( 7 )
واعلم يا أمير المؤمنين : ان المسافر ينبغي له ان يحترز في الحر ان يسافر وهو ممتلئ من الطعام ، او خالي الجوف . وليكن على حد الاعتدال وليتناول من الاغذية اذا اراد الحركة ) (1) ، الاغذية الباردة مثل القريص (2) ، والهلام (3) ، والخل ، والزيت (4) ، وماء الحصرم (5) ، ونحو ذلك من البوادر (7) .
واعلم يا أمير المؤمنين . ان السير الشديد في الحر ضار للاجسام الملهوسة (7) ، اذا كانت خالية من الطعام وهو نافع للابدان الخصبة .
فاما اصلاح المياه للمسافر ، ودفع الاذى عنها ، هو ان لا يشرب المسافر من كل منزل يرده ، الا بعد ان يمزجه بماء المنزل الاول الذي قبله . او بشراب واحد غير مختلف فيشوبه بالمياه على اختلافها (8) .
والواجب ان يتزود المسافر من تربة بلده ، وطينه (9) ،
فكلما دخل منزلا طرح في انائه الذي يكون فيه الماء شيئاً من الطين (10) ( ويمات فيه فانه يرده الى مائه المعتاد به بمخالطته الطين ) (11) .
وخير المياه شرباً للمقيم والمسافر ما كان ينبوعها من المشرق نبعاً ابيضاً . وافضل المياه التي تجري من بين مشرق الشمس الصيفي ومغرب الشمس الصيفي.
وافضلها واصحها اذا كانت بهذا الوصف الذي ينبع منه ، وكانت تجري في جبال الطين لانها تكون حارة في الشتاء ، باردة في الصيف ، ملينة للبطن ، نافعة لاصحاب الحرارات (12) .
واما المياه المالحة الثقيلة ، فانها تيبس البطن ، ومياه الثلوج والجليد رديئة للاجسام ، كثيرة الاضرار بها .
واما مياه الجب ، فانها خفيفة ، عذبة ، صافية ، نافعة جداً للاجسام اذا لم يطل خزنها وحبسها في الارض .
وأما مياه البطائح (13) والسباخ (14) ، فحارة غليظة في الصيف لركودها ودوام طلوع الشمس عليها . وقد تولد لمن داوم على شربها المرة الصفراء وتعظم اطحلتهم (15) .
وقد وصفت لك يا أمير المؤمنين فيما بعد (16) من كتابي هذا ما فيه كفاية لمن أخذ به ، وانا ذاكر من امر (17) الجماع ( ما هو صلاح الجسد وقوامه بالطعام والشراب ، وفساده بهما ، فان اصلحته بهما صلح ، وان افسدته بهما فسد ) (18) .
____________
(1) ليس في ( ب وج ود ) .
(2) القريص : غذاء يطبخ من اللحوم اللطيفة كلحم السمك ، والفرخ ، مع الخل أو الحموضات .
(3) الهلام : طعام من لحم العجل بجلده ، أو مرق السكباج المبرد المصفى من الدهن . انظر القاموس 4|191 . وفي الجامع لمفردات الادوية 1|106 . هو مرق لحم البقر المبرد المصفى عن دسمه .
(4) في الاصل التزيت . وما أثبتناه من ( ب وج ود ) .
(5) الحصرم : هو غض العنب مادام اخضراً .
(6) انظر القانون 1|184 . والتلويح ص177 .
(7) في الاصل المهلوسة . وما أثبتناه كما في ( ج ود ) . قال في القاموس 2|250 : « اللواهس : الخفاف السراع » .
(8) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|187 : « ومن التدبير الجيد لمن سافر في المياه المختلفة ان يستصحب من ماء بلده فيمزج به الماء الذي يليه . ويأخذ من ماء كل منزل للمنزل الذي يليه .
(9) في ( ب وج ود ) وطينته التي ربي عليها .
(10) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|187 : « ومن التدبير الجيد للمسافر ان يستصحب طين بلده وخلطه بكل ما يطرأ عليه ، وخضخضه فيه ثم يتركه حتى يصفوا » . وقال الخجندي في التلويح ص177 : « ومن التدبير الجيد لمن سافر في المياه المختلفة ان يستصحب من ماء بلده أو طين بلده فيصلح بهما ماءه :
(11) في ( ب وج ود ) الذي يورده من بلده . ويشرب الماء والطين في الانية بالتحريك ، ويؤخر قبل شربه حتى يصفو صفاءاً جيداً .
(12) قال الخجندي في التلويح : « وأفضل المياه مياه العيون الجارية على الاراضي الطينية المنحدرة من مواضع عالية ، لاسيما الغمرة المكشوفة التي تبعد منابعها ، ويخف وزنها ، ويجري نحو المشرق الصيفي والشمال .
(13) البطائح ، جمع بطحاء . مسيل واسع فيه دقاق الحصى . القاموس 1|216 .
(14) السباخ : جمع سبخه . أي الارض ذات الملح والنز . القاموس 1|261 .
(15) انظر القانون 1|363 .
(16) في ( ب وج ود ) . تقدم .
(17) زيادة من ( ج ود ) .
(18) ليس في ( ج ود ) .
( 7)المسافر
- الزيارات: 1970