قال عليه السلام : تكبر ، ثم تصلّي على النبي وأهل بيته ، ثم تقول : اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، لاأعلم منه إلا خيراً وأنت أعلم به ، اللهم إن كان محسناً ( فزد في إحسانه وتقبل منه وإن كان مسيئاً فاغفر له ذنبه ) ١ وافسح له في قبره ، واجعله من رفقاء محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم تكبر الثانية وتقول : اللهم إن كان زاكياً ٢ فزكه ، وإن كان خاطئاً فاغفر له.
ثم تكبر الثالثة وتقول : اللهم لاتحرمنا أجره ، ولا تفتنّا بعده.
ثم تكبر الرابعة وتقول : اللهم اكتبه عندك في علّيين ، واخلف على أهله في الغابرين ، واجعله من رفقاء محمد صلّى الله عليه وآله وسلم.
ثم تكبر الخامسة وتنصرف ٣.
وإذا كان ناصباً فقل : اللهم إنّا لا نعلم إلا أنه عدوّ لك ولرسولك ، اللهم فاحش جوفه ناراً ، وقبره ناراً ، وعجله إلى النار ، فإنه كان يتولى أعداءك ، ويعادي أولياءك ، ويبغض أهل بيت نبيك ، اللهم ضيق عليه قبره. فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه.
وإذا كان مستضعفاً فقل : اللهم اغفر للّذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم.
وإذا لم تدر ما حاله فقل : اللهم إن كان يحب الخير وأهله ، فاغفر له وارحمه وتجاوز عنه 4.
وإذا ماتت المرأة وليس معها ذو محرم ولانساء ، تدفن كما هي في ثيابها ، وإذا مات الرجل وليس معه ذو محرم ولارجال يدفن كما هو ( في ثيابه ) 5.
ونروي أن علي بن الحسين عليهما السلام لما أن مات ، قال أبو جعفر عليه السلام : « لقد كنت أكره أن أنظر إلى عورتك في حياتك ، فما أنا بالذي أنظر إليها بعد موتك ». فأدخل يده وغسل جسده ، ثم دعا اُم ولد له فأدخلت يدها وغسلت عورته 6 ، وكذلك فعلت أنا بأبي.
قال جعفر عليه السلام : « صلّى عليّ على سهل بن حنيف ـ وكان بدريّاً ـ فكبر خمس تكبيرات ، ثم مشى ساعة فوضعه ، ثم كبر عليه خمساً اُخرى ، فصنع ذلك حتى كبّر عليه خمساً وعشرين تكبيرة » 7.
وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أوصى إلى علي عليه السلام : ألا يغسلني غيرك. فقال علي عليه السلام : يا رسول الله من يناولني الماء ؟ وإنك رجل ثقيل لاأستطيع أن اُقلّبك ، فقال : جبرائيل معك يعاونك ، ويناولك الفضل 8 الماء ، وقل له فليغطّ عينيه ، فإنه لايرى أحد عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه. قال عليه السلام : كان الفضل يناوله الماء ، وجبرائيل يعاونه ، وعلي عليه السلام يغسله 9.
فلما أن فرغ من غسله وكفنه ، أتاه العباس فقال : يا علي ، إن الناس قد اجتمعوا على أن يدفنوا 10 النبي صلّى الله عليه وآله وسلم في بقيع المصلّى ، وأن يؤمهم رجل منهم.
فخرج علي عليه السلام إلى الناس فقال : يا أيها الناس ، أما تعلمون أن رسول الله صلّى الله عليه وآله إمامنا حيّاً وميّتاً ؟ وهل تعلمون أنه صلى الله عليه وآله لعن من جعل القبور مصلّى ؟ ولعن من يجعل مع الله إلهاً ؟ ولعن من كسر رباعيته ، وشقّ لثته ؟
فقالوا : الأمر إليك فاصنع ما رأيت ، قال : وإني أدفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في البقعة التي قبض فيها. ثم قام على الباب فصلّى عليه ، ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ثم يخرجون » 11.
قال العالم عليه السلام : أول من جعل له النعش فاطمة ابنة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها 12.
__________________
١ ـ ما بين القوسين ليس في نسخة « ض ».
٢ ـ في نسخة « ض » : « زكياً ».
٣ ـ الكافي ٣ : ١٨٣ / ٢.
4 ـ الفقيه ١ : ١٠٥ / ٤٩١.
5 ـ ليس في نسخة « ش » وورد باختلاف يسير في الفقيه ١ : ٩٤ / ٤٣٠ ، والتهذيب ١ : ٤٤٠ / ١٤٢٣.
6 ـ في نسخة « ض » : « مراقه ». ومراق البطن : ما رقّ منه « القاموس المحيط ـ رقق ـ ٣ : ٢٣٧ ».
7 ـ الكافي ٣ : ١٨٦ / ٢ ، والتهذيب ٣ : ٣٢٥ / ١٠١١ ، والاستبصار ١ : ٤٨٤ / ١٨٧٦. باختلاف يسير من « قال جعفر عليه السلام : صلّى علي .... ».
8 ـ المقصود به : الفضل بن العباس بن عبدالمطلب.
9 ـ ورد مؤداه في الطرف : ٤٢ ، وإعلام الورى ١ : ١٤٤.
10 ـ في نسخة « ش » : « يدفن ».
11 ـ الكافي ١ : ٣٧٥ / ٣٧ باختلاف في ألفاظه.
12 ـ الفقيه ١ : ١٢٤ / ٥٩٧ ، والتهذيب ١ : ٤٦٩ / ١٥٣٩.
٢٥ ـ باب آخر في الصلاة على الميت
- الزيارات: 638