«والرملة أرملت النّساء من العراق»([1])
مرَّ العراق بظروف قلَّ نظيرها في التاريخ، وحكم العراق أحياناً جبابرة لم تلد مثلهم النّساء في غيره من البلدان: كالحجّاج، وابن ملجم، وشمر، وعمر بن سعد، من قبل، وبني أُميّة وبني العبّاس ومن بعد الجبابرة الأتراك، ثمَّ الإنكليز والأمريكان،ها نحن عاصرنا حكم الملاحدة الشيوعيّين، وحكم النصارى القوميّين، وحكم الفسقة الفجرة العلمانيّين من البعثيّين العفالقة، وحكمها عُسر لا يُسر فيه قائم على القتل والحبس، قائم على إلهاء النّاس بالحروب والفتن، والخلافات المذهبيّة والطائفيّة، فأكلت الرجال والشباب وتركت النّساء أرامل والأطفال يتامى.
ويحقّ أن نقول: في البعث المرمّل للنّساء، والميتّم للأطفال، والهادم للدور والقصور والسعادة، نغَّص على النّاس حياتهم، وجعلهم لا يفكّرون إلاّ في كلِّ قبيح، العراق بلد المواهب والإفذاذ، ومقبرة العلماء والصلحاء، جاء على العراق زمان من أراد أن يكون من أثرى الأثرياء، فليمدّ اليد إلى العفالقة، الذين ما كانوا يشبعون من الدماء، فمن حرب الشمال إلى حرب الجنوب، ومن حرب الجنوب إلى حرب الثمان حرب الشرق المسلم، ومنها إلى الكويت، حرب الخليج التي مهّدت إلى ما نحن عليه، وهي تأكل الرجال والشباب وترمّل النّساء.
نعم ما قيل وقع وما ذكر تحقَّق، فهل من متّعظ؟ وهل من متدبّر ومفكّر؟
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) إلزام الناصب، ج 2، ص: 194، ط. 5.