وما يحدث من تجاوزات وخروقات لا إنسانيّة ولا مبدئيّة، واليوم سوريا الهدف بعد العراق وما يُنسج وراء الكواليس، كلّ ذلك مقدّمة لأمر عظيم.

فالخلاف وقع بين العرب والفرس، ويعبَّر عنهم بالعجم، خلال الثمان سنين، ولا زال باطنيّاً، وبين آونة وأُخرى أُمراء الخليج يثيرون مشكلة الجزر الثلاث: طُنب الكُبرى والصغرى وأبو موسى بأمر من الأسياد، وتكون هناك مناوشات كلاميّة، هي في غير صالح الطرفين والعدوّ الكافر هو المستفيد الأوَّل والأخير.

نعم عبر هذه القرون قالوا فوقع وتحقّق، وهي من علائم الظهور، فهل من عبرة واتّعاظ؟

ولو أراد المتتبّع يجد أنَّ في كلّ عصر من العصور قيل فيها ووقع الكثير من الخُطب والأحاديث في الفتن والملاحم والأحداث والعلامات، يخرج بكتاب قيّم في هذا الباب.

أمَّا اليوم فنحن على أبواب الظهور، ولم يبقَ لنا إلاّ الحتميّات وبعض علامات بعض الحتميّات ظاهرة للعيان تنتظر أمر الله تعالى، فلا غطرسة أمريكا ودول روسيا والصين والإنجليز ولا فرنسا والألمان ولا مَن يملكون الأسلحة النوويّة تنفعهم، لأنَّها ستكون سبباً في دمارهم وإن يكونوا في خبر كان.

لأنَّ هذه الدول سيضرب بعضها بعضاً بهذا السلاح، ويتهدّم كلّ ما بنوه من قواعد وأساطيل وتنمحي جيوش جرّارة ومُدن ذات شأن ومقام، حتّى لا يبقى إلاّ ثلث العالم الذين يعيشون في السواحل والغابات وقُلل الجبال والصحاري النائيّة وفي الملاجي ومَن شاء الله لهم البقاء ويومها يتقدَّم الجيش الإسلامي، ويُصفِّي الحساب مع الصليبيّة العالميّة والصهيونيّة، ولا تبقى إلاّ راية العدل والإنصاف وكلمة لا إله إلاّ الله محمَّد رسول الله، ويعيش النّاس في أمان وراحة في ظلّ المهدي المنتظر صلوات الله عليه وعلى آبائه، تُنزل السَّماء بركاتها وتُخرج الأرض خيراتها حتّى يرعى الأسد مع البقر والذئب مع الغنم والطفل مع الحيّات ولا أحد منهم يؤذي الآخر، فلا كذب بين النّاس ولا تحاسد ولا تنافس، اللَّهمَّ فعجِّل لوليّك الفرج والعافية والنصر.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

([1]) بشارة الإسلام، ص: 66، عن كشف الأسرار.

([2]) الإسراء / 8.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page