اختلاف وزلازل
«وإن يكون اختلاف وزلازل كثيرة...»([1]).
الإختلاف موجود واقع، مثلاً: بين الشرق وبين دول الغرب، كالنّار تحت الرماد، وكما يعبّر عنه سياسيّاً برميل من بارود، لا تدري في أيّة ساعة ينفجر، حرصاً على المصلحة.
وأمريكا والدول التي في ركابها (الدول الغربيّة) تريد التسيّد على العالم والسيطرة على الممرّات المائيّة وبناء القواعد الحربيّة، أمر مهم ; ولذا نجد اختلاف هذا المعسكر، باختلاف أطرافه فالدول الغربيّة تدرك أطماع أمريكا للتسيّد على العالم والسيطرة على منابع النفط، وخصوصاً منطقة الشرق الأوسط، وتشكيل جبهة رفض لتشعر أمريكا، واللوبي الصهيوني هم المتحكّم في المقدّرات الأمريكيّة.
ولا يخفى أنَّ الإتحاد الأُوربي: انكلترا، وفرنسا، وألمانيا، ودول أُخرى، تشكِّل قوّة حقيقيّة، ومن الناحية السكّانيّة، فإنَّ مجموع سُكّان الدول الأُوربيّة يتجاوز الأربعمائة وخمسين مليون نسمة، وهذه الدول تمتلك القوّة النوويّة والصواريخ العابرة، والأساطيل الجويّة والبحريّة، والغوّاصات النوويّة، والجيوش البريّة، ولها مصالح في دول العالم، وليس من مصلحتها أن تكون تابعة، وهي المتبوعة، وهذا بالتالي يجر الأطراف إلى نزاعات إقليميّة.
فعلاقة هذا المعسكر في حالة مدّ وجزر، مشوبة بالخطر مع أمريكا، أخذت تشير أنَّ أمريكا جادّة في التسيّد على العالم، وبالتالي سيجرّ الإتّحاد الأُوربي إلى الوقوف بجديّة في المحافل الدوليّة، وتستعمل الفيتو التي من حقّها ضد أطماع أمريكا وهي الشرارة لانفجار برميل البارود، وديمومة الإختلاف.
وإذا التفتنا إلى المعسكر الشرقي الذي تشتّت أوصاله، وانفصلت الكثير من الجمهوريّات التي كانت تحت سيطرته ذات الثقل العسكري والإقتصادي، وبقيت ذراعه الضاربة من صواريخ حاملة للرؤوس النوويّة العابرة للقارّات، والطائرات التي تحمل القنابل النوويّة ذات الطاقة التفجيريّة العالية على أتمّ الإستعداد، نجده يئنّ من وطأة ما هو فيه من انتهاز الفرصة للإنتقام لنفسه ممَّا حلَّ به من تمزّق من كيد المعسكر الغربي، تخرج بمحصلة هي :
إنَّ العالم في خوف شديد واختلاف، تزلزله هذه الحالة القلقة المضطربة، وإنَّ بعض الدول أخذت تفكِّر جادّة في امتلاك القوّة النوويّة إن لم تكن تمتلكها، ولها مشاكل مع جاراتها: كالصين هذا البلد الطويل العريض الذي تجاوز عدد نفوسه المليار وثلاثمائة مليون، والهند والباكستان في مشكلة كشمير، ومشكلة كوريا، وامتلاكها للقوّة النوويّة، واليابان والتقدّم العلمي والتكنولوجي فيها، بحيث أصبحت تغزو الأسواق العالميّة، ومسألة إسرائيل والترسانة النوويّة في قلب العالم العربي والإسلامي، وعرضها العضلات بين حين وآخر خلق توتّراً غير طبيعي في العالم، قد يؤدِّي بالتالي إلى انفجار هذا البرميل وزلزال في العالم ينتهي بدمار الدول المالكة والمتصرّفة بمصير الدول الضعيفة، والشعوب المستضعفة، فالإختلاف قائم على قدم وساق، وهذا الفساد مبعث الزلازل والكوارث الطبيعيّة، من من زلزال جنوب شرقي آسيا وزلزال الهند والباكستان الذي انتهى في إيران واليابان، وهناك المئات من الزلالزل التي لا يُعلن عنها لقلّة درجتها، وعدم فداحة آثارها تقع كلّ يوم.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) بيان الأئمّة (عليهم السلام)، ج 5، ص: 49، دار الغدير.