• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

العصمة

وعلي الأكبر (عليه السلام) من معصومي أهل البيت صلوات الله عليهم، إلاّ أن عصمته غير واجبة كالأنبياء والأئمة (عليهم السلام) ، لأنهم صلوات الله عليهم واقعون في طريق تبليغ الرسالة لذا وجبت عصمتهم ، أمّا علي الأكبر ، والعباس ، وزينب (عليهم السلام) ، فهم معصومون بمعنى آخر، فهم منزّهون عن عمل القبيح، معصومون من الذنوب بملكة اكتسبوها ، ومرتبة سامية حصلوا عليها ، لطفاً من الله سبحانه وتعالى بهم لعلمه بصحّة ضمائرهم ، وصدق نيّاتهم، واخلاصهم في طاعته ، وانقيادهم لأمره جلّ شأنه.
وتعرف هذه الملكة السامية لهؤلاء السادة بأمرين:
الأمر الأول: شهادة المعصوم بحقّهم ، فهو لا يعطيها اعتباطاً لتنزّهه عن الخطأ في القول والعمل.
الأمر الثاني:  مرورهم بالأزمات العظيمة ، والخطوب المذهلة ، ومع ذلك لا يصدر منهم إلاّ الرضا والتسليم لأمره سبحانه وتعالى ، فإذا كان هذا حالهم في أيام البؤس والمحن ،  فهم أولى بالشكر في حال اليسر والرخاء.
وتحقّق الأمر الأوّل لعلي الأكبر (عليه السلام) بـ :
1 – دفن الإمام زين العابدين (عليه السلام) له في قبر مستقل ، محاذياً لقبر أبيه سيّد الشهداء (عليه السلام) ، تمييزاً له عن بقية الشهداء ، رضوان الله عليهم أجمعين.
2- أفراد الأئمة (عليهم السلام) له بزيارات مستقلّة ، اشعاراً بسموّ مقامه، وعظيم درجته عند المولى سبحانه وتعالى.
3 - كلماتهم صلوات الله عليهم فيه ، لاسيّما في زياراته (1) وأنت إذا تأمّلت كلمة الإمام الحسين (عليه السلام) عندما وقف على مصرعه : قتل الله قوماً قتلوك ، ما أجرأهم على الرحمن ، وعلى انتهاك حرمة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) .
ويستشف من هذه الكلمة عظمة الشهيد ، فحرمة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)  لا تنتهك بقتل فرد من المسلمين مهما بلغت منزلته ، إلاّ أن يكون القتيل الإمام أو من يليه في السموّ والرفعة ، والقرب من الله سبحانه وتعالى.
وتحقّق الأمر الثاني للشهيد الأكبر (عليه السلام) - أعني الصبر في الأزمات - كلامه مع أبيه سيّد الشهداء (عليه السلام) عند قصر بني مقاتل (2) والثبات معه رغم رخصته لجيشه في الانصراف ؛ وأهم من هذا وذاك ردّه (عليه السلام) لأمان أهل الكوفة وتصميمه على الشهادة من أجل إعلاء كلمة الحق ، ورفع راية الإسلام خفّاقة ، وسحق الطغاة الظالمين.
(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ  لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (3)
___________
1- أنظر فصل كلمات الأئمة (عليهم السلام) من هذا الكتاب.
2- أنظر فصل (أو لسنا على الحق) من هذا الكتاب.
3- سورة يوسف : الآية 11.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page