1 - الاستيعاب (ج 1 ص 391) روينا من وجوه ان الحسن بن علي لما حضرته الوفاه: قال للحسين اخيه يا اخي ان اباك رحمه الله لما قبض رسول الله (ص)استشرف لهذا الامر و رجا ان يكون صاحبه، فصرفه الله عنه و وليها ابوبكر، فلما حضرت ابابكر الوفاه تشوف بها فصرفت عنه الي عمر، فلما احتضر عمر جعلها شوري بين سته هو احدهم، فلم يشك انها لا تعدوه، فصرفت عنه الي عثمان، فلما هلك عثمان بويع ثم نوزع حتي جرد السيف و طلبها فما صفا له شيء منها، و اني والله ما اري ان يجمع الله فينا اهل البيت النبوه و الخلافه، فلا اعرفن استخفك سفهاء اهل الكوفه فاخرجوك.
اني و قذ كنت طلبت الي عايشه اذا مت ان تاذن لي فادفن في بيتها مع رسول الله (ص) فقالت نعم، و اني لا ادري لعلها كان ذلك منها حياءا، فاذا انامت فاطلب ذلك اليها فان طابت نفسها فادفني في بيتها، و ما اظن القوم الا سيمنعونك اذا اردت ذلك فان فعلوا فلا تراجعهم ذلك فادفني في بقيع الفرقد.
2 - الاخبار الطوال (ص 203) ثم ان الحسن رضي الله عنه اشتكي بالمدينه فثقل، و كان اخوه محمد بن الحنفيه في ضيعه له، فارسل اليه فوافي فدخل عليه فجلس عن يساره، و الحسين عن يمينه، ففتح الحسن عينيه فرآهما، فقال للحسين يا اخي اوصيك بمحمد اخيك خيرا فانه جلده ما بين العينين، ثم قال يا محمد و انا اوصيك بالحسين كانفه و ازره، ثم قال: ادفنوني مع جدي فان منعتم فالبقيع، ثم توفي فمنع مروان ان يدفن مع النبي.
3 - تهذيب التهذيب (ج 2 ص 300) عن ابيحازم: لما حضر الحسن قال للحسين ادفنوني عند ابي يعني النبي (ص) الا ان تخافوا الدماء، فان خفتم الدماء فلا تهريقوا في دما، ادفنوني في مقابر المسلمين.
اقول: تشوف: اشرف و نظر. الجلده بالكسر. القطعه من الجلد و العشيره. الانف: الترفع و التنزه، و الازر: هييه الايتزار، يقال - لكل قوم ازره.
و اما قوله فصرفه الله عنه: ان صح ورود هذه الجمله بهذا التعبير، فهي نظير حديث الكافي - امر الله ان يسجد ابليس لادم و لم يشا. و قوله تعالي - فان الله يضل من يشاء و يهدي من يشاء. و من يضلل الله فما له من هاد. و البحث في حقيقتها و تاويلها الصحيح خارج عن موضوع الكتاب.
و اما قوله فلم يشك انها لا تعدوه: هذا العلم و الاطمينان كان بحسب المقدمات و الشرايط الحقيقيه و القراين الواقعيه، فانه كان اعلم الامه و اتقيها و احقها و افضلها و قد وصي له رسول الله (ص) و قال فيه ما قال.
و اما قوله ان يجمع الله فينا النبوه و الخلافه: يريد الخلافه المتداوله العرفيه و الاماره و الحكومه الظاهريه، بان يجمع الله المقام الروحاني و المقام الدنيوي.
و اما صدق مفهوم النبوه فانها مقام روحاني الهي غيبي يقرب من مفهوم الولايه و الخلافه الحقيقيه الالهيه بل ان الخلافه ظل منها و مرتبه نازله و امتداد من حقيقتها فالمراد هنا مطلق مفهومه العام الشامل للولايه. و يمكن ان يكون المراد اجتماع النبوه و الخلافه الظاهريه في اهل بيت النبوه، فيكون النظر اليهم من حيث المجموع لا الي الافراد.
و اما قوله فلا يستخفنك سفهاء اهل الكوفه، يريد التوجه و التذكير بان لا يعتمد عليهم بحيث يوجب التوجه الي غير الله تعالي و سلب الاخلاص عنه و هذا لا ينافي العمل بما يقتضيه التكليف الالهي.
و في هذه الجمله اشارتان: الاول - الاشاره الي انزجاره التام عن اهل الكوفه حيث نقضوا عهدهم و سامحوا في طاعه امامهم و اظهروا الخلاف و العصيان و اختلفوا و خالفوا و آذوا و انحرفوا عنه - راجع باب 40
و الثاني - اخباره عن جريان دعوه اهل الكوفه اباعبدالله الحسين (ع) و اظهار الطاعه و البيعه له، ثم تخلفهم عنها و نقضهم البيعه و انحرافهم الي بني اميه.
و في هذا التعبير دلاله واضحه الي ان العله الموجبه لصلحه (ع) و الباعث الفرد للمداهنه: هو خلاف اهل الكوفه و عصيانهم و فشلهم عن الحرب.
من وصايا الامام
- الزيارات: 1554