• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تعاليم راقية


تعاليم راقية

1ـ ان العمل إذا كان بقدر ثقل حبة من خردل، يجازى الإنسان عليه، خيراً كان أو شراً.
2ـ إقامة الصلاة.
3ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4ـ الصبر على ما أصاب الإنسان من مكاره الدهر وصعوبات العيش.
5ـ لا يحرف الإنسان وجهه عن الناس كبرياءاً وتجبراً.
6ـ لا يمش في الأرض مختالا.
7ـ يتوسط في كل أموره، لا زيادة ولا نقصان.
8ـ يخفض صوته، فلا يرفعه كما يرفع الحمار صوته، فان الحمار حيث يبدي كل صوته، يكون أنكر الأصوات وهل هناك تعاليم أرقى من هذه التعاليم؟ وهل يمكن ان يأتي يوم تنقلب هذه التعاليم رأساً على عقب؟ كلا، وألف كلا.
في الفقيه قال لقمان لابنه: ان الدنيا بحر عميق، وقد هلك فيها عالم كثير، فاجعل سفينتك فيها الأيمان بالله واجعل شراعها التوكل، واجعل زادك فيها تقوى الله فان نجوت فبرحمة الله، وان هلكت فبذنوبك.
(يا بني) انك منذ سقطت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الآخرة فدار أنت إليها تسير أقرب إليك عن دار أنت عنها متباعد.

(يا بني) جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فلا تجادلهم فيمنعوك وخذ من الدنيا بلاغا ولا ترفضها فتكون عيالا على الناس وصم صوما يقطع شهوتك ولا تصم صياماً يمنعك من الصلوات فان الصلوات احب إلى الله من الصيام.

(يا بني) خف الله خوفاً لو أتيته بعمل الثقلين خفت ان يعذبك، وارجه رجاءاً لو اتيته بذنوب الثقلين رجوت ان يغفر لك فقال له ابنه يا أبت وكيف اطيق هذا وانما لي قلب واحد فقال يا بني لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران نور للخوف ونور للرجاء لو وزنا ما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرة.

(يا بني) لا تركن إلى الدنيا ولا تشغل قلبك بها فما خلق الله خلقا هو أهون عليه منها إلاّ ترى انه لم يجعل نعيمها ثواباً للمطيعين ولم يجعل بلاءها عقوبة للعاصين.

(يا بني) ان تك في شك من الموت فادفع عن نفسك النوم ولن تستطيع ذلك وان كنت في شك من البعث فادفع عن نفسك الأنتباه ولن تستطيع ذلك فانك إن فكرت في هذا علمت ان نفسك بيد غيرك وانما النوم بمنزلة الموت وانما اليقظة بعد النوم بمنزلة البعث بعد الموت.

(قال المسعودي) كان لقمان نوبيا مولى للقين بن حر ولد على عشر سنين من ملك داود (ع) وكان عبداً صالحاً ومن الله عليه بالحكمة ولم يزل في فيافي الأرض مظهرا للحكمة والزهد في هذا العالم إلى أيام يونس بن متى حتى بعث إلى أهل نينوى من بلاد الموصل ومن حكمته إنه قال:

(يا بني) ان الناس قد أجمعوا قبلك لأولادهم فلم يبق ما جمعوا ولا من جمعوا له وانما أنت عبد مستأجر قد أمرت بعمل ووعدت عليه أجراً فاوف عملك واستوف اجرك ولا تكن في هذه الدنيا بمنزلة شاة وقعت في زرع أخضر فأكلت حتى سمنت فكان حتفها عند سمنها ولكن اجعل الدنيا بمنزلة القنطرة على نهر جزت عليها وتركتها ولم ترجع إليها آخر الدهر أخربها ولا تعمرها فانك لا تؤمر بعمارتها، واعلم انك ستسأل غداً إذا وقفت بين يدي الله عز وجل عن أربع شبابك فيما ابليته وعمرك فيما أفنيته وما لك من أين اكتسبته وفيما أنفقته فتأهب لذلك وأعد له جواباً ولا تأس على ما فاتك من الدنيا فان قليل الدنيا لا يدوم بقاؤه وكثيرها لا يؤمن بلاؤه فخذ حذرك وجد في أمرك واكشف الغطاء عن وجهك وتعرض لمعروف ربك وجدد التوبة في قلبك واكمش في فراقك قبل ان يقصد قصدك ويقضى قضاؤك ويحال بينك وبين ما تريد.

(يا بني) لان يضربك الحكيم فيؤذيك خير من ان يدهنك الجاهل بدهن طيب.

(يا بني) لا تفشين سرك إلى امرأتك ولا تجعل مجلسك على باب دارك.

(يا بني) تعلمت سبعة آلاف من الحكمة فاحفظ منها أربعاً وسر معي إلى الجنة احكم سفينتك فان بحرك عميق وخفف حملك فان العقبة كؤد واكثر الزاد فان السفر بعيد واخلص العمل فان الناقد بصير.

(يا بني) اتخذ ألف صديق، وألف قليل، ولا تتخذ عدواً واحداً والواحد كثير.
(وقيل) ان مولاه دخل المخرج فأطال فيه الجلوس فناداه لقمان إن طول الجلوس على الحاجة يفجع منه الكبد، ويورث منه الباسور، ويورث الحرارة إلى الرأس، فاجلس هوناً، وقم هوناً، فكتب حكمته على باب الحش.

(يا بني) اني حملت الجندل والحديد وكل حمل ثقيل فلم احمل شيئاً اثقل من جار السوء وذقت المرارة كلها فلم اذق شيئاً أمر من الفقر.
قال أمير المؤمنين (ع) كان فيما وعظ لقمان ابنه ان قال له:

(يا بني) ليعتبر من قصر يقينه وضعفت نيته في طلب الرزق ان الله تبارك وتعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره وأتاه رزقه ولم يكن له في واحدة منها. كسب ولا حيلة ان الله تبارك وتعالى سيرزقه في الحالة الرابعة اما الأوّل فكان في رحم أمه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا يؤذيه حر ولا برد أخرجه من ذلك وأجرى له رزقاً من لبن أمه يكفيه به يربيه من غير حول به ولا قوة ثم فطم من ذلك فأجرى له رزقا من كسب أبويه ورأفة له من قلوبهما لا يملكان غير ذلك حتى انهما يؤثرانه على أنفسهما في أحوال كثيرة حتى إذا كبر وعقل واكتسب لنفسه وضاق به أمره ظن الظنون بربه وجحد الحقوق في ماله وقتر على نفسه وعياله مخافة إقتار رزق وسوء يقين بالخلف من الله تعالى في العاجل والآجل فبئس العبد هذا.

(وفي التفسير)، ان مولاه دعاه فقال: اذبح شاة فأتني بأطيب مضغتين منها فذبح شاة فاتاه بالقلب واللسان أمره بمثل ذلك بعد أيام وان يأتي باخبث مضغتين فأخرج إليه القلب واللسان فسأله عن ذلك فقال: انهما أطيب شيء إذا طابا وأخبث شيء إذا خبثا.

(قال عبدالله بن دينار): قدم لقمان من سفر فلقي غلامه في الطريق فقال ما فعل أبي قال مات قال ملكت أمري قال ما فعلت امرأتي قال ماتت قال جدد فراشي قالت ما فعلت اختي قال ماتت قال سترت عورتي قال ما فعل أخي قال مات قال انقطع ظهري.

(وقيل له) ما أقبح وجهك قال تعيب على النقش أو على فاعل النقش.
السيئة تورث سواد القلب وإذا اسود القلب لا يشعر الإنسان بمنافعه ومضراته ولا يميل إلى معارف الله ولا يرغب في طاعته ولا يتفكر في الندامة ولا ينظر في عواقب أمره بل يميل إلى الزخارف والشهوات ويزين له ذنوبه حتى يأتيه الموت فيشمله قوله تعالى بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وأما أسباب تصفية القلب فالتوبة وله مدخل عظيم بل لا نظير له في دفع كدوراته وطلوع سنائه وظهور أنواره.
إن التوبة الرجوع عن المعاصي وترك الفضول القولية والفعلية وتجريد النفس والفراغ إلى ما سواه.

(وقيل للقمان): أي الناس شر؟ قال الذي لا يبالي ان يراه الناس سيئاً.
وروي انه دخل على داود (ع) وهو يسرد الدرع وقد لين الله له الحديد كالطحين فاراد ان يسأله فادركته الحكمة فسكت فلما اتمها لبسها وقال نعم لبوس للحرب أنت فقال الصمت حكم وقليل فاعله فقال له داود (ع) بحق سميت حكيماً.

(بيان التنزيل) لابن شهر أشوب قال أول ما ظهر من حكم لقمان ان تاجراً سكر وخاطر نديمه أن يشرب ماء البحر كله وإلا سلم إليه ما له وأهله فلما أصبح وصحا ندم وجعل صاحبه يطالبه بذلك فقال لقمان انا أخلصك بشرط ان لا تعود إلى مثله، قل اشرب ماء الذي كان فيه وقت إذن فاتني به أو اشرب ماءه الآن فسد أفواهه لأشربه أو اشرب الماء الذي يأتي به فاصبر حتى يأتي فامسك صاحبه عنه.

(يا بني) اني خدمت أربعة آلاف نبي في أربعة آلاف سنة واخترت من كل كلماتهم ثمانية: الأربعة الأولى إذا كنت بين الصلاة فاحفظ قلبك والثانية إذا كنت بين الناس فاحفظ لسانك والثالثة إذا كنت بين النعمة فاحفظ خلقك والرابعة إذا كنت في دار الغير فاحفظ عينك والأربعة الأخيرة كن ذاكراً أبداً لشيئين الخالق والموت وكن ناسياً ابداً لشيئين إحسانك في حق الغير وإساءة الغير في حقك.

(يا بني) لا يكن الديك اكيس منك واكثر محافظة على الصلوة إلاّ تراه عند كل صلاة يؤذن لها وبالأسحار يعلن بصوته وأنت نائم.

(يا بني) من لا يملك لسانه يندم ومن يكثر المراء يشتم ومن يدخل مداخل السوء يتهم ومن يصاحب السوء لا يسلم ومن يجالس العلماء يغنم.

(يا بني) لا تؤخر التوبة فان الموت يأتي بغتة.

يا بني اجعل غناك في قلبك وإذا افتقرت فلا تحدث الناس بفقرك فتهون عليهم ولكن اسئل الله من فضله.

(يا بني) كذب من يقول الشر يقطع بالشر إلاّ ترى ان النار لا تطفئ بالنار ولكن بالماء وكذلك الشر لا يطفى إلاّ بالخير.

(يا بني) لا تشمت بالمصائب ولا تعير المبتلى ولا تمنع المعروف فانه ذخيرة لك في الدنيا والآخرة.

(يا بني) ثلاثة يجب مداراتهم المريض والسلطان والمرأة وكن قانعاً تعيش غنياً وكن متقيا تكن عزيزاًَ.

(يا بني) انك من حين سقطت من بطن أمك استدبرت الدنيا واستقبلت الآخرة وأنت في كل يوم ما استقبلت اقرب منك إلى ما استدبرت فتزود لدار أنت مستقبلها وعليك بالتقوى فإنه أربح التجارات وإذا أحدثت ذنباً فأتبعه بالاستغفار والندم والعزم على ترك العود لمثله واجعل الموت نصب عينيك والوقوف بين يدي خالقك وتمثل شهادة جوارحك عليك بعملك والملائكة الموكلين بك تستحيي منهم ومن ربك الذي هو مشاهدك وعليك بالموعظة فاعمل بها فانها عند العاقل أحلى من العسل الشهد وهي على السفيه أشق من صعود الدرجة على الشيخ الكبير ولا تسمع الملاهي فإنها تنسيك الآخرة ولكن احضر الجنائز وزر المقابر تذكر الموت وما بعده من الأهوال فتأخذ حذرك.

(يا بني) استعذ بالله من شرار النساء وكن من خيارهن على حذر.

(يا بني) لا تفرح بظلم أحد بل احزن على ظلم من ظلمته.

(يا بني) الظلم ظلمات يوم القيمة حسرات وإذا دعتك القدرة على ظلم من هو دونك فاذكر قدرة الله عليك.

(يا بني) تعلم من العلماء ما جهلت وعلم الناس ما علمت تذكر بذلك في الملكوت.

(يا بني) أغنى الناس من قنع بما في يديه وأفقرهم من مد عينيه إلى ما في أيد الناس.

(يا بني) عليك باليأس عما في أيدي الناس والوثوق بوعد الله واسع فيما فرض عليك ودع السعي فيما ضمن لك وتوكل على الله في كل أمورك يكفيك وإذا صليت فصل صلاة مودع تظن ان لا تبقى بعدها أبدا وإياك وما تعتذر منه فانه لا يعتذر من خير واحب للناس ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك ولا تقل ما لا تعلم.

(يا بني) اجهد أن يكون اليوم خيراً لك من أمس وغداً خيراً لك من اليوم فإنه من استوى يوماه فهو مغبون ومن كان يومه شراً من أمسه فهو ملعون.

(يا بني) ارض بما قسم الله لك فانه سبحانه يقول اعظم عبادي ذنباً من لم يرض بقضائي ولم يشكر نعمائي ولم يصبر على بلائي.

(يا بني) لا تقترب فيكون أبعد لك ولا تبتعد فتهان كل دابة تحب مثلها وابن آدم لا يحب مثله لا تنشر برك إلاّ عند باقيه.

(يا بني) لا تتخذ الجاهل رسولا فان لم تصب عاقلا حكيماً يكون رسولك فكن أنت رسول نفسك.

(يا بني) سافر بسيفك وخفك وعمامتك وخبائك وسقائك وخيوطك ومخوذك، وتزود من الأدوية ما تنتفع به أنت ومن معك، وكن لأصحابك موافقاً إلاّ في معصية الله عز وجل.

(يا بني): إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك وأمورهم، وأكثر التبسم في وجوههم، وكن كريماً  على زادك بينهم، فإذا دعوك فاجبهم وإذا استعانوا بك فأعنهم واستعمل طول الصمت وكثرة الصلاة وسخاء النفس بما معك من دابة أو ماء أو زاد، فإذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم، واجهد دأبك لهم إذا استشاروك ثم لا تعزم حتى تتثبت وتنظر، ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها، وتقعد وتنام، وتأكل وتصلي، وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورته، فان من لم يمحض النصيحة لمن استشار سلبه رأيه ونزع عنه الأمانة، وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم، فإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم، وإذا تصدقوا واعطوا قرضاً قرضاً فاعط معهم واسمع لمن هو اكبر منك سناً وإذا أمروك بأمر أو سألوك شيئاً فقل: نعم ولا تقل لا فان لا عي ولوم، وإذا تحيرتم في الطريق فانزلوا، وإذا شككتم في القصد فقفوا وتؤامروا، وإذا رأيتم شخصاً واحداً فلا تسألوه عن طريقكم ولا تسترشدوه فان الشخص الواحد في الفلاة مريب لعله يكون عين اللصوص أو يكون هو الشيطان الذي يحيركم واحذروا الشخصين أيضاً إلاّ ان تروا ما لا أرى فان العاقل إذا أبصر بعينه شيئاً عرف منه الحق، والشاهد يرى مالا يرى الغائب.

(يا بني) إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشيء صلها واسترح منها فانها دين، وصل في جماعة ولو على رأس زج، ولا تنامن على دابتك فان ذلك سريع في دبرها، وليس ذلك من فعل الحكماء إلاّ أن تكون في محمل يمكنك التعمد واسترخاء المفاصل، وإذا قربت من المنزل فأنزل عن دابتك وابدأ بعلفها قبل نفسك فأنها نفسك ، وإذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الأرض بأحسنها لونا والينها تربة، وأكثرها عشباً، وإذا صليت فصل ركعتين قبل ان تجلس ، وإذا أردت قضاء حاجتك فابعد المذهب في الأرض، وإذا ارتحلت فصل ركعتين ثم ودع الأرض التي حللت بها وسلم على أهلها فان لكل بقعة أهلا من الملائكة، وان استطعت أن لا تأكل طعاما حتى تبتدي فتتصدق منه فافعل، عليك بقرائة كتاب الله ما دمت راكباً وعليك بالتسبيح ما دمت عاملاً عملا، وعليك بالدعاء ما دمت خاليا، وإياك والسير في أول الليل إلى آخره وإياك ورفع الصوت في مسيرك.

(يا بني) اجعل خطاياك بين عينيك إلى أن تموت واما حسناتك فأله عنها فإنه قد أحصاها من لا ينساها.

(يا بني) لا تأكل شيئا على شبع فإن تركه للكلب خير لك من أن تأكله.

(يا بني) ـ بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً ولا تبع آخرتك بدنياك تخسرهما جميعاً.

(يا بني) إذا امتلئت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة.

(قال لقمان) اللهم ارحم الفقراء لقلة صبرهم، وارحم الأغنياء لقلة شكرهم، وارحم الجميع لطول غفلتهم.

 (يا بني) لا تعلق قلبك برضى الناس فإن ذلك لا يحصل ولو بالغ الإنسان في تحصيله بغاية قدرته ثم مثل له ذلك بأن خرج وأخرجه معه ومعهما بهيم فركبه لقمان وترك ولده يمشي وراءه فقال قوم هذا شيخ قاس القلب قليل الرحمة يركب هو دابة وهو أقوى من هذا الصبي ويترك هذا الصبي يمشي ورائه وان هذا بئس التدبير فقال لولده سمعت قولهم وإنكارهم لركوبي ومشيك فقال نعم ثم عكس فجاز على جماعة أخرى فقالوا هذا بئس الوالد وهذا بئس الولد اما أبوه فانه ما ادب ولده حتى يركب الدابة ويترك والده يمشي ورائه والوالد احق بالاحترام والركوب واما الولد فانه عق والده فكلاهما اساءا في الفعال فقال لقمان لولده سمعت فقال نعم فركبا جميعا فقالت أخرى ما في قلب هذين  الراكبين رحمة يركبان معا يقطعان ظهر الدابة ويحملانها مالا تطيق لو كان قد ركب واحد ومشى واحد كان احسن واصلح فقال سمعت فقال نعم فتركا الدابة تمشي خالية وهما يمشيان فاجتازا على جماعة فقالوا هذا عجيب من هذين يتركان دابة فارغة ويمشيان فذموهما على ذلك فقال لولده ترى في تحصيل رضاهم كيف تعجز حيلة المحتال فلا تلتفت إليهم واشتغل برضا الله جل جلاله ففيه شغل شاغل وسعادة واقبال في الدنيا ويوم الحساب والسؤال.

ولله در القائل:

وما احد من ألسن الناس سالم
                               ولو أنه ذاك النبي المطهر

فلو كان مقداما يقولون اهوج

                      وان كان مفضا لا يقولون مبذر

وان كان سكينا يقولون أبكم

                     وإن كان منطقيا يقولون مهذر

وإن كان صواما وباليل قائماً

                  يقولون زراق يرائي ويمكر

فلا تكترث بالناس بالمدح والثنا

                      ولا تخش غير الله فالله اكبر

(يا بني) ان تأدبت صغيراً انتفعت به كبيراً ومن غنى بالأدب اهتم به ومن اهتم به تكلف علمه ومن تكلف علمه اشتد له طلبه ومن اشتد طلبا درك منفعته فاتخذه عادة فإنك تخلف في سلفك وتنفع به من خلفك ويرتجيك فيه راغب ويخشى صولتك راهب وإياك والكسل منه والطلب لغيره فان غلبت على الدنيا فلا تغلبن على الآخرة فإذا فاتك طلب العلم في مضانه فقد غلبت على الآخرة واجعل في أيامك ولياليك وساعاتك لنفسك نصيباً في طلب العلم فانك لم تجد له تضييعا أشد من تركه ولا تمارين فيه لجوجا ولا تجادلن فقيها ولا تعادين سلطاناً ولا تماشين عاقاً ولا تصادقنه ولا تواخين فاسقاً ولا تصاحبن متهما واخزن علمك كما تخزن ورقك.

(يا بني) من يؤمن بالله يصدق ما قال الله ومن يصدق ما قال يفعل ما أمر الله ومن لم يفعل ما أمر الله لم يصدق ما قال الله فإن هذه الأخلاق تشهد بعضها لبعض فمن يؤمن بالله إيماناً صادقاً يعمل لله خالصاً ناصحاً ومن يعمل لله خالصاً ناصحاً فقد آمن بالله صادقاً ومن يطع الله خافه ومن خافه فقد أحبه ومن أحبه إتبع أمره ومن اتبع أمره استوجب جنته ومرضاته ومن لم يتبع رضوان الله فقد هان عليه سخطه نعوذ بالله من سخط الله.
(قيل للقمان) ما الذي أجمعت من حكمتك قال لا أتكلف ما قد كفيته ولا أضيع ما وليته.
(يا بني) اجعل في أيامك ولياليك وساعاتك نصيباً في طلب العلم فإنك لم تجد له تضييعاً مثل تركه.
عن حماد بن عيسى عن أبي عبدالله (ع) قال لقمان لابنه:
(يا بني) لكل شيء علامة يعرف بها ويشهد عليها وان للدين ثلاث علامات:
 1ـ العلم 2ـ والأيمان 3ـ والعمل به. وللأيمان ثلاث علامات 1ـ الإيمان بالله 2ـ وكتبه 3ـ ورسله. وللعالم ثلاث علامات العلم بالله وبما يحب وما يكره وللعامل ثلاث علامات الصلوة والصيام والزكاة.
وللمتكلف ثلاث علامات ينازع من فوقه ويقول ما لا يعلم ويتعاطى ما لا ينال وللظالم ثلاث علامات يظلم من فوقه بالمعصية ومن دونه بالغلبة ويعين الظلمة وللمنافق ثلاث علامات يخاف لسانه قلبه وقلبه فعله وعلانيته سريرته وللاثم ثلاث علامات يحزن ويكذب ويخالف ما يقول.
وللمرائي ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحده وينشط إذا كان الناس عنده ويتعرض في كل أمر للمحمدة.
وللحاسد ثلاث علامات يغتاب إذا غاب ويتملق إذا شهد ويشمت بالمصيبة وللمسرف ثلاث علامات يشتري ما ليس له ويلبس ما ليس له ويأكل ما ليس له وللكسلان ثلاث علامات يتواني حتى يفرط ويفرط ويفرط حتى يضيع ويضيع حتى يأثم وللغافل ثلاث علامات الشهوة واللهو والنسيان.
قال حماد بن عيسى قال أبو عبدالله ولكل واحد من هذه العلامات شعب يبلغ العلم بها اكثر من ألف باب وألف باب وألف باب فكن يا حماد طالبا للعلم في آناء الليل والنهار وإن أردت أن تقر عينك وتنال خير الدنيا والآخرة فاقطع الطمع مما في أيدي الناس وعد نفسك من المولى ولا تحدث نفسك انك فوق احد من الناس واخزن لسانك كما تخزن ما لك.

(يا بني) صاحب مائة ولا تعاد واحداً.

(يا بني) انما هو خلاقك وخلقك فخلاقك دينك وخلقك بينك وبين الناس فلا تبتغضن إليهم وتعمل محاسن الأخلاق.

(يا بني) كن عبداً للأخيار ولا تكن ولداً للأشرار.

(يا بني) أد الأمانة تسلم دنياك وآخرتك وكن أمينا تكن غنيا.

(يا بني) الدنيا بحر وقد غرق فيها جيل كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله تعالى وليكن جسرك إيماناً بالله وليكن شراعها التوكل لعلك يا بني تنجو وما أظنك ناجياً؟

(يا بني) كيف يخاف الناس ما يوعدون وهم ينتقصون في كل يوم، وكيف لا يعد لما يوعدون من كان له أجل ينفد.

(يا بني) خذ من الدنيا بلغة ولا تدخل فيها دخولا تضر فيها بأخرتك ولا ترفضها فتكون عيالا على الناس.

(يا بني) لا تتعلم العلم لتباهي به العلماء أو تماري به السفهاء أو ترائي به في المجالس ولا تترك العلم زهادة فيه ورغبة في الجهالة.

(يا بني) أختر المجالس على عينيك فان رأيت قوماً يذكرون الله فاجلس إليهم فانك ان تكن عالماً ينفعك علمك ويزيدك علماً وإن تكن جاهلاً يعلموك ولعل الله تعالى أن يظلهم رحمة فيعمك معهم.

(وقيل للقمان) ما يجمع من حكمتك قال لا أسأل عما كفيته ولا أتكلف مالا يعنيني.

(يا بني) لا تنشر بزك[1] إلاّ عند باغيه وكما ليس بين الكبش والذئب خلة كذلك ليس بين البار والفاجر خلة من يغترف من الزفت تعلق به بعضه كذلك من يشارك الفاجر يتعلم من طرقه.

(يا بني) من يحب المراء يشتم ومن يدخل مدخل السوء يتهم ومن يقارب قرين السوء لا يسلم ومن لا يملك لسانه يندم.

(يا بني) لا تطلب من الأمر مدبراً ولا ترفض منه مقبلا فان ذلك يضل الرأي ويردى بالفعل.

(يا بني) ليكن مما تستظهر به على عدوك الورع عن المحارم والفضل في دينك والصيانة لمروتك والإكرام لنفسك أن تدنسها بمعاصي الرحمن ومساوي الأخلاق وقبيح الأفعال واكتم سرك وأحسن سريريتك فإنك إذا فعلت ذك آمنت بسر الله ان يصيب عدوك منه عورة أو يقدر منك على زلة ولا تأمنن مكره فيصيب منك غرة في بعض حالاتك وإذا استمكن منك وثب عليك ولم يقلك عثرة وليكن مما تتسلح به على عدوك إعلان الرضا عنه واستصغر الكثير في طلب المنفعة واستعظم الصغير في ركوب المضرة.

(يا بني) لا تجالس الناس بغير طريقتهم ولا تحملن عليهم فوق طاقتهم فلا يزال جليسك عنك فرا والمحمول عليه فوق طاقته مجانباً لك فإذا أنت فرد لا صاحب لك يؤنسك ولا أخ لك يصعدك فإذا بقيت وحيداً كنت مخذولا ولأبصرت ذليلا ولا تعتذر إلى من لا يحب أن يقبل لك عذراً ولا يرى لك حقاً ولا تستعن في أمورك إلاّ بمن يحب أن يتخذ في قضاء حاجتك أجرا فإنه إذا كان كذلك طلب قضاء حاجتك لك كطلبته لنفسه لأنه يعد نجاحها لك، ربحاً في الدنيا الفانية وحظاً وذخراً له في الدار الباقية. فيجتهد في قضائها لك وليكن إخوانك وأصحابك الذين تستخلفهم وتستعين بهم على أمورك أهل المروة والكفاف والثروة والعقل والعفاف الذين ان نفعتهم شكروك وإن غبت عن جيرتهم ذكروك.

(يا بني) استصلح الأهلين والأخوان من أهل العلم إن استقاموا لك على الوفاء واحذرهم عند انصراف الحال بهم عنك فان عداوتهم اشد مضرة من عداوة الأباعد لتصديق الناس إياهم لإطلاعهم عليك.
إياك والزجر وسوء الخلق وقلة الصبر فلا يستقيم على هذه الخصال صاحب والزم نفسك التوءدة في أمورك، وصبر على مؤونات الأخوان نفسك، وحسن مع جميع الناس خلقك.
(يا بني) ان عدمت ما تصل به قرابتك وتتفضل به على إخوانك فلا يعد منك حسن الخلق وبسط البشر فان من أحسن خلقه أحبه الأخيار وجانبه الفجار، واقنع بقسم الله ليصفو عيشك فان أردت ان تجمع عز الدنيا فاقطع طمعك مما في أيدي الناس فانما بلغ الأنبياء والصديقون ما بلغوا بقطع طمعهم.
(يا بني) إن احتجت إلى سلطان فلا تكثر الإلحاح عليه ولا تطلب حاجتك منه إلاّ في مواضع الطلب وذلك حين الرضا وطيب النفس ولا تزجرن لطلب حاجة فان قضائها بيدي الله ولها أوقات ولكن أرغب إلى الله وسله وحرك إليه أصابعك.
(يا بني) الدنيا قليل وعمرك قصير.

(يا بني) أحذر الحسد فلا يكونن من شأنك واجتنب سوء الخلق فلا يكونن من طبعك فانك لا تضر بهما إلاّ نفسك، وإذا كنت أنت الضار لنفسك كفيت عدوك أمرك لأن عداوتك لنفسك أضر عليك من عداوة غيرك.
(يا بني) اجعل معروفك في أهله وكن فيه طالباً لثواب الله وكن مقتصداً ولا تمسكه تقتيراً ولا تعطه تبذيراً.
(يا بني) سيد أخلاق الحكمة دين الله تعالى، ومثل الدين كمثل شجرة نابتة فالأيمان بالله ماؤها والصلوة عروقها والزكوة جذعها، والتآخي في الله شعبها والأخلاق (الحسنة) الحصينة ورقها، والخروج عن معاصي الله ثمرها، ولا تكمل الشجرة إلاّ بثمرة طيبة كذلك الدين لا يكمل إلاّ بالخروج عن المحارم.
(يا بني) لكل شيء علامة يعرف بها وإن للدين ثلاث علامات العفة والعلم والحلم.
إن اشد العدم عدم القلب وان اعظم المصايب مصيبة الدين واسنى المرزئة مرزئته وانفع الغنى غنى القلب فتلبث في كل ذلك والزم القناعة، والرضا بما قسم الله، وان السارق إذا سرق حبسه الله من رزقه، وكان عليه أثمه، ولو صبر لنال ذلك وجائه من وجهه.

(يا بني) اخلص طاعة الله حتى لا تخالطها بشيء من المعاصي ثم زين الطاعة باتباع أهل الحق فان طاعتهم متصلة بطاعة الله تعالى وزين ذلك بالعلم وحصن علمك بحلم لا يخالطه حمق، واخزنه باللين لا يخالطه جهل وشده بحزم لا يخالطه ضياع، واخرج حزمك برفق لا يخالطه العنف قال الصادق (ع) قال أمير المؤمنين (ع) قيل للعبد الصالح لقمان أي الناس أفضل قال المؤمن الغني قيل الغني من المال فقال لا ولكن الغني من العلم الذي ان احتيج إليه انتفع بعلمه فان استغنى عنه إكتفى وقيل أي الناس اشر قال الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً.

إن العلم من أهم الأمور، وينتفع الإنسان به في الدنيا والآخرة أما في الدنيا فان كل الناس حتى الملوك والأثرياء يحتاجون إلى العلم، فبالعلم ينظم الملك، وبالعلم يجمع المال، أما في الآخرة، فقد قال سبحانه: (ويرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)، فقد جعل سبحانه لأهل العلم الدرجات الرفيعة.

وفي الإسلام رصد كبير للتحريض على العلم والحث للالتفات حول العلماء قال تعالى (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقال رسول الله (ص) (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) وقال  الإمام أمير المؤمنين (ع) (قيمة كل امرء ما يحسن).

ولذا كان من الضروري ان يهتم الإنسان بالعلم لا علم الدين فقط، بل وعلم الدنيا أيضاً، قال سبحانه (ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا).

(وقيل للقمان) الست عبد آل فلان قال بلى قيل ما بلغ بك ما نرى قال  صدق الحديث واداء الأمانة وتركي ما لا يعنيني وغضي بصري وكفي لساني وعفتي في طعمتي فمن نقص عن عذا فهو دوني ومن زاد عليه فهو فوقي ومن عمله فهو مثلي.

(يا بني) لا تؤخر التوبة فان الموت يأتي بغتة ولا تشمت بالموت ولا تسخر بالمبتلى ولا تمنع المعروف.

(يا بني) كن أمينا تعش غنياً.

(يا بني) اتخذ تقوى الله تجارة تأتك الأرباح من غير بضاعة، فإذا أخطأت خطيئة فابعث في أثرها صدقة تطفئها.

(يا بني) إن الموعظة تشق على السفيه كما يشق الصعود على الشيخ الكبير.

(يا بني) لا ترث من ظلمته، ولكن ارث لسوء ما جنيته على نفسك وإذا دعتك القدرة إلى ظلم الناس فاذكر قدرة الله عليك.

(يا بني) من ركب البحر من غير سفينة غرق.

(يا بني) أقل الكلام، واذكر الله عز وجل في كل مكان، فانه قد أنذرك وحذرك وبصرك وعلمك.

(يا بني) اتعظ بالناس قبل أن يتعظ الناس بك.

(يا بني) اتعظ بالصغير قبل ان ينزل بك الكبير.

(يا بني) أمسك نفسك عند الغضب حتى لا تكون لجهنم حطبا.

(يا بني) الفقر خير من أن تظلم وتطغى

(يا بني) إياك وأن تستدين فتحزن من الدين.

(يا بني) ان تخرج من الدنيا فقيراً وتدع أمرك وأموالك عند غيرك قيماً فتصيره أميراً.

(يا بني) ان الله رهن الناس بأعمالهم فويل لهم مما كسبت أيديهم وأفئدتهم.

(يا بني) لا تأمن من الدنيا والذنوب والشيطان فيها.

(يا بني) انه قد افتتن الصالحون من الأولين فكيف ينجو منه الآخرون.

(يا بني) اجعل الدنيا سجنك فتكون الآخرة جنتك.

(يا بني) إنك لم تكلف أن تشيل الجبال ولم تكلف مالا تطيقه فلا تحمل البلاء على كتفك ولا تذبح نفسك بيدك.

(يا بني) لا تجاورن الملوك فيقتلوك، ولا تطعهم فتكفر.

(يا بني) جاور المساكين، واخصص الفقراء والمساكين من المسلمين.

(يا بني) كن لليتيم كالأب الرحيم وللأرملة كالزوج العطوف.

(يا بني) ان ليس كل من قال اغفر لي غفر له إنه لا يغفر إلاّ لمن عمل بطاعة ربه.


(يا بني) الجار ثم الدار.

(يا بني) الرفيق ثم الطريق.

(يا بني) لو كانت البيوت على العمل ما جاور رجل جار سوء أبداً.

(يا بني) الوحدة خير من صاحب السوء.

(يا بني) الصاحب الصالح خير من الوحدة.

(يا بني) نقل الحجارة والحديد خير من قرين السوء.

(يا بني) من لا يكف لسانه يندم.

(يا بني) المحسن يكافئ بإحسانه والمسيء يكفيك مساويه لو جهدت أن تفعل به أكثر مما يفعله بنفسه ما قدرت عليه.

(يا بني) من ذا الذي عبدالله فخذله ومن ذا الذي ابتغاه فلم يجده ومن ذا الذي ذكره فلم يذكره ومن ذا الذي توكل على الله فوكله إلى غيره ومن ذا الذي تضرع إليه جل ذكره فلم يرحمه.

(يا بني) شاور الكبير ولا تستحي من مشاورة الصغير.

(يا بني) إياك ومصاحبة الفساق فانما هم كالكلاب إن وجدوا عندك شيئاً أكلوه والا ذموك وفضحوك وإنما حبهم بينهم ساعة.

(يا بني) معاداة المؤمن خير من مصادقة الفاسق.


(يا بني) المؤمن تظلمه ولا يظلمك وتطلب عليه ويرضى عنك والفاسق لا يراقب الله فكيف يراقبك.

(يا بني) استكثر من الأصدقاء ولا تأمن من الأعداء فان الغل في صدورهم مثل الماء تحت الرقاد.

(يا بني) ابدأ الناس بالسلام والمصافحة قبل الكلام.

(يا بني) لا تكالم الناس فيمقتوك ولا تكن مهيناً فيضلوك ولا تكن حلوا فيأكلوك، ولا تكن مرا فيلفظوك (فترمى).

(يا بني) لا تخاصم في علم الله فان علم الله لا يدرك ولا يحصى.

(يا بني) خف الله مخافة لا تيأس من رحمته وأرجه رجاءاً لا تأمن من مكره.

(يا بني) إنه النفس عن هواها فانك إن لم تنه النفس عن هواها لن تدخل الجنة ولن تراها (في رواية) انه نفسك عن هواها فان في هواها رداها.

(يا بني) إياك والتجبر والتكبر والفخر فتجاور إبليس في داره.

(يا بني) دع عنك التجبر والكبر ودع عنك الفخر واعلم انك ساكن القبور.

(يا بني) واعلم ان من جاور إبليس وقع في دار الهوان لا يموت فيها ولا يحيى.

(يا بني) ويل لمن تجبر وتكبر كيف يتعظم. خلق من طين والى طين يعود. ثم لا يدري إلى ما يصير إلى الجنة فقد فاز أو إلى النار فقد خسر خسراناً مبيناً وخاب.

(يا بني) كيف ينام ابن آدم والموت يطلبه وكيف يغفل عنه.

(يا بني) إنه قد مات أصفياء الله جل وعز وأحباؤه وأنبياؤه صلوات الله عليهم أجمعين فمن ذا بعدهم يخلد فيترك.

(يا بني) لا تطع أمتك ولو أعجبتك وإنه نفسك عنها وزوجها.
(يا بني) ان المرأة خلقت من ضلع اعوج إن اقمتها كسرتها وإن تركتها تعوجت الزمهن البيوت فان احسن فأقبل إحسانهن، وإن أسأن فأصبر إن ذلك من عزم الأمور.
(يا بني) النساء أربع ثنتان صالحتان وثنتان ملعونتان فاما إحدى الصالحتين فهي الشريفة في قومها الذليلة في نفسها التي إن أعطيت شكرت وإن ابتليت صبرت القليل في يديها كثير.
الثانية الولود الودود تعود بخير على زوجها هي كالأم الرحيم تعطف على كبيرهم، وترحم صغيرهم وتحب ولد زوجها وإن كانوا من غيرها جامعة الشمل مرضية البعل مصلحة في النفس والأهل والمال والولد فهي كالذهب الأحمر طوبى لمن رزقها، إن شهد زوجها أعانته وإن غاب عنها حفظته.
وأما إحدى الملعونتين فهي العظيمة في نفسها، الذليلة في قومها، التي إن أعطيت سخطت، وإن منعت عتبت وغضبت، فزوجها منها في بلاء، وجيرانها منها في عناء، فهي كالأسد إن جاورته أكلك، وإن هربت منه قتلك الملعونة الثانية، فهي ملعونة عند زوجها وأهلها وجيرانها، وإنما هي سريعة السخطة سريعة الدمعة، إن شهد زوجها لم تنفعه، وإن غاب عنها فضحته فهي بمنزلة الأرض النشاشة إن اسقيت أفاضت الماء وغرقت وإن تركتها عطشت، وإن رزقت منها ولداً لم تنتفع به.

(يا بني) لا تزوج بأمة فيبتاع ولدك بين يديك وهو فعلك بنفسك.

(يا بني) لو كانت النساء تذاق كما تذاق الخمر ما تزوج رجل امرأة سوء أبداً.

(يا بني) احسن إلى من أساء إليك ولا تكثر من الدنيا فانك على (رحلة) غفلة منها وانظر ما تصير منها.

(يا بني) لا تأكل مال اليتيم فتفتضح يوم القيمة وتكلف أن ترده إليه.

(يا بني) لو أغنى أحد عن أحد لا غنى الولد عن والده.

(يا بني) ان النار تحيط بالعالمين كلهم فلا ينجو منها أحد إلاّ من رحم الله وقربه منه.

(يا بني) لا يغرك خبيث اللسان فانه يختم على قلبه وتتكلم جوارحه وتشهد عليه.

(يا بني) لا تشتم الناس فتكون أنت الذي شتمت أبويك.

(يا بني) لا يعجبك إحسانك فلا تتعظمن بعملك الصالح فتهلك.

(يا بني) إن كل يوم يأتيك يوم جديد يشهد عليك عند رب كريم.

(يا بني) إنك مدرج في أكفانك ومحل قبرك ومعاين عملك كله.

(يا بني) كيف تسكن دار من اسخطته أم كيف وقد عصيته.

(يا بني) عليك بما يعنيك ودع عنك ما لا يعنيك فان القليل منها يكفيك والكثير منها لا يعنيك.

(يا بني) قد أحصي الحلال الصغير فكيف بالحرام الكثير.

(يا بني) اتق النظر إلى ما تملكه، واطل التفكر في ملكوت السماوات والأرض والجبال وما خلق الله، فكفى بهذا واعظا لقلبك.

(يا بني) اقبل وصية الوالد الشفيق، بادر بعملك قبل أن يحضر أجلك، وقبل أن تسير الجبال سيرا، وتجمع الشمس والقمر، وتغير السماء وتطوى، وتنزل الملائكة صفوفاً خائفين حافين مشفقين، وتكلف أن تجاوز الصراط وتعاين عملك وتوضع الموازين وتنشر الدواوين.

(يا بني) صاحب العلماء وجالسهم وزرهم في بيوتهم لعلك أن تشبههم فتكون منهم أي بني إني قد ذقت الصبر وأنواع المر فلم أر أمر من الفقر فان افتقرت يومك فاجعل فقرك بينك وبين الله فلا تحدث الناس بفقرك فتهون عليهم.
(يا بني) أدع الله ثم سل في الناس هل من أحد دعا الله فلم يجبه أو سأله فلم يعطه.

(يا بني) ثق بالله العظيم عز وجل ثم سل في الناس هل من أحد وثق بالله فلم ينجه.

(يا بني) توكل على الله ثم سل في الناس من ذا الذي توكل على الله فلم يكفه.

(يا بني) أحسن الظن بالله ثم سل في الناس من ذا الذي احسن الظن بالله فلم يكن عند حسن ظنه به.

(يا بني) من لم يرد رضوان الله يسخط نفسه إليه ومن لا يسخط نفسه لا يرضى ربه ومن لا يكظم غيظه يشمت عدوه.

(يا بني) تعلم الحكمة تشرف فان الحكمة تدل على الدين، وتشرف العبد على الحر، وترفع المسكين على الغني، وتقدم الصغير على الكبير. وتجلس المسكين مجالس الملوك، فتزيد الشريف شرفاً، والسيد سوءدداً، والغني مجداً وكيف يظن ابن آدم أن يتهيأ له أمر دينه ومعيشته بغير حكمة، ولن يهيئ الله عز وجل أمر الدنيا والآخرة إلاّ بالحكمة. ومثل الحكمة بغير طاعة مثل الجسد بلا نفس أو مثل الصعيد بغير ماء ولا حكمة بغير طاعة.
هذه بعض وصايا لقمان وحكمه ومواعظه وآدابه وزواجره كل جملة منها ينبغي أن تكتب بماء الذهب، وتجعل نصب عين الإنسان في كل أحواله، ولو أن الناس عملوا بهذه المواعظ لصلحت دنياهم وأخزتهم نسأل الله التوفيق للعلم والعمل وهو الموفق المستعان.

كربلاء المقدسة ـ الكويت



[1]  أي لا تعرض متاعك من العلم والحكمة إلاّ عند طالبه ومن أهله، ويحتمل (برك) بالراء.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page