• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

لنوع الأول: ابتلاءات السابقين

النوع الأول:
وهو ابتلاء السابقين والصديقين المحسنين،

وهو ابتلاء الزيادة والترقي، ونتيجته الرفعة والرقي في مقامات التمكين، والرسوخ في منازل الأولياء والصديقين، فبقدر الإمتحان يكون الإمتكان.
روى السيوطي في الدر المنثور قال أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى: {السابقون السابقون} قال: نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار الذي ذكر في يس، وعلي بن أبي طالب، وكل رجل منهم سابق أمته، وعلي أفضلهم سبقا.
قال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في قوله تعالى {والسابقون السابقون أولئك المقربون} قال نحن السابقون و نحن الآخرون}.
وروى في بحار الأنوار عن ابن عبّاس قال: سألت رسولَ الله صلّى الله عليه وآله عن قول الله عزّوجلّ {والسابقون السابقون أٌولئك المُقرَّبون}، فقال: قال لي جبرائيل: ذاك عليٌّ وشيعته، هم السابقون إلى الجنّة، المقرّبون من الله بكرامته لهم.
قال تعالى في سورة النحل الآيتان: 127 - 128 {واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون، إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
وقال تعالى {وسنزيد المحسنين}. وقال تعالى {إن الله يحب المحسنين}.
وقال تعالى {فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله}.
وقال تعالى في سورة فاطر الآية: 29 - 30 {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور، ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور}. وقال تعالى في سورة الشورى {ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله}.
وقال تعالى في سورة الفتح الآية 4 {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم}.
وعليه فإن المبتلى بهذا النوع من الإبتلاء لا يكون ممتحنا بقدر ماهو ترفيع وترقية وتمكين ورسوخ في المقامات العرفانية الفاضلة، وكأن الله عندما ينزل الإبتلاء بعبده المؤمن المستسلم للإرادة الإلهية، كأنه يباهي به ليظهر حقيقة صدقه وتمكنه وإخلاصه لربه، وصدق عبوديته للواحد الأحد، وليظهر على عبده صديقية ما في مكنونه من تحقيق للعبودية وقياما لحقوق الربوبية، وليظهر أيضا محبوبية هذا العبد عنده، فإذا أحب الله عبدا ابتلاه ليخرج من باطنه كل ما فيه حب وولاء واستسلام لأمره تعالى.
ولذلك إذا تجلى الرب على عبده المؤمن من خلال هذا النوع من التعرفات الجلالية، فإن العبد لا يرى في ذلك التعرف إلا الجمال، فلا يرى ما يراه البشر بطبيعتهم أثناء الإبتلاء من ألم أو جزع أو هلع، ولا يفقد ثقته بالله تعالى، ويحسن الظن به، بل ويعتقد أن الله تعالى ما أنزل به تلك النوازل إلا لأنها خير له، لأنه فوض أموره إلى الله، لأن الله بصير بعباده فينقلب الإبتلاء والتعرف الجلالي إلى نعمة ومنة إلهية، فحتى يسهل على نفسه جلال الإبتلاء، فإنه يقلبه جمالا من ساعته، فيقابل الشيء الذي يراه بضده قياما بحقوق الربوبية لله تعالى، لأنه يدرك أن المبتلي هو الله ربه، وهو العبد الذي ليس له أي اعتراض على سيده بل يقر ويعترف أن كل ما ينزل به هو الجمال.
ولنستمع إلى السيدة زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام، ونعيش معها لحظات جلالية حولتها إلى جمالية، بعد أن رأت بأم عينها مقتل أخيها الإمام الحسين عليه السلام وأبناءه وأصحابه وكذلك مقتل عدد من أبنائها عليها السلام، ولم يثنيها ذلك عن ممارسة أعلى درجات العبودية لله تعالى والدعوة لدين الله تعالى ونهج رسول الله وأهل بيته المعصومين الطاهرين.
فعندما أدخل أسرى آل الرسول (موكب السبايا) إلى مجلس ابن زياد (عليه وأمثاله لعائن الله)، وهو العتل الزنيم ابن المرأة الفاجرة وأبوه زياد الذي لم يعرف له أب فقيل زياد بن مرجانة أو زياد بن أبيه. هنالك دخلت زينب متنكرة، فلما توجه إليها ابن زياد قائلا من هذه المتنكرة، قيل له إنها زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. فأراد ابن زياد أن يتشفى منها فقال: الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم. فقالت سلام الله تعالى عليها: إنما يفتضح الفاسق، ويكذب الفاجر وهو غيرنا. فقال ابن زياد: كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك. فقالت ما رأيت إلا جميلا، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك أمك يا ابن مرجانة.
وكما ترى فهذه حفيدة رسول الله وبنت الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء وأخت الإمامين الحسن والحسين، التي تربت وترعرعت في ظل أجواء النبوة والإمامة، من أهل بيت النبوة والرحمة والعصمة، قد حولت التعرف الجلالي إلى جمالي، مع المحافظة على وجود أسمى معاني الأيمان بالله تعالى، والثقة به والتوكل عليه، والإعتقاد الجازم بعدل الله ولطفه، ووعده ووعيده.
فإذا كانت السيدة زينب سلام الله تعالى عليها ثابتة المقام في العبودية لله تعالى فكيف بالأئمة من أهل البيت عليهم السلام وأصحابهم وأتباعهم المخلصون الصادقون الموفون بعهدهم وبيعتهم، الذين أنزل الله تعالى فيهم قرآنا يتلى عندما قال في سورة البينة الآية 7 {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية}.
أخرج ابن عدي عن ابن عباس قال: لما نزلت {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين". رواه في كنز العمال والطبري ومجمع الزوائد والحاكم وغيرهم كثير.
إن الله تبارك وتعالى أختص لنفسه بعد نبيه خاصة وهم أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، علاهم بتعليته وسماهم إلى رتبته وجعلهم إليه الأدلاء بالإرشاد إليه، أئمة معصومين هادين مهديين، فاضلين كاملين، وجعلهم الحجج على الورى والعباد ودعاة إليه، شفعاء بإذنه، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، يحكمون بأحكامه ويستنون بسننه، ويقيمون حدوده، ويؤدون فروضه، ليهلك من هلك عن بينة ويحيي من يحيي عن بينه, صلوات الله والملائكة الأبرار والمقربين على محمد وآله الأخيار.
ولذلك كانوا دائما في مقام الشكر لله تعالى، لأنهم يرون كل شيء منة ونعمة وعطاءات إلهية جميلة، تزيدهم نورا وجمالا وبهاء، ورفعة عند الله، انظر إلى عبادتهم، كان رسول الله يقوم حتى تتفطر قدماه وكذلك السيدة الزهراء والأئمة من أهل البيت عليهم السلام. والمخلصون من أتباعهم.
روى العلامة المجلسي في بحار الأنوار ورد عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل أنه قال في قضية الإسراء والمعراج لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل الله تعالى (إن الله مختبرك ـ أي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ـ في ثلاث ينظر كيف جدك؛ قال: أسلم لأمرك يا رب، ولا قوة لي على الصبر إلا بك، فما هن؟..... إلى أن يقول الإمام الثالثة...
وأما الثالثة: فما يلقى أهل بيتك من بعدك من القتل: أما أخوك علي فيلقى من أمتك الشتم والتضعيف والتوبيخ والحرمات والجهد والظلم وآخر ذلك القتل.
فقال: يا رب، سلمت وقبلت، ومنك التوفيق والصبر.
وأما ابنتك فتظلم، وتحرم، ويؤخذ حقها غصباً الذي تجعله لها، وتضرب وهي حاملة، ويدخل على حريمها ومنزلها بغير إذن، ثم يمسها هوان وذل ثم لا تجد مانعاً، وتطرح ما في بطنها من الضرب، وتموت من ذلك الضرب، قلت إنا لله وإنّا إليه راجعون قبلت يا رب وسلمت ومنك التوفيق والصبر.
روى القندوزي الحنفي في ينابيع المودة قال علي بن أبي طالب عليه السلام - كل حقد حقدته قريش على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أظهرته في، وستظهره في ولدي من بعدي، ما لي ولقريش! إنما وترتهم بأمر الله وأمر رسوله، أفهذا جزاء من أطاع الله ورسوله إن كانوا مسلمين؟. ثم تلا قوله تعالى وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد.
وروى القندوزي في ينابيع المودة عن علي بن أبي طالب قال: كنت أمشي مع النبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم في بعض طرق المدينة، فأتينا علي حديقة!
فقلتُ: يا رسول الله! ما أحسن هذه الحديقة! فقال: رسول الله: ما أحسنها؟! ولك يا علي في الجنّة أحسن منها!
ثمّ أتينا علي حديقة أُخرى، فقلتُ: يا رسول الله! ما أحسن هذه الحديقة!
فقال رسول الله: ما أحسنها! ولك يا علي في الجنّة أحسن منها! ثمّ أتينا علي حديقة أُخري، فقلت: يا رسول الله، ما أحسنها من حديقة!
فقال رسول الله: لك في الجنّة أحسن منها! قال: فمشينا حتّي أتينا علي سبع حدائق، وكلّما مررنا بحديقة منها، كنت أقول: يا رسول الله! ما أحسنها! فيقول: لك في الجنّة أحسن منها!
فَلَمَّا خَلاَ لَهُ الطَّرِيقُ اعْتَنَقَنِي وَأَجْهَشَ بَاكِياً! فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَهِ! مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: ضَغَائِنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ لاَيُبْدوُنَهَا لَكَ إلاَّ بَعْدِي! فَقُلْتُ: فِي سَلاَمَةٍ مِنْ دِينِي؟! قَالَ: فِي سَلاَمَةٍ مِنْ دِينِكَ.
وروي في ينابيع المودة وفي مناقب الخوارزمي عن أبي سعيد الخدريّ قال: أخبر رسولالله صلّيالله عليه وآله وسلّم عليّاً بما يلقي إليه من أعدائه من المقاتلة: فَبَكَي علي وَقَالَ: أَسْأَلُكَ يَا رَسُولَ اللَهِ بِحَقِّ قَرَابَتِي وَبِحَقِّ صُحْبَتِي أَنْ تَدْعُو اللَهَ أَنْ يَقْبِضَنِي إليهِ! فَقَالَ: يَا علي! أَنَا أَدْعُو اللَهَ لَكَ لأجَلٍ مُؤَجَّلٍ! فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَهِ! علي مَا أُقَاتِلُ الْقَوْمَ؟! قَالَ علي الإحْدَاثِ فِي الدِّينِ.
وأخرج موفّق بن أحمد الخوارزميّ بسنده عن أبي ليلي، عن أبيه، قال: أعطى النبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم الراية يوم خيبر إلي علي، ففتح الله عليه؛ وفي يوم غدير خُمّ أعلم الناس أنـّه مولي كلّ مؤمن ومؤمنة، وقال له: أنت منّي وأنا منك؛ وأنت تقاتل علي تأويل القرآن كما قاتلت علي تنزيله! وقال له: أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنـّه لانبيّ بعدي. وقال له: أنا سلم لمن سالمك، وحرب لمن حاربك؛ وأنت العروة الوثقى! وأنت تبيِّن ما اشتبه عليهم من بعدي! وأنت وليّ كلّ مؤمن ومؤمنة بعدي! وأنت الذي أنزل الله فيك:
وَأَذَانٌ مِنَ اللَهِ وَرَسُولِهِ إلي النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأكبر.
وأنت الآخذ بسنّتي! والذابُّ عن ملّتي! وأنا وأنت أوّل من تنشقّ الأرض عنه؛ وأنت معي تدخل الجنّة؛ والحسن والحسين وفاطمة معنا، إنّ الله أوحي إليَّ أن أُبيّن فضلك؛ فقلت للناس وبلّغتهم ما أمرني الله تبارك وتعإلي بتبليغه!
ثمّ قال: اتَّقِ الضَّغائِنَ الَّتِي كَانَتْ فِي صُدُورِ قَوْمٍ لاَ تُظْهِرُهَا إلاَّ بَعْدَ مَوْتِي؛ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ وَبَكَى.
ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ أَنـَّهُمْ يَظْلِمُونَكَ بَعْدِي، وَأَنَّ ذَلِكَ الظُّلْمَ لاَ يَزُولُ بِالكُلِّيَّةِ عَنْ عِتْرَتِنَا حَتَّي إذَا قَامَ قَائِمُهُمْ، وَعَلَتْ كَلِمَتُهُمْ، وَاجْتَمَعَتِ الأمة علي مَوَدَّتِهِمْ، وَالشَّانِئ لَهُمْ قَلِيلاً، وَالكَارِهُ لَهُمْ ذَلِيلاً، وَالمَادِحُ لَهُمْ كَثِيراً.
وذلك حين تغيّر البلاد؛ وضعف العباد، حين اليأس من الفرج، فعند ذلك يظهر القائم مع أصحابه؛ فبهم يظهر الله الحقّ؛ ويخمد الباطل بأسيافهم؛ ويتبعهم الناس راغباً إليهم وخائفاً منهم! أبشروا بالفرج فإنّ وعد الله حقّ لايخلف؛ وقضاءه لا يردّ؛ وهو الحكيم الخبير؛ وإنّ فتح الله قريب.
اللَهُمَّ إنَّهُمْ أَهْلِي فَأذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً؛ اللَّهُمَّ اكْلأهُمْ وَارْعَهُمْ، وَكُنْ لَهُمْ وَانْصُرْهُمْ، وَأَعِزَّهُمْ وَلاَ تُذِلَّهُمْ، واخْلُفْنِي فِيهِمْ إِنَّكَ علي مَا تَشَاءُ قَدِيرٌ.
لاحظوا في الأحاديث كيف كان هم أمير المؤمنين سلامة الدين، والمحافظة على تعاليم الإسلام سالمة من عبث العابثين، ولم يكن يركز إلا على سلامة عبوديته لله تعالى وطاعته وما فيه رضى رب العالمين.
ثم إن في هذا النوع من الإبتلاءات أي ابتلاء الرفعة والترقية الذي اختص به الرسول وأهل بيته وشيعتهم، حجة على المشاهد الحاضر والمستمع الغائب، فإذا كان الله تعالى قد فرض على المسلمين طاعتهم وولايتهم، فكيف بهم إذا شاهدوا وسمعوا ابتلاءهم ومظلومياتهم والأذى الذي تعرضوا له. فعندما يقول الله تعالى قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور. وعندما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله عن الحسين عليه السلام، إن ابني هذا - يعني الحسين عليه السلام - يقتل بأرض من أرض العراق يقال لها كربلاء، فمن شهد ذلك منهم فلينصره. (رواه ابن حجر في الإصابة، وفي كنز العمال، والبداية والنهاية لإبن كثير عن أنس بن الحارث).
وكذلك عندما يقول في حديث الثقلين إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
وعندما يقول صلى الله عليه وآله- من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.
وعندما يقول- فاطمة بضعة مني، من آذاها فقد آذى الله، ومن أرضاها فقد أرضى الله.
وعندما يقول حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا، وأبغض الله من أبغض حسينا.
فالأصل عند هذه الأوامر الإلهية هو السمع والطاعة، بمتابعة وولاية من أمر الله بطاعتهم وولايتهم، ووجوب متابعة ومراقبة حالهم وأحوالهم، وذلك أمر ظاهر في منطوق كل ما مر من النصوص الشرعية التي تفرض على البصر والبصيرة، دوام التطلع والتبصر في حقيقتهم وأحقيتهم، ونصرتهم وولايتهم، والنظر في كل أمورهم، ظاهرها وباطنها، دقيقها وجليلها. هذا ما دلت عليه النصوص الشرعية عند كل طوائف المسلمين.
ولنقرأ معا النص التالي من الزيارة الجامعة لأهل البيت عليهم السلام المروية عن الإمام الهادي عليه السلام (أنتم السبيل الأعظم، والصراط الأقوم، وشهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء، والرحمة الموصولة، والآية المخزونة، والأمانة المحفوظة، والباب المبتلى به الناس، من أتاكم فقد نجى، ومن لم يأتكم فقد هلك، إلى الله تدعون، وعليه تدلُّون).
وروى السيوطي والطبراني عن خالد بن عرفطة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال (إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي).
فالناس مبتلون أي ممتحنون بأهل البيت عليهم السلام وبإمامتهم على أن يعتقدوا بذلك ويطبقوه، ويبذلوا أموالهم وأنفسهم وأرواحهم في سبيل الثبات على أمر الله تعالى فيما يتعلق بأهل البيت.
وهذا الإختبار الإلهي قد أجج صراعا تاريخيا كبيرا وواسعا، قد يبدوا غامضا عند البعض من الناس، الذين لا يودون البحث عن الحقيقة والأحقية. ذلك الصراع الذي بدأ منذ العصور الأولى للإسلام، حيث ثارت الغيرة، وظهرت الضغائن والأحقاد، وانتشر الحسد ضد بني هاشم وأتباعهم من المؤمنين المخلصين، قال تعالى في سورة النساء. الآيتان: 54 - 55 {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما، فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا}.
عن بريد قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فسألته عن قول الله تعالى:
م يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} قال: فنحن الناس ونحن المحسودون على ما آتانا الله من الامامة دون خلق الله جميعا {فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما} جعلنا منهم الرسل والانبياء والائمة عليهم الصلاة والسلام، فكيف يقرون بها في آل إبراهيم ويكذبون بها في آل محمد عليهم الصلاة والسلام {فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا}. روي ذلك ابن حجر في الصواعق، وابن المغازلي الشافعي، وفي شواهد التنزيل للحسكاني.
وكانت النتيجة أن عصى أغلب المسلمين أمر الله، ولم ينجحوا في ذلك الإختبار الإلهي المتعلق بإمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من ولده عليهم الصلاة والسلام، وكان أن تمكن من الحكم والسلطة، من نزع من أهل البيت حقوقهم وإمامتهم، ومن هجم على بيوتهم وحرقها، وأسقطت السيدة فاطمة الزهراء جنينها بضربة من مجرم متأله فاجر، أدت إلى عصرها عليها السلام بين الباب والحائط مما أدى إلى كسر أضلاعها وأذيتها، وأهين الإمام علي وتم عزله عن الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية، ودأب المسلمون على سبه وشتمه، وبذل أولئك كل ما يملكون من قوة لطمس حقيقة أهل البيت وأحقيتهم ومظلومياتهم، وإخفائها وإنكارها إذا اقتضى الأمر، وملاحقة أتباعه وشيعته بالأذى والتشريد والتعذيب والقتل، وعلى ذلك سار أتباعهم إلى يومنا هذا. وهذا ما نشاهده اليوم من قتل وتشريد وإرهاب ضد أتباع أهل البيت عليهم السلام. وما نقم أولئك من أتباع أهل البيت وشيعتهم إلا أن آمنوا بالله وأطاعوه واتبعوا أمره، هذه هي تهمتهم العظمى.
أيوجد بلاء أعظم من هذا البلاء؟ أليس هذا الإبتلاء حجة على من شاهد أو سمع؟، فقد روى أبو داود عن العرس بن عميرة الكندي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها - وقال مرة فأنكرها - كمن غاب عنها ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها). ورواه السيوطي في الجامع الصغير وقال صحيح.
وقال صلى اللّه عليه وسلم: "إن اللّه لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه، فلا ينكرونه، فإذا فعلوا ذلك عذب اللّه الخاصة والعامة" (رواه أحمد).
وروى في كنز العمال ومجمع الزوائد عن الإمام الحسين بن علي عليهما السلام قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب عنه، ومن غاب عن أمر فرضي به كان كمن شهده).
وروى في كنز العمال عن ابن مسعود قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ستكون أمور فمن رضيها ممن غاب عنها كان كمن شهدها، ومن كرهها ممن شهدها فهو كمن غاب عنها). ورواه أبونعيم وابن النجار.
أليس في مظلوميات النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين وبقية أهل البيت إثارة لعقول وعواطف المؤمنين، وحجة بليغة ضد الغافلين عن أهل البيت وضد الناصبين لهم العداء؟.
لاحظوا وفي الفترة الأخيرة عندما حوصرت كربلاء والنجف، وقصفت مراقد الأئمة في العراق، وتكرار تلك المشاهد من خلال المحطات الفضائية التي تنقل الحدث مباشرة، والإعتداء على مساجد أهل البيت، وحالات إغتيال أتباع أهل البيت عليهم السلام. أليس في تلك المشاهد حجة على المشاهد والمستمع، من أجل أن يسأل نفسه، ما هي تلك المراقد؟ ومن هم الشيعة؟. ومن هم أهل البيت؟. وماهي مظلومياتهم؟.
فمن ثبت على ولائهم فهو من أهل الرسوخ والتمكين ويزيده الله تعالى رفعة وعلوا، وأما من كان غافلا فربما يتنبه ويتوصل إلى الحقيقة، وأما الناصب العداء لهم ولشيعتهم، فلا تزيده مظلوميات أهل البيت وشيعتهم إلا سخطا وبغضا من الله تعالى، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ونار جهنم هي المصير.
إن الناظر في ابتلاءات أهل البيت ومظلومياتهم، يجد أنها كانت من أجلنا، حتى ينقذنا الله بهم من الضلال، ونسير بأمان وثبات على الصراط المستقيم.
فكلما تمعن العبد المؤمن في مظلوميات أهل البيت وابتلاءاتهم، وتضحياتهم، وحملهم الأمانة على أكمل وجه، وصمودهم أمام الطواغيت والجبابرة في سبيل المحافظة على الدين، يجد أن كل ذلك من أجلنا، حتى يصلنا منهاج الشريعة المحمدية طاهرا صافيا نقيا، لم تمسه أيدي العابثين والحاسدين والحاقدين.
فهم عليهم الصلاة والسلام قد قدموا أنفسهم عبودية لله تعالى من أجلنا حتى نكون في مقدمة الأمم، سباقين في كل المجالات، وحتى نكون معهم من الناجين
في سفينة النجاة، وحتى يرفعوا ونرفع معهم بإذن الله تعالى لواء الحق عاليا خفاقا فوق ربوع الأرض من دون إفراط أو تفريط.
لقد ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء في سبيل المحافظة على رسول الله ودعوته، وفي سبيل تعزيز الصلة بين العباد وربهم، فبثوا لنا تراث النور والهداية، وها هو تراثهم يملئ شرق الأرض وغربها، بالرغم من كل محاولات طمس نورهم وإخفاءه عن الناس، نجده يسطع متلألئا، وبشكل مطرد، منتظرا ظهور الأمام الثاني عشر الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، فكلما ازداد الظلم والجور، اقترب الوعد الحق بظهوره عليه السلام.
لقد استطاع الأئمة من أهل البيت وشيعتهم أن يحولوا ابتلاءاتهم ومظلومياتهم من تعرفات جلالية إلى مقامات جمالية وكمالية رائعة، وحلوا في مقامات الشكر العالية هم وأتباعهم المخلصون الموفون بعهدهم، وكشفوا عن مكنونات حقائقهم الجمالية أمام الله وأمام العباد، ونجدهم وكل أتباعهم دوما يرددون قوله تعالى {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}.
وروى الطبري والطبراني وابن كثير عن العتبي عن أبيه أن الأمام علي بن الحسين عليه السلام قال (إنا أهل بيت نطيع الله عز وجل فيما نحبه، ونحمده على ما نكره).
وعلى ذلك يكون هذا النوع من الإبتلاء هو من أجل رفعة وترقية المبتلين به، وإشهاد رسوخهم وتمكينهم وثباتهم، ومن أجل إظهار مكنونات حقائقهم، وحقيقة تمكنهم من الإيمان، والإستسلام لأمر الله تعالى، وبيان جاهزيتهم لخدمة الله تعالى وشريعته من على بساط العبودية الصادقة لله تعالى. ولذلك كان رسولنا الأكرم وأهل بيته الطاهرين القدوة في كل شيء، في الصبر والحلم والتقوى والشجاعة والعلم، والتحمل، وحمل الأمانة والتضحية والفداء، فها هو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام يفدي رسول الله صلى الله عليه وآله عندما أجمعت قريش على قتله في مكة وبات في فراش النبي وهو يعلم أنه مقتول لا محالة، فأظهر الله حقيقة حبه وفداءه للنبي، وأنزل الله في ذلك قرآنا يتلى بعد أن باهى الله به الملائكة.
روى الحافظ العراقي عن ابن عباس بات علي عليه السلام في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوحى الله إلى جبريل وميكائيل إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختارا كلاهما الحياة وأحباها، فأوحى الله عز وجل إليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين نبيي محمد صلى الله عليه وسلم فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة؟ اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه فكان جبريل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبريل عليه السلام يقول: بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب والله تعالى يباهي بك الملائكة فأنزل الله تعالى {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد}. ورواه أحمد مختصرا، وهو عليه السلام أول من بارز في بدر وأحد، وهو وأهل البيت الذين بقوا في حنين بعد أن انهزم المسلمون، وهو الذي تصدى لعمروا بن ود العامري وقتله، بعد أن رفض الصحابة منازلته بعد أن ضمن رسول الله لمن ينازل عمروا بن ود الجنة، وبالرغم من ذلك الضمان النبوي، لم يتقدم سوى أمير المؤمنين.
روى السيوطي عن ابن عباس قال قتل علي بن أبي طالب عمرو بن ود ودخل على النبي صلى اللّه عليه وسلم فلما رآه كبر وكبر المسلمون فقال اللّهم أعط علياً فضيلة لم تعطها أحداً قبله ولا تعطها أحداً بعده فهبط جبريل ومعه أترجة من الجنة فقال إن اللّه يقول حي بهذه علي بن أبي طالب فدفعها إليه فانفلقت في يده فلقتين فإذا حريرة بيضاء مكتوب فيها سطرين تحية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب. وفي ذلك الموقف قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (برز الإيمان كله إلى الشرك كله) وقال (ضربة علي يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين). وكذلك في يوم خيبر عندما لم يفلح أبو بكر ولا عمر بفتح حصون خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله).
وها هو الإمام أبي عبد الله الحسين عندما خرج إلى كربلاء، كان يعلم أنه مقتول هو وأبناءه وأصحابه، وأخذ معه نساءه، وبالرغم من محاولة ثنيه عن ذلك من بعض المسلمين، قال عليه السلام" لم أخرج أشرا ولا بطرا، ولا مفسدا ولا ظالما، وأنما خرجت لطلب الإصلاح في أمتي جدي، آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب. فذهب مضحيا في كل شيء من أجل بعث دين جده محمد من جديد، راضيا بقضاء الله مستسلما لأمره، روى النووي في بستان العارفين عن الإمام الشافعي قال (مات ولد للحسين بن عليٍّ عليهما السلام، فلم يرى عليه كآبةٌ! فعوتب في ذلك، فقال: إنا أهل بيتٍ نسأل الله تعالى فيعطينا، فإِذا أراد ما نكره فيما يحب، رضينا).
وأما السيدة فاطمة الزهراء سلام الله تعالى عليها، سيدة نساء العالمين، بضعة رسول الله، فكانت القدوة في الثبات أمام المحن والإبتلاآت التي تعرض لها رسول الله صلى الله عليه وآله، في بداية الدعوة وأثناء مراحلها كلها، فقد كانت الأولى في كل شيء، فاستحقت أوسمة الشرف الربانية بعد أن حققت أسمى معاني العبودية، فكانت ولازالت وستبقى سيدة نساء العالمين، وسيدة نساء أهل الجنة، حتى أن الله تعالى لطهارتها وفنائها في الله تعالى قد منحها وساما عاليا رفيعا، أن من آذاها فقد آذى الله، ومن أغضبها فقد أغضب الله، وأن الأئمة من ولدها وغير ذلك من الأوسمة العالية الرفيعة.
روى السيوطي وابن مردويه وابن النجار عن جابر بن عبد الله قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من حملة الإبل، فلما نظر إليها قال: يا فاطمة تعجلي فتجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا فأنزل الله {ولسوف يعطيك ربك فترضى}.
وكذلك سيرة الإمام الحسن عليه السلام وبقية الأئمة من أهل البيت وأصحابهم المخلصين، والعلماء الصادقين الذين اتبعوا نهجهم، بصدق وأمانة وتحملوا كل أنواع الإبتلاء والأذى والظلم، عبودية لله تعالى، وطاعة له ولرسوله، فكانت كل ابتلاءاتهم رفعة وترقية لهم عند الله، وحجة علينا.

الوسيلة بين العبودية والربوبية:
وأعتقد أنه من الضروري جدا للعبد المؤمن، حتى يزداد قربا من الله تعالى، وحبا وولاء لأحباب الله أهل البيت عليهم السلام، أن يتفكر دائما في ابتلاءاتهم ومظلومياتهم، حتى تزاد عوامل الصلة الوثيقة بينه وبينهم، ففي الحزن لأحزانهم، والفرح لفرحهم، آثار كبيرة وواضحة في تطهير النفس البشرية من حجاب الغفلة الكثيف عنهم، وعن موقعية الوسيلة بيننا وبين ربنا أثناء تحقيق معنى العبودية لله تعالى، فكلما تعمقنا في معانيهم عليهم السلام، فإننا نتطهر ونطهر، ونزداد إيمانا وروحانية تجعلنا مؤهلين لحضرة القرب والفتح الإلهي والمدد الرباني الواسع، عسى الله أن يرضى عنا فمن أرضاهم فقد أرضى الله، ومن أحبهم فقد أحب الله، ومن والاهم فقد والى الله، وعسى الله أن يفتح علينا بتعجيل فرجهم وفرج المؤمنين.
في الحقيقة، فأنا أخجل من نفسي وأنا العبد الفقير العاجز وأنا أحاول التعريف بأئمتي الهداة المهديين، ولازلت أجهل حقيقتهم، يعجز القلم أن يكتب وكذا يعجز الوصف عن أولئك العظماء، القدوة والأسوة في كل شيء، وفي كل مثل أعلى بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأتوسل إلى الله تعالى أن يعرفني أئمتي، فإنني إن لم أعرفهم لم أعرف ديني، حتى أكون بين يدي ربي متحققا بأوصاف العبودية التي ارتضاها لمخلوقاته، وجعل أهل البيت عليهم السلام الوسيلة بين العبودية والربوبية، إنه قريب مجيب.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page