فصل ـ 15 ـ
438 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا عليّ بن عبد الله الوارق ، حدّثنا محمّد بن هارون الصوّفي ، عن عبد الله بن موسى ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، قال : حدّثني صفوان بن يحيى ، عن إبراهيم بن أبي زياد ، عن أبي حمزة الثّمالي ، عن أبي خالد الكابلي ، قال : دخلت على سيّدي عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام فقلت له يا ابن رسول الله أخبرني عن الّذين فرض الله طاعتهم ومودّتهم وأوجب على عباده الاقتداء بهم بعد رسول الله ، فقال : يا كنكر إنّ اُولي الأمر الّذين جعلهم الله أئمة للنّاس وأوجب طاعتهم ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ انتهى الأمر إلينا ، ثمّ سكت .
فقلت : يا سيّدي قد روي لنا عن أمير المؤمنين إنّ الأرض لا تخلو من حجة على عباده ، فمن الجّة والامام بعدك ؟ قال : ابني محمّد واسمه في التوارة باقر يبقر العلم بقراً هو الحجّة والامام بعدي ، ومن بعد محمّد ابنه جعفر واسمه عند أهل السّماء الصّادق عليه السلام ، فقلت له : يا سيّدي فكيف صار اسمه الصّادق ؟ وكلّكم صادقون .
قال : حدّثني أبي ، عن أبيه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : إذا ولد ابني جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن عليّ بن ابي طالب فسمّوه الصّادق ، فإنّ للخامس من ولده ولداً اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتزاءً على الله الحاسد على أخيه ذلك الّذي يروم كشف (1) سرّ الله عند غيبة ولي الله .
ثمّ بكى عليّ بن الحسين بكاءاً شديداً ، ثمّ قال : كانّي بجعفر الكذّاب وقل حمل طاغية ؤمانه على تفتيش أمر ولي الله والمغيب في حفظ الله والتّوكيل بحرمة الله جهلاً (2) منه لولادته وحرصاً على قتله إن ظفر به طمعاً في ميراث أبيه حتّى يأخذ بغير حقّه .
قال أبو خالد : فقلت له : يا ابن رسول الله فإنّ ذلك لكائن ؟ قال : أي وربّي إنّ ذلك لمكتوب عندنا في الصّحيفة الّتي فيها ذكر المحن الّتي تجري علينا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقلت : يا ابن رسول الله ثمّ ماذا يكون ؟ قال : ثمّ تمتد الغيبة بوليّ الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلّى الله عليه وآله والأئمة من بعده .
يا أبا خالد إنّ أهل زمان الغيبة القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل كلّ زمان ، لأنّ الله أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزّمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسوله بالسّيف ، اُولئك هم المخلصون حقّاً ، وشيعتنا صدقاً ، والدّعاة إلى دين الله سرّاً وجهراً (3) .
____________
(1) في البحار : الّذي يكشف .
(2) في البحار : بحرم أبيه جهلاً منه بولادته .
(3) بحار الانوار ( 36 | 386 ـ 387 ) عن كمال الدين ( 1 | 319 ـ 320 ) وكتاب الاحتجاج باب احتجاجات الامام السّجاد عليه السلام وقال عليه السلام في آخره : انتظار الفرج من أعظم الفرج .