«إذا ركبت ذات الفروج السروج...»([1])
هنا كناية: السروج جمع سرج، وهو ما يوضع على ظهور الخيل، للإستقرار على ظهورها، والسروج قد تكون من القماش المبطّن وقد تكون من الجلود وتحتها ملاحف أو أحلاس وهي قطع القماش التي تكون ملاصقة لظهور الخيل أو الجمال وما أشبه، والسروج اليوم قد تعدّدت وكثرت كأن تكون سروج الخيل، وسروج الدراجات البخاريّة، وسروج الدراجات الهوائيّة، وسروج السيّارات، وسروج الطائرات، وكلّ هذه السروج ركبتها النّساء،فسائقة السيّارة، وقائدة الطائرة، وراكبة الدراجة البخاريّة، والدراجة الهوائيّة، والخيل اليوم، ترى المرأة تتدرّب على ركوب الخيل، وتلاعب الرجال بالكرة والصولجان، وتتسابق في ميادين السباق شأنها شأن الرجال، على ظهور الخيل، وهكذا في سباق الدرجات البخاريّة وفي ميادين السباق، وقد تكون السّباقة، والتي تحرز بطولة السّباقة، وكأس السّباق.
ونراها ترادف زوجها أو ابنها على الدراجة البخاريّة هي وأفراد من العائلة للإنتقال من والي البيت، نعم، ونراها على الدراجة الهوائيّة تحمل مشترياتها من السوق إلى البيت، ونراها تمارس هذه الرياضة في الشوارع والطرقات، وهذه الظاهرة في بلاد الغرب شائعة، ولا غبار عليها، وطبيعيّة بالنسبة لهم لعدم الألتزام بالقيم والأعراف، وهنا نجد ذلك للغزو الفكري والحضاري، وهي لا تخلو من فائدة، إلاّ أنَّ مضارّها يمكن في أنَّ السرج مثير لها أوَّلاً، وخروج على القيم والمبادي الإسلاميّة، ومدعاة للإحتكاك بالرجال، وخرق لحجاب الحياء، تاركة البيت، وحقوق الزوج، والواجب التربوي لها مع الأطفال، وحرمانهم من العطف والحنان، وهذه العادات دخلت إلينا من غير استأذان، عن طريق التلفاز والأقراص والأفلام.
الغرض منها الغزو ليس إلاّ، وقد نجح العدوّ في غزوه لنا أيَّما نجاح في كثير من المجالات، وها نحن نرى طوابير الشبيبة التي حُرمت من حنان الأُمّ وتربية الأُمّ وعطفها يتسكعون وراء الفسق والفجور ولا يظلهم سقف ولا يجمعهم أب ولا أُمّ، وهم في مشاكلهم ونزواتهم وخروجهم على القانون.
تركت البيت وأهملت تربية النشيء وواكب المجتمع كلّ جديد بغضِّ النظر أنَّ هذا الجديد ; يتّفق مع مبادئنا أو لا، وما هي العواقب المترتّبة على ذلك؟ أصبحنا أُسراء لا ندري، ماذا ينتظرنا في المستقبل القريب من مآسي وآلام، والوضع العام ينذر بالدمار والفناء، وإذا أرادت المرأة أن تتمتّع بحقوقها الإنسانيّة والشرعيّة والعقليّة، فعليها أن تنهج منهج الزهراء (عليها السلام) ومنهج بطلة كربلاء (عليها السلام)، عليها أن تدرس الإسلام جيّداً، لتعرف كم هي مظلومة في النظم الوضعيّة، وكم هي مخدوعة بالكلام المعسول!
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) بيان الأئمّة (عليهم السلام)، ج 5، ص: 134، دار الغدير.