هذه هي الشهادة الصادقة والعقيدة الحقّة التي تكون تمام التوحيد ، وأصل الإعتقاد السديد ..
بل هي الأركان الأساسيّة التي نعتقدها ، وفطرة الله التي فطر النّاس عليها ولا يَقبل عملا بغيرها ، وهي المعارف الإلهيّة التي تقرّب إلى الله زلفى ، وتوجب الجنّة في العقبى ..
والدليل على هذه المعارف القدسيّة هو ما يأتي بيانه من الآيات القرآنية ، والأحاديث العلميّة ، وتطابقها الأحكام العقليّة ، والركائز الفطريّة .
وبالسير في هذه الأدلّة ، والنظر في هذه البراهين يحصل العِلم والإذعان بحقيقة المعرفة والإيمان ، على صعيد الاُصول الدينيّة الحقّة :
أصل التوحيد ، وأصل الرّسالة ، وأصل الإمامة .. التي تكون معرفتها وتصديقها والإقرار بمؤدّاها والشهادة بها هي الدعائم الرئيسيّة للمعارف الإلهيّة ، والعقائد الربّانية في مبحث اُصول الدّين ومعرفة الله الحقّ المبين ..
وذلك في رحاب آيات كتابه الكريم أوّلا ..
وفي هُدى بيان سفرائه الصدّيقين محمّد وآله الطاهرين ( صلوات الله عليهم أجمعين ولعنة الله على أعدائهم قاطبة إلى يوم الدّين ) ثانياً ..
وعلى منار العقل السليم والفطرة السالمة ثالثاً ..
والله تعالى وليّ التوفيق للتمسّك بالحقّ الحقيق .
وفي البدء والتقدمة .. نتبرّك بأزاهير رياض الحكمة من أحاديث أهل بيت العصمة (عليهم السلام) .. لأنّها هي الهادية لنور العقل والفطرة ، والمثيرة لدفائن اللُبّ والفِكرة .. والمرشدة إلى كمال التوحيد والتوحيد الكامل ..
فلاحظ وتدبّر لمعرفة المواضيع الآتية في الروايات التالية :
الأوّل : معرفة أصل التوحيد الحقّ في الأحاديث الشريفة
الثاني : بيان أنّ توحيد الله مقرون بالرسالة والإمامة ، وأنّ الرسالة لا تفارق الإمامة ، كما في الأحاديث التالية
الثالث : معرفة أنّ الاُصول الإعتقادية الثلاثة المتقدّمة فطرية ، فُطر الناس عليها كما في الأحاديث التالية
الرابع : العلم بأنّ هذه الأركان هي الحصن الإلهي والمدينة الآمنة والعقيدة
الخامس : الضمان الربّاني في سلامة هذه العقيدة ، ومرافقتها للسعادة ، والسلوك منها إلى الجنّة كما في الحديث التالي
تمهيد
- الزيارات: 1241