التبري من أعداء الله
سؤال : في هذه الظروف العصيبة التي يمرّ بها المسلمون والتي لا تخفى عليكم هل يجوز لنا نحن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية لعن الخلفاء الثلاثة صريحاً على منابرنا في مجالسنا العامة التي تعقدها مراكزنا الإسلامية في بلدان الاغتراب علماً أن أكثر المغتربين المسلمين هم على غير مذهبنا وأكثر ساكني هذه البلدان ممن لا يدينون بديننا ؟
وهل يجوز حضور تلك مجالس إذا عدّ الحضور تأييداً لذلك ؟
وإذا حضر شخص تلك المجالس لعدم علمه بما سيقوله خطيبهم ثمّ بدأ باللعن الصريح ومن مكبرات الصوت فهل يجوز الاستمرار بحضور ذلك المجلس أم تجب المبادرة إلى تركه؟
الجواب : لا ريب في أن التبري من أعداء الدين ولعنهم من أهمّ الفرائض للمؤمن الموالي وهو من شروط الولاية التي ورد في الرواية ( لم يناد بشیء كما نودي بالولاية ) (1) قال الشاعر:
إذا لم تبر من أعداء علي *** فما لك في ولايته نصيب
وقد ورد أنّ الزهراء(عليها السلام) قالت لابی بکر : « و الله لادعون الله علیک فی کل صلاة اصليها»(2) وكان الإمام الصادق(عليه السلام) يلعن ثمانية بعد كلّ صلاة أربعة من الرجال وأربعة من النساء(3) ولكن إذا كان التجاهر باللعن موجباً للتفرقة بين المسلمين أو العداء مع الشيعة فليقتصر على اللعن في الخفاء ولكن لا يسقط التكليف بإظهار معايب ومثالب ومفاسد أعداء الدين خصوصاً ما ذكره العامة في كتبهم لتمهيد الطريق إلى إمكان إظهار التبري منهم واللعن عليهم وأما الحضور في مجلس لعنهم فهو جايز على كلّ حال .
أقول : رأيت بعض الكراسات التي أصدرها الوهابيون تطلب من الخطباء والكتّاب عدم التعرض لما وقع بين صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) من الاختلاف والتنازع والقتال لئلا يسقطوا عن القدسية والمقام السامي عند الناس ، وهذا البيان يشتمل على نوع من التعمية والدجل وإخفاء الحقائق وإظهار القدسية والعظمة لأشخاص أمثال معاوية وعمرو بن العاص وغيرهم من دون استحقاِ . ومن البديهي سوف يكفر من يمسهم بأدنى سوء لأن الناس لا يعرفون منهم شيئاً أما إذا علموا بحقيقتهم وأن النبي (صلى الله عليه وآله) لعنهم كراراً بقوله ( لعن الله القائد و الراكب و السائق )(4) وبقوله (صلى الله عليه وآله)( لعن الله من تخلف عن جيش اُسامة ) (5) فلا يرون لعنهم معصية فضلاً عن كونه كفراً .
--------------------------
1 ) بحارالانوار 68 / 239
2 ) الامامة و السياسة 1/ 31 تحقيق الشيری و 1 / 20 تحقيق الزينی .
3 ) في الوسائل 6 / 462 عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا: سمعنا أباعبدالله (عليه السلام) وهو يلعن في دبر كلّ مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء فلان وفلان وفلان ويسميهم ومعاوية، وفلانة وفلانة وهنداً واُم الحكم اخت معاوية .
4 ) الاحتجاج 1 / 408
5 ) مستدرک سفینة البحار 5 / 209
التبري من أعداء الله
- الزيارات: 11095