• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

في عصمتها

في عصمتها

العصمه توفيق و لطف من الله تعالى للعبد يقتضى ابتعاده عن الخلاف في امر الدين عمدا و خطا قولا و عملا، وقد اجمعت الاماميه على اشتراطها في امام المسلمين و من يقوم مقام النبى (صلى الله عليه و آله) في ولايه امورهم، و استدلوا له في كتب الكلام بوجوه كثيره واجمعوا ايضا على وجودها في ائمه اهل البيت (عليهم السلام) لنصوص منها حديث الثقلين المتفق عليه بين الفريقين، و هو قول النبى (صلى الله عليه و آله و سلم): انى تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدى ابدا كتاب الله و عترتى اهل بيتى لن يفترقا حتى يردا على الحوض. فقد جعلهم بهذا النص الشريف اعدال الكتاب في امن المتمسك بهم من الضلال، و هذا لايصدق الا بعصمتهم، وقد زيد على ذلك في بعض طرقه

[ راجع له و لسائر طرقه وآلفاظه و تحقيق الكلام فيه الى كتاب المراجعات لشرف الدين في المراجعه 8 و ما بعدها.] فلا تقدموهم فتهلكوا، و لاتقصروا عنهم فتهلكوا، و لا تعلموهم فانهم اعلم منكم. كما اجمعوا ايضا على ان بضعه النبى (صلى الله عليه و آله) فاطمه الزهراء (سلام الله عليها) من سائر النساء كالائمه الاثنى عشر في العصمه.

قال شيخنا المفيد (رحمه الله تعالى) و هو من اجل فقهاء الاماميه فيما حكاه السيد المرتضى في الفصول المختاره: قد ثبت عصمه فاطمه باجماع الامه على ذلك فتيا مطلقه، و اجماعهم على انه لو شهد عليها شهود بما يوجب اقامه الحد من الفعل المنافي للعصمه لكان الشهود مبطلين في

شهادتهم، ووجب على الامه تكذيبهم و على السلطان عقوبتهم، فان الله قد دل على ذلك بقوله «انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا» و لاخلاف بين نقله الاثار ان فاطمه (عليهاالسلام) كانت من اهل هذه الآيه. وقد بينا فيما سلف ان ذهاب الرجس عن اهل البيت الذين عنوا بالخطاب يوجب عصمتهم، و لاجماع الامه ايضا على قول النبى (صلى الله عليه و آله): من آذى فاطمه فقد آذانى، و من آذانى فقد اذى الله. فولا ان فاطمه كانت معصومه من الخطاء مبرآه من الزلل لجاز منها وقوع ما يجب اذاها به بالادب والعقوبه، و لو وقع ذلك لوجب اذاها و لو جاز وجوب اذاها لجاز اذى رسول الله (صلى الله عليه و آله) والاذى لله (عز و جل) فلما بطل ذلك دل على انها كانت معصومه حسب ما ذكرناه انتهى كلامه و تبعه السيد المرتضى (رحمه الله) في الاستدلال بالايه والروايه في كتاب الشافي

[ ص 235 من الشافي و 408 من تلخيصه كلاهما من الطبعه الحجريه القديمه و ج 3 ص 122 من التخليص من طبعه النجف الجديده.] والشيخ الطوسى في تلخيصه، وقد اقتفوا في استدلالهم بالايه ما ورد عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) في احتجاجه على ابى بكر في امر فدك، وقد تقدم حديثه في ذلك في آيه التطهير، و تقدم ايضا في اواخر البحث عن معنى الايه ما يوضح ان المراد بالرجس مطلق الذنوب والاقذار المعنويه، كما هو ظاهر اللفظ، و ذكره غير واحد من المفسيرين، فبناءا على ما مر من ان المراد بالآيه بقرينه النصوص المستفيضه اراده الله تكوينا لاذهاب الرجس عنهم تفضلا عليهم و تفضيلا لهم على العالمين تتم دلالتها على عصمتهم، و هكذا تتم دلاله حديث من آذاها فقد آذانى على ذاك بالتوجيه الذى تقدم عن الشيخ المفيد، وقد ذكرنا في الفائده

الثالثه من الباب السابع مزيد توضيح لذلك فلا نطيل بالاعاده.

واستدل اصحابنا ايضا لعصمتها بقول النبى (صلى الله عليه و آله و سلم): ان الله ليغضب لغضب فاطمه و يرضى لرضاها. و في لفظ آخر قال لها: ان الله ليغضب لغضبك و يرضى لرضاك. و هذا من الاحاديث المشهوره في فضائلها، قد رواه جماعه من اصحابنا و غيرهم باسانيد كثيره، فقد رواه شيخنا الصدوق (عليه الرحمه) في كتابه العيون

[ اورد فيه عده اخبار متسلسله باسانيد ثلاثه عنه (عليه السلام) منها هذا الخبر.] بثلاثه اسانيد عن الامام الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن النبى (صلى الله عليه و آله) و في اماليه

[ في اول المجلس الحادى والستين ص 230 طبعه امين الضرب.] باسناد آخر عن الامام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه و آله) و في معانى الاخبار

[ باب معنى الشجنه و ذكر في اوله انه (صلى الله عليه و آله) قال: ان فاطمه شجنه منى يوذينى ما آذاها و يسرنى ما يسرها وان الله ليغضب... وقد اوردنا صدره في الباب السابع مع التحقيق في معنى الشجنه.] باسناده عن ابن عباس عنه (صلى الله عليه و آله و سلم) و رواه شيخنا المفيد (عليه الرحمه) في مجالسه

[ في المجلس الحادى عشر باسناده عن ابى حمزه الثمالى عنه (عليه اسلام).] باسناده عن الامام الباقر (عليه السلام) عن آبائه عنه (صلى الله عليه و آله) و رواه ابن شهر آشوب في مناقبه عن الامام الصادق والباقر و اميرالمؤمنين و ابن عباس (رضى الله عنهم) عن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) بالارسال.

و حسبنا من اهل السنه ما اخرجه الحاكم في مستدركه ج 3 ص 154 باب مناقب فاطمه، و صححهه على شرط الشيخين، واخرجه الطبرانى في معجمه الكبير

[ باب مسند الامام و هو مخلوط، و رايت مصوره في مكتبه المرعشى بمدينه قم، و رواه عنه في مجمع الزوائد الجزء 9 باب مناقب فاطمه.] و اورده المحب الطبرى في الذخائر و ابن الاثير في اسد

الغابه في ترجمه فاطمه والعسقلانى في الاصابه والتهذيب والهيتمى في الصواعق في المقصد الثالث من آيه الموده، والخوارزمى في مقتله في فصله الخامس، كلهم على وجه التسليم من دون اى مناقشه في سنده، او انكار في متنه، كما حكى كذلك عن غيرهم من الحفاظ كابن النجار و ابى يعلى و ابن المثنى في معاجمهم، و ابى نعيم في فضائل الصحابه.

لكن ذكر الذهبى في تلخيص المستدرك ان في سنده الحسين بن زيد، و هو منكر الحديث لايحل ان يحتج به، و حكى في ميزانه في ترجمه الحسين عن بعضهم ان فيه ضعفا، و عن آخر ان حديثه يعرف و ينكر، ثم اورد من حديثه هذا الخبر.

و يرده اولا ان الرجل من خيار اهل البيت واهل العلم منهم و هو ابن زيد الشهيد بن الامام السجاد (عليه السلام) و كان له من العمر بعد قتل ابيه اربع سنين فتبناه الامام الصادق (عليه السلام) و رباه في حجره، و كان يلقب ذا الدمعه لكثره بكائه و كان ورعا، كما حكاه المامقانى (عليه الرحمه) في رجاله، ووثقه الدار قطنى كما في تهذيب التهذيب في ترجمته، و صاحب مجمع الزوائد مع كونه كثير التضعيف في اسانيد ما يورده في المجمع قد حسن هذا الخبر حيث نقله عن الطبرانى مع كون الرجل في سنده، والحاكم النيشابورى قد صححه في مستدركه على شرط الشيخين، وانما استنكره الذهبى لكون بناء العامه غالبا على قدح التشيع في نفسه، و تضعيف كل من يسمى شيعه، و انكار ما ورد في خصائص اهل البيت و فضائلهم العظيمه، حيث لم يعرفوا اهل البيت الا كغيرهم، كما يظهر منهم في تضعيفاتهم وانكارهم للاخبار.

و لذا ترى الذهبى في تلخيصه اكتفي في الطعن على الخبر بان الحسين منكر الحديث. و ذكر ايضا في ميزانه في عبدالله بن محمد المفلوج، و هو

الراوى لهذا الخبر عن الحسين المذكور انه ما علمت به باسا قد حدث عنه ابوداود والحفاظ الا انه اتى بمالا يعرف، ثم اورد عنه هذا الخبر، فيظهر من الذهبى انه يطعن في هذا الرجل ايضا بمحض انه يروى هذا الخبر مع اعترافه بانه ما علم به باسا، وانه قد حدث عنه الحفاظ على وجه الاعتماد، مضافا الى ان هذا الرجل ايضا قد وثقه اهل الرجال، كما حكاه ابن حجر في التهذيب و الخزرجى في خلاصه التذهيب في عبدالله بن سالم.

و ثانيا: ان السند للخبر غير منحصر بهذا، فقد رواه اصحابنا باسانيد عديده

[ الاسانيد التى اشرنا اليها للخبر سته، و يتحد ما في امالى الصدوق من وسطه مع ما في كتب العامه، فان كليهما يتصل الى عبدالله بن محمد بن سالم المفلوج عن الحسين بن زيد، لكن الموجود في الامالى هكذا: عن الحسين بن زيد عن على بن عمر بن على عن جعفر بن محمد (عليهماالسلام) و في غيره: عن الحسين بن زيد بن على عن عمر بن على عن جعفر بن محمد (عليهماالسلام) و كلاهما محتمل، فان عمر هذا ابن الامام السجاد (عليه السلام) فهو عم الحسين، و كان يلقب بالاشرف، و هو و ابنه على من اصحاب الصادق (عليه السلام).] كما اشرنا الى مواضعها من كتبهم، فان كان بناء الذهبى و امثاله على عدم الاحتجاج بما رواه الاماميه و ان كان بطرق العامه، فلا اقل من انه تاييد لما رووه و موجب لاستفاضته، و بالجمله فالخبر عندنا بحسب السند من الاحاديث المحكمه.

واما معناه، فظاهره اختصاص الزهراء (سلام الله عليها) بهذه الفضيله عن الناس، و من المعلوم ان سائر الناس حتى المومن قد يكون غضبهم في حق كما اذا وقع على احدهم ظلم محرم، فهذا يغضب الله له، لانه تعالى عدل محض لايجوزه ظلم ظالم و لو بمثقال ذره حتى للحيوان او الكافر المحترم نفسه و ماله، و غضبه تعالى هو الانتقام للمظلوم والظالم،

وقد يكون غضبه في باطل او هوى عمدا او خطاءا، و هذا لايغضب الله له قطعا.

واما فاطمه الزهراء (سلام الله عليها) فظاهر الحديث ان الله تعالى يغضب لغضبها دائما، والا لم يكن لها اختصاص بذلك، و مقتضى ذلك ان لا يكون غضبها الا في حق، و هذا هو العصمه اذ من المحال ان يكون لها خصوصيه في غضب الله لغضبها، و لو كان غضبها في معصيه و بالتامل في ذلك يعلم ان دلاله هذا الحديث على عصمتها اقوى من دلاله حديث من آذاها فقد آذانى، لان المقصود من هذا الحديث بالبيان المذكور هو العصمه، و من ذاك امر آخر يلازم العصمه.

نعم روى الصدوق (عليه الرحمه) في موضع

[ فانه قد روى الحديث في العيون بهذه الاسانيد مرتين، و قضيه المحضر مذكوره في احداهما.] آخر من عيونه باسانيده الثلاثه عن الامام الرضا عن آبائه (عليهم السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم): تحضر ابنتى فاطمه يوم القيامه و معها ثياب مصبوغه بالدم، فتعلق بقائمه من قوائم العرش، فتقول: يا عدل احكم بينى و بين قاتل ولدى، فيحكم الله لابنتى و رب الكعبه، و ان الله (عز و جل) يغضب بغضب فاطمه و يرضى لرضاها، فهذا قد يكون المراد منه ان الله تعالى في المحضر يغضب

[ كما روى في البحار باب تظلم الزهراء (سلام الله عليها) عن مجالس المفيد باسناد صحيح عن الامام الصادق (عليه السلام): اذا كان يوم القيامه جمع الله الاولين والاخرين في صعيد و احد، فينادى مناد غضوا ابصاركم و نكسوا رووسكم حتى تجوز فاطمه بنت محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) الصراط، فتغض الخلائق ابصارهم، فتاتى فاطمه على نجيب من نجب الجنه يشيعها سبعون الف ملك، فتقف موقفا شريفا من مواقف القيامه، ثم تنزل عن نجيبها فتاخذ قميص الحسين (عليه السلام) مضمخا بدمه، و تقول: يا رب هذا قميص ولدى وقد علمت ما صنع به، فياتيها النداء من قبل الله (عز و جل) يا فاطمه لك عندى الرضا فتقول: يا رب انتصر لى من قاتله، فيامر الله تعالى عنقا من نار فتخرج من جهنم فتلتقط قتله الحسين (عليه السلام).

و روى في مقتل الخوارزمى عن سلمان (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) حديثا اظهر في هذا المعنى تركناه لطوله.] لها عند المحاكمه لقاتلى ولدها فيعاقب كل من

غضبت عليه منهم و من اعوانهم و من رضى بفعالهم، فلايغفر الله لاحد منهم و لو كان له عندالله حسنات، و يرضى عمن رضيت عنه من هولاء، كما اذا شفعت في حقه لتوبته، او كان له خدمه لذراريها، فيقتبل الله فيه شفاعتها.

لكن لامنافاه بين ذلك و بين المعنى الاول من النصوص المتقدمه، و ليس هذا قرينه على تقييد ما تقدم، فيكون للزهراء (سلام الله عليها) كل من الامرين في الدنيا والآخره.

ثم انه ورد ايضا في اخبارنا

[ كما في امالى الصدوق عند نقل اصل الحديث فيما تقدم عنه آنفا، و كذا في احتجاج الطبرسى، لكن ذكر في الاول انه اتاه صندل و هو محمد بن ابراهيم بن دينار من فقهاء المدينه كما في تهذيب ابن حجر، و في الثانى اتاه ابن جريج و هو عبدالملك بن جريج فقيه اهل مكه، فكانه كان الاعتراض من كليهما، و كان جواب الامام (عليه السلام) لهما بنحو واحد، والله العالم.] انه لما نوه الامام الصادق (عليه السلام) بالحديث الشريف و تحدث به الناس اتاه بعض و قال: يا اباعبدالله ان هولاء الشباب يجيوونا عنك باحاديث منكره، و ذكر هذا الحديث فقال الامام (عليه السلام): الستم رويتم فيما تروون ان الله ليغضب لغضب عبده المومن و يرضى لرضاه، قال: بلى، قال: فما تنكرون ان تكون فاطمه مومنه يغضب

الله لغضبها و يرضى لرضاها، فقال الرجل: الله اعلم حيث يجعل رسالته.

فربما يتوهم من هذا ان فاطمه كسائر المومنين، لكن الظاهر ان يكون جواب الامام (عليه السلام) اقناعيا ذكره لتسليم المنكر بما يعرفه و يرويه في غير فاطمه، او كان المراد بالمومن في حديثهم هو الذى بلغ بايمانه مرتبه اليقين بالله والرضا بقضائه والتسليم لامره، والتفويض اليه في جميع اموره، و غير ذلك من اوصاف الاولياء والمخلصين الذين ذكرهم الله تعالى بقوله: «ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكه الا تخافوا و لاتحزنوا وابشروا بالجنه التى كنتم توعدون نحن اوليائكم في الحياه الدنيا و في الآخره» و قال النبى

[ رواه في الكافي في كتاب الايمان والكفر باب اذى المسلمين باسناده عن الامام الصادق (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) و روى فيه باسناد آخر عن الامام الباقر (عليه السلام) قال: لما اسرى بالنبى (صلى الله عليه و آله) قال: يا رب ما حال المومن عندك؟ قال: يا محمد من اهان لى وليا فقد بارزنى بالمحاربه الى آخره نحو ما في المتن. و نحوهما في صحيح البخارى باب التواضع من كتاب الرقاق باسناده عن ابى هريره. و اورد ابن رجب الحنبلى في كتابه جامع العلوم في شرح خمسين حديثا اسانيد اخر عن الحفاظ الى عائشه و انس بن مالك و حذيفه و ابى امامه و على (عليه السلام) عن النبى (صلى الله عليه و آله) بالفاظ مختلفه، فالخبر من الاحاديث المستفيضه المعتبره عند الفريقين وقد اختلفت الانظار في شرح و قال شيخنا البهائى (قدس سره) في شرح قوله «كنت سمعه الذى يسمع به» من كتاب الاربعين حديثا: ان لاصحاب القلوب في هذا المقام كلمات سنيه و اشارات سريه و تلويحات ذوقيه، و تعطر مشام الارواح و تحيى رميم الاشباح، لايهتدى الى معناها و لايطلع على مغزاها الا من اتعب بدنه بالرياضات، و عنى نفسه بالمجاهدات حتى ذاق مشربهم و عرف مطلبهم الى آخر كلامه. و من مشكلات الحديث قوله «ما ترددت عن شى ء» و تحقيقه خارج عن المقصود هنا.] (صلى الله عليه و آله و سلم) قال الله تعالى: من اهان لى وليا فقد ارصد لمحاربتى، و ما تقرب الى عبدى بشى ء احب الى مما

افترضت عليه و انه ليتقرب الى بالنافله حتى احبه، فاذا احببته كنت سمعه الذى يسمع به، و بصره الذى يبصر به، و لسانه الذى ينطق به، و يده التى يبطش بها، ان دعانى اجبته و ان سالنى اعطيته، و ما ترددت عن شى ء انا فاعله كترددى عن موت المومن يكره الموت و اكره مسائته. فقول تعالى: «كنت سمعه الذى يسمع به» قريب من معنى العصمه التى هى ثابته للانبياء (عليهم السلام).

وقد ورد في سائر الايات والنصوص من كرامه المومن الكامل على الله و تاييده و توفيقه ما يشبه ذلك، مثل قوله تعالى «الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور» و قوله تعالى «والله ولى المتقين» و قوله تعالى «واتقوا الله و يعلمكم الله» و قوله تعالى «ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا» و في الحديث

[ تفسير مجمع البيان عند قول الله تعالى في سوره الحجر «ان في ذلك لآيات للمتوسمين» و قال: صح عن النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) و رواه في الكافي في كتاب الحجه باب ان المتوسمين هم الائمه باسناده عن الامام الباقر (عليه السلام).] : اتقوا فراسه المومن، فانه ينظر بنور الله. و فيه ايضا

[ البحار باب الاخلاص من كتاب الايمان في عده احاديث عن الكافي و غيره.] من اخلص لله اربعين صباحا اجرى الله ينابيع الحكمه من قلبه على لسانه. فاذا كان هذا مقام المومن الخالص عند الله تعالى، فبضعه النبى المختار و كذا الائمه الطاهرين من اولادها، كانوا اكمل المومنين ايمانا، واشدهم اخلاصا، واكثرهم عباده وحبا لله و تبتلا اليه وجهادا في سبيله، فلا ينكر ان يكون تاييد الله و توفيقه لهم بالعصمه من الذنوب والخطاء اكثر، مضافا الى كونهم حجج الله على خلقه، و ابوابه في ارضه (صلوات الله عليهم اجمعين) و رزقنا ولايتهم وجعلنا من المتمسكين بهم في الدنيا والاخره والحمد لله رب العالمين.

 

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page