• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

٩٦ ـ باب التوكل على الله ، والرجاء من الله ، والتفويض إلى الله ، وأن كل ما صنعه الله للمؤمن فهو خير له ، وأنه من اعطي الدين فقد اعطي الدنيا


أروي عن العالم عليه السلام أنه قال : من أراد أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله 1.
وسئل عن حد التوكل ، ما هو ؟ قال : لاتخاف سواه 2.
وأروي أن الغنى والعز يجولان ، فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطنا 3.
وأروي عن العلم عليه السلام أنه قال : التوكل على الله عزوجل درجات ، منها أن تثق [ به ] 4 في أمورك كلها ، فما فعله بك كنت عليه راضياً 5.
وروي أن الله جل وعز أوحى إلى داود عليه السلام : ما اعتصم بي عبد من عبادي ، دون أحد خلقي ، عرفت ذلك من نيته ، ثم يكيده أهل السماوات والأرض وما فيهن ، إلا جعلت له المخرج من بينهن ، وما اعتصم عبد من عبيدي بأحد من خلقي دوني ، عرفت ذلك من نيته ، إلا قطعت أسباب السماوات من يديه ، وأسخت الأرض من تحته ، ولم أبال بأي واد هلك 6.
وأروي عن العلم عليه السلام أنه قال : يقول الله تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي ، وارتفاعي في علوي ، لايؤثر عبد هواي على هواه ، إلا جعلت غناه في قبله ، وهمه في آخرة ، وكففت عليه ضيعته ، وضمنت السماوات والأرض رزقه ، وكنت له من وراء حاجته ، وأتته الدنيا وهي راغمة. وعزتي وجلالي ، وارتفاعي في علو مكاني ، لايؤثر عبد هواه على هواي إلا قطعت رجاءه ، ولم أرزقه منها إلى ما قدرت له 7.
وأروي أن بعض العلماء كان يقول : سبحان من لو كانت الدنيا خيراً كلها أهلك فيها من أحب ، سبحان من لو كانت الدنيا شراً كلها أنجى منها من أراد 8.
وروي : كن لمن لا ترجو أرجى منك لما ترجو ، فإن موسى بن عمران عليه السلام خرج يقتبس ناراً لأهله كلمه الله ورجع نبياً ، وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان ، وخرجت سحرة فرعون يطلبون العز لفرعون فرجعوا مؤمنين 9.
وروي : ولا تقل لشيء قد مضى : لو كان غيره.
روي عن العالم عليه السلام قال : إذا يشاء الله يعطينا ، وإذا أحب أن يكره رضينا.
وأروي : أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله 10.
وروي : أعلم طاعة الله الصبر والرضا 11.
وروي : ما قضى الله على عبده قضاءاً فرضي به ، إلا جعل الخير فيه 12.
وروي أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى موسى بن عمران : يا موسى ما خلقت خلقاً أحب إليّ من عبدي المؤمن ، وإني إنما أبتليه لما هو خير له ، وأعافيه لما هو خير له ، فليصبر على بلائي ، وليشكر نعمائي ، وليرض بقضائي ، أكتبه من الصديقين عندي 13.
وأروي عن العالم عليه السلام أنه قال : المؤمن يتعرض كل خير ، لو قرض بالمقاريض كان خيراً له ، وإن ملك ما بين المشرق والمغرب كان خيراً له.
وروي : من اُعطي الدين فقد اُعطي الدنيا.
وروي : أن الله تبارك وتعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لايحب ، ولايعطي الدين إلا من يحبه 14.
وفي خبر آخر : لايعطي الله الدين إلا أهل خاصته وصفوته من خلقه 15.
وروي : إذا طلبت شيئاً من الدنيا فزوي عنك ، فاذكر ما خصك الله به من دينه ، أو صرفه عنك بغيرك ، فإن ذلك أحرى أن تسخو 16 نفسك عما فاتك من الدنيا.
وروي أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى داود عليه السلام : فلانة بنت فلانة معك في الجنة في درجتك ، فصار إليها فسألها عن عملها فخبرته ، فوجده مثل أعمال سائر الناس ، فسألها عن نيتها ، فقالت : ما كنت في حالة فنقلني الله منها إلى غيرها ، إلا كنت بالحالة التي نقلني إليها أسر مني بالحالة التي كنت فيها ، فقال : حسن ظنك بالله جل وعز.
وأروي عن العالم عليه السلام أنه قال : والله ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا و الآخرة ، إلا بحسن ظنه بالله ورجائه منه ، وحسن خلقه ، والكف عن اغتياب المؤمنين. وأيم الله لا يعذب الله مؤمناً بعد التوبة والإستغفار ، إلا بسوء الظن بالله ، وتقصيره من رجائه لله ، وسوء خلقه ، ومن اغتيابه المؤمنين. والله لا يحسن عبد مؤمن ظناً بالله ، إلا كان الله عند ظنه به ، لأن الله ـ عزوجل ـ كريم يستحيي أن يخلف ظن عبده ورجاءه ، فاحسنوا الظن بالله وارغبوا إليه ، وقد قال الله عزوجل : ( الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ) 17 ، 18.
وروي أن داود عليه السلام قال : يا رب ، ما آمن بك من عرفك فلم يحسن الظن بك 19.
وروي أن آخر عبد يؤمر به إلى النار ، يلتفت فيقول : يا رب لم يكن هذا ظني بك ، فيقول ، ما كان ظنك بي ؟ قال : كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي ، وتسكنني جنتك. فيقول الله جل وعز : يا ملائكتي ، وعزتي وجلالي ، وجودي وكرمي ، وارتفاعي في علوي ، ما ظن بي عبدي خيراً ساعة قط ، ولو ظن بي ساعة خيراً ما روعته بالنار ، أجيزوا له كذبه وأدخلوا الجنة 20.
ثم قال العالم عليه السلام : قال الله عزوجل : ألا لا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي ، فإنهم لو اجتهدوا وأتعبوا انفسهم واعمارَهم في عبادتي ، كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي ، فيما يطنونه عندي من كرامتي ، ولكن برحمتي فليثقوا ، ومن فضلي فليرجوا ، وإلى حسن الظن بي فليطمئنوا ، وإن رحمتي عند ذلك تدركهم ، ومنتي تبلغهم ، ورضواني ومغفرتي تلبسهم ، فإني أنا الله الرحمن الرحيم ، وبذلك تسميت 21.
وأروي عن العالم عليه السلام أنه قال : إن الله عزوجل أوحى إلى موسى بن عمران عليه السلام : إن في الحبس رجلين من بني اسرائيل ، أمر بإطلاقهما ، قال : فنظر إلى أحدهما فإذا هو مثل الهدبة 22 ، فقال له : ما الذي بلغ بك ما أرى منك ؟ قال : الخوف من الله ، ونظر إلى الآخر ، لم يتشعب منه شيء ، فقال له : أنت وصاحبك كنتما في أمر واحد ، وقد رأيت ما بلغ الأمر بصاحبك ، وأنت لم تتغير ، فقال له الرجل : إنه كان ظني بالله جميلاً حسناً ، فقال : يا رب قد سمعت مقالة عبديك ، فأيهما أفضل ؟ قال تعالى : صاحب الظن الحسن أفضل 23.
وأروي عن العالم عليه السلام : إن الله أوحى إلى موسى بن عمران عليه السلام : يا موسى قل لبني اسرائيل : أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي ما شاء يجدني عنده.
__________________
1 ـ جامع الاخبار : ١٣٧ ، مشكاة الأنوار : ١٨ باختلاف يسير.
2 ـ أمالي الصدوق : ١٩٩ / ٨ ، عدة الداعي : ١٣٥ باختلاف في ألفاظه.
3 ـ الكافي ٢ : ٥٣ / ٣ ، مشكاة الأنوار : ١٦.
4 ـ أثبتناه من البحار ٧١ : ١٤٣ / ٤٢.
5 ـ الكافي ٢ : ٥٣ / ٥ ، مشكاة الأنوار : ١٦ باختلاف يسير.
6 ـ الكافي ٢ : ٥٢ / ١ ، مشكاة الأنوار : ١٦.
7 ـ مشكاة الأنوار : ١٦ و ١٧ باختلاف يسير.
8 ـ مشكاة الأنوار : ٢٦٤.
9 ـ أمالي الصدوق : ١٥٠ / ٧ من « وروي : كن لمن ... ».
10 ـ الكافي ٢ : ٤٩ / ٢ ، التمحيص : ٦٠ / ١٣٠ ، مشكاة الانوار : ٣٣ من « وأروي : اعلم الناس ... ».
11 ـ الكافي ٢ : ٤٩ / ١ ، مشكاة الانوار : ٣٣.
12 ـ المؤمن : ٢٢ / ٢٤ ، التمحيص : ٥٩ / ١٢٣ ، مشكاة الانوار : ٣٣ باختلاف يسير.
13 ـ التوحيد : ٤٠٥ / ١٣ ، الكافي ٢ : ٥١ / ٧ ، أمالي الطوسي ١ : ٢٤٣ ، عدة الداعي : ٣١ ، مشكاة الانوار : ٢٩٩ باختلاف يسير.
14 ـ الكافي ٢ : ١٧٠ / ٢ ، المحاسن : ٢١٦ / ١٠٧ من « وروي ان الله تبارك وتعالى ... ».
15 ـ الكافي ٢ : ١٧٠ / ١ ، المحاسن : ٢١٧ / ١١١ باختلاف في الفاظه.
16 ـ في نسخة « ش » : « يستحق » ولم ترد العبارة في نسخة « ض » وما اثبتناه من البحار ٧١ : ١٤٥.
17 ـ الفتح ٤٨ : ٦.
18 ـ ورد باختلاف يسير في عدة الداعي : ١٣٥ ، والكافي ٢ : ٥٨ / ٢ ، ومشكاة الأنوار : ٣٥. من « والله ما أُعطي مؤمن ... ».
19 ـ مشكاة الأنوار : ٣٦.
20 ـ تفسير القمي ٢ : ٢٦٤ باختلاف يسير.
21 ـ الكافي ٢ : ٥٠ / ٤ و ٥٨ / ١ ، أمالي الطوسي ١ : ٢١٥.
22 ـ الهدبة : ما على أطراف الثوب من الخيوط السائبة. انظر « الصحاح ـ هدب ـ ١ : ٢٣٧ ».
23 ـ مشكاة الأنوار : ٣٦ باختلاف في ألفاظه.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page