• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

إنّ لله تعالى حسنة ادّخرها لثلاثة


26ـ وقال عليه السلام: إنّ لله تعالى حسنة ادّخرها لثلاثة: لاِمام عادل،ومؤمن حكّم أخاه في ماله، ومن سعى لاَخيه المؤمن في حاجته(1).
27ـ وقال جعفر بن محمد الفاطمي(2) حججت ومعي جماعة من أصحابنا، فأتيت المدينة، فأفردوا لنا مكاناً ننزل فيه، فاستقبلنا أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام على حمار أخضر، يتبعه طعام، ونزلنا بين النخل، وجاء فنزل واتي بالطست والاَشنان، فبداً بغسل يديه، واُديرالطست عن يمينه حتى بلغ آخرنا، ثم اُعيد إلى من على يساره حتى أتى على آخرنا.
ثم قدّم الطعام فبدأ بالملح، ثم قال: كلوا بسم الله، ثم ثنى بالخل، ثم أتي بكتف مشويّ، فقال: كلوا بسم الله، فهذا طعام كان يعجب رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثمّ اُتي بسكباج(3) فقال: كلوا بسم الله، فهذا طعام كان يعجب أمير المؤمنين صلوات الله عليه [ ثم اُتي بلحم مقلوّ فيه باذنجان، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإنّ هذا طعام كان يعجب الحسن عليه السلام]، ثم اُتي بلبن حامض قد ثرد فيه، فقال: كلوا بسم الله فهذا طعام كان يعجب الحسين عليه السلام فأكلنا، ثم اُتي بأضلاع باردة، فقال: كلوا بسم الله، فإنّ هذا طعام كان يعجب [ علي بن ] الحسين عليه السلام.
ثم اُتي (بجبن مبزّر)(4) ثم قال: كلوا بسم الله فإنّ هذا طعام كان يعجب محمد بن علي عليهما السلام، ثم اُتي بتور(5) فيه بيض كالعجة(6) فقال: كلوا بسم الله ، فإنّ هذا طعام كان يعجب أبا عبدالله عليه السلام، ثم اُتي بحلوى، ثم قال: كلوا فإنّ هذا طعام يعجبني.
ورفعت المائدة، فذهب أحدنا ليلقط ما كان تحتها، فقال عليه السلام: مه إنّ ذلك يكون في المنازل تحت السقوف، فأما في مثل هذا المكان فهو لعامّة الطير والبهائم، ثم اُتي بالخلال فقال: من حقّ الخلال أن تدير لسانك في فيك، فما أجابك ابتلعته، وما امتنع فبالخلال،(7)[ واُتي ] بالطست والماء فابتدأ بأول من على يساره حتى انتهى إليه، فغسل ثم غسل من على يمينه إلى آخرهم.
ثم قال: يا عاصم كيف أنتم في التواصل والتساوي(8) ؟ قلت: على أفضل ما كان عليه أحد، قال: أيأتي أحدكم (إلى دكان)(9)أخيه، أو منزله عند الضائقة فيسخرج كيسه ويأخذ ما يحتاج إليه فلا ينكر عليه؟ قال: لا، قال: فلستم على ما اُحبّ في التواصل(10).
28ـ وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وسلامه لكميل ابن زياد النخعي رحمه الله: يا كميل مُر أهلك أن يسعوا في المكارم، ويدلجوا(11) في حاجة من هو نائم، فوالذي نفسي بيده ما أدخل أحد على قلب مؤمن سروراً إلاّ خلق الله من ذلك السرور لطفاً، فإذا نزلت به نائبة كان إليها أسرع من السيل في انحداره، حتى يطردها عنه، كما يطرد غريبة الاِبل(12).
29ـ وروي عن الصادق عليه السلام أنّه قال: قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجّة متقبلة بمناسكها، وعتق ألف نسمة لوجه الله تعالى، وحملان ألف فرس في سبيل الله تعالى بسرجها ولجمها(13).
30ـ وقال عليه السلام: مياسير شيعتنا أمناؤنا على محاويجهم فاحفظونا فيهم يحفظكم الله(14).
31ـ وعن إسحاق بن عمار، قال: قال أبو عبدالله الصادق عليه السلام: من طاف بهذا البيت طوافاً واحداً كتب الله له ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة، ورفع له ألف درجة، وكتب له عتق ألف نسمة، وقضى له ألف حاجة، وغرس له ألف شجرة في الجنة.
وقال: قلت: هذا كلّه لمن طاف بالبيت طوافاً واحداً؟ قال: نعم، أولا أخبرك بأفضل منه؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال عليه السلام: قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف حتى عدّ عشرة(15).
32ـ وعن ابن مهران قال: كنت جالساً عند مولاي الحسين بن علي عليهما السلام، فأتاه رجل فقال: يا ابن رسول الله إن فلانا له عليّ مال، ويريد أن يحبسني، فقال عليه السلام: والله ما عندي مال أقضي عنك، قال: فكلّمه، قال عليه السلام: فليس لي (16)[به] اُنس، ولكني سمعت أبي أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من سعى في حاجة أخيه المؤمن فكأنّما عبدالله تسعة آلاف سنة صائماً نهاره، وقائماً ليله(17).
33ـ وعن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله عليه السلام أنّه قال: يا مفضل كيف حال الشيعة عندكم؟ قلت: جعلت فداك ما أحسن حالهم وأوصل بعضهم بعضاً، وأبرّ بعضهم ببعض، قال: أيجيَ الرجل منكم إلى أخيه فيدخل يده في كيسه ويأخذ منه حاجته لا يجبهه ولا يجد في نفسه ألماً؟ قال: قلت: لا والله ما هم كذا، قال: والله لوكانوا كذا ثمَّ اجتمعت شيعة جعفر بن محمد على فخذ شاة لاَصدرهم(18).
34ـ قال جعفر بن محمد بن أبي فاطمة: قال لي أبو عبدالله الصادق عليه السلام: يا ابن أبي فاطمة إن العبد يكون بارّاً بقرابته، ولم يبق من أجله إلاّ ثلاث سنين فيصيّره الله ثلاثاً وثلاثين سنة، وإنّ العبد ليكون عاقّاً بقرابته وقد بقي من أجله ثلاث وثلاثون سنة فيصيّره الله ثلاث سنين، ثم تلاهذه الآية «يَمْحُواللهُ مَا يَشاءُ وَ يُثْبتُ وَعِنْدَهُ اُمّ الكِتاب»(19)
قال: قلت: جعلت فداك فإن لم يكن له قرابة؟ قال: فنظر إليّ مغضباً، وردَّ عليَّ شبيهاً بالزبر(20): يا ابن أبي فاطمة لا يكون القرابة إلاّ في رحم ماسّة المؤمنون بعضهم أولى ببعض في كتاب الله، فللمؤمن على المؤمن أن يبره فريضة من الله، يا ابن أبي فاطمة تبارّوا وتواصلوا فينسىء الله في آجالكم، ويزيد في أموالك، وتعطون العاقبة (21) في جميع اُموركم، وإن (صلاتهم وصومهم وتقرّبهم)(22) الى الله أفضل من صلاة غيرهم(23)، ثم تلاهذه الآية «وَمَا يُؤْمِنُ أكْثَرُهُم بِاللهِ إلاّ وِهُمْ مُشْرِكُونَ»(24).
35ـ وقال أبو عبدالله عليه السلام لبعض أصحابه بعد كلام تقدم: إنّ المؤمنين من أهل ولايتنا وشيعتنا إذا اتقوا(25)لم يزل الله تعالى مطلاً عليهم بوجهه حتى يتفرقوا، ولا يزال الذنوب تتساقط عنهم كما يتساقط الورق، ولا يزال يد الله على يد أشدّهم حبّاً لصاحبه(26).
36ـ حدثنا إسماعيل بن مهران، عن محمد بن سليمان الديلميّ، عن إسحاق بن عمار، قال: قال لي إسحاق: لما كثر مالي أجلست على بابي بواباً يردّ عني فقراء الشيعة، فخرجت إلى مكة في تلك السنة فسلمت على أبي عبدالله عليه السلام
فرد علي(27) بوجه قاطب(28) مزور(29) فقلت له: جعلت فداك ماالذي غير حالي عندك؟ قال: تغيّرك على المؤمنين، فقلت: جعلت فداك والله إنّي لاَعلم أنّهم على دين الله ولكن خشيت الشهرة على نفسي.
فقال: يا إسحاق أما علمت أنّ المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل الله بين إبهاميهما مائة رحمة، تسعة وتسعين لاَشدّهما حبّاً، فإذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا التثما لا يريدان بذلك إلاّ وجه الله تعالى، قيل لهما: غفر لكما، فإذا جلسا يتساءلان قالت الحفظة بعضها لبعض: اعتزلوا بنا عنهما، فإنّ لهما سّراً وقد ستره الله عليهما، قلت: جعلت فداك فلا تسمع الحفظة قولهما ولا تكتبه وقد قال تعالى: «ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلاّ لَدَيْهِ رَقيبٌ عَتِيد»(30).
فنكس رأسه طويلاً ثم رفعه وقد فاضت دموعه على لحيته وقال: إن كانت الحفظة لا تسمعه، ولا تكتبه فقد سمعه عالم السرّ وأخفى، يا إسحاق خف الله كأنّك تراه، فالله يراك، فإن شككت أنّه يراك فقد كفرت، وإن أيقنت أنّه يراك ثم بارزته بالمعصية فقد جعلته أهون الناظرين إليك(31).
37ـ وعن إسحاق بن أبي إبراهيم بن يعقوب(32) قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام وعنده المعلّى بن خنيس إذ دخل عليه رجل من أهل خراسان، فقال: يا ابن رسول الله (موالاتي إيّاكم)(33) أهل البيت، وبيني وبينكم شقة بعيدة، وقد قلَّ ذات يدي، ولا أقدر أتوجّه إلى أهلي إلاّ أن تعينني.قال: فنظر أبو عبدالله عليه السلام يميناً وشمالاً، وقال: ألا تسمعون ما يقول أخوكم؟ إنّما المعروف إبتداءً فأمّا ما أعطيت بعد ما سئلت، فإنّما هو مكافاة لما بذل لك من وجهه.
ثم قال: فيبيت ليلته متأرّقاً متململاً(34) بين اليأس والرجاء، لا يدري أين يتوجه بحاجته، فيعزم على القصد إليك، فأتاك وقلبه يجب(35) وفرائصه ترتعد، وقد نزل دمه في وجهه، وبعد هذا فلا يدري أينصرف من عندك بكآبة الرد، أم بسرور التنجح(36)، فإن أعطيته رأيت أنك قد وصلته، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة وبعثني بالحق نبيّاً لما يحشم(37) من مسألته إياك، أعظم مما ناله من معروفك.
قال: فجمعوا للخراساني خمسة آلاف درهم، ودفعوها إليه(38).
38ـ وعن أبي عبدالله عليه السلام، قال ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حقّ المؤمن(39).
39ـ وقال عليه السلام: وإن الله انتجب(40) قوماً من خلقه لقضاء حوائج شيعته(41) لكي يثيبهم على ذلك الجنّة(42).
40ـ وعنه عليه السلام، قال: ما من مؤمن يمضي لاَخيه المؤمن في حاجة فينصحه فيها إلاّ كتب الله [ له ] بكل خطوة حسنة، ومحاعنه سيئة، قضيت الحاجة أم لم تقض، فإن لم ينصحه فيها خان الله ورسوله، وكان النبي صلّى الله عليه وآله خصمه يوم القيامة(43).
41ـ وقال عليه السلام: إنّ لله تبارك وتعالى حرمات: حرمة كتاب الله، وحرمة رسول الله صلّى الله عليه وآله، وحرمة بيت المقدس، وحرمة المؤمن(44).
42ـ وقال إسماعيل بن عبادالصيرفي(45): قلت لاَبي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك المؤمن رحمة المؤمن، قال: نعم، قلت: فكيف ذاك؟ قال: أيّما مؤمن أتاه أخ له في حاجة فإنّما ذلك رحمة من الله ساقها إليه وسبّبها له، وذخرت تلك الرحمة إلى يوم القيامة، فيكون المردود عن حاجته هوالحاكم فيها، إن شاء صرفها إليه، وإن شاء صرفها إلى غيره.
ثم قال: يا إسماعيل من أتاه أخوه المؤمن في حاجة، وهو يقدر على قضائها فلم يقضها، سلّط الله عليه شجاعاً(46) ينهش إبهامه في قبره إلى يوم القيامة، كان مغفوراً له أو معذباً(47).
43ـ وعنه، عن صدقة الحلواني، قال: بينا أنا أطوف وقد سألني رجل من اصحابنا قرض دينارين، فقلت له: اُقعد حتى اُتم طوافي، وقد طفت خمسة أشواط، فلما كنت في السادس إعتمد عليَّ أبو عبدالله عليه السلام ووضع يده على منكبي فأتممت السابع ودخلت معه في طوافه كراهية أن أخرج عنه، وهو معتمد عليّ، فأقبلت كلّما مررت بالآخر(48) وهو لا يعرف أبا عبدالله يرى أنّي قد توهمت حاجته فأقبل ويومىء ويبدر إليَّ بيده.
فقال أبو عبدالله عليه السلام:مالي أرى هذا يومىء بيده؟ فقلت: جعلت فداك ينتظر حتى أطوف وأخرج إليه، فلما اعتمدت عَليَّ كرهت أن أخرج وأدعَكَ، قال: فاخرج عنّي(49) ودعني واذهب فاعطه.
قال: فلمّا كان من الغد أو بعده دخلت عليه وهو في حديث مع أصحابه، فلما نظر إليّ قطع الحديث ثم قال: لاَن أسعى مع أخ لي في حاجة حتى تقضى أحبّ إليّ من أن أعتق ألف نسمةم وأحمل على ألف فرس في سبيل الله مسرجة ملجمة(50).
44ـ وقال عبدالمؤمن الاَنصاري: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، وعنده محمد بن عبدالله بن محمد الجعفي فتبسمت إليه، فقال: أتحبّه؟ قلت: نعم، وما أحببته إلاّ فيكم، فقال: هو أخوك، المؤمن أخوالمؤمن لاُمّه وأبيه، فملعون من غشّ أخاه، وملعون من لم ينصح أخاه، وملعون من حجب أخاه، وملعون من اغتاب أخاه(51).
45ـ وسئل الرضا علي بن موسى عليه السلام: ما حقّ المؤمن على المؤمن؟ فقال: إنّ من حقّ المؤمن على المؤمن: المودّة له في صدره، والمواساة له في ماله، والنصرة له على من ظلمه، وإن كان فيء للمسلمين وكان غائباً أخذ له بنصيبه، وإذا مات فالزيارة إلى قبره، ولايظلمه، ولا يغشه، ولا يخونه، ولا يخذله، ولا يغتابه، ولا يكذبه، ولا يقول له اُفّ، فإذا قال له: اُف، فليس بينهما ولاية، وإذا قال له: أنت (علي عدو)(52) فقد كفّر أحدهما صاحبه، وإذا اتّهمه انماث الايمان فى قلبه كما ينماث الملح في الماء.
ومن أطعم مأمناً كان أفضل من عتق رقبة، ومن سقى مؤمناً من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كسا مؤمناً من عري كساه الله من سندس و حريرالجنّة، ومن أقرض مؤمناً قرضاً يريد به وجه الله عزّ وجلّ حسب له ذلك حساب الصدقة حين يؤديه إليه، ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة، ومن قضى لمؤمن حاجة كان أفضل من صيامه واعتكافه في المسجد الحرام، واّنّما المؤمن بمنزلة الساق من الجسد (فإذا سقطت تداعى لها سائرالجسد)(53).
وإنّ أبا جعفر الباقر عليه السلام استقبل القبلة(54) وقال: الحمد لله الذي كرمك وشرفك وعظمك وجعلك مثابةً للناس وامناً، والله لحرمة المؤمن أعظم حرمة منك.
ولقد دخل عليه رجل من أهل الجبل فسلم عليه، فقال له عند الوداع: أوصني، فقال: أوصيك بتقوى الله، وبرّ أخيك المؤمن، فأحببت له [ ما ] تحب لنفسك، وإن سألك فاعطه وإن كفّ عنك وأعرض(55) لا تملّه فإنّه لا يملّك، وكن له عضدا، فإن وجد عليك فلا تفارقه حتى تزيل(56) سخيمته، فإن غاب فاحفظه في غيبته، وإن شهد فاكنفه، واعضده، وزره، وأكرمه، والطف به، فإنّه منك وأنت منه، ونظرك لاَخيك المؤمن، وإدخال السرور عليه، أفضل من الصيام وأعظم أجراً(57).
46ـ وقال عليه السلام: للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة، ما من حق منها إلاّ وهو واجب، وإن خالفه خرج من ولاية الله تعالى وترك طاعته، ولم يكن له في الله نصيب، قيل فما هي؟
قال: أيسر حقّ منها: أن تحب له ما تحب لنفسك.
والحق الثاني: أن تمشي في حاجته، وتتبع رضاه، ولا تخالف قوله.
والحق الثالث: أن تصله بنفسك ومالك ويدك ورجلك وقلبك ولسانك.
والحق الرابع: أن تكون عينه ودليله ومرآته وقميصه.
والحق الخامس: أن [ لا](58) تشبع ويجوع، وتلبس ويعرى، وتروى ويظمأ.
والحق السادس: أن يكون لك امرأة وخادم وليس لاَخيك امرأة ولا خادم فتبعث خادمك فيغسل ثيابه، وتصنع له طعاماً، وتمهد فراشه، فإن ذلك صلة للّه تعالى، لما جعل بينك وبينه.
والحق السابع: أن تبر قسمه، وتجيب دعوته، وتشهد جنازته، وتعود مرضه، وتشخص بذلك في قضاء حوائجه، فإذا حفظت ذلك منه فقد وصلت ولايتك بولايته، وولايته بولاية الله عزّ وجلّ(59).
ولقد حدّثني أبي، عن جدّي، أنّ رجلاً أتى الحسين عليه السلام لتعينه على ما حاجتك(60) فقال له: قد فعلت بأبي أنت واُمي، فذكر أنّه معتكف، فقال: أما أنّه لو أعانك على حاجتك كان خيراً له من إعتكافه شهراً.
47ـ وقيل لاَبي عبدالله عليه السلام: لم سمّي المؤمن مؤمناً؟ قال: لاَنّه اشتقّ للمؤمن [ اسماً ] من أسمائه تعالى، فسمّاه مؤمناً، وإنّما سمّي المؤمن لاَنّه يؤمن [ من ] عذاب الله تعالى، ويؤمن على الله يوم القيامة فيجيزله ذلك، وأنّه (لو أكل أو)(61) شرب، أو قام أوقعد، أو نام، أونكح، أو مرّ بموضع قذر حوله الله له من سبع أرضين طهراً لا يصل إليه من قذرها شيء.
وإنّ المؤمن ليكون يوم القيامة بالموقف مع رسول الله صلّى الله عليه وآله فيمربالمسخوط عليه المغضوب غير الناصب ولا المؤمن، وقد ارتكب الكبائر فيرى منزلة شريفة عظيمة عند الله عزّ وجلّ وقد عرف المؤمن في الدنيا وقضى له الحوائج، فيقوم(62)‌
المؤمن إتّكالاً على الله عزّ وجلّ فيعرّفه بفضل الله فيقول: اللّهم هب لي عبدك ابن فلان، قال: فيجيبه الله تعالى إلى ذلك كلّه.
قال: وقد حكى الله عزّ وجلّ عنهم يوم القيامة قولهم: «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعيِنَ»(63) من النبيين «وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ»(64) من الجيران والمعارف، فإذا آيسوا من الشفاعة قالوا: ـ يعني من ليس بمؤمن ـ «فَلَو أنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ»(65)
48ـ حدّثنا أبو جعفر محمد بن الحسن [ بن ] الصباح، قال: حدثنا محمد بن المرادي، قال: سمعت علي بن يقطين يقول: استأذنت مولاي أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام في خدمة القوم فيما لا يثلم ديني، فقال: لا ولا نقطة قلم، إلاّ بإعزاز مؤمن، وفكّه من أسره.
ثم قال عليه السلام : إنّ خواتيم أعمالكم قضاء حوائج إخوانك، والاِحسان إليهم ما قدرتم، وإلاّ لم يقبل منكم عمل، حنّوا على إخوانكم وارحموهم تلحقوا بنا(66).
49ـ وقال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: من لم يستطع أن يصلنا فليصل فقراء شيعتنا(67).
50ـ وقال النبي صلّى الله عليه وآله: أقرب ما يكون العبد إلى الله عزّ وجلّ إذا أدخل على قلب أخيه المؤمن مسرّة(68).
تمّت الاَحاديث، والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على أشرف الذوات البشرية، محمد وآله الطيبين خيرالذرية وسلّم.

____________

(1) روى نحوه الاَهوازي في المؤمن ص 53 ح 134، والديلمي في اعلام الدين ص 137، والبحار ج 74 ص 314.
(2) في البحار: «العاصمي»، وفي مكارم الاَخلاق: «عن محمدبن جعفر بن العاصم، عن أبيه، عن جدّه» وأظنّه الصواب، لما يأتي في نهاية الحديث، كما عدّ الشيخ في رجاله عاصم بن الحسن وعاصم بن الحسين من أصحاب الكاظم عليه السلام ، فتأمّل، اُنظر «رجال الشيخ ص 355 رقم 29، وص 356 رقم 42».
(3) السكباج: بكسرالسين، طعام معروف يصنع من خل وزعفران ولحم «مجمع البحرين ـ سكبج ـ ج 2 ص 310».
(4) في نسخة «ش» و «د»: «بحث مبرز» تصحيف، صوابه من البحار، وجبن مبزر: جعلت عليه الاَبزار أوالاَبازير، وهي التوابل، اُنظر «صحاح الجوهري ج 2 ص 589 ولسان العرب ج 4 ص 56 ـ بزر ـ».
(5) في نسخة «ش» و «د»: «بلون»، وفي البحار: «بلوز»، ولعل الصحيح ما أثبتّه من مكارم الاَخلاق، والتور: بالفتح فالسكون: إناء صغير من صفر أو خزف «مجمع البحرين ـ تور ـ ج 2 ص 234».
(6) قال الجوهري في الصحاح ـ عجج ـ ج 1 ص 327: العجة بالضم: الطعام الذي يتخذ من البيض.
(7) في نسخة «ش» و «د»: «في الخلال»، وما في المتن من البحار.
(8) في البحار: «والتواسي»، وهو أنسب للسياق.
(9) في نسخة «ش» و «د»: «أركن» تصحيف، صوابه من البحار.
(10) رواه الطبرسي في مكارم الاَخلاق ص 144، باختلاف يسير، والبحار ج 74 ص 231.
(11) يقال أدلج بالتخفيف: إذا سار من أول الليل، وبالتشديد إذا سار من آخره، ومنهم من يجعل الاِدلاج لليل كلّه «مجمع البحرين ـ دلج ـ ج 2 ص 301».
(12) نهج البلاغة ص 513 ح 257، والبحار ج 74 ص 314 ذيل ح 70.
(13) رواه الصدوق في أماليه ص 196، وابن الفتال الفارسي في روضته ص 292.
(14) رواه الكليني في الكافي ج 2 ص 204 ح 21، بسنده عن إسحاق بن عمار والمفضل بن عمر، عن أبي عبدالله عليه السلام.
(15) روى نحوه الصدوق في ثواب الاَعمال ص 73 ح 13.
(16) في نسخة «ش» و «د»: لم، وما في المتن من البحار.
(17) أخرجه المجلسي في البحار ج 74 ص 315 ح 72.
(18) أخرجه المجلسي في البحار ج 74 ص 232.
(19) الرعد 13: 39.
(20) الزبر بالفتح: الزجر والمنع، يقال زبره يزبره بالضم: إذا انتهره «الصحاح ـ زبر ـ ج 2 ص 667».
(21) في البحار: العافية.
(22) في البحار: «صلاتكم وصومكم وتقربكم».
(23) في البحار: غيركم.
(24) نقله المجلسي في البحار ج 74 ص 277 ح 10، والآية في سورة يوسف: 106.
(25) كذا في نسخة «ش» و «د» والبحار، والظاهر أنّه تصحيف صوابه «التقوا»، بدلالة سياق الحديث.
(26) روى نحوه الكليني في الكافي ج 2 ص 144 ح 3، والبحار ج 74 ص 280 ح 5.
(27) في نسخة «ش» و «د»: فرد عني، وما في المتن من البحار.
(28) قال الطريحي في مجمع البحرين ـ قطب ـ ج 2 ص 145: في الحديث: «فقطب أبو عبدالله وجهه» أي قبض ما بين عينيه كما يفعل العبوس.
(29) أي مائل.
(30) ق 50: 18.
(31) رواه الكشّي في رجاله ص 709 ح 769، والصدوق في ثواب الاَعمال ص 176 ح 1 باختلاف في ألفاظه، والكليني في الكافي ج 2 ص 145 ح 14 نحوه، والبحار ج 5 ص 323 ح 11.
(32) في البحار: «إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب»، ولعل الصواب: «إسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب»، وهوالكوفي الاَزدي العطار، من أصحاب الصادق عليه السلام، اُنظر «رجال الشيخ ص 150 رقم 151».
(33) في البحار: أنا من مواليكم.
(34) في نسخة «ش» و «د»: «مقلملاً»، تصحيف، صوابه من البحار.
(35) يقال: وجب القلب يجب وجيباً، إذا خفق «النهاية ـ وجب ـ ج 5 ص 154».
(36) في البحار: النجح.
(37) في البحار: يتجشم، ولعلّه أنسب للسياق.
(38) نقله المجلسي في البحار ج 47 ص 61 ح 118.
(39) الكافي ج 2 ص 136 ح 4. والمؤمن ص 43 ح 97، واعلام الدين ص 137، ورواه القمي في الغايات ص 72 عن ابن مسلم، عن أحدهما عليهماالسلام.
(40) في نسخة «ش» و «د»: «انبحث»، تصحيف، صوابه من البحار.
(41) في البحار: الشيعة.
(42) روى نحوه الاَهوازي في المؤمن ص 46 ح 108، والديلمي في اعلام الدين ص 38، والبحار ج 74 ص 315 ح 72.
(43) نقله المجلسي في البحار ج 74 ص 315.
(44) المؤمن ص 73 ح 201 عن أخي الطربال نحوه، والبحار ج 74 ص 232.
(45) كذا في نسخة «ش» و «د» ولعل الصواب: إسماعيل بن عمّار الصيرفي، كما في الكافي، اُنظر «رجال الشيخ ص 148 رقم 125».
(46) الشجاع بالكسر والضم: الحية العظيمة التي تواثب الفارس والرجل وتقوم على ذنبها، وربما قلعت رأس الفارس، تكون في الصحاري «مجمع البحرين ـ شجع ـ ج 4 ص 351».
(47) رواه الكليني في الكافي ج 2 ص 155 ح 2.
(48) في البحار: بالرجل.
(49) في نسخة «ش» و «د»: عليّ، وما في المتن من البحار.
(50) نقله المجلسي في البحار ج 74 ص 315.
(51) رواه الديلمي في اعلام الدين ص 97، وابن فهد في عدّة الداعي ص 174، والبحار ج 74 ص 232.
(52) في البحار: عدوي.
(53) مابين القوسين ليس في البحار.
(54) في البحار: الكعبة.
(55) في البحار: «وإن كفّ عنك فاعرض عليه»، وهو أنسب للسياق.
(56) في البحار: تسلّ، وهو أنسب للسياق.
(57) نقله المجلسي في البحار ج 74 ص 232، وروى صدره الكليني في الكافي ج 2 ص 137 ح 7: عن الصادق عليه السلام باختلاف يسير، وفيه إلى: كما ينمات الملح في الماء.
(58) ما بين العقوفين من الكافي.
(59) روي باختلاف يسير، عن المعلّى بن خنيس، عن الصادق عليه السلام في الكافي ج 2 ص 135 ح 2، والمؤمن ص 40 ح 93، والخصال ص 350 ح 26، ومصادقة الاِخوان ص 18 ح 4، وأمالي الطوسي ج 1 ص 95، وأربعين ابن زهرة ص 64 ح 20، واعلام الدين ص 79، ومشكاة الاَنوار ص 76.
(60) كذا في نسخة «ش» و «د»، وفيه سهو وخلط، والظاهر أنّ الصواب ما رواه الكليني في الكافي ج 2 ص 159، بسنده عن صفوان الجمال، عن أبي عبدالله عليه السلام أنّه قال: «إنّ رجلاً أتى الحسن بن علي عليهما السلام فقال: بأبي أنت واُمي أعنّي على قضاء حاجة، فانتعل وقام معه فمرّ على الحسين صلوات الله عليه وهو قائم يصلّي، فقال له: أين كنت عن أبي عبدالله تستعينه على حاجتك؟ قال: قد فعلت ـ بأبى أنت وامي ـ فذكر أنّه معتكف، فقال له: أما أنّه لو أعانك كان خيراً له من اعتكافه شهراً». وأخرجه المجلسي في البحار ج 74 ص 235 ح 113 عن الكافي وعلّق عليه ببيان مفصّل، فراجع.
(61) في نسخة «ش» و «د»: «لكفى»، تصحيف، صوابه من البحار.
(62) في نسخة «ش» و «د»: «فيقول» تصحيف، صوابه من البحار.
(63) الشعراء 26: 100.
(64) الشعراء 26: 101.
(65) نقله المجلسي في البحار ج 67 ص 63 ح 7، ولآية من سورة الشعراء: 102.
(66) نقله المجلسي في البحار ج 75 ص 379.
(67) الكافي ج 4 ص 59 ح 7، والتهذيب ج 4 ص 111 ح 58، ومكارم الاَخلاق ص 135، والبحار ج 74 ص 316.
(68) نقله المجلسي في البحار ج 74 ص 316.
                                  
                                                                                       


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page