«يكثر الطلاق»
«وعندها يكثر الطلاق فلا يقام حدّ ولن يضرّوا الله شيئاً»([1]).
الطلاق: حرب ولكن بدون نار، وبدون صواريخ ومدافع وقذائف حارقة ودخّان.
إنَّه معول هدّام في كيان المجتمع، ومرض قاتل، يجب علاجه، والعلاج عقلي ومنطقي.
ومن الحروب التي شنّها العدوّ على المجتمع الإسلامي، فتح الباب على مصراعيه وأدخل المرأة في كلّ خبايا وزوايا المجتمع، بحجّة حقّ المرأة.
وكأنَّ المرأة لا تأخذ حقّها إلاّ في منافسة الرجل، ولقاء الرجل في الخلوات، في المدرسة والمعهد والدائرة والسوق.
المرأة ريحانة كما قيل، وإذا تعرّضت هذه الريحانة إلى الشمس المحرقة ذبلت ويبست وماتت، فهم أماتوا المرأة بحجّة حقوق المرأة، وهم هدموا البيت بحجّة حقوق المرأة، وهم أهملوا التربية بحجّة حقوق المرأة، وهم أساؤوا إلى الحقوق الزوجيّة بحجّة حقوق المرأة، وهم شلّوا نصف المجتمع بحجّة حقوق المرأة، فكثرت السراري، وكثر الطلاق، وقلَّ الزواج، وكثر الزنا واللّواط، نتيجة حقوق المرأة.
ونحن لنا تقاليدنا وعقائدنا، والتخلّق بغير أخلاقنا يعني هذا الذي نراه من طوابير المطلقين والمطلقات، والأطفال المتسيّبة والبيوت المهجورة والأمراض الإجتماعيّة المستفحلة في المجتمع، نعم أبغض الحلال عند الله الطلاق، والطلاق يهتز له عرش الرَّحمن ولكن كما قيل: وداوها بالتي هي الداء، وظاهرة الطلاق ظاهرة محسوسة لا يمكن إنكارها، وهي خطرة جدّاً في المجتمع وعواقب الطلاق لا يُحمد، تسيب الأطفال والإنفلات وهيجان العاطفة يكلف الكثير، ولو ألقينا نظرة إلى أسباب الطلاق نجدها كثيرة، منها: اقتصاديّة، وفكريّة، واجتماعيّة، وصحيّة،... وهناك أسباب أُخرى.
عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «إنَّ الله عزَّوجلَّ يحبّ البيت الذي فيه العرس، ويبغض البيت الذي فيه الطلاق، وما من شيء أبغض إلى الله من الطلاق»([2])، «إنَّ الله تعالى لا يحبّ الذواقين والذواقات».
فعلى الآباء والأُمّهات أن يحسنوا تربية البنين والبنات، ويُحكِّموا الشرع والعقل عند الزواج، ولا يفسحوا المجال لتحكم العاطفة، ويراقبوا أولادهم من أن يكونوا فريسة الثقافة الأجنبيّة والأجنبي يريد إفساد الشباب ليسهل له السيطرة، ولا يهمّه سوء العاقبة.
والمسؤوليّة ملقاة على عاتق المجتمع، من الآباء والأُمّهات والمدارس والمساجد والجامعات والمحاكم ذات العلاقة وعلى مديريّة الإذاعة والتلفاز، كلّ أولئك ينطلق من منطلق الفائدة للمجتمع ورضا الله، وإلاّ سيكون طوابير من المطلّقين والمطلّقات وتسيّب الأولاد، وما يتحتّم عليه من سرقة وفساد وجريمة وعبأ ثقيل يجب أن يحسن الأبناء والآباء الإختيار: «اختاروا لنطفكم فإنَّ العرق دسّاس»، اختاروا لنطفكم فإنَّ الخال أحد الضجيعين، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إيَّاكم وخضراء الدمن»، قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال: «المرأة الحسناء في منبت السوء».
أن يرى الولد أو البنت في السوق أو الدائرة، المدرسة أو المعهد، ويتعلّق قلبه بالمقابل، كأن تكون حسناء أو يسمع عنها غنيّة، أو أنَّها تراه جميلاً مهتمّاً بنفسه ذا سيّارة ومقدرة، فتتعلّق به وينتهي هذا التعلّق بالحبّ والرغبة، وهي لا تعرف عنه معتاد أو أنَّه سكّير أو أنَّه لاعب قمار، وإذا تمَّ الزواج وتكشّفت الأُمور يسعى للطلاق وبلا شكّ أو أنَّها تطلب الطلاق.
ولو أنَّنا علمنا بهذه القواعد السالفة الذكر لقلّت نسبة الطلاق إلى النصف ومنه تعالى نستمدّ العون والتوفيق.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) بشارة الإسلام، ص: 26، وإلزام الناصب، ص: 182، ومنتخب الأثر، ص: 433،
وبيان الأئمّة (عليهم السلام)، ووسائل الشيعة جـ 22، ص: 7 ـ 8، ونور الأبصار، ص: 171.
([2]) وسائل الشيعة، ج 22، ص: 7 ـ 8.