• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

فصل ـ 13 ـ (في أحوال محمّد صلّى الله عليه وآله)


فصل ـ13 ـ

433 ـ ولمّا أحسن النبي صلّى الله عليه وآله بالمرض الّذي اعتراه (1) أخذ بيد عليّ عليه السلام وقال : أقبلت الفتن كقطع اللّ‍يل المظلم ، أنّ جبرئيل كان يعرض القرآن عليّ كلّ سنة مرّة ، وقى عرض عليّ العام مرّتين ، ولا اراه إلاّ لحضور اجلي .
ثمّ قال : إنّي خيّرت ياعليّ بين خزائن الدّنيا والخلود فيها او الجنّة ، فاخترت لقاء ربّي الجنّة ، فاذا أنا متّ فاغسلني ، واستر عورتي فإنّه لايراها احد إلاّ أكمه ، فمكث ثلاثة أيّام موعوكاً (2) ، ثمّ خرج إلى المسجد معصوب الرّأس متكئاً عل عليّ عليه السلام بيمينه وعلى الفضل بن العباس باليد الاخرى ، فجلس على المنبر وخطب .
ثمّ قال : أيّها النّاس إنّه ليس بين الله وبين أحد شيء يعطيه به خيراً ويصرف عنه شرّاً إلاّ العمل ( الصّالح ) (3) أيّها الناس لا يدّع مدّع ولا يتمنّ (4) متمنّ ، والّذي بعثني بالحق نبيّاً لا ينجي إلاّ عمل مع وجه الله (5) ولوعصيت لهويت .
ثمّ نزل ودخل بيته ، وكان في بيت أمّ سلمة ، فجاءت عائشة تسأله أن ينتقل إليها لتتولى تعليله ، فأذن لها وانتقل إلى البيت الذي أسكنه عائشة ، فاستمرّ المرض به أيّاماً وثقل ، فجاء بلال عند الصّلاة ، فقال : يصلّي بالنّاس بعضهم ، فقالت عائشة : مروا أبابكر ، وقالت حفصة : مروا عمر ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : اُكففن فانّكنّ كصويحبات يوسف ، ثمّ قال : وهو لا يستقل على الأرض من الضّعف ، وقد كان عنده أنّهما خرجا إلى اسامة ، فأخذ بيد عليّ بن أبي طالب عليه السلام والفضل فاعتمدهما (6) ورجلاه يخطّان الأرض من الضّعف ، فلمّا خرج إلى المسجد وجد أبابكر قد سبق إلى المحراب ، فأومى بيده إليه ، فتأخّر أبوبكر وقام رسول الله صلّى الله عليه وآله وكبّر وابتدأ بالصّلاة .
فلمّا سلّم وانصرف إلى بيته استدعى أبابكر وعمر وجماعة ممّن حضر المسجد ، قال : ألم آمركم أن تنفّذوا جيش اسامة ؟ فقال أبوبكر : إنّي كنت خرجت ، ثمّ عدت لاحدث (7) بك عهداً ، وقال عمر : إنّي لم أخرج لانّي لم أحب أن أسال عنك الرّكب ، فقال صلّى الله عليه وآله : نفّذوا جيش اسامة يكرّرها ثلاث مرّات ، ثمّ أغمي عليه من التّعب الذي لحقه .
ثمّ أفاق وقال : أئتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده أبداً ، فقال عمر ، لمن قام يلتمس الدّواة وكتف ؟ قال : « بعد الّذي قتلم ؟ لا . ولكن احفظوني في أهل بيتي (8) ، وأطعموا المساكين ، وحافظوا على الصلاة ، وما ملكت أيمانكم » فلم يزل يردّد ذلك ، ثمّ أعرض بوجهه عن القوم ، فنهضوا وبقي عنده عليّ والعباس والفضل وأهل بيته فقال العباس : يا رسول الله إن يكن هذا الأمر مستمرّاً فينا من بعدك (9) فبشّرنا وإن كنت تعلم أنّا نغلب عليه فاوص بنا فقال صلّى الله عليه وآله : أنتم المستضعفون من بعدي وأصمت (10) ونهض القوم وهم يبكون .
فلمّا خرجوا من عنده ، قال : ردّوا عليّ أخي عليّ بن ابي طالب وعمّي ، فلمّا استقرّ بهما المجلس ، قال : يا عمّ تقبل وصيّتي وتنجز وعدي وتقضي ديني ؟ فقال : يا رسول الله عمّك شيخ كبير ذو عيال وأنت تباري الرّيح سخاء ، ثمّ قال لعليّ عليه السلام : يا عليّ تقبل وصيّتي وتنجز عدتي وتقضي ديني ؟ فقال : ادن منّي ، فدنا منه ، فضمّه إليه ونزع خاتمه من يده ، وقال له : خذ هذا فضعه في يدك ودعا بسيفه ودرعه وجميع لامته ، فدفع ذلك إليه ، ونزع خاتمه من يده ، وقال له : خذ هذا فضعه في يدك ودعا بسيفه ودرعه نزل بها جبرئيل ، فجيء بها فدفعها إليه ، وقال : اقبض هذا في حياتي ، ودفع إليه بغلته وسرجها ، وقال : امض على خيرة الله تعالى إلى منزلك .
فلمّا كان من الغد حجب الن‍ّاس عنه وثقل في مرضه ، وكان عليّ عليه السلام لايفارقه إلاّ لضرورة ، فلمّا قرب خروج نفسه صلّى الله عليه وآله قال : ضع رأسي يا عليّ في حجرك ، فقد جاء أمر الله ، فاذا فاضت روحي فتناولها بيدك وأمسح بها وجهك ، ثمّ وجّهني إلى القبلة وتولّ أمري ، وصلّ عليّ أوّل النّاس ، ولا تفارقني حتّى تواريني في رمسي (11) .

434 ـ وتوفّى صلّى الله عليه وآله لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر (12) من الهجرة ولمّا أراد عليّ عليه السلام غسله استدعى بالفضل بن عباس ، فأمره أن يناوله الماء بعد أن عصب عينيه ، فشقّ قميصه من قبل جيبه حتّى بلغ إلى سرته ، وتولّى غسله وتحنيطه وتكفينه والفضل يناوله الماء .
فلمّا فرغ تقدّم فصلّى عليه . ثمّ قال النّاس : كيف الصلاة عليه ؟ فقال عليّ عليه السلام : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله إمامنا حيّاً وميّتاً ، فدخل عشرة عشرة فصلّوا عليه ، ثمّ خاضوا في موضع دفنه (13) ، فقال عليّ عليه السلام : إن الله تعالى لم يقبض نبيّه في مكان إلاّ ورضيه لمضجعه ، فرضى النّاس أن يدفن في الحجرة الّتي توفّي فيها ، وحفر أبو طلحة وكان عليٌّ والعباس والفضل وأُسامة يتولّون دفنه ، وأدخل علي من الأنصار أوس بن خولي من بني عوف ابن الخزرج وكان بدرياً ، فقال له علي عليه السلام : انزل القبر ، فنزل ووضع علي عليه السلام رسول الله صلّى الله عليه وآله علي يديه ، ثمّ دلاّه في حفرته ، ثمّ قال له : اخرج فخرج ونزل علي عليه السلام فكشف عن وجه رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ووضع خدّه على الأرض موجّهاً إلى القبلة على يمينه ، ثمّ وضع عليه اللّبن وهال عليه التّراب وانتهزت الجماعة الفرصة لاشتغال بني هاشم برسول الله صلّى الله عليه وآله وجلوس علي عليه السلام للمصيبة . (14)

____________

(1) في البحار والارشاد عراه ، وفي جميع النسخ الخطيّة : اعتاره .
(2) أي المحموم الذي اشتدت عليه الحمى وآذته .
(3) الزّيادة من أعلام الورى .
(4) في البحار والارشاد : لا يدّعي مدّع ولا يتمنّى .
(5) في البحار والارشاد : مع رحمة .
(6) في البحار والارشاد : فاعتمد عليهما .
(7) في البحار والارشاد : لاجدد .
(8) في البحار والارشاد : ولكنّي أوصيكم بأهل بيتي خيراً .
(9) في البحار والاعلام والارشاد : الامر فينا مستقرّاً من بعدك .
(10) في الاعلام : وصمت .
(11) بحار الانوار ( 22 | 466 ـ 470 ) وأعلام الورى ص ( 133 ـ 136 ) ، والارشاد ص ( 97 ) في عنوان : أخبار النبيّ بموته .
(12) في البحار ( 22 | 514 ) : قبض النبيّ صلّى الله عليه وآله يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة احدى عشرة من الهجرة ، ثمّ قال بيان : هذا هو الموافق لما ذكره أكثر الامامية ، ثمّ نقل عن التهذيب وبفصل ( 14 ) صفحة عن إعلام الورى أنه قبض سنة عشر من الهجرة ، ثمّ قال بعد فصل قليل : بيان : لعلّ قوله « سنة عشر» مبنيّ على اعتبار سنة الهجرة من أول ربيع الاول حيث وقع الهجرة فيه ، والّذين قالوا : سنة احدى عشرة بنوه على المحرم وهو أشهر وفي مرآة العقول ( 5 | 174 ) نصّ على ذلك أيضاً.
(13) في ق 3 : في موضع قبره ودفنه .
(14) بحار الانوار ( 22 | 514 ) و ( 22 | 529 ـ 530 ) عن أعلام الورى ص ( 137 ـ 138 ) .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page