«موت ذريع يقع في بغداد»([1])
الموت الذريع: يعني الموت السريع.
وسابقاً كان الموت بالسيف أو الرمح أو السهم مبارزة، ولساعات طويلة،
وكرّ وفرّ واشتباك، كانت تذهب العدة، وقد كانت تنتهي بالصلح.
أمَّا اليوم، وبعد اختراع هذه الأسلحة (الأُتوماتيكيّة) والقنابل النوويّة والهيدروجينيّة تكون سبباً في قتل الأُلوف المألّفة وفي دقائق معدودة، فكيف إذا كانت أسلحة كيمياويّة وغازيّة وجرثوميّة؟
فخلال لحظات يموت سُكّان مدينة مثل مدينة حلبچه الكرديّة في شمال العراق، صغاراً وكباراً رجالاً ونساءاً وأنعاماً ومواشي.
والذي حدث في اليابان في مدينتي هيروشيما ونكزاكي في الذاكرة ولا يمكن نكرانه أو تغيّره.
والذي يحدث في بغداد وحدث أبان النظام البعثي الساقط وسيحدث من هذا القبيل في لحظات سيّارة مفخّخة بين أُناس يجهلون ذلك، تكون سبباً في قتل المئات وجرح المئات.
وإذا بقيت الأُمور هكذا، يقع في بغداد ما لا يُحمد عقباه، ولا يدفع ضريبته إلاّ الشعب والفقراء منهم.
لأنَّ البعث حزب متمرّس في الإغتيالات والقتل والدمار.
ومن أقوال الدكتاتور صدّام: إنَّه استلم العراق خراباً ولا يسلّمه إلاّ خراباً، وها هم ينفّذون ما قال.
وإذا بقيت الأُمور هكذا، وستبقى، ستضطر أمريكا بضرب بغداد بقنابل أكثر فتكاً من ذي قبل بحيث يقع فيها موت ذريع وخسف في غربها وهذا ما ورد في الروايات: «خسف في المشرق وخسف في المغرب وخسف في غربي بغداد».
فلو أنَّ الحرب الحرب الثالثة نشبت يذهب فيها ثُلثا البشر، وبما أنَّ البشريّة اليوم تجاوزت ستّة ملياردات يعني يذهب فيها أكثر من أربع ملياردات من النّاس، وما يبقى لا يخلو من معلول وجريح، وهكذا في بغداد، إذا بلغت الأُمور من التعقيد تستعمل أمريكا القنابل الكيمياويّة والغازات السامّة، فتبيد مناطق الإرهاب في بغداد، وهذا غير مستبعد ولا مستحيل، لأنَّها تنظر إلى مصلحتها قبل كلّ شيء، وقد قدّمت الكثير، ممَّا لم يكن في حساباتها، وهي دولة عظمى تسعى جاهدة للسيطرة على العالم، وتلاقي هذا الفشل الكبير أمام دولة مفكّكة لا جيش يحميها ولا سلاح استراتيجي تتحصّن به وتدافع عن نفسها.
نعم، لا يمنعها مانع من استعمال القنابل النوويّة، ولو أنَّنا جعلنا في، حساباتنا كم من النّاس قُتلوا في بغداد على مدى ثلاثة عقود، وما قُتل من بغداد في الحروب التي شُنَّت في الشمال على الأكراد وفي إيران والكويت وخلال السنتين الماضيتين لكان بالأُلوف، وما ينتظر بغداد من القرابين من الطرفين شيء كثير، وهذا مصداق الحديث الشريف: «موت ذريع يقع في بغداد»، وهو من العلامات التي وقعت وتحقَّقت، وما أكثر العلامات التي ذُكرت فوقعت.
إذن المهدي (عج) حقيقة لا تُنكر.
وأكبر دليل هذه العلامات التي تُعدّ بالمئات ذُكرت وتحقَّقت، والمتتبع الذي في متناول يده من الكُتب والمصادر والمخطوطات يجد أكثر فأكثر، ونحن في إطار ما عندنا من المصادر القليلة استطعنا أن نثبت ذلك في هذه الأجزاء الثلاثة، ونأمل التوفيق من الله تعالى أن نقدِّم لعشّاق المهدي (عج) الجزء الرابع ممَّا قيل ووقع من علامات الظهور.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) بيان الأئمّة (عليهم السلام)، ج 6، ص: 215.