• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل السادس


31- طريق الحقّ
ذكر الاُستاذ آية الله سيد حسن الأبطحي في كتاب " سير إلى الله " بأن أحد الأشخاص ذكر له : إني كنت ليلة الحادي عشر من ذي القعدة عام 1404 وهي ليلة ولادة الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام في مدينة مشهد المقدسة .. وكنت في تلك الأيام في غفلة عن الله ، وعن الدين، وعن جميع الجوانب الروحية .. وكان بعض الاصدقاء يذكّرني بين الحين والآخر بيوم القيامة ، وبالمثل والكمالات الروحية ، والآفاق الانسانية .. الا انني كنت كسائر الناس همّي الدنيا، والعيش والطعام ، والحياة الحيوانية .
مررت تلك الليلة على ضريح الإمام الرضا عليه السلام، حيث اقيم حفل بهيج بتلك المناسبة .. ومع ان الساعة كانت حوالي العاشرة ليلاً الاّ اني رأيت الناس مزدحمين في الصحن الشريف ، ويتناقلون بينهم اخباراً بلهفة وشغف وهي: ان 21 شخصاً من ذوي الأمراض المستعصية ممن دخلوا الصحن الشريف وما جاوره قد شفوا من امراضهم .. وكل شخص من الحاضرين يدعى انه رأى بعضهم ، وشهد شفاءهم .. وفي تلك اللحظة رأيت شخصاً يمر إلى جانبنا والناس يشيرون اليه ويقولون هذا واحد منهم .
تقدمت اليه لأطلع على حقيقة امره ، وبدا لي اني اعرفه ، ولهذا بادرته اولاً بالقول : أين رأيتك من قبل؟ .. قال: البارحة في المطعم الفلاني ، كنا نتعشى سوية ، وقد اسفت لحالي وكنت تنظرإليَّ بالم ، وبقيت جالساً امامك حوالي نصف ساعة.. ولما سمعت هذا الكلام تذكرت انني ذهبت البارحة لتناول العشاء في المطعم .. كان في مقابلي شخص مشلول الرجلين، يجلس على عربته ويتعشى ، ويبدو انه يواجه صعوبة شديدة ، فتألمت لحاله حتّى انني اردت دفع ثمن طعامه .
كنت البارحة قد رايت رجليه ولم يكونا سوى قطعتين من العظم يكسوهما جلد .. فقلت له : دعني انظر رجليك لأرى كيف استعدت سلامتك .. رفع بنطاله فوراً فرأيت رجلين طبيعيتين يكسوهما اللحم والعضلات ولااثر للشلل فيهما !.. فصحت في الحال :
الهي!.. عميت عين لا تراك .. اللهم !.. اغفر لي غفلتي واسرافي على نفسي طول عمري .
واعترف انني كنت اتجاهل وجودك ، لكي ابرر لنفسي معصيتك، حتّى انني كنت لا اقر بكل ما يذكر من لطفك وفضلك ورحمتك .
الهي !.. ظلمت نفسي ، ومع لطفك بي كنت اعصيك.
اللهم !.. اسألك رأفتك ورحمتك .. فان لم تغفر لي فبمن الوذ ؟!..
وعندها احتشد الناس حولي يسألونني عمّا جرى ، الاّ انني ما كانت لي قدرة على اجابة احد منهم .. وبقيت اسكب الدموع هناك حتىالصباح ، وتاسفت على ما اسلفته من عمري بالبطالة والغفلة .. وعزمت على التوبة لاارتقي مدارج الكمالات الروحية باسرع ما يمكن ، ولا ادع زخارف الدنيا تلفّني ثانية وتطويني في متاهات الغفلة .
ينسب إلى الامام علي عليه السلام انه قال :
يا طالب الصفو في الدنيا بلا كدر طلبت معدومة فاياس من الظفر
واعلم بانك ما عمّرت ممتحن بالخير والشر والميسور والعسر
انى تنال بها نفع بلا ضرر وانها خلقت للنفع والضرر .
ديوان الإمام علي (ع): ص68

32- توبة سائق
وجاءت في الكتاب نفسه قصّة شخص آخر لم يذكر اسمه قال : حينما كنا نذهب من قم الى طهران بواسطة الحافلة ، ولم يكن الطريق بين هاتين المدينتين قد بلُط حينها ، توقف سائق الحافلة عند سفوح جبال مدينة حسن آباد الواقعة على هذ الطريق ، واستاذن من الركاب بأن يصلي ركعتين في هذا البر على وجه السرعة، ومع أن الركاب لم يأذنوا له في بداية الامر، الاّ ان موقفه الحازم جعلهم يستجيبون ويأذنون له باداء الصلاة والعودة فوراً .
وحينما صلى وعاد وجلس خلف مقود الحافلة ، ابديت انا واكثر الركاب رغبة في معرفة السبب الذي دفعه للصلاة في هذا المكان ، وما هذه الصلاة التي تؤدى قبل الظهر ، وبهذا اللون من الاصرار على أدائها في هذا الموضع من الطريق بالذات ؟ ..
قال : في هذا المكان ايقظني الله تعالى من نومة الغافلين ، وانا كلما امر من هنا اؤدي ركعتي صلاة الشكر لله تعالى .
قلت : وكيف ايقظك الله في هذا المكان من نومة الغافلين ؟..
لم يشأ في بداية الأمر ان يشرح لي القصة ، ولكنه حينما لاحظ اصراري وسائر الركاب على معرفة اساس الموضوع ، وخاصة حينما قلت له : لعل قضيّتك تكون سبباً في ايقاظ الاخرين من نومة الغافلين ، قال :
كنت قبل عدّة سنوات رجلاً متحللاً ، وغافلاً عن ذكر الله ، وكثير الأذى للناس ، ولاشيء يثير في نفسي ذكر الله ، الى ان مررت ذات يوم من هنا بسيارتي الخاصة وكنت وحدي ، ونزلت لاراقة المائية في هذا المكان بعد ان اوقفت سيارتي الى جانب الطريق ، وكانت هناك مزرعة قد جمع محصولها من الحنطة .
لفت نظري هناك زنبور كبير نزل على حبّة قمح وحملها بين اسنانه وتوّجه الى صُخور تقع عند سفح الجبل تقريباً .. فاندفعت لا ارادياً الى التفكير بصلة الزنبور – وهو من آكلات اللحوم – بحبّة القمح ، وحدست انه انما يريدها لأمر آخر .. ولهذا قررت متابعته ، وسرت وراءه بسرعة ، ولاحظت انه ذهب الى مكان فيه عصفور ميت ، وعصفورين آخرين صغيرين ( خرجا منالبيضة تواً ) ، وما ان سمعاً ازيز الزنبور حتّى فتحاً مناقيريهما ووضع الزنبور حبّة القمح في فم احداهما ، وذهب ، ولم يمض طويلاً حتى عاد ثانية، وكرر نفس العمل .. جلستُ هناك بعض الوقت وانا الاحظ الزنبور ذهب وعاد عدّة مرات وهو يحمل القمح، او اشياء اخرى يطعم بها هذين العصفورين الصغيرين .
كانت كل هذه عبارة عن صيحات في مسامعي تؤكد وجود الباري عزّ شأنه ؛ فأيقظتني من سبات الغفلة ، فبكيت وذرفت دموعاً غزيرة ، واخذت ألطم على رأسي وأصيح: لماذا انا غاط في هذا السبات والغفلة عن الله ، الذي أرسل هذا الزنبور لاحياء هذين العصفورين الصغيرين ؟.. عميت عين لا تراك وتباً لقلب يخلو من محبّتك .
جلست يومها إلى جانب العصفورين ، وبقيت اراقب حركة ذلك الزنبور ، حيث شعرت هناك تماماً بوجود الله ، وبقيت ابكي واسجد منيباً الى الله تائباً اليه ، حتى انار قلبي ، وادركت اني افقت من سبات الغفلة ، ويجب عليَّ العمل في سبيل التقرب الى خالقي ، لا بد لي من اجتياز حجب الظلام والتحليق في آفاق الكمال الروحي .
ولهذا صليت في ذلك اليوم ركعتي صلاة الشكر لله تعالى على هذه النعمة ،وألزمت نفسي بصلاة ركعتي الشكر كلما مررت على هذا المكان .

قال الشاعر :
مسامح أمورك رفقاً واجعل معاشك قصداً
من حـــزم رأيك الاّ تكون للمـال عـبداً
ما تأتيه من جميل يكسبك أجراً وحمداً
تموت فرداً وتأتي يوم القيامة فرداً

ديوان أبي العتاهية: ص141

33- الشاب النادم
جاء في الكتاب المذكور ، ان شخصاً اتصل بي هاتفياً في أحد ايام الصيف الحارة ، وطلب مني الذهاب إلى داره، ولو لمدة نصف ساعة لقضية ضرورية .. ولم تكن لدي فرصة لتلبية طلب كهذا فقلت له : انني لا اعرفك ، ناهيك عن عدم استطاعتي تلبية مثل هذه الدعوات ، لأن اشغالي كثيرة ووقتي قليل .. لكنه اصرَّ على طلبه ، ولما عرّف اليَّ نفسه شعرت بانَّ اسمه قد تناهى إلى سمعي سابقاً ؛ فقلت له : اشرح لي قضيتك بشكل اجمالي لعلي استطيع زيارتك يوماً .
قال : اريد ان احدثك بقضيتي في منزلي ، اضافة الى انها لا تتحمل التأجيل ولو دقيقة واحدة ، وحينما تطلع على القضية ستدرك مغزاها .. وعلى كل حال استجبت لطلبه وذهبت الى داره ، ووجدت أمامه كتاب " الروح المجرّدة " على منضدة المطالعة ، والدموع تنهمل من عينيه وهو يقول :
اللهم !.. اغفر لي ، واصفح عني ، كم انا متخّلف عن القافلة .. وما ان وقع بصره عليَّ، حتّى قام وفتح ذارعيه واحتضنني وقال : جزاك الله خيراً ؛ فهذا الكتاب قد ايقظني من سبات الغفلة .. اريد ان اخبرك أولاً بما كنت عليه من سبات عميق ، تعال معي لترى ماذا كنت افعل، وإلى اي حد كنت غارقاً في المساوئ .
سار أمامي وتبعته ، واراد اولاً ان يريني حافظة الصور التي لديه ، وما ان شاهدت الصورتين الأوليتين منها - وكانت صوراً قبيحة لنساء عاريات ، مشاهد تثير الشهوة ، ومجالس رقص وما شاكلها - حتى امتنعت عن مشاهدة الصور الاُخرى مخافة الشبهة .. واشار الى ان البقية اسوأ من هذه .. ثم قاللي : اشهد بانني سامزقها جميعاً واحرقها ؛ وشاهدته مزقها واحرقها فعلاً.
ثم فتح باب ثلاجة كبيرة واذا هي مليئة بانواع الخمور والمشروبات الروحية الأجنبية، على الرغم من مرور عدّة سنوات على انتصار الثورة الاسلامية في ايران ، ومنع الخمور في هذا البلد، وعدم توفر اي نوع منها ، اخرجها من الثلاجة باجمعها وأراقها في بالوعة داره ، وكسر كل الات الموسيقى التي كانت لديه ، وجمع صور الممثلات العالميات ومزقها ورماها في سلة الاوساخ ، ثم جلس كالمرأة ثكلى واجهش بالبكاء وقال : لماذا كنت غافلاً عن كل شيء حتى الآن ؟.. عندما انظر الى حياتي السالفةأرى نفسي كالحيوان الأصم ، الذي همه العلف والنوم والجماع ، مع فارق انه لايؤاخذ على فعله يوم القيامة ، ولكني احاسب بسبب ما منحنيه الله من عقل .. تفضل الان واخبرني ماذا عليَّ ان افعل حتى اعوّض عما لحق بي من ضرر في ما سبق .
قلت : ان المصيبة الاساسية التي يعاني منها الانسان هي نومة الغافلين التي أفقت منها والحمد لله ، وانت ما شاء الله لازلت في مطلع شبابك ، ويمكنك بكل سهولة طلب المغفرة والصفح من الله تعالى .. والعمل الذي قمت به الان أمامي يعني توبتك .. ولما سمع هذه الجملة مني مع ما تحمله من مؤشرات امل ، بكى وقال : انني كثير الخطايا والمعاصي ، وفي غاية التعاسة والشقاء .. فقلت له: مهما كان ذنبك عظيماً فان عفو الله اعظم واكبر ، وليكن عندك أمل بالله ،ولا تدع الشيطان يلقي هواجس الياس في نفسك، ويسلبك حالة اليقظة هذه .. ومهما كانت ذنوبك كثيرة ، عليك ان تناجي ربك بأكثر ما يمكن في الليالي ، ولاتتترك الغفلة والقسوة تستحوذ عليك ثانية .
وعلى كل حال فقد تمسك والحمد لله بكل توجيهاتي ، وانقذ نفسه من حضيض تلك الحياة الحيوانية ، ويتأمل ان يغدو باذن الله من اولياء الله .
قال الشاعر :
بكت عيني على ذنبي وما لاقــيت من كربي
فيا ذلي ويا خجلتي اذا ما قال لي ربي
أما استحيت تعصيني ولاتخشى مــن العتب
وتخفي الذنب من خلقي وتأبي في الهوى قربي
فتب مما جنيت عسى تعود الى رضى الرب

ديوان أبي العتاهية: ص39

34- اللص ّ النادم
دخل لص ليلاً الى دار جنيد البغدادي الذي كان من جملة الزهاد في عصره .. فلم يجد فيها شيئاً الاّ ثوباً فاخذه وذهب به.. وفي اليوم التالي مر الشيخ في السوق فرأى ثوبه بيد ذلك اللص وهو يعرضه للبيع .
فجاءه رجل وقال له : اريد شراء هذا الثوب ، ولكن هل من أحد يشهد بان هذا الثوب لك ؟.. تقدم اليه جُنيد وقال: انا اشهد انه ثوبه .. فاشتراه الرجل وذهب .. وحينما علم اللص بحقيقة الحال، ندم كثيراً على فعلته وتاب الى ربّه .. وارشده الشيخ إلى طريق الهداية حتى صار في سلك الصالحين .
قال الشاعر :
فما لك ليس يعمل فيك وعظ ولازجر كأنك جماد
ستندم ان رحلت بغير زادٍ وتشقى اذ يناديك المنادى
فلا تأمن لذي الدنيا صلاحاً فان صلاحها عين الفساد
ولافرح بمال تقتنيه فانك في معكوس المراد
وتب مما جنيت وانت حي وكن متنبهاً قبل الرقاد

ديوان أبي العتاهية: ص138

35- اله العاصين
جاء في كتاب زبدة القصص : ان موسى عليه السلام نادى ربّه ذات يوم في مناجاته من فوق جبل الطور :
يا اله العالمين !.. فجاءه الجواب : لبيك!..
ثم قال : يا اله المطيعين !.. فجاءه الجواب : لبيك!..
ثم قال : يا اله العاصين !.. فجاءه الجواب : لبيك!.. لبيك !.. لبيك!..
فقال موسى على نبينا وعليه السلام : الهي !.. ما الحكمة انني عندما دعوتك باحسن اسمائك اجبتني مرة واحدة ، ولما قلت: يا اله العاصين !.. اجبتني ثلاث مرّات .. فجاءه الجواب :
يا موسى !.. ان العارفين يعولون على معرفتهم، والمحسنين على احسانهم ، والمطيعين على طاعتهم ، ولكن العاصين ليس لهم سواي ، فان يئسوا مني فبمن يلوذون ؟..
ينسب الى الامام علي عليه السلام انه قال :
الهي انت ذو فضل ومنّ وإني ذو خطايا فأعفُ عني
وظني فيك يا رب جميل فحقق يا الهي حسن ظني

ديوان الإمام علي (ع): ص130

36- رئيس قطاع الطريق
ورد في الكتاب المذكور: ان عدداً من قطاع الطريق كانوا يجوبون الصحراء بحثاً عن مسافر يسلبونه متاعه .. وفجأة شاهدوا رجلاً قادما، فاسرعوا نحوه على خيلهم .. ولما وصلوا اليه قالوا : اعطنا كل ما عندك من مال .
قال : الحقيقة اني لا املك اكثر من ثمانين ديناراً ، وعليَّ دين قدره اربعون ديناراً ، والاربعون الاخرى اريد انفاقها على شؤون حياتي والعودة الى وطني .. فقال لهم رئيس قطاع الطريق : خلّوا سبيله ، يبدو من ظاهره انه رجل معوز ولا مال لديه .. فتركوه وذهبوا الى موضع آخر بانتظار قافلة ترد ليسلبوها ، وبعد انتظار دام عدّة ساعات لم يجدوا أحداً .
اما الرجل الذي كان عنده ثمانون ديناراً ، فقد وصل الى المقصد الذي يبتغيه ، ووجد الدائن واعطاه دينه البالغ اربعين ديناراً وعاد الى وطنه .
فقبض عليه قطاع الطريق مرّة اخرى وقالوا له : اعطنا كل ما لديك من مال .. فقال لهم : لقد ذكرتم لكم الحقيقة ؛ فلم يكن لدّي اكثر من ثمانين ديناراً دفعت منها اربعون ديناراً لشخص كان يطلبني ، ولم يبق عندي الآن سوى اربعين ديناراً اريد انفاقها في بعض شؤون حياتي .. امر رئيس قطاع الطريق اتباعه بتفتيش كل متاعه ، وبعد ان فتشوه لم يجدوا اكثر من اربعين ديناراً . فقال له رئيسهم : قل لي ما الذي جعلك تصدقني مع انك كنت عرضة للقتل؟.. قال : كنت في صغر سنّي قد وعدت والدتي ان لا اكذب .. ضحك قطاع الطريق عند سماعهم لهذا الكلام .
ولكن انقدحت على الفور ومضة من نور في قلب رئيسهم ، وندت عنه حسرة باردة وقال : يا للعجب !.. انت وعدت امك ان لاتكذب، وبقيت متمسكاً بوعدك الى هذا الحد ؟.. ونحن لا نتمسك بالوعد الذي قطعناه لربنا بان لانعصيه ؟! ..
كان هذا الصدق الذي أبداه هذا المسافر المؤمن سبباً في تغيير سلوكية رئيس قطاع الطريق ، ودفعه الى التوبة والكف عن طريق الناس ، وانتهاج طريق السير الى الله .

قال الشاعر :
طلبتك يا دنيا فأعذرت في الطلب فما نلتُ الاّ الهم والغم والنصب
فلما بدا لي انني لست واصلاً الى لذة الاّ بأضعافها تــعب
واسرعت في ديني ولم اقض بغيتي هربت بديني منك أن نفع الهرب
تخليت مما فيك جهدي وطاقتي كما يتخلى القوم من عرة الجرب

ديوان أبي العتاهية: ص49

37- العاهرة
ذكر المرحوم الشهيد آية الله دستغيب رضوان الله عليه ، انه كانت في بني اسرائيل امرأة عاهرة على قدر كبير من الحسن ، بحيث ان كل من يراها يفتتن بها ، وكانت باب دارها مشرع على الدوام ، وهي تجلس على سرير أمام بابا دارها لاجتذاب طلاب الشهوة .. وعلى كل من يريد الدخول عليها ومجامعتها ان يدفع عشرة دنانير مسبقاً .
ومَرَّ ذات يوم عابد زاهد على باب دارها ، ووقع بصره على جمالها الأخاذ ، فهواها قلبه ودخل دارها من غير شعور منه ، ولم يكن لديه مال ، بل كان لديه قماش فباعه ودفع لها عشرة دنانير ،وجلس الى جانبها على السرير ، وما ان مد يده نحوها حتى قال مع نفسه :
يا مسكين !.. ان الله تعالى يراك على هذا الحال، وانت غارق في المعصية ، ولو جاءك عزرائيل الآن وقبض روحك ، فماذا سيكون موقفك أمام ربك؟.. والتفت حينها انه اذا ارتكب هذا العمل فستحبط عبادته .. وانعكست على وجهه معالم الاستياء والقلق ، وراح يغط في تفكير عميق.. فقالت له الزانية : ماذا دهاك ؟.. ولماذا انتقع لونك ؟! ..
قال لها العابد : انني اخشى ربي ، فأذني لي بالخروج من دارك ؟.. قالت له : ويحك !.. ان الناس يتمنون مجرد الجلوس إلى جانبي على هذا السرير وتحدوهم رغبة لبلوغ ما اتيح لك بلوغه ، ثم تريد الان ان تتركه في منتصف الطريق ؟.. قال: اني اخاف الله ربي .. والمال الذي اعطيته لك حل.. فاذني لي ، فاذنت له .
خرج من عندها وهو في غاية الاضطراب من خوف الله ، واخذ ينادي: الويل لي !.. يا ليت امي لم تلدني !.. وحالة الخوف هذه التي ظهرت على العابد جعلت الرعب يتسلل الى قلب تلك الزانية، فقالت مع نفسها : لقد اراد هذا العابد اقتراف اول معصية له ، ومع هذا صار الى مثل هذه الحالة من الذعر والخوف ، فكيف بي وانا غارقة منذ سنوات طويلة في الرذائل والمعاصي .. فالرب الذي يخشاه العابد هو ربي ايضاً وعليَّ ان اخشاه اكثر منه .
تابت منذ تلك اللحظة توبة خالصة ، واغلقت باب دارها، وارتدت ثياباً رثة وانهمكت بالعبادة ..وبعد مدّة فكرت مع نفسها وقالت : لو اني ذهبت الى ذلك العابد واطلعته حقيقة امري لعله يتزوجني ، ويعلمني ما خفي عني من امور ديني، ويكون لي خير معين على العبادة ،وتطهير نفسي ، لأعوض عما سلف من خطاياي ، فاخذت اموالها وخدمها ومتاعها وسارت الى القرية التي كان يقيم فيها العابد وسألت عن داره .. ولما اخبروه ان المراة تبحث عن داره خرج ليرى من هي ، وما ان وقع بصره عليها حتى عرفها ، وتذكر ذنبه وصاح صيحة سقط على اثرها ميتاً .. ( قيل ان المراة ايضاً تمنت على ربها ان يميتها ، فماتت الى جانب ذلك العابد ) .
قال الشاعر :
عجبت لنفسي حين تدعو الى الصبا فتحملني منه على المركب الوعر
يكون الفتى في نفسه متحرزاً فياتيه امر الله من حيث لايدري
وماهي الاّ رقدة غير انها تطول على من كان فيها الى الحشر

ديوان أبي العتاهية: ص174

38- حسن العيار
يا لها من ايام تلك التي قضيانها في جبهات الحرب !.. كنا مستغرقين فيها بذكر الله ؛ نقرأ القرآن ونصّلي صلاة الليل ، ولنا حالات عجيبة من التبتل والانقطاع إلى الله .. كنا نجمتع سوية ونقرأ زيارة عاشوراء ودعاء كميل ودعاء الندبة ودعاء التوسل وما شابه ذلك .
كان لي خلالها صديق صالح قضى ايامه بذكر الله والإنقطاع اليه ، وكان اسمه حسن العيار .. جاء الى موضعي وقال : عندي وصية واطلب منك ان تلقي عليها نظرة ، واذا سمحت ان تأتي معي الآن الى موضعي .. قلت : نعم على الرحب والسعة .. ولما دخلت الى موضعه قال: ايها الحاج !.. هذه وصيتي ، ولكن فيها سرّ بيني وبين الله ، واريد ان تعاهدني على عدم افشائه ما دمت حياً ، فعاهدته على ذلك .. ثم انه قال :
لقد كنت قبل الثورة انساناً سيئاً وشقياً ومن العيارين والفتوات في الأحياء ، وما كنت اتورع عن ايذاء الناس وضربهم ، حتى وصلت بي شقوتي احياناً الى مداهمة حمامات النساء ، وارتكاب المعاصي فيها وما شابه ذلك من القبائح .. الى ان انتصرت الثورة وازيلت معالم الرذيلة والفحشاء والخمور وما تلى ذلك من وقوع الحرب ، وفي تلك الاثناء مررت ذات يوم على مسجد ، ورأيت فتياناً صغاراً ينتظمون في صف واحد ، فسألت عن سبب اصطفافهم هنا، وهل هناك ارزاق توزع هنا من قبيل لحم الدجاج ، او الزيت ، او البيض او ما شابه ذلك ؟.. قيل : لا، وانما هذا صف لقاء الله .. تركت هذه الكلمة تأثيراً عميقاً في نفسي حتى انني فقدت صوابي ، وقلت في نفسي : ويلك يا حسن !.. الناس كلهم يذهبون الى لقاء الله ، وانت يا حسن قد فاتك القطار ، والكل يرتقون صروح المحبّة ، وانت لا زلت تغط في سبات عميق ، الى متى تريد ان تبقى غارقاً في حضيض الدنيا .
وعلى كل حال فقد التحقت بالقافلة السائرة الى لقاء الله ، وندمت على سالف اعمالي وتبت الى ربي .. الا ان ما يحزّ في نفسي حالياً هو ان من يذهب الى لقائه يسير اليه بثياب نقية ، أما انا فاسير اليه حاملا اوزار ثقلية من الذنوب والمعاصي .. انظر ايها الحاج الى بدني !.. رفع قميصه فلاحظت عليه صورة امرأة عارية وعورتها ظاهرة رسمت على بدنه بالوشم . اثار ذلك المشهد استيائي . فقال : وهل رأيت شيئاً ؟.. رفع القميص عن ظهره رأيت صورة رجل وعورته ظاهرة رسم على ظهره بالوشم .. ازددت غضباً .. قال : وهناك ما هو اسوء رأيت صوراً على جميع اعضاء بدنه وحتى على يديه ورجليه رسومات لعورات الرجال والنساء .
خرجت من عنده وانا في منتهى الغضب .. فنادى من ورائي : لاابيح لك افشاء سرّي لأحد .. لم التفت اليه وواصلت مسيري نحو مقر القيادة ، ولم اجد الآمر هناك .. فذهبت الى موضعي واجتمع الاصدقاء وتداولنا اطراف احاديث شتّى ، ونسيت أن أمر على حسن العيار .
مرت ثلاث او اربع ساعات على ذلك الموقف ، ونهض الأصدقاء وذهب كل منهم الى شأنه .. خرجت من موضعي لأذهب الى موضع حسن .. فناداني أحد الأصدقاء : يا حاج!.. يا حاج !.. قلت: نعم ، قال : لقد استشهد الآن حسن العيار .. لقد ركب السيارة قبل ساعة وذهب لاداء مهمّة ، وبغتة سقطت على السيارة قذيفة هاون اطلقها الجيش العراقي ، واستشهد حسن .
كان صاحبي يحمل كيساً بلاستيكياً في يده ، فاشار اليه وقال : وهذا جسده . صعقني وقع الخبر ، فقلت : هنيئأً لك الشهادة يا حسن .
ان الله يختار من بين الناس التائب الذي كأنه ولدته امه توّاً .. لقد استشهد هذا الرجل بعد ان تاب من جميع ذنوبه . توجهت الى موضعه باكياً وأخذت الوصية ، ووجدت انه قد كتبها باسلوب جميل وقد لفت نظري فيها ثلاثة امور هي :
اولاً : لا تحزني عليَّ يا امي فانَّ ابنك قد تاب ، عسى الله ان يجعل عاقبتي الى خير .
ثانياً : ذكر ضمن سياق مناجاته لله : الهي!.. ان الموت مكتوب عليَّ ، الاّ انني أحب ان اقتل في سبيلك لكي احظى بلقائك !.. وأعلم انني ارتبكت الكثير من المعاصي والذنوب ، ولكن اسالك اللهم ان لاتخيب ظني بك!.. وانا قادم للقائك فلا تردني ،فانت ارحم الراحمين وانت غفار الذنوب .
ثالثاً : الهي !.. إذا مُتّ ووضع جسدي في المغتسل ستظهر هذه الصور البذيئة منقوشة عليه .. اللهم !.. اسألك ان تحفظ لي ماء وجهي ، ولا تبذله امام الناس على صخرة المغتسل .
نظرت الى بدنه رأيته قد احترق وتفتت ، وادركت ان الباري تعالى حفظ لحسن ماء وجهه، وقبل توبته ، واستجاب دعاءه ، وجعل عاقبة امره خيراً .
قال الشاعر :
لاتودع السر الاّ عند ذي كرم والسر عند كرام الناس مكتوم
والسر عندي في بيت له غلق قد ضاع مفتاحه والبيت مختوم

ديوان الإمام علي (ع): ص120
قال شاعر آخر :
صروف الدهر تكويني فلا تدري بتكويني
وايامي تلونني بتغيير وتلويني
وعمري كله فان بلا دنياً ولا دين
فلا عز ذوي العقل ولاعيش المجانين
ويا قلبي الذي قد مات وماتوا من يعزوني
انا من جملة الأموا ت لكن غير مدفون
ارى عيشي لايحلوا وأيامي تعاديني
وكم انشر أمالي وصرف الدهر يطوني
اقول اليوم واليوم ولكن من يخليني

حدائق الأنس: ج1 ص546

39- جهانكير خان
ذكر بعض العلماء وبعض الأصدقاء ان آية الله العظمى جهانكير خان القشقائي رضوان الله عليه، الذي كان من اكابر الزهاد في عصره ، ومن جملة تلاميذه آية الله العظمى البروجردي ، والشهيد آية الله السيد حسن المدرس وغيرهم ، وكان في بداية امره مقارفاً للذنوب ومفرطاً في المعاصي ، وكان يتجول بين القبائل ويعزف على الوتر .
" الاحظ احياناً ان قول الحق لايجد له اذان صاغية ، ولا يبدو لكلام الناصحين اي اثر على النفوس ، وكأنه مطر على بذور مغروسة في ارض مالحة.. ولكن اذا اعدت القلوب وطهرت النفوس تجد حتى لقليل الكلام تأثيراً بالغاً في ايجاد تحول كبير في الشخصية ".
كان المرحوم آية الله جهانكير القشقائي من جملة الأشخاص الذين يضمون بين جوانحهم مثل هذا القلب.. ومما ذكر في سيرة حياته انه مضى فترة شبابه حتى سن الاربعين كما هو حال سائر افراد قبائل القشقائيين في تربية الحيوانات، وكان يجمع الناس حوله بواسطة العزف على الآلات الموسيقة، وكان يشارك في كل مجلس فسوق وفجور .
وفي أحد فصول الصيف الذي جاءت فيه قبيلة القشقائيين الى منطقة سيميرم ( من نواحي محافظة اصفهان ) لامضاء فصل الصيف فيها ، ذهب هو وعائلته إلى مدينة اصفهان لبيع بعضالمنتوجات الحيوانية ولشراء بعض مستلزماتهم .
وبعد قضاء اعماله المهمة في هذه المدينة الكبيرة ، سأل شيخاً كبير السن صادفه في السوق عن الاُستاذ يحيى المسيحي ، المتخصص في صناعة الات الموسيقى لإصلاح آلته الموسيقية .. وبعد ان دّله هذا الشيخ ذو الضمير الحي إلى موضع الاُستاذ يحيى الأرمني ، قال له باسلوب الناصح : كان خليق بك ان تنشغل بعمل افضل من هذا ، وتتعلم العلم ، واذا كنت جاداً في اصلاح الوتر ، اذهب اولاً واصلح وتر وجودك ، وكف عن مثل هذه الاعمال ، واستقم في حياتك .
كان لهذا الكلام وقع كبير على نفوس جهانكير خان ، واثار في قلبه اندفاعاً قوياً جعله يفارق قبيلته من هناك ، ويحط رحاله في اصفهان التي كانت حينها داراً للعلم ، واتخذ لنفسه غرفة للسكن في مدرسة الصدر التي كانت من اشهر مدارس الحوزة العلمية في اصفهان ، ومركزاً لاكابر الفقهاء والحكماء .. وكف عن ممارسته السابقة .. واندفع بشوق جارف لكسب العلوم الدينية على اثر تلك النصيحة التي اسداها له شيخ لا يعرفه .. ولم يمض وقت طويل حتى غدا من اكابر الفضلاء والبلغاء ، وقدوة لذوي المجد والفصاحة .. ويكفي للتعرف على عظمة مكانته الخفية ان نعلم ان اشخاصاً كآية الله العظمى البروجردي المرجع الشيعي المعروف ، والشهيد سيد حسن المدرس العالم المجاهد كانوا في عداد تلاميذه .
قال الشاعر :
طالماً حَلاَ معاشي وطابا طالما سحبت خلفي الثيابا
طالما طاوعت جهلي ولعبي طالما نَاهَزْتُ صحبي الشرابا
طالما كنت أحب التصابي فرماني سهمه واصابا
أيها الباني قصوراً طوالاً اين تبغي هل تريد السحابا
انما انت بوادي المنايا ان رماك الموت فيه أصابا
ديوان أبي العتاهية: ص52

40- توبة عابد الصنم
جاء في كتاب" روضة الورد " للمرحوم الشاعر سعدي - رضوان الله عليه - ان رجلاً قال للصنم الذي يعبده : انقضت عليَّ سنوات وانا اعبدك ، وافنيت عمري العزيز في طاعتك ، ولم اتوجه الى اي معبود غيرك ، وهذه المرّة الاُولى التي اطلب فيها منك شيئاً .
اختلى بصمنه وعرض عليه حاجته وهو يئن ويبكي ، ورمى بنفسه على الأرض ومرّغ وجهه بالتراب لنيل رضا الصنم حتى يقضي له حاجته ، وخاطبه ثانية بالقول : انني في حيرة يا ايها الصنم فخذبيدي .. وقد مرت عليَّ أيام وأنا اتيتك مذعناً وأسالك حاجتي ، فلا ترد لي جواباً ، ولا تحل لي مشكلة .. لكن الصنم ظل كالصخرة الجامدة ، ومهما أطال النظر اليهلا يلتفت إليه ، والعابد يظن أن الصنم ينظر إليه .. وماذا بامكان الصنم ان يفعل وهو لا يقدر دفع الذباب عن نفسه .
ذات يوم نفد صبر العابد ونازعته نفسه للتمرد على الصنم ، فثار عليه واطلق عليه لساناً ذرباً ، فقال : ايها الصنم الضال البائس !.. لقد عبدتك سنوات طويلة ، فان لم تقض لي حاجتي سأتوجه عوضاً عنك الى الله .
تحول عابد الصنم في لحظة واحدة من الصنم إلى الصمد ( اي من عبادة الصنم الى عبادة الله ).. وتاب توبة خالصة ، الى ربه عن صدق نية .
لاتعول على صنم وتوجّه نحو ربّك ، واطلب منه ما تشاء من صميم قلبك .. اذا كنت الى الان ممن يعبد الأصنام ، ويطلب منها قضاء حاجاته فاكسر هذا الصنم واستذله واستحقره ، وتوجه من اعماق قلبك الى ربك .
ان ما حصل لعابد الصنم هذا كان عودة خالصة الى الله .. وفجاة استجيب له وهو لم يزل ماثلاً امام الصنم ، وعلم ان حاجته قد قضيت له .
تناهت قصّة عابد الصنم وتحوله من الباطل الى الحق ، الى اسماع أحد العلماء ، فبقي متحيّراً فيها ولم يكد يصدقها وقال في نفسه : كيف يمكن لرجل قضى معظم سنوات حياته في عبادة الأصنام والضلال ان يدعو الله فيستجيب له في لحظة واحدة .
ما برح العالم يفكر بدهشة في القضية حتى جاءه النداء من الله تعالى : اسمع يا هذا ؛ ان هذا الشيخ عابد الاصنام ، طلب من صنمه حاجة فلم يستجب له، ثم انه توجه اليَّ وطلب حاجته منّي .. فاذا لم استجب له ، فما هو الفرق بين الصنم وبين الله .
قال الشاعر :
سأسل عن أمور كنت فيها فما عذري هناك وما جوابي
باي حجة أحتج يوم الحساب اذا دعيت إلى حســابي
هما امران يوضح عنهما لي كتابي حين انظر في كتابي
فأما ان أخلد في نــعيم ٍ وأما أن أُخلد فـي عذابي


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page