( 14 )
ولا تقرب النساء في اول الليل ، لا شتاءاً ، ولا صيفاً . وذلك ان المعدة والعروق تكون ممتلية وهو غير محمود ، يتخوف منه القولنج ، والفالج ، واللقوة ، والنقرس ، والحصاة ، والتقطير (1) ، والفتق (2) وضعف البصر والدماغ .
فاذا اريد ذلك فليكن في آخر الليل فانه اصح للبدن وارجي للولد ، واذكى للعقل في الولد الذي يقضى بينهما .
ولا تجامع امرأة حتى تلاعبها (3) ، وتغمز ثدييها ، فانك ان فعلت ، اجتمع ماؤها ( وماؤك فكان منها الحمل ) (4) . واشتهت منك مثل الذي تشتهيه منها ، ( وظهر ذلك في عينيها ) (5) .
ولا تجامعها الا وهي طاهرة ، فاذا فعلت ذلك ( كان اروح لبدنك ، واصح لك باذن الله ) (6) .
ولا تقول طال ما فعلت كذا ، واكلت كذا فلم يؤذني وشربت كذا ولم يضرني ، وفعلت كذا ولم ار مكروهاً وانما هذا القليل من الناس يا أمير المؤمنين كالبهيمة لا يعرف ما يضره ، ولا ما ينفعه .
ولو اصيب اللص اول ما يسرق فعوقب لم يعد ، لكانت عقوبته اسهل ، ولكن يرزق الامهال ، والعافية ، فيعاود ثم يعاود ، حتى يؤخذ على اعظم السرقات ، فيقطع ، ويعظم التنكيل به ، وما اودته عاقبة طمعه .
والامور كلها بيد الله عز وجل ان يكون له ولدا ، واليه المآب . ونرجوا منه حسن الثواب انه غفور تواب . عليه توكلنا وعليه فليتوكل المؤمنون . ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
قال أبو محمد الحسن القمي (7) : قال لي أبي : فلما وصلت هذه الرسالة من ابي الحسن علي بن موسى الرضا صلوات الله عليهما وعلى آبائهما والطيبين من ذريتهما الى المأمون ، قرأها ، وفرح بها ، وأمر ان تكتب بالذهب ، وان تترجم بالرسالة الذهبية .
تمت الرسالة بحمد الله تعالى ، وكتب العبد الفقير الى الله تعالى عبد الرحمن المدعو ابي بكر بن عبد الله الكرخي الجنس ، عتيق السعيد المرحوم قاضي القضاة كان بالعراق الحسن بن قاسم بن ابي الحسين بن علي بن قاسم النيلي (8) رحمهم الله تعالى .
في يوم الاثنين قبل أذان المغرب بلخ (9) كان فراغها من النسخ تاسع عشر ذي الحجة سنة خمس عشرة وسبعمائة ( 715 ) هـ . تم .
____________
(1) التقطير : علة في الصفاق ، يحدث منها تقطير البول المستمر .
(2) الفتق : علة في الصفاق ، بان ينحل الغشاء ، أو يقع فيه شق ينفذه جسم غريب كان محصوراً فيه قبل الشق . انظر القاموس 3|283 .
(3) في ( ب ) وتكثر ملاعبتها .
(4) في ( ب وج ود ) لان مائها يخرج من ثدييها والشهوة تظهر من وجهها وعينيها .
(5) ليس في ( ب وج ود ) .
(6) في ( ب وج ود ) : فلا تقم قائماً ولا تجلس جالساً ولكن تميل على يمينك ثم انهض للبول من ساعتك ، فانك تامن الحصاة باذن الله تعالى . ثم اغتسل واشرب شيئاً من الموميائي بشراب العسل أو بعسل منزوع الرغوة ، فانه يرد من الماء مثل الذي خرج منك .
واعلم يا أمير المؤمنين ان جماعهن والقمر في برج الحمل أو في الدلو من البروج أفضل وخير من ذلك ان يكون في برج الثور لكونه شرف القمر ، ومن عمل فيما وصفت في كتابي هذا ، وبرّ به جسده ، أمن باذن الله تعالى من كل داء ، وصح جسمه بحول الله تعالى وقوته ، فان الله تعالى يعطي العافية لمن يشاء ، ويمنحها اياه والحمد لله رب العالمين أولا وآخراً ، وظاهراً وباطناً .
(7) كذا في الاصل . وهو أبو محمد الحسن بن جمهور العمي ، وقد تقدمت ترجمته .
(8) هو عز الدين أبو محمد الحسن بن القاسم بن هبة الله النيلي مدرس المالكية بالمستنصرية ، من أكابر العلماء وأعيان الافاضل وافراد الفقهاء . قدم بغداد . ورتب قاضي القضاة في رجب سنة سبعمائة ولم يزل على منصبه الى ان توفي في شعبان سنة اثنتي عشرة وسبعمائة . انظر : ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الاداب 4|ق : 90 ـ 92 .
(9) كذا في الاصل ، والظاهر : ببلخ .