ونروي عن النبي صلى الله عليه وآله ، أنه قال : « بعثت بمكارم الأخلاق » ١.
أروي عن العالم عليه السلام : ان الله ـ جل وعلا ـ خص رسوله بمكارم الأخلاق فامتحنوا أنفسكم ، فإن كانت فيكم فاحمدوا الله ، وإلا فاسألوه وارغبوا إليه فيها.
قال : وذكرها عشرة : اليقين ، والقناعة ، والبصيرة ، والشكر ، والحلم ، وحسن الخلق ، والسخاء ، الغيرة ، والشجاعة ، والمرؤة.
وفي خبر آخر زاد فيها ، الصدق ، والحياء ، وأداء الأمانة ٢.
وأروي عن العالم عليه السلام قال : ما نزل من السماء أجلُّ ولا أعزُّ من ثلاثة ، التسليم ، والبر ، واليقين ٣.
وأروي عن العالم عليه السلام أنه قال : إن الله ـ عزوجل ـ أوحى إلى آدم عليه السلام ان اجتمع الكلام كله في أربع كلمات.
فقال : يا رب بينهن لي.
فأوحى الله إليه : واحدة لي ، واُخرى لك ، واُخرى بيني وبينك ، واُخرى بينك وبين الناس ، فالتي لي ، تؤمن بي ولاتشرك بي شيئاً ، والتي لك : فأجازيك عنها أحوج ماتكون إلى المجازاة ، والتي بينك وبيني : فعليك الدعاء وعليّ الإجابة ، والتي بينك وبين الناس : فأن ترضى لهم ما ترضى لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك 4.
وأروي أنه سئل العالم عليه السلام عن خيار العباد فقال : الذين إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساؤا استغفروا ، وإذا أعطوا شكروا ، وإذا ابتلوا صبروا ، وإذا غضبوا عفوا 5.
وأروي أن رجلاً سأل العالم عليه السلام أن يعلمه ما ينال به خير الدنيا والآخرة ، ولا يطول عليه ، فقال : لا تغضب.
ونروي أن رجلاً أتى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله ، علمني خلقاً يجمع لي خير الدنيا والآخرة ، فقال : « لا تكذب » ، قال الرجل : وكنت على حاله يكرهها الله فتركتها ، خوفاً أن يسألني سائل عنها عملت كذا وكذا ، فافتضح أو أكذب ، فأكون قد خلقت رسول الله صلى الله عليه وآله فيما حملني عليه.
وأروي عن العالم عليه السلام ، أنه قال : عجبت لمن يشتري العبيد بماله فيعتقهم ، كيف لا يشتري الأحرار بحسن خلقه.
ونروي : كبر الدار من السعادة ، وكثرة المحبين من السعادة ، وموافقه الزوجة كمال السرور.
ونروي : تعاهد الرجل ضيعته من المرؤة 6 ، وسمن الدابة من المرؤة ، والإحسان إلى الخادم من المرؤة.
وأروي أن الله تبارك وتعالى يحب الجمال والتجمل ، ويبغض البؤس والتباؤس ، وانّ الله عزوجل يبغض من الرجال القاذورة ، وأنه إذا أنعم على عبده نعمة أحب أن يرى أثر تلك النعمة.
وروي : جصص الدار ، واكسح الأفنية ونظفها ، واسرج السراج قبل مغيب الشمس ، كل ذلك ينفي الفقر ، ويزيد في الرزق 7.
وأروي عن العالم عليه السلام ، قلت له : أي الخصال بالمرء أجمل ؟ فقال : وقار بلا مهابة ، وسماح بلا طلب المكافأة ، وتشاغل بغير صلاح الدنيا 8.
ونروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله نظر إلى ولدي أميرالمؤمنين ، الحسن والحسين صلوات الله عليهم ، وبنات جعفر بن أبي طالب صلوات الله عليه ، فقال : « بنونا لبناتنا ، وبناتنا لبنينا ».
وروي : لا تقطع أوِدّاءك فيطفى نورك 9.
وروي : أن الرحم إذا بعدت غبطت ، وإذا تماست عطبت.
وروي : سر سنتين برّ والديك ، سر سنة صل رحمك ، سر ميلاً عد مريضاً ، سر ميلين شيع جنازة ، سر ثلاثة أميال أجب دعوة ، سر أربعة أميال زر أخاك في الله ، سر خمسة أميال أنصر مظلوماً ، سر ستة أميال أغِثْ ملهوفاً سر عشرة أميال في قضاء حاجة المؤمن ، وعليك بالإستغفار 10.
ونروي : بروا آباءكم يبركم أبناؤكم ، كفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم 11.
وأروي : الأخ الكبير بمنزلة الاب.
وأروي أن رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله كان يقسم لحظاته بين جلسائه ، وما سئل عن شيء قط فقال : لا ـ بأبي هو واُمي صلى الله عليه وآله ـ ولا عاتب أحداً على ذنب أذنب.
ونروي : من عرض لأخيه المؤمن في حديثه ، فكأنما خدش وجهه 12.
ونروي : أن رسول الله صلى الله عليه وآله لعن ثلاثة : آكل زاده وحده ، وراكب الفلاة وحده ، والنائم في بيت وحده 13.
وأروي : أطرفوا أهاليكم في كل جمعة ، بشيء من الفاكهة واللحم ، حتى يفرحوا بالجمعة 14.
ونروي : إن كانت تحب أن تنشب لك النعمة ، وتكمل لك المرؤة ، وتصلح لك المعيشة ، فلا تشرك العبيد والسفلة في أمرك ، فإنك إن ائتمنتهم خانوك ، وإن حدثوك كذبوك ، وإن نُكِبْتَ خذوك 15 ، ولا عليك أن تصحب ذا العقل ، فإن لم تحمد كرمه انتفع بعقله 16 ، واحترز من سيء الأخلاق ، ولا تدع صحبة الكريم وإن لم تحمد عقله ولكن تنتفع بكرمه بعقلك ، وفر الفرار كله من الأحمق اللئيم.
ونروي : أنظر إلى من هو دونك في المقدره ، ولا تنظر إلى من هو فوقك ، فإن ذلك أقنع لك ، وأحرى أن تستوجب زيادة.
واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين والبصيرة ، أفضل عند الله من العمل الكثير على غير اليقين والجهل.
واعلم أنه لاورع أنفع من تجنب محارم الله ، والكف عن أذى المؤمن ، ولا عيش أهنأ من حسن الخلق ، ولا مال أنفع من القنوع ، ولا جهل أَضَرُّ من العجب 17 ، ولا تخاصم العلماء ، ولا تلاعبهم ، ولا تحاربهم ، ولا تواضعهم.
ونروي : من احتمل الجفاء لم يشكر النعمة 18.
وأروي عن العالم عليه السلام أنه قال : رحم الله عبداً حببنا إلى الناس ، ولم يبغضنا إليهم ، وأيم الله لو يرون محاسن كلامنا لكانوا أعز ، ولا استطاع أن يتعلق عليهم بشيء.
وأروي عن العالم عليه السلام أنه قال عليكم بتقوى الله ، والورع ، والإجتهاد ، وأداء الأمانة ، وصدق الحديث ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمد صلى الله عليه وآله. صلوا في عشائركم ، وصلوا أرحامكم ، وعودوا مرضاكم ، واحصروا جنائزكم ، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيئاً ، حببونا إلى الناس ولا تبغضونا ، جروا إلينا كل مودة ، وادفعوا عنا كل قبيح ، وما قيل فينا من خير فنحن أهله ، وما قيل فينا من شرفما نحن كذلك ، والحمد لله رب العالمين 19.
ونروي أن رجلا قال للصادق عليه السلام : يا ابن رسول الله ، فيهم المرؤة ؟ فقال : « ألاّ يراك حيث نهاك ، ولا يفقدك من حيث أمرك ».
__________________
١ ـ امالي الطوسي ٢ : ٢٠٩ ، مشكاة الانوار : ٢٤٣.
٢ ـ الكافي ٢ : ٤٦ / ٢ ، الخصال ٤٣١ / ١٢ ، أمالي الصدوق : ١٨٤ / ٨ ، معاني الأخبار : ١٩١ / ٣ ، أمالي المفيد : ١٩٢ / ٢٢ ، معدن الجواهر : ٦٧ باختلاف يسير.
٣ ـ مشكاة الأنوار : ٢٧ باختلاف يسير.
4 ـ الفقيه ٤ : ٢٩٠ / ٨٧٣ ، معاني الأخبار : ١٣٧ / ١ ، أمالي الصدوق : ٤٨٧ / ١ ، الكافي ٢ : ١١٨ / ١٣.
5 ـ الكافي ٢ : ١٨٨ / ٣١ ، مشكاة الأنوار : ٧٩.
6 ـ معاني الأخبار : ٢٥٨ / ٧ ، من « ونروي : تعاهد الرجل ... ».
7 ـ مكارم الأخلاق : ٤١ ، أمالي الطوسي ١ : ٢٨١ باختلاف يسير ، من « وأروي أن الله تبارك وتعالى ... ».
8 ـ أمالي الصدوق : ٢٣٨ / ٨ ، الكافي ٢ : ١٨٨ / ٣٣.
9 ـ علل الشرائع : ٥٨٢ / ١٩ ، نوادر الراوندي : ١٠ باختلاف في ألفاظه ، من « وروي : لا تقطع ... ».
10 ـ نوادر الراوندي : ٥ ، من « وروي : سر سنتين ... ».
11 ـ أمالي الصدوق : ٢٣٨ / ٦ باختلاف في ألفاظه.
12 ـ مشكاة الأنوار : ١٨٩ ، جامع الأحاديث : ٢٤ ، قضاء حقوق المؤمنين ح ٨ باختلاف يسير ، من « من عرض لأخيه ... ».
13 ـ الفقيه ٤ : ٢٥٩ ، المواعظ للصدوق : ١٩.
14 ـ الفقيه ١ : ٢٧٣ / ١٢٤٦.
15 ـ علل الشرائع : ٥٥٨ باختلاف يسير.
16 ـ في نسخة « ش » : « بكرمك » وفي نسخة « ض » : « بكرمه » وما أثبتناه من البحار ٧٤ : ١٨٧ / ١٢.
17 ـ علل الشرائع : ٥٥٩ ، تحف العقول : ٢٦٧ ، الاختصاص : ٢٢٧ باختلاف يسير ، من « ونروي : انظر ... ».
18 ـ الخصال : ١١ / ٣٧ من « ونروي : من احتمل ... ».
19 ـ السرائر : ٤٩٤ باختلاف يسير من « عليكم بتقوى الله ».
٩٥ ـ باب مكارم الأخلاق ، والتجمل ، والمرؤة ، والحياء ، والبر ، وصلة الأرحام ، وغير ذلك من الآداب
- الزيارات: 707