سليم بن قيس
س 204 :  وقع بين يدي كتاب (سليم بن قيس الكوفي الهلالي) الموصوف علي غلاف الكتاب بصاحب أمير المؤمنين (ع) المتوفي حدود سنة 90 هـ ، و موشحٌ علي غلافه بحديث منسوب لمولانا الصادق(ع)‌ نصه (من لم يكن عنده من شيعتنا و محبينا كتاب سليم بن قيس الهلالي فليس عنده من أمرنا شئ و لا يعلم من أسبابنا شيئاً و هو أبجد الشيعة و هو سر من أسرار آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم) فما هو رأي سماحتكم الشريف في هذا الكتاب من حيث وثاقته و صحة سنده؟ و إذا ثبت وثاقته لديكم فما هو مدلول الحديث المنسوب للإمام الصادق(ع) الآنف الذكر من حيث لزوم المؤمنين باقتناء الکتاب ؟
بسمه تعالی
 من المسلم أن كتاب سليم بن قيس معتمد عليه و هو من أوائل الكتب التي ألفها علماء الشيعة و قد صرح أبن النديم في الفهرست ص 275 أن أول كتاب ظهر للشيعة كتاب سليم بن قيس الهلالي و قال الشيخ النعماني في الغيبة أنه لا خلاف بين اهل العلم و رواة أحاديث الأئمة (عليه السلام) أن كتاب سليم بن قيس من أقدم الكتب التي أعتمد عليها رواة الأحاديث و نقل عنها العلماء و ذكر العلامة السيد حسن الصدر في كتاب تأسيس الشيعة أن سليم بن قيس من أوائل المؤلفين في الحديث و التاريخ هذا و قد ورد عن الأئمة عليهم السلام التأييد الكامل لهذا الكتاب كما أن علماء الشيعة بل و غير الشيعة اعترفوا بصحته:
1 – قال الشيخ الطوسي في الفهرست (سليم بن قيس و كنيته أبو صادق له كتاب وصل إلينا بهذه الأسانيد).
2 – و قال السيد أبن طاووس في التحرير الطاووسي (يوجد في هذا الكتاب ما يدل علي وثاقة مؤلفه و صحة الكتاب)
3 – و قال الشيخ الحر العاملي صاحب الوسائل ج 2 ص 36 (الفائدة الرابعة في ذكر الكتب المعتمدة التي نقلت منها أحاديث هذا الكتاب وشهد بصحتها مؤلفوها و غيرهم و قامت القرائن علي ثبوتها و تواترت عن مؤلفيها أو علمت صحة نسبتها إليهم بحيث لا يبقي فيها شك و لا ريب ... وعد منها كتاب سليم بن قيس الهلالي ..
4 – و روی  المجلسی في البحار ج 53 ص 68 ح 66 رواية قال في أولها من كتاب سليم بن قيس الهلالي رحمة الله عليه الذي رواه عنه أبان بن أبي عياش وقرأ جميعه علي سيدنا علي بن الحسين (عليه السلام) بحضور جماعة من الصحابة منهم أبو الطفيل فأقره عليه زين العابدين (عليه السلام) و قال هذه أحاديثنا صحيحة..
5 – و ذكر المجلسي الأول في روضة المتقين (أن الشيخ الطوسي و النجاشي حكماً بصحة كتابه مضافاً إلي أن متنه دال علي صحته) و قال أيضاً (اعتماد الكليني و الصدوق علي كتاب سليم يكفي في صحته و هذا الكتاب موجود عندي و متنه دال علي صحته).
6 – و قال العلامة الأميني في الغدير ج 1 ص 195 (كتاب سليم من الأصول المشهورة المتداولة في العصور القديمة المعتمد عليها عند محدثي الفريقين و حملة التاريخ قال أبن النديم في الفهرست ص 307 أن سليما لما حضرته الوفاة قال لأبان إن لك علي حقا و قد حضرتني الوفاة يا أبن أخي؟ أنه كان من رسول الله (صلي الله عليه و آله) كيت و كيت و أعطاه كتابا و هو كتاب سليم بن قيس الهلالي المشهور إلي أن قال و اولة كتاب ظهر للشيعة كتاب سليم). و قال السبكي في محاسن الرسائل: أن أول كتاب صنف للشيعة هو كتاب سليم، واللام في كلام أبن النديم و السبكي للمنفعة فمفادها أنهم كانوا يحتجون به فيحضمون المجادل لاقتناعه بما فيه ثقه بأمانة سليم في النقل لا محض أن الشيعة تقتنع بما فيه.. فالتعويل علي هذا الكتاب مما تسالم عليه الفريقان (الغدير باختصار).

أضف تعليق