( 5 )
واذا اردت دخول الحمام وان لا تجد في راسك ما يؤذيك . فابدأ عند دخول الحمام بخمس حسوات ماء حار (1) . فانك تسلم باذن الله تعالى من وجع الرأس،
والشقيقة (2) . وقيل خمسة اكف ماء حار تصبها على راسك عند دخول الحمام .
واعلم يا أمير المؤمنين ان تركيب الحمام على تركيب الجسد . للحمام اربعة ابيات مثل اربع طبائع .
البيت الاول : بارد يابس ، والثاني : بارد رطب ، والثالث : حار رطب ، والرابع : حار يابس (3) .
ومنفعة الحمام تؤدي الى الاعتدال ، وينقى الدرن (4) ، ويلين العصب والعروق ، ويقوى الاعضاء الكبار ، ويذيب الفضول والعفونات (5).
واذا اردت ان لا يظهر في بدنك بثرة ولا غيرها ، فابدأ عند دخول الحمام بدهن بدنك ، بدهن البنفسج (6) . واذا اردت ( ان لا يبثر ) (7) ، ولا يصيبك قروح ، ولا شقاق ، ولا سواد ، فاغسل بالماء البارد قبل ان تنور (8) .
ومن اراد دخول الحمام للنورة ، فليتجنب الجماع قبل ذلك باثنتي عشرة ساعة ، وهو تمام يوم . وليطرح في النورة شيئاً من الصبر (9) ، والقاقيا (10) ، والحضض (11) .
او يجمع ذلك ، ويأخذ منه اليسير اذا كان مجتمعا او متفرقاً .
ولا يلقى في النورة من ذلك شيئاً حتى تمات النورة بالماء الحار الذي يطبخ فيه البابونج (12) ، والمرزنجوش (13)
او ورد البنفسج (14) اليابس . وان جمع ذلك اخذ منه اليسير مجتمعاً او متفرقاً قدر ما يشرب الماء رائحته .
وليكن زرنيخ (15) النورة مثل ثلثها (16) . ويدلك الجسد بعد الخروج منها ما يقطع ريحها ، كورق الخوخ (17) وثجير (18) العصفر (19) ، والحناء (20) و ( السعد (21) والورد (22) ) (23)
ومن اراد ان يأمن النورة ويامن احراقها ، فليقلل من تقليبها . وليبادر اذا عملت في غسلها . وان يمسح البدن بشيء من دهن ورد . فان احرقت والعياذ بالله ، اخذ عدس مقشر ( فيسحق بخل وماء ورد ) (24) ، ويطلى على الموضع الذي احرقته النورة ، فانه يبرأ باذن الله .
والذي يمنع من تاثير النورة للبدن . هو أن يدلك عقيب النورة بخل عنب (25) ، ودهن ورد دلكاً جيداً .
____________
(1) في ( ب وج ود ) فاتر .
(2) الشقيقة : وجع يأخذ نصف الرأس والوجه . انظر القاموس ج3|259 .
(3) قال الخجندي في التلويح : ص121 في تقسيم بيوت الحمام : « الفعل الطبيعي للحمام ان يسخن بهوائه ، ويرطب بمائه . والعرضي مثل : ان يسخن بمائه البارد ، وبهوائه الحار . والبيت الاول : مبرد مجفف ، والثاني مبرد مرطب ، والثالث مسخن مرطب ، والرابع مسخن مجفف .
(4) في (ج) البدن . والدرن : هو الوسخ .
(5) قال الدميري في حياة الحيوان 2|125 : « اعلم ان الحكماء قد ذكروا ان للحمام والنورة منافع ومضار ، فمن منافعه : « انه يوسع المسام ، ويستفرغ الفضول ، ويحلل الرياح ، وينظف البدن من الوسخ والعرق ، ويذهب الاعياء ، ويلين الجسد ، ويجيد الهضم.
(6) قال الشيخ الرئيس في القانون ج1|266 : « بارد رطب في الاولى ، ودهن البنفسج طلاء جيد للجرب » . وقال ابن البيطار في الجامع لمفردات الادوية والاغذية ج2|107 : « انه يبرد ، ويرطب وينوم ، ويعدل الحرارة » .
(7) في ( ب وج ود ) استعمال النورة .
(8) في الاصل ( يبثر ) والصواب ما أثبتناه كما في ( ب وج ود ) أي قبل ان تستعمل النورة .
(9) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|415 : « الصبر عصارة جامدة بين حمرة وشقرة وماؤه كماء الزعفران .
(10) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|346 « القاقيا : هو عصارة القرظ يجفف ثم يقرص وفيه لذع يزول بالغسل » وفيه عن ديسقوريدوس : هو شجر ذات شوك وشوكه غير قائم وكذلك اغصانها ولها زهر أبيض وثمر أبيض في غلف وتجمع الاقاقيا وتعمل عصارته بان يدق ورقه مع ثمره وتخرج عصارتهما .
(11) الحضض : شجرة مشوكة ، لها اغصان طولها ثلاثة أذرع ، وكثر عليها الورق ، ولها ثمر شبيه بالفلفل ، أسود ملزز ، مر المذاق ، أملس ، وقشر الشجر أصفر ، ولها أصول كثيرة . وينبت في اماكن الارض الوعرة . انظر الجامع لمفردات الادوية والاغذية 2|323 .
(12) قال ابن البيطار في المصدر السابق 1|73 : « البابونج » هو ثلاثة أصناف ، والفرق بينهما انما هو في لون الزهر فقط . وله أغصان طولها نحو من شبر ، وفيها شعب ، وورق صغار دقاق ورؤس مستديرة صغار في باطن بعضها زهر أبيض ، وأصفر ، وفرفيري . وينبت في أماكن خشنة ، وبالقرب من الطرق ، ويقلع في الربيع . والبابونق : بالقاف . اسم خاص للنوع العطر من البابونج الدقيق .
(13) قال ابن البيطار في المصدر السابق ج4|144 : « المرزنجوش . ويقال له مرزجوش ومردقوش . وهو فارسي ، واسمه السمسق بالعربية ، والعنقر أيضاً . وهو نبات كثير الاغصان ينبسط على الارض في نباته ، وله ورق مستدير عليه زغب ، وهو طيب الرائحة جداً .
(14) قال ابن البيطار في المصدر السابق ج1|114 : « البنفسج : هو نبات معروف له ورق أسود ، وله ساق يخرج من أصله ، عليه زغب صغير ، وعلى طرف ساقه زهر طيب الرائحة جداً . ينبت في المواضع الضليلة الحسنة .
(15) قال الشيخ الرئيس في القانون ج1|304 : « الزرنيخ : جوهر معدني ، منه أخضر ، ومنه أصفر ، ومنه أحمر . أجوده الاصفر المتسرح الامني ، الذهبي الصفائحي ، وله رائحة كرائحة الكبريت .
(16) في ( ب وج ود » مثل سدس النورة .
(17) قال الشيخ الرئيس في القانون ج1|461 : « يقطع ورقه اذا طلي به رائحة النورة » .
(18) كذا في (ب) . وفي الاصل يتخير . والثجير : ثفل كل شيء يعصر ، وقال ابن البيطار : وأما ثجير العصفر وهو الذي يرمي به من بعد أخذ تمام الصبغ منه .
(19) العصفر : قال ديقوريدوس : « هو نبات له ورق طوال مشرف خشن مشوك وساق طولها نحو من ذراعين بلا شوكة ، عليها رؤوس مدورة مثل حب الزيتون الكبار ، وزهر شبيه بالزعفران ، ونور أبيض ، ومنه ما يضرب الى الحمرة ، وهو ريفي وبري . انظر القانون 1|396 .
(20) الحناء : قال ديسقوريدوس : « هي شجرة ورقها على اغصانها وهو شبيه بورق الزيتون غير أنه أوسع وألين وأشد خضرة . ولها زهر أبيض شبيه بالاشنة طيب الرائحة ، وبزره أسود » . انظر المصدر السابق 1|313 .
(21) السعد : قال ديسقوريدوس : « هو أصل نبات له ورق يشبه الكراث غير أنه أطول وأرق وأصلب . وله ساق طولها ذراع أو أكثر ، وساقه ليست مستقيمة بل فيها أعوجاج على طرفها أوراق صغار نابتة ، وبزر . وأصوله كانها زيتون منه طوال ، ومنه مدور ، منشبك بعضه مع بعض ، سود ، طيب الرئحة ، فيها مرارة ، انظر القانون 1|378 .
(22) قال ابن البيطار في الجامع لمفردات الادوية والاغذية : « الورد : هو نور كل شجرة . وزهر كل نبتة ثم خص بهذا المعروف . فقيل لاحمره الحوحم ، ولابيضه الوثير وأصله فارسي انظر 4|189 .
(23) في ( ب وج ود ) الورد والسنبل ، مفردة أو مجتمعة .
(24) في ( ب وج ود ) : يسحق ناعماً ويداف في ماء ورد وخل .
(25) في ( ب وج ود ) . العنب الثقيف .
(5 )دخول الحمام
- الزيارات: 2075