• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

( 9 ) باب في أخلاق المؤمنين وعلامات الموحدين


( 9 ) باب في أخلاق المؤمنين وعلامات الموحدين
153ـ عن جابر بن عبد الله ، أن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : من كنوز الجنة البر ، وإخفاء العمل ، والصبر على الرزايا ، وكتمان المصائب ( 1 )  .
154 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال : وقور عند الهزاهز ، صبور عند البلاء ، شكور عند الرخاء ، قانع بما رزقه الله ، لا يظلم الاعداء ، ولا يتحامل الاصدقاء ( 2 )  ، بدنه منه في تعب ، والناس منه في راحة ، إن العلم خليل المؤمن ، والحلم وزيره ، والصبر أمير جنوده ، والرفق أخوه ، واللين والده ( 3 )  .
155 ـ عن عباد بن صهيب ( 4 ) قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لا يجمع الله المنافق ولا لفاسق حسن السمت والفقر وحسن الخلق أبدا ( 5 ) .
156 ـ عن عبد الله بن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : إن شيعة علي عليه السلام كانوا خمص البطون ، ذبل الشفاء ، أهل رأفة و ( علم وحلم ) ( 6 ) يعرفون بالرهبانية ، فأعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد والصبر ( 7 ) .
157 ـ عن أبي جعفر عليه السلام ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : ما ابتلي المؤمن بشئ هو أشد عليه من خصال ثلاث يحرمهن ، قيل : وما هن ؟
قال : المواساة في ذات يده ، والانصاف من نفسه ، وذكر الله كثيرا ، أما إني لا أقول لكم : سبحان الله والحمد الله ، ولكن ذكر الله عندما أحل له ، وذكر الله عندما حرم عليه ( 8 )  .
158 ـ وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أربع من كن فيه اكمل إيمانه وإن كان من قرنه إلى قدمه خطايا : الصدق ، وأداء الامانة ، والحياء والحسن الخلق (9 ).
159 ـ عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال : سنة من ربه ، وسنة من نبيه ، وسنة من وليه ، فأما سنة من ربه : فكتمان السر ، وأما السنة من نبيه : فمداراة الناس ، وأما السنة من وليه : فالصبر في البأساء والضراء (10 ) .
160 ـ عن الحذاء ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : أما والله إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأكتمهم لحديثنا وإن أسوأهم عندي حالا وأمقتهم إلي الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروي عنا ، فلم يعقله ولم يقبله قلبه ، اشمأز منه وجحده وكفر بمن دان به ، وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا أسند ، فيكون بذلك خارجا عن ولايتنا ( 11) .
161 ـ عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال علي عليه السلام : إن لاهل الدين علامات يعرفون بها : صدق الحديث ، وأداء الامانة ، والوفاء بالعهد ، وصلة للارحام ، ورحمة للضعفاء ، وقلة موافاة ( 12 ) النساء ، وبذل المعروف ، وحسن الخلق ، وسعة الحلم ، واتباع العلم ، وما يقرب إلى الله زلفي ، وطوبى لهم وحسن مآب ( 13 )  .
162 ـ عن ابن بكير ( 14 )  ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنا لنحب من كان عاقلا ، فهما ، فقيها حليما ، مداريا ، صبورا ، صدوقا ، وفيا .
إن الله خص الانبياء بمكارم الاخلاق ، فمن كان فيه فليحمد الله على ذلك ومن لم يكن فيه فليفزع (15 )  إلى الله ، وليسأله إياها .
قال : قلت : جعلت فداك ماهي ؟ قال : الورع والقناعة والصبر والشكر والحلم والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة وصدق الحديث والبر وأداء الامانة ( 16) .
163 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام ، قيل له : من أكرم الخلق على الله ؟ قال : من إذا اعطي شكر ، وإذا ابتلي صبر ( 17 ).
164 ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : لا يصلح المؤمن إلا على ثلاث خصال : التفقة في الدين ، وحسن التقدير في المعيشة ، والصبر على النائبة ( 18 ) .
165 ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : المؤمن لا يغلبه فرجه ، ولا يفضحه بطنه ( 19) .
166 ـ عن الحلبي قال : قلت لابي عبد الله عليه السلام : أي الخصال بالبر ( 20)
أكمل ، قال : وقار بلا مهابة ، وسماحة بلا طلب مكافاة ، وتشاغل بغير متاع الدينا . ( 21 )
167 ـ عن المفضل ( 22 ) ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال الله عزوجل : إفترضت على عبادي عشرة ( 23 ) فرائض ، إذا عرفوها أسكنتهم ملكوتي وأبحتهم جناني ، أولها : معرفتي ، والثانية : معرفة رسولي إلى خلفي ، والاقرار به ، والتصديق له ، والثالثة : معرفة أوليائي وأنهم الحجج على خلقي ، من والاهم فقد والاني ، ومن عاداهم فقد عاداني ، وهم العلم فيما بيني وبين خلقي ، ومن أنكرهم أصليته ( أدخلته / خ ) ناري وضاعفت عليه عذابي .
والرابعة : معرفة الاشخاص الذين اقيموا من ضياء قدسي ، وهم قوام قسطي .
والخامسة : معرفة القوام بفضلهم والتصديق لهم .
والسادسة : معرفة عدوي إبليس وما كان من ذاته وأعوانه .
والسابعة : قبول أمري والتصديق لرسلي .
والثامنة : كتمان سري وسر أوليائي .
والتاسعة : تعظيم أهل صفوتي والقبول عنهم والرد إليهم فيما اختلفتم فيه حتى يخرج الشرع ( 24 ) منهم .
والعاشرة : أن يكون هو وأخوه في الدين شرعا سواء ، فإذا كانوا كذلك أدخلتهم ملكوتي وآمنتهم من الفزع الاكبر وكانوا عندي ( 25 )  في عليين ( 26 ) .
168 ـ عن أبي المقدام قال : قال أبو جعفر عليه السلام : يا أبا المقدام إنما شيعة على المنازلون ( المتباذلون / خ ) في ولايتنا ، المتحابون في مودتنا ، المتزاورون لاحياء أمرنا ، الذين إذا غضبوا لم يظلموا ، وإذا رضوا لم يسرفوا ، بركة على من جاوروا ، سلم لمن خالطوا ( 27 )  .
169 ـ وعن مهزم الاسدي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن من شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ولا ( شحمة اذنه ) ( 28 ) ولا يمتدح بنا معلنا ، ولا يواصل لنا مبغضا ، ولا يخاصم لنا وليا ، ولا يجالس لنا عائبا ، قال : قلت : فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة ؟ قال : فيهم التمحيص وفيهم التمييز وفيهم التبديل ، تأتي ( 29 )  عليهم سنون تفنيهم ، وطاعون يقتلهم ، واختلاف يبددهم .
شيعتنا من لا يهر هرير الكلب ، ولا يطمع طمع الغراب ، ولا يسأل وإن مات جوعا ، قلت : وأين أطلب هؤلاء ؟ قال : اطلبهم في أطراف الارض ، أولئك الخفيض ( 30) عيشهم ، المنتقل دارهم ، إذا شهدوا لم يعرفوا ، وإذا غابوا لم يفتقدوا ، وإن مرضوا لم يعادوا ( 31 )  ، وإن خطبوا لم يزوجوا ، وإن رأوا منكرا ينكروا ، وإن يخاطبهم جاهل سلموا ، وإن لجأ إليهم ذو حاجة منهم رحموا ، وعند الموت هم لا يحزنون ، وفي القبور يتزاورون ، لم تختلف قلوبهم وإن رأيتهم اختلف بهم البلدان ( 32 )  .
170 ـ وروي أن صاحبا لامير المؤمنين عليه السلام يقال له همام وكان رجلا عابدا ، فقام إليه وقال له : يا أمير المؤمنين صف لي المتقين كأني أنظر إليهم . فتثاقل ( 33 )  عليه السلام عن جوابه ، ثم قال :
يا همام اتق الله وأحسن ، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ، فلم يقنع همام بذلك القول حتى عزم عليه ، فقال له : أسألك بالذي أكرمك وخصك وحباك وفضلك بما آتاك لما وصفتهم لي .
فقام أمير المؤمنين : فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ، ثم قال :
أما بعد فإن الله سبحانه خلق الخلق حين خلقهم غنيا عن طاعتهم ، آمنا عن ( 34 )  معصيتهم ، لانه لا يضره معصية من عصاه منهم ، ولا ينفعه طاعة من أطاعه منهم ، فقسم بينهم معيشتهم ، ووضعهم في الدنيا مواضعهم ، فالمتقون فيها هم أهل الفضائل ، منطقهم الصواب ، وملبسهم الاقتصاد ، ومشيهم التواضع ، خصوا الله عزوجل بالطاعة فخصوا ، غاضين أبصارهم عما حرم الله عليهم ، واقفين أسماعهم على العلم النافع لهم ، نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالذي نزل في الرخاء ، رضا عن الله بالقضاء [ و ] ( 35 )  لولا الآجال التي كتب الله لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقا إلى الثواب وخوفا من العقاب ، عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم ، فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون ، هم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون ، قلوبهم محزونة ، وشرورهم مأمونة ، وأجسادهم نحيفة ، وحوائجهم خفيفة ، وأنفسهم عفيفة ، ومعونتهم في الاسلام عظيمة ، صبروا إياما قصيرة ، أعقبتهم راحة طويلة ، وتجارة مربحة يسرها لهم رب كريم ، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها ، وطلبتهم فأعجزوها ، وأسرتهم ففدوا أنفسهم منها ،
أما الليل فصافون أقدامهم تالين ( 36 )  لاجزاء القرآن يرتلون ( 37 )  به ترتيلا ، يحزنون به أنفسهم ، ويستثيرون ( 38)  به دواء دائهم ويهيج أحزانهم بكاء على ذنوبهم ووجع ( 39)  كلوم حوائجهم ( 40 )  ، فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا ، وتطلعت إليها أنفسهم شوقا ، و ظنوا أنها نصب أعينهم ، وإذ مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وأبصارهم ، واقشعرت منها جلودهم ، ووجلت منا قلوبهم ، وظنوا أن صهيل جهنم وزفيرها وشهيقها في اصول آذانهم ، فهم حانون (41 )  على أوساطهم ، يمجدون جبارا عظيما ، مفترشون جباههم وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم ، تجري دموعهم على خدودهم ، يجأرون إلى الله في فكاك رقابهم .
وأما النهار فحلماء علماء بررة أتقياء ، قد براهم الخوف بري القداح ، ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض ، ويقول : قد خولطوا ، ولقد خالطهم أمر عظيم إذا هم ذكروا عظمة الله وشدة سلطانه مع ما يخالطهم من ذكر الموت وأهوال القيامة ، فوضح ذلك قلوبهم ، وطاشت له حلومهم ، وذهلت عنه قولهم ، واقشعرت منها جلودهم .
وإذا استقالوا من ذلك بادروا إلى الله بالاعمال الزاكية ، لا يرضون لله من أعمالهم بالقليل ، ولا يستكثرون له الجزيل ، فهم لانفسهم متهمون ، ومن أعمالهم مشفقون ، إن زكي أحدهم خاف مما يقال له ، فيقول : أنا أعلم بنفسي من غيري ، وربي أعلم مني بنفسي ، اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون ، واغفر لي ما لا يعلمون ، فإنك علام الغيوب ، وستار العيوب .
فمن علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دين ، وحزما في لين ، وإيمانا في يقين وحرصا في علم ، وفهما في فقه ، وعلما في حلم ، وشفقة في نفقة ، وكسبا ( 42 )  في رفق ، وقصدا في غنى ، وخشوعا في عبادة ، وتجملا في فاقة ، وصبرا في شدة ، ورحمة للمجهود ، وإعطاء في حق ، ورفقا في كسب ، وطلبا في حلال ، ونشاطا في هدى ، وتحرجا عن طمع ، وبرا في استقامة ، واعتصاما عند شهوة ، لا يغتره ( 43 )  ثناء من جهله ، ولا يدع إحصاء عمله ، مستبطئ لنفسه في العمل ، يعمل الاعمال الصالحة وهو على وجل ، يمسي وهمه الشكر ، ويصبح وشغله الذكر ، يبيت حذرا ويصبح فرحا ، حذرا من الغفلة ، وفرحا لما أصاب من الفضل والرحمة ، إن استصعبت عليه نفسه فيما يذكره ( 44 ( ، لم يعطها سؤلها فيما يحب ، فرحه فيما يخلد ويطول وقرة عينه فيما لا يزول ، ورغبة فيما يبقى ، وزهادته فيما يفنى ، يمزج الحلم بالعلم ، والعلم بالعقل ، والقول بالعمل .
تراه بعيدا كسله ، دائما نشاطه ، قريبا أمله ، قليلا زلله ، متوقعا أجله ، خاشعا قلبه ، ذاكرا ربه ، قانعة نفسه ، منزورا أكله ، مستغيبا ( 45) جهله ، سهلا أمره ، حريزا دينه ، ميتة شهوته ، مكظوما غيظه ، صافيا خلقه ، آمنا فيه جاره ، ضعيفا كبره ، قانعا بالذي قدر له ، متينا صبره ، محكما أمره ، كثيرا ذكره ، لا يحدث بما يؤتمن عليه الاصدقاء ولا يكتم شهادة الاعداء ، ولا يعمل شيئا من الحق رياء ولا يتركه حياء .
الخير منه مأمول ، والشر منه مأمون ، إن كان في الغافلين كتب في ( من / خ ) الذاكرين ، وإن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين ، يعفو عمن ظلمه ، ويعطي من حرمه ، ويصل من قطعه ، لا يعزب حلمه ، ولا يعجل فيما يريبه ، و يصفح عما قد تبين له ، بعيدا فحشه ، لينا قوله ، غائبا شكوه ( 46 )  ، حاضرا معروفه ، صادقا قوله ، حسنا فعله ، مقبلا خيره ، مدبرا شره ، فهو في الزلازل وقور ، وفي المكاره صبور ، وفي الرخاء شكور ، لا يحيف على من يبغض ، ولا يأثم فيمن يحب ، ولا يدعي ما ليس له ، ولا يجحد حقا هو عليه ، يعترف بالحق قبل أن يشهد به عليه ، لا يضيع ما استحفظ ، ولا ينسى ما ذكر ، ولا يتنابز ( 47 )  بالالقاب ، ولا يبغي على أحد ، ولايهم ( 48 )  بالحسد ، ولا يضار بالجار ، ولا يشمت بالمصاب ، مؤد للامانات ، سريع إلى الصلوات ، بطئ عن المنكرات ، يأمر بالمعروف ، وينهي عن المنكر ، لايدخل في الامور بجهل ، ولا يخرج من الحق بعجز .
إن صمت لم يغمه( 49 ) الصمت ، وإن نطق لم يقل خطأ ، وإن ضحك لم يعل صوته ، قانع بالذي قدر له ، لا يجمع ( 50 )به الغيظ ، ولا يغلبه الهوى ، ولا يقهره الشح ، ولا يطمع فيما ليس له ، يخالط الناس ليعلم ، ويصمت ليسلم ، ويسأل ليفهم ، ويتجر ليغنم ، لا ينتصب للخير ليفجر به ، ولا يتكلم به ليتجبر على من سواه ، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة ، أتعب نفسه لآخرته ، وأراح الناس من نفسه .
إن بغي ( 51 )   عليه صبر حتى يكون الله هو المنتقم له ، بعده عمن يتباعد منه زهد ونزاهة ، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة ، ليس تباعده بكبر ولا عظمة ، ولا دنوه بمكر ولا خديعة .
قال : فصعق همام صعقة كانت نفسه فيها ، فقال أمير المؤمنين : أما والله لقد كنت أخافه عليه ، ثم قال : هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها ( 52 )  .
171 ـ وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يحتوي على مائة وثلاث خصال : فعل وعمل ونية وباطن وظاهر .
فقال أمير المؤمنين علي عليه السلام : يا رسول الله ما يكون المائة وثلاث خصال ؟
فقال : يا علي من صفات المؤمن أن يكون جوال الفكر ، جوهري الذكر ، كثيرا علمه ، عظيما حلمه ، جميل المنازعة ، كريم المراجعة ، أوسع الناس صدرا ، وأذلهم نفسا ، ضحكه تبسما ، واجتماعه ( 53 )  تعلما ، مذكر الغافل ، معلم الجاهل ، لا يؤذي من يؤذيه ، ولا يخوض فيما لا يعنيه ، ولا يشمت بمصيبة ولا يذكر أحدا بغيبة ، بريا من المحرمات ، واقفا عند الشبهات ، كثير العطاء ، قليل الاذى ، عونا للغريب ، وأبا لليتيم ، بشره في وجهه ، وخوفه ( 54 ) في قلبه ، مستبشرا بفقره ، أحلى من الشهد ، وأصلد من الصلد ، لا يشكف سرا ، ولا يهتك سترا ، لطيف الجهات ، ( 55 )  حلو المشاهدة ، كثير العبادة ، حسن الوقار ، لين الجانب ، طويل الصمت ، حليما إذا جهل عليه ، صبورا على من أساء إليه ، يجل الكبير ، ويرحم الصغير ، أمينا على الامانات ، بعيداً من الخيانات ، إلفه التقى ، وخلقه الحياء ، كثير الحذر ، قليل الزلل ، حركاته أدب ، وكلامه عجب ، مقيل العثرة ، ولا يتبع العورة ، وقورا ، صبورا ، رضيا ، شكورا ، قليل الكلام ، صدوق اللسان ، برا مصونا ، حليما ، رفيقا ، عفيفا ، شريفا .
لا لعّان ولا نمام ، ولا كذاب ولا مغتاب ، ولا سباب ، ولا حسود ، ولا بخيل ، هشاشا بشاشا ، لا حساس ولا جساس .
يطلب من الامور أعلاها ، ومن الاخلاق أسناها ، مشمولا لحفظ الله ، مؤيدا بتوفيق الله ، ذاقوة في لين ، وعزمه في يقين ، لا يحيف على من يبغض ، ولا يأثم فيمن يحب ، صبور في الشدائد ، لا يجور ولا يعتدي ، ولا يأتي بما يشتهي .
الفقر شعاره ، والصبر ثاره ( 56) ، قليل المؤونة ، كثير المعونة ، كثير الصيام ، طويل القيام ، قليل المنام ، قلبه تقي ، وعلمه زكي ، إذا قدر عفا ، وإذا وعد وفى ، يصوم رغبا ويصلي رهبا ، ويحسن في عمله كأنه ينظر( 57 ) إليه ، غض المطوف (58 ) ، سخي الكف ، لا يرد سائلا ولا يبخل بنائل ، متواصلا إلى الاخوان ، مترادفا للاحسان ، يزن كلامه ، ويخرس لسانه ، لا يغرق في بغضه ، ولا يهلك في محبته( 59 )  ، لا يقبل الباطل من صديقه ، ولا يرد الحق من عدوه ، لا يتعلم إلا ليعلم ، ولا يعلم إلا ليعمل .
قليلا حقده ، كثيرا شكره ، يطلب النهار معيشته ، ويبكي الليل على خطيئته ، إن سلك مع أهل الدنيا كان أكيسهم ، وإن سلك مع أهل الآخرة كان أورعهم ، لا يرضى في كسبه بشبهة ، ولا يعمل في دينه برخصة ، لطيف ( يعطف / خ ) على أخيه بزلته ، ويرعى ما مضى من قديم صحبته ( 60 )  .
الحمد لله ، قد تم استنساخ كتاب ( التمحيص ) ومقابلته وتخريجاته مراعيا لا تحاد أحاديثه مع سائر الاصول والجوامع في 2 جمادى الاولى سنة 1403 .
وأمّا النسخ الثلاث النفسية التي اعتمدنا عليها في التصحيح والمقابلة :
ففي آخر نسخة ( أ ) بخط الفاضل الثقة السيد محمد بن المصطفى الموحد المحمدي الاصفهاني كتب في ربيع الثاني سنة 1382 في النجف الاشرف :
هذا تمام ما في النسخة التي نسخت منها وهي نسخة العالم الثقة الشيخ ( شيرمحمد ) الهمداني التي كتبها بيده الشريفة سنة 1353 بمشهد مولانا أبي عبد الله الحسين عليه السلام .
وفي آخر نسخة ( ب ) بخط آية الله الصفائي الخونساري : لقد تمت مقابلة هذا الكتاب المسمّى ( بالتمحيص ) مع نسخة شريفة كانت في آخرها بخط شريف خاتمة المحدثين العظام ثقة الاسلام والمسلمين الحاج ميرزا محمد حسين النوري الطبرسي ( ره ) وقد كتبه في محرم الحرام سنة 1280 ، وأنا الاحقر مصطفى الحسيني الصفائي الخونساري في جمادي الثانية من عام 1367 .
وفي آخر نسخة ( ج ) بخط العلامة الحجة السيد عبد العزيز الطباطبائي اليزدي : إنتهى استنساخه في يوم الثلاثاء الثاني عشر من ربيع الثاني سنة 1380 هـ في مكتبة الإمام المهديّ عليه السلام العامّة ، والحمد لله .

____________

( 1 ) عنه في البحار : 71 / 95 ح 59 وفي البحار : 70 / 251 ح 3 وعن صحيفة الرضا : ص 21 مرسلا وأورد في العيون : 2 / 37 ح 105 بأسانيده الثلاثة مثله .
( 2 ) في الفقيه : على الاصدقاء .
( 3 ) أخرجه في البحار : 67 / 268 ح 1 عنه وعن الكافي : 2 ص 47 ح 1 وص 230 ح 2 والخصال : ص 406 ح 1 وأمالي الصدوق : 474 ح 17 وفي الوسائل : 11 / 143 ح 9 عن الكافي وأمالي الصدوق مثله والفقيه : 4 / 354 نحوه كل بأسانيدهم عنه ( ع ) وفي البحار والوسائل والكافي : العقل بدل الصبر ، والبر بدل اللين .
( 4 ) ( وهب / خ ) .
( 5 ) عنه في البحار : 72 / 176 ح 5 .
( 6 ) ( رحمة / خ ) .
( 7 ) عنه في البحار : 68 / 188 ح 63 وعن الكافي : 2 / 233 ح 10 بإسناده عن ابن أبي يعفور ، وعن صفات الشيعة : 51 ح 18 بإسناده عن أحمد بن محمد مرفوعا عنه ( ع ) وأخرجه في
الوسائل : 11 / 147 ح 16 وج 1 / 64 ح 8 عن الكافي ، وروى صدره في مشكاة الانوار : ص 62 مرسلا مثله .
( 8 ) أخرجه في البحار : 93 / 151 ح 5 عن الخصال : 1 / 128 ح 13 ومعاني الاخبار : ص 192 ح 1 وفي البحار : 75 / 35 ح 30 عن الكافي : 2 / 145 ح 9 وفي الوسائل : 11 / 202 ح 9 عن المعاني والكافي بأسانيدهما عن أبي عبد الله ( ع ) باختلاف يسير ، وفي البحار : 93 / 164 عن مشكاة الانوار : ص 57 عن أبي عبد الله ( ع ) .
(9 ) عنه في البحار : 67 / 295 ح 19 وعن أمالي ابن الشيخ : 1 / 43 والكافي : 2 / 99 ح 3 مسندا عن أبي عبد الله ( ع ) وأخرجه في البحار : 71 / 374 ح 3 والوسائل : 8 / 503 ح 2 عن الكافي ، وفي الوسائل : 13 / 220 ح 9 عن التهذيب : 6 / 350 ح 11 مسندا عن أبي عبد الله ( ع ) مثله .
(10 ) عنه في المستدرك : 1 / 139 ح 20 وج 2 / 92 ح 5 .
( 11) عنه في البحار : 68 / 176 ح 33 والمستدرك ـ 1 / 6 ح 10 .
( 12 ) ( مواتاة / خ ) ، وفي جميع المصادر الاخرى : وصلة الارحام ( أو الرحم ) ورحمة الضعفاء .
( 13 ) أخرج في البحار : 67 / 289 ح 11 و 12 عن أمالي الصدوق : ص 183 ح 7 مثله والخصال : 483 ح 56 وعن مشكاة الانوار : ص 45 نحوه وفي البحار : 69 / 364 ح 1 عن الكافي : 2 / 239 ح 30 والبحار : 103 / 223 ح 2 عن أمالي الصدوق والوسائل : 11 / 148 ح 21 عن الكافي وصفات الشيعة : ص 88 ح 66 كل بأسانيدهم عن أبي بصير مثله وفي البحار : 70 / 282 ح 2 عن روضة الواعظين : ص 500 والعياشي : 2 / 213 ح 5 عن أبي بصير مثله .
( 14 ) ( أبي بكير / خ )
(15 ) ( فليتضرع / خ ) .
( 16) عنه في البحار : 69 / 397 ح 86 وعن أمالي المفيد : ص 121 بإسناده عن بكير مثله .
( 17 ) عنه في البحار : 71 / 53 ح 82 وأورد في مشكاة الانوار : ص 22 مرسلا مثله .
( 18 ) عنه في المستدرك : 2 / 283 ح 8 وأخرج في البحار : 1 / 221 ح 62 عن كتاب حسين بن عثمان : ص 108 عمن ذكره وغير واحد عنه ( ع ) مثله .
( 19) عنه في البحار : 67 / 310 ح 44 .
( 20) في بقية المصادر : بالمرء أجمل .
( 21 ) عنه في البحار : 69 / 369 ح 7 وعن أمالي الصدوق : ص 238 ح 8 والخصال : ص 92 ح 36 بإسناده عن أحمد بن عمر الحلبي عنه ( ع ) وعن فقه الرضا : ص 48 مرسلا وفي ص 367 ح 2 عن الكافي : 2 / 240 ح 33 بإسناده عن يحيى بن عمران الحلبي ، وأخرج في البحار : 71 / 337 ح 1 عن أمالي الصدوق والخصال مثله .
( 22 ) ( الفضل / خ ) .
( 23 ) هكذا في جميع النسخ والمصادر والظاهر انه : عشر .
( 24 ) ( الشرع / خ )
( 25 ) ( عبيدي / خ )
( 26 ) عنه في البحار : 69 / 13 ح 13 .
( 27 ) أخرج في البحار : 68 / 190 ح 46 عن الكافي : 2 / 236 ح 24 والخصال : ص 397 ح 104 بإسنادهما عن أبي المقدام ومشكاة الانوار : ص 61 مرسلا مثله وفي الوسائل : 11 / 147 ح 19 عن الكافي باختلاف يسير .
( 28 ) ( سحناءة يديه / خ )
( 29 ) ( التنزيل مالي / خ ) .
( 30) ( الحضيض ، الخفي / خ ) .
( 31 ) ( يعودوا / خ ) ، وفي البحار : يعادوا .
( 32 ) عنه في البحار : 69 / 402 ح 104 وفي 68 / 180 ح 39 عن الكافي : 2 / 239 ح 27 وفي ص 179 ح 37 عن المشكاة ص 61 نحوه .
( 33 ) ( فتشاغل / خ ) .
( 34 ) ( من / خ ) .
( 35 ) هكذا في نهج البلاغة .
( 36 ) قارين / خ .
( 37 ) ( يرتلونه / خ )
( 38) ( يسترون ، يستبشرون / خ )
( 39) ورجع / خ
( 40 ) ( جرائحهم / خ )
(41 ) ( حافون ، حافظون / خ )
( 42 ) ( كيسا / خ )
( 43 ) ( يغره / خ ) .
( 44 ( نكره ، يكره / خ ) .
( 45) ( مغيبا ، متغيبا / خ ) .
( 46 ) ( منكره / خ ) .
( 47 ) ( ينابز / خ ) .
( 48 ) ( يتهم / خ ) .
( 49 ) ( يفهه / خ ) .
( 50 ) الظاهر : يجمح .
( 51 ) ( نعي / خ ) .
( 52 ) أخرج في البحار : 67 / 315 ح 50 عن نهج البلاغة : ص 303 خطبة 193 مثله وتحف العقول : ص 159 مختصرا باختلاف يسير ، وفي ص 341 ح 51 عن أمالي الصدوق : ص 457 ح 2 مسندا وكتاب سليم بن قيس : ص 238 عنه ( ع ) ورواه في كتاب صفات الشيعة : ص 60 ح 35 مسندا وكنز الكراجكي : ص 31 باختلاف يسير .
( 53 ) كذا في البحار وفي الاصل : وأفهماه
( 54 ) ( حزنه / خ ) .
( 55 ) ( الحركات / خ ) .
( 56) ( دثاره / خ ) .
( 57 ) ( ناظره / خ ) .
(58 ) ( الطرف / خ ) .
( 59 ) حبه / خ .
( 60 ) عنه في البحار : 67 / 310 ح 45 والمستدرك : 2 / 280 ح 22 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page