• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المقدمة

التّمحيص

المؤلف

الشيخ الأسكافي


المقدمة
سرعة البلاء الى المؤمنين تعجيل التمحيص عن المؤمن التمحيص بالعلل والأمراض التمحيص بالحزن والهم التمحيص بذهاب المال ومدح
الفقر وأن الله اختار الآخرة للمؤمنين
وجوب الأرزاق والاجمال في الطلب حسن اختيار الله للمؤمنين
ونظره لهم وان كانوا كارهين
مدح الصبر وترك الشكوى
واليقين والرضى بالبلوى
في أخلاق المؤمنين وعلامات الموحّدين


التَّمحيصُ

للشيخ الثقة الجليل
أبي علي محمد بن همام الاسكافي
من أصحاب
سفراء الامام الحجة « عج »
المتوفى سنة 336 هـ ق

المؤسسة المرحوم الشيخ زين الدين
(قدس سره الشريف)



بسم الله الرحمن الرحيم

التمحيص والابتلاء في كتاب الله
تبارك ... الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا 1(1) .
يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين (2) .
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات (3) .
يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد ...
ليعلم الله من يخافه بالغيب (4) ...
وليعلم الذين نافقوا (5) ...
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين (6) .
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء (7) ...
أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون .
ولقد فتنا الذين من قبلهم ،
فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين (8) .
وتلك الايام نداولها بين الناس ،
وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء ...
وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين .
وليبتلي الله ما في صدوركم ،
وليمحّص ما في قلوبكم ، والله عليم بذات الصدور (9) .


المقدمة
الحمد لله الذي جعل البلايا تمييزا للطيبين عن الخبيثين ( 10 ) ، ونكالاً للظالمين ، وجعل تقلبات الاحوال ، اختبارا لطويات الرجال ، فمن دار فناء وزوال ، قد ملئت بالهموم والغموم ، وعجت بالمحن والآلام ، إلى ارتحال وانتقال ، « وتلك الايام نداولها بين الناس »( 11 ) ، فالشقي من غرته ولم يعتبر بمن سكنها قبله من الماضين ، كانوا أطول أعمارا ، وأبقى آثار ، وأبعد آمالا ، والسعيد من اعتبر بها ، واستفاد من تجاربها ، فصغرت في عينه وهانت عليه ، وأحب مجاورة الجليل في داره ، وسكنى الفردوس في جواره ،
وصلى الله على أشد الناس ابتلاء ، وأكثرهم صبرا على إيذاء ، وأوفرهم شكرا على ما جرى به القضاء ، محمد وآله الاوصياء الاصفياء ، الحجج على العباد ، والهادين للرشاد ، والعدة للمعاد « اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة » ( 12 ) ،
واللعنة الدائمة على أعدائهم الاخسرين « الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا »( 13 ) ، وفي الآخرة « تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون »( 14 ) .
عبر تاريخ الانسانية الطويل ، ومنذ فجر النبوات ، بدأ الصراع المرير ، بين الحق وجيوش الاباطيل ، بين الخير وقوى الشر والضلال ، بين النور وجحافل الظلام ، فعاش الانسان طوال آلاف السنين ، تحت سياط الجلادين ، وفي دياجير السجون ، قد اثقلت كواهل المساكين والمستضعفين ، بالحروب والويلات ، والخراب والدمار ، فابيدت امم وشعوب ، واستعبدت أجيال تلو أجيال ، فضجت الارض تستصرخ بارئها بما تئن من جراح ، وتستغيث من مباضع الحراب والسيوف والرماح ، ولولا بوارق أمل و ومضات ، تشع بين الحين والحين من هدي السماء عبر الرسالات ، وإمداد التابعين بالصبر والايمان وسيل الشحنات ، لما كان للحياة مذاق فتطاق ، ولا للعيش طعم واشتياق .
فأصحاب الشرائع كانوا دوما محاربين ، وأتباعهم مضطهدين مسحوقين ، إلا أنهم لما يصابون من مصائب صابرون ، وبما يرميهم الاعداء من نوائب قانعون ، بل فرحون بما آتاهم الله من فضله وهم يستبشرون ، وللجنة يشتاقون ، لما تكشفت في قلوبهم حقائق الايمان ، وتجلت لهم بدائع آيات الرحمن ، وما أعدلهم من الخيرات في الجنان ،
فالدنيا للمؤمنين ليست بدار بقاء ومقام ، إنما دار تمحيص وامتحان « أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون . ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين » ( 15 ) .
فكلما كانت البلوى والاختبار أعظم ، كانت المثوبة والجزاء أجزل ، ألم يأت عن الرسول صلى الله عليه وآله : « ما اوذي أحد مثل ما اوذيت » ( 16 ) وورد عن الصادق عليه السلام : « إن أشد الناس بلاء الانبياء ثم الذين يلونهم ثم الامثل فالامثل » (17 ) من الاوصياء والاولياء ، الذين نزلت أنفسهم منهم في البلاء ، كما نزلت في الرخاء ، فهم بالغنى غير فرحين ، وبالفقر غير مغتمين .

ثم إن البلاء على أنواع وأحوال :
فمرة يكون للعقاب والنكال لما اقترفه المرء من الموبقات ، فيبتلى بالامراض والعاهات ، أو تلف الأهل والاولاد ، وجار سوء وتنغيص اللذات ، أو تسلط سلطان فيفرق الاحباب ويشتت الجماعات ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : « إن الله يبتلي عباده عند الاعمال السيئة بنقص الثمرات ، وحبس البركات ، وإغلاق خزائن الخيرات ... » (18 ) مشيرا إلى ما ورد في الذكر الحكيم : « ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات ... » ( 19 )  أو في قوله سبحانه : « ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات ... » ( 20 ) وهذا ديدن الدنيا ، فكم جمحت بطالبها وأردت راكبها ، وخانت الواثق بها ، وازعجت المطمئن إليها ، فلا تدوم أحوالها ، ولا يسلم نزالها ، فجمعها إلى انصداع ، ووصلها إلى انقطاع .
ومرة يكون البلاء تمحيصا للذنوب ورفعا للدرجات « وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين » 7 وقد قال الامام علي عليه السلام : « الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنتهم ، لتسلم بها طاعاتهم ويستحقوا عليها ثوابها " ( 21 ) .
وقال أيضا : « ولكن الله يختبر عباده بأنواع الشدائد ، ويتعبدهم بأنواع المجاهد ، ويبتليهم بضروب المكاره ، إخراجا للتكبر من قلوبهم ، وإسكانا للتذلل في نفوسهم ، وليجعل ذلك أبوابا إلى فضله » ( 22 ) .
ولهذا استخلص الجليل سبحانه المؤمنين للآخرة ، واختار لهم الجزيل مما لديه من النعيم المقيم ، الذي لا زوال له ولا اضمحلال ، لصبرهم على البلاء ، ورضاهم بالقضاء ، وشكرهم النعماء ، إذا أن الصبر أول درجات الايمان ، فإذا ترقى العبد في إيمانه بلغ منزلة الرضا بالقضاء ، وإذا ازداد في سلم الايمان علوا وسموا وصعودا ، أصبح شاكرا لربه على البلاء ،
فالاولياء الصالحون لن يكونوا مؤمنين إلا كما وصفهم الامام الكاظم عليه السلام مخاطبا : « حتى تعدوا البلاء نعمة ، والرخاء مصيبة ، وذلك أن الصبر عند البلاء أعظم من الغفلة عند الرخاء » (23 )،
وهذه منزلة من خبر الدنيا وعرف أحوالها ، فعلم أنها سوق ، ربح فيها قوم يبتغون فيما آتاهم الله الدار الآخرة ، وخسر آخرون ممن كانوا « يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون » ( 24 ) ف‍ « لما الدنيا والآخرة إلا ككفتي ميزان ، فأيهما رجح ذهب بالآخر » ( 25 )  أو كما جاء عن الهداة عليهم السلام « إن الدنيا والآخرة عدوان متفاوتان ، وسبيلان مختلفان فمن أحب الدنيا وتولاها أبغض الآخرة وعاداها ، وهما بمنزلة المشرق والمغرب . . . كلما قرب من واحد بعد عن الآخر » ( 26 ) فلا يستقيم حبهما في قلب مؤمن كما لا يستقيم الماء والنار في إناء واحد .
ولهذا كان الامام الباقر عليه السلام يدعو بهذا الدعاء : « ولا تجعل الدنيا علي سجنا ، ولا تجعل فراقها علي حزنا » ( 27) .
فكان الائمة الميامين سلام الله عليهم أجمعين ، دائما يرشدونا ـ بهديهم وسنتهم وأقوالهم وأفعالهم ـ لواضح الطريق لئلا نزل بأوزار المسير ، فنسقط في رمضاء الهجير أو لهب السعير ، ويحذرونا صولة الدهر ، وفحش تقلّب الليالي والايام ، فلا نركن إليها أبدا ، ولا تغتر منها بمحالات الاحلام والآمال ، ولا نخدع بزور الاماني الطوال ،
ثم إنهم ـ عليهم الصلاة والسلام ـ أناروا القلوب ، وشرحوا الصدور ، وأوضحوا بأن من لم يبتل فهو عند الله مبغوض ، فقد جاء عنهم عليهم السلام « إذا رأيت ربك يوالي عليك البلاء فاشكره ، وإذا رأيته يتابع عليك النعم فاحذره » ( 28 ) ،
والله سبحانه يتعاهد عباده المؤمنين بالبلاء ، كما يتعاهد المسافر عياله بأنواع الهدايا والطرف ـ كما جاء في الخبر ـ ( 29 ) ، ولولا أن يرتاب بعض ضعاف النفوس لجعل الله « لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون » ( 30 ) ولهذا خص الآخرة خالصة للمؤمنين « قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة » (31 )، وأما الدنيا فهم فيها مبتلون ، ليسمع دعاء أحبائه حين يمسون وحين يصبحون ، وفي خلواتهم ـ مع حبيبهم ـ يتناجون ، وبالاسحار هم يستغفرون ،
ولذا جعل سبحانه الفقر ـ مثلا ـ بمنزلة الشهادة ، كما ورد عن أهل بيت العصمة عليهم السلام : « ولا يعطيه من عباده إلا من أحب » ( 32) ثم « إن الرجل منهم ليشفع لمثل ربيعة ومضر » ( 33 ) لما صبروا وشكروا ، لما زرعوا للآخرة من الباقيات الصالحات فحصدوا ما بذروا « أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا . . » (34 ) .
وفي الخبر ( 35 )  أن النبي صلى الله عليه وآله رأى فاطمة الزهراء عليها السلام « وعليها كساء من أجلة الابل ، وهي تطحن بيديها ، وترضع ولدها ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة ، فقالت : يا رسول الله ، الحمد لله على نعمائه ، والشكر لله على آلائه ، فأنزل الله سبحانه : " ولسوف يعطيك ربك فترضى » ( 36 ) .
فمن جعلت الدنيا سجنه ، كانت الآخرة جنته ، ولهذا ورد في الخبر أن آخر من يدخل الجنة من الانبياء سليمان ، لما اعطي في الدنيا من النعيم والملك العظيم ( 37 )  ، بينما جاء في الحديث عن المبتلين : « إذا نشرت الدواوين ، ونصبت الموازين ، لم ينصب لاهل البلاء ميزان ، ولم ينشر لهم ديوان » ( 38 ) « إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب » ( 39 ) .
فالصبر مطية النجاة ، وقد ذهب الصابرون المتقون بعاجل الدنيا وآجل الآخرة « تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا » ( 40 ) ، والعكس صحيح كما جاء في حديث أمير المؤمنين عليه السلام : « ان جعلت دينك تبعا لدنياك ، أهلكت دينك ودنياك وكنت في الآخرة من الخاسرين » ( 41 ) ، فما قدمت فلا تجازى إلا به ، وما أخرت فللوارثين ، ولا تخرج من دنياك إلا صفر اليدين ، قد أثقلت ظهرك بالاوزار الثقال ، التي تنوء بها كالجبال .
وكتاب التمحيص هذا يكشف لك آفاقا روحية جديدة ، تزيدك إيمانا واطمئنانا ، بأن الدار الآخرة لهي الحيوان ، وقد استقى مؤلفه أخباره من عين صافية ، لا شوب فيها ولا لاغية ، إنما هي من معين الرسول صلى الله عليه وآله ، ومنهل أبناء فاطمة البتول عليهم السلام ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فأقوالهم كقلائد العقيان ، على جيد الزمان ، بل كأقراط الحسان ، تقلدتها القيان ، فتبصرنا لآليهم حقيقة الوجود ، وما يمنح الموجود ، وما أعد الله للمؤمنين الصابرين في دار الخلود ،
فطوبى لمن نال من الله الرضوان ، وهرب من لهيب النيران ، بالصبر والقناعة وإطاعة الديان ،
وطوبى لمن لبى دعوة ربه ، واستيقن بلقاء محمد وحزبه ، فطابت نفسه وقرت عينه بهذا الاطمئنان ،
« يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي » ( 42 ) .

قالوا في الكتاب
1 ـ الشيخ إبراهيم القطيفي ( 43) : الحديث الاول ما رواه الشيخ العالم الفاضل العامل الفقيه النبيه أبو محمد الحسن بن علي بن شعبة الحراني قدس الله روحه في الكتاب المسمى بـ ( التمحيص ) ، عن أمير المؤمنين عليه السلام : . . الحديث .
2 ـ الشيخ الحر العاملي ( 44 ) : الشيخ أبو محمد الحسن بن علي بن شعبة ، له كتاب « تحف العقول عن آل الرسول » حسن كثير الفوائد مشهور ، وكتاب ( التمحيص ) ذكره صاحب « مجالس المؤمنين » .
3 ـ الشيخ المجلسي ( 45 )  : كتاب ( التمحيص ) لبعض قدمائنا ، ويظهر من القرائن الجلية أنه من مؤلفات الشيخ الثقة أبي علي محمد بن همام .
وقال أيضا ( 46 ) : كتاب ( التمحيص ) متانته تدل على فضل مؤلفه ، وإن كان مؤلفه أبا علي كما هو الظاهر ففضله وتوثيقه مشهوران .
4 ـ المولى عبد الله صاحب « الرياض » ( 47 ) ـ عند ذكره ابن شعبة ـ : الفاضل العالم الفقيه المحدث المعروف صاحب كتاب « تحف العقول عن آل الرسول » ، وكتاب ( التمحيص ) ، وقد اعتمد على كتاب « التمحيص » الاستاذ الاستناد ( 48 ) ـ أيده الله في « البحار » ، والمولى الفاضل الكاشاني في « الوافي » ـ ثم يذكر قول المجلسي المذكور آنفا ـ ويقول(49 ) : وأما قول الاستاذ الاستناد بأن كتاب التمحيص من مؤلفات غيره ، فهو عندي محل تأمل فلاحظ ، لان الشيخ إبراهيم أقرب وأعرف ، مع أن عدم ذكر كتاب التمحيص في جملة مؤلفاته ـ أي محمد بن همام ـ التي أوردها أصحاب الرجال في كتبهم مع قربهم منه يدل على أنه ليس له فتأمل .
5ـ السيد الخوانساري ( 50) قال ـ بعد أن نقل قول المجلسي ـ : أقول : وكان عندنا كتاب ( التمحيص ) وهو فيما يعدل ألف بيت تقريبا ، وقد جمع فيه أحاديث شدة بلاء المؤمن وأنه تمحيص لذنوبه ، وفي مفتتحه على رسم قدماء الاصحاب في إملاءاتهم نسبة التحديث إلى هذا الرجل باسمه ونسبه .
وعندي أيضا أنه من جملة مصنفات نفس الرجل ـ أي محمد بن همام ـ دون غيره فليتفطن .
6 ـ الشيخ النوري 51 : ـ ذكر بعد قول المجلسي ـ ، قلت : ولم يشر إلى القرائن ، والذي يظهر منها من الكتاب قوله في أول الكتاب بعد الديباجة « باب سرعة البلاء إلى المؤمنين » : حدثنا ( 52 )  أبو علي محمد بن همام ، وقال حدثني عبد الله بن جعفر . . إلخ ، وهذا هو المرسوم في غالب كتب المحدثين من القدماء ، أن الرواة عنهم وتلاميذهم يخبرون عن روايتهم في صدر كتبهم ، فراجع الكافي وكتب الصدوق وغيرها تجدها على ما وصفناه ، وبهذا يظن أن « التمحيص » له .
ولكن الشيخ الجليل النبيل الشيخ إبراهيم القطيفي قال في خاتمة كتاب « الفرقة الناجية » : ـ وذكر نص ما في كتاب « الفرقة الناجية » وأردفه بما في « الرياض » آنف الذكر ، ثم قال ـ : ووافقهما على ذلك الشيخ الجليل في « أمل الآمل » إلا أنه نسبه إلى القاضي في « المجالس » وفيه سهو ظاهر ، فإن القاضي نقل في ترجمة القطيفي ما أخرجه من كتاب « التمحيص » بعبارته ولا يظهر منه اختياره ما اختاره من النسبة .
ثم إني إلى الآن ما تحققت طبقة صاحب « تحف العقول » حتى أستظهر منها ملاءمتها للرواية عن أبي علي محمد بن همام وعدمها ، والقطيفي من العلماء المتبحرين إلا أنه لم يعلم أعرفيته في هذه الامور من العلامة المجلسي « ره » وهو في طبقة المحقق الكركي .
وهذا المقدار من التقدم غير نافع في المقام ، نعم ما ذكره صاحب « الرياض » أخيرا يورث الشك في النسبة إلا أنه يرتفع بملاحظة ما ذكرنا ومع الغض عنه فالكتاب مردد بين العالمين الجليلين الثقتين فلا يضر الترديد في اعتباره والاعتماد عليه .
7 ـ الشيخ الطهراني الرازي ( 53 ): وهو ـ أي ابن شعبة الحراني ـ يروي عن الشيخ أبي علي محمد بن همام الذي توفي سنة 336 كما في أول كتاب التمحيص ( 54 ) ، حتى أن روايته عن ابن همام في أول التمحيص صارت منشأ تخيل بعض في نسبة « التمحيص » إلى ابن همام مع أنه لصاحب تحف العقول .
وقال أيضا ( 55 ) ـ بعد أن نقل كلام القطيفي والقاضي والحر العاملي ـ : ( التمحيص ) قد يقال [ إنه ] للشيخ أبي علي محمد بن أبي بكر همام بن سهيل الكاتب المولود سنة 258 والمتوفى سنة 336 مؤلف كتاب « الانوار » .
ـ ثم ينقل قول المجلسي ويرده باستظهار القطيفي والقاضي والحر العاملي بأن نسبة الكتاب لابن شعبة ـ ، ثم يقول :
فالظاهر أنه تأليف ابن شعبة ويروي فيه عن شيخه محمد بن همام ، والله أعلم .
8 ـ السيد حسن الصدر ( 56 ) : ابن شعبة الحراني . . . وله كتاب ( التمحيص ) نسبه إليه الشيخ العلامة المتبحر إبراهيم القطيفي . . والمولى عبد الله في « رياض العلماء » ، والشيح محمد بن الحسن الحر العاملي في « أمل الآمل » : . . وقد قيل : إن كتاب ( التمحيص ) يحتمل أن يكون لنفس ابن همام بقرينة ذكره في أول سند أول حديث في الكتاب ، وهي عادات القدماء ، وفيه تأمل بل منع .
ثم قال : وكيف كان فلا ريب في تقدم الشيخ حسن بن شعبة على الشيخ المفيد فهو على كل حال في طبقة ابن همام رضي الله عنهما .
9 ـ السيد محسن الامين ( 57 ) ، قال تحت عنوان ( التمحيص ) : وفي روضات الجنات أنه مختصر في ذكر أخبار ابتلاء المؤمن ، وهو له بلا ريب ـ أي لابن شعبة ـ كما صرح به القطيفي في « الوافية » ، وصاحب « الرياض » ، والكفعمي في « مجموع الغرائب » ونقل عنه كثيرا ، وغيرهم ، ولم نجد من توقف في ذلك قبل صاحب « البحار » ، ـ ثم نقل عن « الرياض » قول المجلسي ومعارضته ـ .
والخلاصة : إن العلماء المحققين الكبار اختلفوا في نسبة الكتاب على قسمين :

فمن جعله لابن شعبة :
1 ـ الشيخ القطيفي ( المعاصر للمحق الكركي ) كما مر وأرسله إرسال المسلمات بلا ذكر دليل ، واعتمد الآخرون عليه .
2 ـ القاضي نور الله التستري ، أخذ منه .
3 ـ الشيخ الحر العاملي ، نقل عن « المجالس » للقاضي التستري .
4 ـ الشيخ المولى عبد الله صاحب « الرياض » يؤكد النسبة اعتمادا على القطيفي أيضا .
5 ـ السيد حسن الصدر ، يتبع سابقيه في النسبة لابن شعبة اعتمادا على القطيفي ويمنعه لغيره .
6 ـ السيد محسن الامين ، يجزم بلا ريب أنه لابن شعبة كما صرح به القطيفي وغيره .

وأما من شكك في هذه النسبة ، ورجح القول لابن همام :
1 ـ الشيخ المجلسي .
2 ـ السيد الخونساري ، بل عنده من دون شك أنه من مصنفات ابن همام دون غيره .
3 ـ الميرزا النوري ، وقد مرت ملاحظته على الشيخ الحر العاملي في « أمل الآمل » .
ولو راجعنا أقوال الطائفة الاولى الذين نسبوا « التمحيص » لابن شعبة نرى أدلة بعضهم باختصار كما يلي :
أ ـ قدم زمان القطيفي على زمان المجلسي .
ب ـ أعلميته بهذا الفن من المجلسي وأنه أعرف .
ج‍ ـ عدم ذكر الكتاب ضمن ترجمة ابن همام في كتب الرجال مع قربهم منه .
د ـ شهادة مجموعة من العلماء بذلك .
ولكن لو راجعنا هذه الادلة ودققنا النظر فيها لرأيناها لا ترفع شكا ، ولا تورث يقينا بموجب ما يلي :
أ ـ أما الاول ، ففراغ الشيخ إبراهيم القطيفي من تأليف كتابه « الوافية في الفرقة الناجية » كن سنة 945 هـ‍ ( 58 ) ، وكانت وفاة العلامة المجلسي في سنة 1111 هـ كما في مقدمة البحار ، بينما كانت وفاة ابن همام سنة 336 هـ‍ ( 59 ) ، و ابن شعبة من طبقته كما هو مشهور ( 60 ) ، فهذا المقدار من القدم بين القطيفي والمجلسي مع بعدهما كثيرا عن ابن همام وابن شعبة لا ينفع في هذا المقام ولا يورث اطمئناناً ، إن لم يكن هناك دليل آخر .
ب ـ وأما الثاني ، فمع تبحر الشيخ إبراهيم القطيفي وتعمقه ، لم يثبت أنه أعلم وأعرف من المجلسي في هذا المضمار كما ذكره الميرزا النوري .
ج‍ ـ وأما عدم ذكر الكتاب ضمن ترجمته في كتب الرجال ( 61 ) ، فمردود بأن أرباب التراجم نفسهم لم يذكروه كذلك من مؤلفات ابن شعبة ( 62 ) ، ثم إن عدم ذكر كتاب لشخص ما في كتب التراجم لا يدل على نفيه عنه ، وفي كتب التراجم أمثلة كثيرة على ذلك ، منها ما أحصاه الشيخ فضل الله الزنجاني ( 63 ) لاربعة عشر كتابا ورسالة للشيخ المفيد فات عن الشيخين النجاشي والطوسي وحتى ابن شهراشوب ومن تبعهم أن يذكروها في فهارسهم .
د ـ وأما شهادة العلماء (64 ) فالمقصود بهم رجال الطائفة الاولى ، فلو راجعناها لوجدناها تنتهي إلى الشيخ القطيفي ، ولم يسبقه غيره بحسب ما اطلعنا عليه من المصادر والمراجع التي بين أيدينا ، ولم يذكر الشيخ القطيفي الدليل الذي تفرد به ، وأما التابعون له : فإما قد نقلوا عنه دون تعليق بسلب أو إيجاب ( 65 ) ، وإما اعتمدوا عليه وساروا على خطاه مؤكدين هذه النسبة .
و ربّما اعتمد القطيفي في هذه النسبة على ما ذكر ـ كما هو رأي المتأخرين ـ في مقدمة كتاب تحف العقول لابن شعبة ( 66) أنه رواه عن ابن همام بعد ما وجد في كتاب التمحيص أنه قال : حدثني أبو علي محمد بن همام ، حملا لظاهر قوله : حدثني ، على أنه غير ابن همام ، فاعتبر الكتاب أيضا لابن شعبة .

أما الطائفة الثانية التي رجحت الكتاب لابن همام ، أو أكدته له ، كالمجلسي والخوانساري والنوري فقد اعتمدوا في أدلتهم على ما يلي : ـ
1 ـ إن طريقة التأليف عند المشايخ في تلك العصور كانت تنسب الكتاب لنفس المؤلف فيجعل المؤلف نفسه بمنزلة المحدث ، فربما يقع اللبس حينئذ في نسبة الكتاب للمحدث أو لمن أملى عليه من تلامذته الذين ينقلون عنه كما وقع في كتاب « التمحيص » .
وهذه الطريقة تجدها في كثير من كتب الكليني والصدوق والشيخ المفيد وغيرهم .
ولو راجعت كتاب « كامل الزيارات » لابن قولويه لوجدت نفس هذا النسق ، فيقول : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي الفقيه ( 67 ) ، علما بأن ابن قولويه ومحمد بن همام من عصر واحد ، بل إن ابن همام من مشايخ ابن قولويه ( 68 ) .
2 ـ عدم تحقق طبقة صاحب « تحف العقول » لديهم حتى يستظهروا ملاءمتها الرواية عن أبي علي محمد بن همام أو عدمها ( 69 ) .
وحقا فقد راجعنا كتب الرجال في تحقيق ما قالوا ولم يتحقق لنا ما نعتمد عليه ( 70 ) .
نعم ، إن الشيخ علي بن الحسين بن صادق البحراني ذكر في رسالة في الاخلاق أن الشيخ المفيد نقل عنه 6 ، إلا أنه لم يحدد الكتاب الذي كان فيه النقل ، ومن هذه العبارة استفاد الشيخ الطهراني فعده من مشايخ الشيخ المفيد اعتمادا على رسالة الاخلاق 7 ، وقد راجعنا مشايخ الشيخ

من روى عن محمد بن همام
ابراهيم بن محمد بن معروف أبو إسحاق
المرادي ( المزاري ) :
رجال النجاشي : 16
أحمد بن ابراهيم بن أبي رافع :
رجال النجاشي : 94
أحمد بن محمد البرقي :
دلائل الامامة : 10 ، 45
( الظاهر أن هنا بينه وبين ابن همام
سقط )
أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى
ابن الجراح الجندي :

رجال النجاشي : 7 ، 39 ، 65 ، 100 ،
111 ، 119 ، 127 ، 162 ، 163 ، 168 ،
171 ، 188 ، 191 ، 208 ( موردان ) ،
209 ، 211 ، 215 ، 221 ، 225 ، 226 ،
228 ، 229 ، 232 ، 237 ، 240 ،
( موردان ) ، 247 ، 254 ، 259 ، 285 ،
295 ، 324 ، 325 ( موردان ) ، 331 ،
333 ، 335 ( موردان ) ، 351 ،
البحار : 102 / 6 ح 28 عن قبس المصباح .

أحمد بن محمد بن المستنشق :
رجال النجاشي : 158
أبو الحسين اسحاق بن الحسن ( العلوي / خ )
العرفاني :
جمال الاسبوع : 513
أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي :
نزيل الري :
نوادر الاثر : 42 ، 43 .
أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه :
أمالي الطوسي : 1 / 49 ، 65 ، 71 ،
84 ، 166 ، 238 ، 2 / 29 ، 33 ،
أمالي المفيد : 291 ح 9 ، 300 ح 11 ،
التهذيب : 4 / 165 ح 41 ، 5 / 430 ح
141 ، 6 / 48 ح 23 ،
كامل الزيارات : 137 ح 3 ، 173 ح 2 ،
182 ح 1 ، 186 ح 7 ،
الاستبصار : 2 / 335 ح 2 ، بشارة
المصطفى : 18 ، 117 .


أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب :
جمال الاسبوع : 522
أبو محمد الحسن بن محمد العطشي :
أمالي الطوسي : 1 / 189
الصفواني :
غيبة الطوسي : 251 .
أبو الحسن علي بن ابراهيم بن هاشم القمي :
تفسير القمي : 456 ، 457 ، 458 ،
465 ، 606 ، 620 ، 689 ، 699 .
أبو الحسن ( علي بن ) أحمد بن ابراهيم الكاتب :
أمالي المفيد : 131 ح 8 ، 137 ح 6 .
أبو الحسن علي بن محمد النحوي :
أمالي الطوسي : 2 / 29
أبو حفص عمر بن محمد المعروف بابن الزيات
الصيرفي ( الصوفي ) :
أمالي الطوسي : 1 / 106 ، 2 / 28 ،
أمالي المفيد : 59 ح 4 ، 94 ح 4 ، 150
ح 8 ، 279 ح 5 ، رجال النجاشي : 335 .
محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني :
كمال الدين : 133 ح 2 ، 252 ح 2 ،
281 ح 34 ، 328 ح 10 ، 334 ح 3 ،
483 ح 3 ،
عيون أخبار الرضا : 1 / 47 ح 27 ، 53
ح 33 ، كفاية الاثر : 152
أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن جعفر الكاتب
النعماني يعرف بابن أبي زينب :
غيبة النعماني : 24 ، 28 ، 37 ح 11 ،
41 ح 2 ، 67 ح 7 ، 68 ح 8 ، 92 ح 23 ،
140 ح 1 ، 141 ح 2 ، 150 ح 8 ، 152
ح 10 ، 154 ح 13 ، 155 ح 16 ، 157
ح 20 ، 159 ح 4 و 6 ، 161 ح 1 ، 166 ح         
6 ، 167 ح 7 ، 169 ح 10 و 11 ، 174
ح 11 ، 175 ح 13 ، 176 ح 17 ،
178 ح 22 ، 179 ح 26 ، 180 ح 27
و 28 ، 181 ح 29 ، 183 ح 32 ، 184
ح 35 ، 185 ح 36 ، 186 ح 37 ، 189
ح 44 ، 195 ح 4 ، 197 ح 7 ، 198 ح
10 ، 199 ح 14 ، 204 ح 5 ، 229 ح 11 ،
238 ح 29 ، 242 ح 41 ، 243 ح 42 ،
249 ح 4 ، 250 ح 5 ، 252 ح 9 و 10 ،
253 ح 12 ، 271 ح 44 ، 272 ح 48 ،
276 ح 56 ، 277 ح 59 ، 297 ح
3 ، 302 ح 7 و 9 و 10 ، 306 ح
17 ، 307 ح 1 ، 311 ح 1 ، 319 ح
7 ، 322 ح 2 ، 323 ح 4 ، 324 ح 2 ،
327 ح 5 .
محمد بن أحمد بن داود القمي :
التهذيب : 6 / 37 ح 19 ، 45 ح 12 ،
53 ح 3 ، 73 ح 8 ، 82 ح 5 .
محمد بن العباس بن الماهيار :
تأويل الايات ( نسخة الخوانساري )
62 ، 65 ، 68 ، 147 ، 175 ،
( نسخة النجفي ) 102 ، 104 ، 105 ،
106 ، 107 ، 108 ، 110 ، 114 ،
115 ، 116 ، 117 ( روايتان ) ، 118 ،
120 ( روايتان ) ، 121 ، 122 ( روايتان )
123 ( روايتان ) ، 124 ، 125 ، 126 ،
( روايتان ) ، 127 ( روايتان ) ، 128 ، ( 3
روايات ) ، 129 ( روايتان ) ، 132 ،
134 ، 135 ، 194 ، 205 ، 214 ، 224 ،
262 ( 3 روايات ) .
أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب
الشيباني :

دلائل الامامة : 9 ، 45 ، 194 ، 229 ،
245 ، 248 ، 250 ، 252 ،
أمالي الطوسي : 2 / 64 ، اقبال الاعمال :
322 ، فهرست الشيخ : رقم 602 .
المظفر بن محمد بن أحمد أبو الجيش البلخي :
الخراساني الوراق :
أمالي المفيد : 310 ح 1 ، 328 ح 12 ،
354 ح 7 ،
أمالي الطوسي : 1 / 76 ، 93 ، 125 ،
244 ، بشارة المصطفى : 27 ، 149 .
أبو محمد بن هارون بن موسى التلعكبري :
دلائل الامامة : 45 ، 78 ( روايتان ) ،
90 ، 93 ، 95 ، 125 ، ( 3 روايات ) ،
126 ، 127 ، 128 ( روايتان ) ، 129 ،
135 ، 144 ، 173 ، 188 ، 189 ،
( 4 روايات ) ، 192 ، 195 ، 226 ،
229 ، 230 ( 4 روايات ) ، 231 ، 240 ،
241 ( 3 روايات ) ، 242 ، 243 ،
( روايتان ) ، 244 ، 245 ، 247 ،
257 ( روايتان ) ، 258 ( روايتان ) ،
259 ( روايتان ) ، 260 ( روايتان ) ،
261 ( 4 روايات ) ، 269 ، 273 ، 289 ،
( 3 روايات ) ، 290 ، 291 ، 292
( روايتان ) ، 293 ، 298 ، 320 ،
أمالي الطوسي : 1 / 307 ، 311 ( روايتان ) ،         
312 ( روايتان ) ، 2 / 257 ، 308 ( 10
روايات ) ، 312 ( روايتان ) ،
الاحتجاج : 1 / 66 ، التهذيب : 3 / 87
ح 17 ، كامل الزيارات : 185 ح 5 ،
كنز الكراجكي : 80 ، 81 ، 82 ، 106 ،
فلاح السائل : 13 ، 96 ، 130 ، 201 ،
222 ، 228 ، 231 ، 233 ، 281 ،
283 ( روايتان ) ، 286 البحار : 84 /
173 ح 1 ،
والمستدرك : 1 / 254 ب 33 ح 1 عن
فلاح السائل : 227 ولم يذكر فيه ، اقبال
الاعمال : 11 ، 322 ،
رجال النجاشي : 62 ، 225 ، 294 ،
خصائص أمير المؤمنين للسيد الرضي :
81 ،
الاصول الستة عشر : 2 ، 15 ، 60 ، 83 ،
93 ( روايتان ) ، 94 ، 95 ( روايتان ) ،
فهرست الشيخ : رقم 18 ، 136 ، 147 ،
265 ، 277 ، 319 ، 325 ، 358 ،
404 ، 448 ، 500 ، 508 ، 530 ،
724 ، 736 ، 742 ، 869 ، 873 ، 874 ،
الوسائل : 17 / 93 ح 1 ، عن الدروع
الواقية ولم يذكر السند فيه .
مهج الدعوات : 175 ، جمال الاسبوع :
440 ، 521 ،
غيبة الشيخ : 90 ، 128 ، 158 ، 180 ،
215 ( روايتان ) ، 220 ( روايتان ) ، 226 ،
244 ، 251 ، 252 .

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ثقتي

الحمد لله المتفرد بآلائه ، المتفضل بنعمائه ، العدل في قضائه ، الذي محص بالاختيار عن أوليائه ، وأملى ( 71 )  بالاستدراج لاعدائه ، وجعل امتحانه لمن عرفه أدبا ، ولمن أنكره غضبا .
وصلى الله على ساداتنا وأئمتنا : محمد نبيه وصفيه وآله المصطفين الاخيار ، المعصومين الابرار ، وسلم عليهم تسليما .
ولما رأيت ما شملني والعصابة المهدية ( 72) من الاختبار واللاواء والتمحيص و الابتلاء في باب معيشتها ، وتصرف أحوال الدنيا بها ، والامتحان ( 73) ، رافعا من الله الكريم بها ، وحسن نظر منه ( 74) لها .
وكرهت أن يخرج ذلك دين من لم يعرف موقع الفضل والعدل فيه ، والمنة عليه به ، ويقدح في اعتقاد من لم يتصل به ما اتصل بي .
وعلمت بغمز ( 75) ما قاله النبي والوصي والائمة ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ في هذا المعنى ، وما ذكروه من أحوال شيعتهم [ و ] مسارعة البلاء إليهم تمحيصا عنهم ، وكفارات ( 76) لذنوبهم ، وما بشروهم به من حميد العواقب فيه ، ونبهوا عليه من تفضل ( 77 ) الله عليهم بذلك منا منه ورحمة ، علمت هذا الكتاب وترجمته :

* ( كتاب التمحيص ) *
واشتققت ترجمته من معناه ، وذكرت فيه وجوه الاختيار ( 78 ) من الله جل ثناؤه لعباده المؤمنين ، وتمحيصه عن أوليائه الموحدين .
وأضفت إليه ما جانسه ، وضممت إليه ما شاكله من الصبر ، والرضا ، و الزهد فيما يفنى ( 79 ) لتكمل الفائدة ، ويعم النفع فيكون ذلك درسا لعالمينا ، وفائدة لمتعلمينا ، ومقويا يقين من ضعف يقينه منا ، ومسليا عن حطام الدنيا ، ومبشرا بسرور الاخرى ، وكاشفا عمن اتصل غمه ، وملكه همه ليرجع إلى ربه ، ويثق بوعد إمامه ( 80 ) ، فيكمل الله أجره ، ويجزل ذخره .
فمن نظر فيه من إخواننا ـ كثرهم الله وحرسهم ـ ورأى فيه خللا أصلحه ، أو نقصا تممه متوخيا ( 81 ) بذلك جزيل الثواب في وقت الاياب إن شاء الله ،
وبه الثقة ، وعليه توكلت ، وهو حسبي ونعم الوكيل .
____________
( 1 ) الملك 67 : 1 ، 2
( 2 ) الصابرين : الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا الله وإنا إليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون . البقرة 155 ـ 157 .
( 3 ) البقرة 2 : 153 ، 155
( 4 ) المائدة 5 : 94
( 5 ) آل عمران 3 : 167
( 6 ) آل عمران 3 : 142
( 7 ) البقرة 2 : 214
( 8 ) العنكبوت 29 : 2 ، 3
( 9 ) آل عمران 3 : 140 ، 141 ، 154
( 10 ) إشارة للآية الشريفة « ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب » آل عمران 3 / 179 .
( 11 ) آل عمران 3 / 140
( 12 ) البقرة 2 / 157
( 13 ) الكهف 18 / 104
( 14 ) المؤمنون 23 / 104
( 15 ) العنكبوت 29 / 2 ، 3
( 16 ) كنز العمال ح 5818
(17 ) الكافي 2 / 252 ح 1 ، البحار 67 / 200 ح 3
(18 ) نهج البلاغة ص 199 ط 144 ، تفسير نور الثقلين 1 / 120 ح 448
( 19 ) البقرة 2 / 155
( 20 ) الاعراف 7 / 130
( 21 ) البحار 67 / 232 ح 48
( 22 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 13 / 157
(23 ) البحار 67 / 237 ، ج 82 / 145 ح 30 وفيه ( أفضل من الغفلة )
( 24 ) الروم 30 / 7
( 25 ) البحار 73 / 92 ح 69
( 26 ) البحار 73 / 129 ح 133
( 27) البحار 97 / 379
( 28 ) غرر الحكم ص 140 س 15 ، البحار 67 / 199
( 29 ) الكافي 2 / 258 ح 28 ، البحار 67 / 221 ح 28
( 30 ) الزخرف 43 / 33 وبدايتها « ولولا أن يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن . . . »
(31 ) الاعراف 7 / 32
( 32) البحار : 72 / 50 ح 64 .
( 33 ) البحار : 8 / 59 ح 80 .
(34 ) البقرة 2 / 214
( 35 ) مناقب ابن شهراشوب 3 / 120 ، نور الثقلين 5 / 594 ح 10
( 36 ) الضحى 93 / 5
( 37 ) البحار : 72 / 52 ح 76 .  
( 38 ) مجمع البيان ج 8 / 492 ، البحار 82 / 145 ح 31
( 39 ) الزمر 39 / 10
( 40 ) مريم 19 / 63
( 41 ) غرر الحكم ص 123 س 19 .
( 42 ) الفجر 89 / 27 ـ 30
( 43) الوافية في تعيين الفرقة الناجية / مخطوط ص 91 س 5 .
( 44 ) أمل الآمل ج 2 / 74 رقم 198 .
( 45 ) بحار الانوار ج 1 / 17 .
( 46 ) المصدر السابق ص 34 .
( 47 ) رياض العلماء ج 1 / 244 .
( 48 ) يعبر صاحب « الرياض » في كتبه عن المجلسي : بالاستاذ الاستناد ، وعن المحقق الآغا حسين الخونساري : بالاستاذ المحقق ، وعن المولى محمد باقر السبزواري بالاستاذ الفاضل ، وعن المدقق الشيرواني الميرزا محمد بن حسن : باستاذنا العلامة ، ( هامش الكنى والالقاب ج 2 / 42 ) .
(49 ) بحار الانوار ج 1 / 245 .
( 50) روضات الجنان ج 6 / 151
( 51 ) مستدرك الوسائل ج 3 / 326
( 52 ) في الاصل : حدثني
( 53 ) الذريعة ج 3 / 400
( 54 ) في أوله هكذا : « حدثني أبو علي محمد بن همام » وهو محل الكلام والبحث ، فكيف يستند إليه ؟ !
( 55 ) الذريعة ج 4 / 431 .
( 56 ) تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام ص 413 .
( 57 ) أعيان الشيعة ج 22 / 320 .
( 58 ) الذريعة ج 16 / 177 .
( 59 ) رجال النجاشي ص 294 .
( 60 ) لم تتضح طبقة ابن شعبة يقينا عندنا .
( 61 ) وقد أخذ بهذا الرأي بعض المحققين الفضلاء المعاصرين .
( 62 ) المقصود بأرباب التراجم : القدماء كالنجاشي والشيخ والكشي وابن شهر اشوب ، والانكي من ذلك أنه لم يرد لابن شعبة ترجمة قط في هذه المصادر.
( 63 ) مقدمة كتاب « أوائل المقالات » ص ( مد ) الاختصاص ص 19 .
(64 ) كما ذكره بعض المحققين لتحف العقول .
( 65 ) راجع ملحوظة الميرزا النوري على ما أكده الحر العاملي باختيار القاضي في مجالسه ما اختاره القطيفي من نسبة الكتاب لابن شعبة فيقول : « إلا أنه نسبه إلى القاضي في « المجالس » وفيه سهو ظاهر ، فإن القاضي نقل في ترجمة القطيفي ما أخرجه من كتاب « التمحيص » بعبارته ولا يظهر منه اختياره ما اختاره من النسبة » ، فلاحظ .
( 66) مع أنا لم نجد دليلا لهذه الشهرة في روايته عن ابن همام حتى في كتاب « تحف العقول » ، فتأمل .
( 67 ) كامل الزيارات ص 10
( 68 ) المصدر السابق باب 73 ح 1 في ثواب من زار الحسين عليه السلام في رجب .
( 69 ) راجع ملاحظة الميرزا النوري في المستدرك ج 3 / 326
( 70 ) ولهذا أفردنا باباً فيمن روى عنه ابن همام ومن روى عن ابن همام ، فراجعه .
( 71 ) املاء / خ .
( 72) المهتدية / خ .
( 73) الامتحان فيها / خ .
( 74) عنه / خ .
( 75) بعموم ، بقمر / خ .
( 76) كفارة / خ .
( 77 ) تفضيل / خ
( 78 ) الاخبار / خ ل .
( 79 ) يعنى / خ ل .
( 80 ) أمانة / خ .
( 81 ) مستوجبا / خ .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page