• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

اسماوها

اسماوها

من حقوق الولد ان يسميه الوالد باسم حسن و يكنيه بكنيه حسنى يدلان على عزه و يحفظان لكرامته، و ينسبانه الى الصفات الكريمه والمكارم الجميله، وقد ورد الامر بذلك في الاثار الشرعيه و اخبار اهل البيت (عليهم السلام)

[ راجع الوافي والوسائل باب تسميه الاولاد من كتاب النكاح.]

فعن الامام الكاظم (عليه السلام) قال: اول ما يبر الرجل ولده ان يسميه باسم حسن، فليحسن احدكم اسم ولده. و عن الامام الباقر (عليه

السلام) قال: انا لنكنى اولادنا في صغرهم مخافه النبزان يلحق بهم

[ اى مخافه ان تنسب اليهم الالقاب القبيحه. قال الله تعالى: «و لاتنابزوا بالالقاب.] ، وقد حكى الله تعالى في القرآن عن امراه عمران الموهب لها اشرف الاولاد في وقتها قالت: «و انى سميتها مريم» ففى تفسير الكشاف و غيره ان مريم في لغتها بمعنى العابده، فكانها سمتها بذلك ليحكى هذا الاسم فيها عن احب الاعمال الى الله تعالى و هو العباده تفائلا بان تلزمها و تزاولها فيما بعد، و من المعلوم ان نبينا (صلى الله عليه و آله) لما بشر بهذا المولود الكريم و اخبر من الله تعالى بفضائلها و منزلتها في بدو خلقها و طهاره نسلها لا يتعدى عن هذا الامر المعروف، فطبعا كان من همه (عليه السلام) ان يسميها بما يناسبها من الاسماء الحسنى الحاكيه عما فيها من الفضائل و البركات، لكن لما كان هذا المولد تحفه جليله من تحف الله لاكرم انبيائه، و كان الله تعالى اعلم بوجه التسميه و بما اودع في هذه التحفه من الاسرار اراد الله سبحانه ان يسميها هو لنبيه من طريق الوحى، فالهمه ان يسميها فاطمه.

فقد روى في الكافي

[ رواه في باب مولد فاطمه من كتاب الحجه عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين يعنى ابن ابى الخطاب عن محمد بن اسماعيل عن صالح بن عقبه عن يزيد بن عبدالملك عن ابى جعفر (عليه السلام) و المراد بمحمد بن اسماعيل هو ابن بزيع المعروف، كما يعلم من سائر الاسانيد، و ذكر الشيخ الطوسى في الفهرست والنجاشى في رجاله ان لصالح بن عقبه كتابا يرويه عنه محمد بن اسماعيل بن بزيع، و هذا الرجل كان من صالحى هذه الطائفه وثقاتهم، و كان جامعا للعلم والعمل و كثره الروايه و منصب الوزاره، و له فضائل جليله حتى انه ورد عن الامام الرضا (عليه السلام) انه قال لاصحابه: وددت ان فيكم مثله، فبهذا بمكن دفع ما ورد في شان صالح بن عقبه في رجالى العلامه و ابن داود ناسبا له في الثانى الى ابن الغضائرى من انه غال كذاب، فانه لو كان كذلك لما يروى عنه ابن بزيع المذكور كثيرا، فلعل هذا من قبيل ما تقدم في آخر الباب الثانى من ان سبب رميه بذلك روايته لهذا الخبر و امثاله من الفضائل العجيبه للائمه (عليهم السلام) كما ذكره الوحيد البهبهانى (قدس سره) في تعليقته على منهج المقال، و حكاه ايضا عن جده المجلسى الاول (عليه الرحمه) في شرح مشيخه الفقيه، والله العالم.] باسناده عن ابى جعفر الباقر (عليه السلام)

لما ولدت فاطمه اوحى الله الى ملك، فانطق به لسان محمد (صلى الله عليه و آله) فسماها فاطمه، ثم قال- يعنى الله تعالى-: انى قد فطمتك بالعلم و فطمتك عن الطمث. ثم قال ابوجعفر (عليه السلام): والله لقد فطمها الله بالعلم و عن الطمث في الميثاق. و رواه الصدوق (عليه الرحمه) في كتاب العلل

[ في الباب 142 باب عله تسميه فاطمه بفاطمه، و كذا الخبر الاخر.]

و روى فيه ايضا باسناده عن محمد بن مسلم الثقفي، قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول: لفاطمه وفقه على باب جهنم، فاذا كان يوم القيامه كتب بين عينى كل رجل مومن او كافر، فيومر بمحب قد كثرت ذنوبه الى النار، فتقرا فاطمه بين عينيه محبا، فتقول: الهى و سيدى سميتنى فاطمه و فطمت بى من تولانى و تولى ذريتى من النار الخبر.

فالمستفاد من الخبرين ان تسميتها بفاطمه كانت من الله تعالى، كما ان المستفاد من الاول ان الله تعالى سماها بذلك لانه قد فطمها بالعلم و عن المطث، يعنى فضلها عن سائر النساء و ميزها عنهن بما آتاها من العلوم الالهيه التى حرم عنها غيرها، و كذا فصلها عن عروض الطمث لها، و ذلك لان معنى الفطم في اللغه على ما ذكره اهلها عباره عن مطلق القطع والفصل سواء كان من الرضاع او غيره، كما يظهر من موارد استعماله، و اطلاقه على قطع الطفل عن الرضا ع لاجل الغلبه لا لاختصاصه به في

اصل اللغه. و قال في البحار في البحار معنى فطمها بالعلم ارضعها العلم حتى استغنت و فطمت او فطمها عن الجهل بالعلم او جعل فطامها من اللبن مقرونا بالعلم.

و على كل تقدير تصديق هذا الحديث من القرآن قوله تعالى: «انما يريد الله ليذهب عنكم الرجل اهل البيت و يطهركم تطهيرا» فان الرجس هو القذاره، و هى شامله للظاهره البدينه و هى الطمث العارض للنساء في اوقات كثيره، فيمنعهن عن العباده لله والتبتل اليه و للمعنويه الروحيه و هى الشك والجهل، كما ورد في بعض الاخبار تفسير الرجس بالشك، و فاطمه (سلام الله عليها) داخله في اهل البيت قطعا دون غيرها من النساء، و ياتى انشاء الله تعالى تفصيل الكلام في الايه.

ثم ان الامام الباقر (عليه السلام) بعد ما ذكر في الحديث وجه التسميه المذكوره ابان عن حقيقته بقوله: والله لقد فطمها الله بالعلم و عن الطمث في الميثاق. يعنى ان حكمه تعالى و قضائه بطهارتها الظاهريه والمعنويه كان في عالم الميثاق قبل ولادتها في هذا العالم، وقد مر في السابق تحقيق الكلام في عالم الذر والميثاق.

و هنا وجوه اخر لهذه التسميه منها: ان الله تعالى فطمها و فطم من احبها من النار، فقد ورد ذلك باسانيد مستفيضه من طرق الخاصه والعامه، فرواه في البحار باب اسمائها عن الصدوق في كتابه العيون باسانيده الثلاثه عن الامام الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن النبى (صلى الله عليه و آله) و باسناد آخر عن ابن عباس عنه (صلى الله عليه و آله و سلم) و عن كتابه العلل باسنادين آخرين احدهما عن الامام الصادق (عليه السلام) و ثانيهما عن الامام الباقر (عليه السلام) و هو الحديث المتقدم صدره آنفا عن محمد بن مسلم الثقفي، و رواه ايضا عن امالى الطوسى باسنادين احدهما عن الامام الهادى، و ثانيهما عن الامام الرضا (عليهماالسلام) عن آبائهما عن

رسول الله (صلى الله عليه و آله) و لفظه في الثانى: سميت فاطمه لان الله فطمها و ذريتها من النار من لقى الله منهم بالتوحيد والايمان بما جئت به.

و رواه ايضا عن العلل و معانى الاخبار باسناد عامى عن ابى هريره، قال: انما سميت فاطمه لان الله (عز و جل) فطم من احبها من النار. و نحوه عن مناقب ابن شهر آشوب عن ابى هريره عن على (عليه السلام) و عن المناقب ايضا عن شيرويه في الفردوس عن جابر الانصارى قال النبى: (صلى الله عليه و آله) انما سميت ابنتى فاطمه لان الله فطمها و فطم محبيها من النار. و رواه الخوارزمى في مقتله في فصل فضائل فاطمه (عليهاالسلام) باسناده عن الامام الرضا عن آبائه عن النبى (صلى الله عليهم اجمعين) و ياتى قريبا مثله عن كنز العمال عن ابن عباس عنه (صلى الله عليه و آله و سلم) و لفظه: انما سماها الله فاطمه...

فظهر انه لا مجال للتشكيك في صحه الخبر لاستفاضه طرقه، فانها مورثه للاطمينان به و انه لما كانت هذه التسميه بالهام من الله تعالى الى رسوله: «و ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى» فلامحاله لم تكن لمحض العلامه للمسماه والتمييز بينها و بين غيرها من الاشخاص في الاسم فقط كتسميتنا، وانما كانت لحكمه الهيه و سر معنوى.

و ما ورد في هذه الاخبار من قوله «و فطم من احبها من النار» فقد ورد نظيره في روايات كثيره مثل قول النبى (صلى الله عليه و آله): من احبها فقد احبنى

[ ياتى بهذا اللفظ و نحوه في اخبار كثيره في الباب السابع.] و قوله (صلى الله عليه و آله): الا و من مات على حب آل محمد مات شهيدا، الا و من مات على حب آل محمد مات مغفورا له. الى آخر الخبر، و غير ذلك مما ورد من الايات والنصوص في فرض حبهم

و ثوابه من الله تعالى و تسالم ذلك بين الامه، حتى قال فرزدق الشاعر:

·                                 من معشر حبهم دين و بغضهم كفر و قربهم منجى و معتصم

·                                 كفر و قربهم منجى و معتصم كفر و قربهم منجى و معتصم

و قال امام الشافعيه:

·                                 يا اهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن انزله

·                                 فرض من الله في القرآن انزله فرض من الله في القرآن انزله

والوجه في ذلك انهم لما كانوا حجج الله على عباده و سفرائه في امره و نهيه و لهم المنزله العليا من الله تعالى في الدنيا والاخره، فلا محاله كان محبهم لهذه الجهه محب الله و مبغضهم مبغض الله، و محبه في الجنه و مبغضه في النار والمرء مع من احب: «و من يتول الله و رسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون» ولا ينافي ذلك لزوم حمله على من اتى بسائر الفرائض و اجتنب الكبائر، فقد ورد مثل ذلك في شان سائر الفرائض ايضا، كقوله (عليه السلام): الصوم جنه من النار.

ولا يقال: انه على هذا لزم ان يكون اسمها مفطومه، فان الفطم بمعنى القطع و هو متعد يقال فطمت المراه ولدها، فانه كما اجيب عنه قد تجى ء صيغه الفاعل بمعنى المفعول، كالعامر والكاتم والدافق، قال في القاموس: افطم السخله حان ان تفطم، فاذا فطمت فهى فاطم و مفطومه و فطيمه.

اقول: ولعل وجهه ان صيغه الفاعل كصيغه باب الافعال قد يلاحظ فيها مجرد النسبه الى الشى ء والدخول فيه دون ملاحظه صدور المصدر عنه او تعديه على انه يمكن ان تكون الملاحظه في خصوص التسميه نفس وجود الماده دون اجراء الصفه، سيما اذا كان وجه التسميه متعددا يكون بعضها بمعنى صيغه الفاعل كما في المقام، فقد ورد عن الامام ابى الحسن (عليه السلام) انه قال في حديث

[ رواه في البحار في الباب المذكور عن العلل باسناده عن عبدالله بن الحسن قال: قال ابوالحسن (عليه السلام) و لعله الامام الكاظم: لم سميت فاطمه فاطمه؟ قلت: فرقا بينها و بين الاسماء قال: ان ذلك لمن الاسماء ولكن الاسم الذى سميت به ان الله تعالى علم... : ان الله تبارك و تعالى علم ما كان قبل كونه،

فعلم ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) يتزوج في الاحياء وانهم يطمعون في وراثه هذا الامر من قبله، فلما ولدت فاطمه سماها الله تعالى فاطمه لما اخرج منها و جعل في ولدها ففطمهم عما طمعوا، فبهذا سميت فاطمه لانها فطمت طمعهم، و معنى فمطت قطعت.

هذا كلمه في وجه تسميتها بفاطمه الذى هو اسمها المعروف ولها اسماء اخر حاكيه عن فضلها و كرامتها، ففى الخبر عن الامام الصادق (عليه السلام)

[ رواه الصدوق (عليه الرحمه) في العلل والامالى والخصال عن محمد بن موسى بن المتوكل عن على بن الحسين السعدآبادى عن احمد بن ابى عبدالله البرقى عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى عن الحسن بن عبدالله بن يونس عن يونس بن ظبيان عن ابى عبدالله (عليه السلام) و نحوه في دلائل الامامه، والحسن بن عبدالله مهمل في الرجال، و يونس بن ظبيان مشتبه الحال، لكن روايه العالم الجليل عبدالعظيم الحسنى (عليه السلام) عنهما تدل على اعتبارهما.] ] قال: لفاطمه تسعه اسماء عندالله (عز و جل): فاطمه، والصديقه، والمباركه، والطاهره، والزكيه، والراضيه، والمرضيه، والمحدثه، والزهراء، ثم قال (عليه السلام): اتدرى اى شى ء تفسير فاطمه، قال الراوى: لا، اخبرنى يا سيدى قال: فطمت من الشر. و قال ابن شهر آشوب في المناقب: انه صح في الاخبار لفاطمه عشرون اسما كل اسم يدل على فضيله ذكرها ابن بابويه في كتاب مولد فاطمه، و ذكر في المناقب ايضا هذه الاسماء عن ابى جعفر القمى يعنى ابن بابويه المذكور، و نحن نقتصر هنا على ذكر بعضها حذرا من التطويل.

فمنها: الزهراء، ففى العلل و معانى الاخبار باسناده عن الصادق (عليه السلام) قال: سميت الزهراء لانها كانت اذا قامت في محرابها زهر نورها لاهل السماء كما يزهر نور الكواكب لاهل الارض. و في العلل ايضا عنه (عليه السلام) قال: لان الله (عز و جل) خلقها من نور عظمته فلما اشرقت اضاءت السماوات والارض بنورها و غشيت ابصار الملائكه الحديث. وقد يظهر معنى هذا الخبر مما تقدم في الباب الاول والثانى.

و منها: البتول، و هو من البتل بمعنى القطع، سميت به لانقطاعها عن عادات النساء، فروى في المعانى

[ رواه في المعانى في باب معانى اسماء محمد و على و فاطمه، و كذا الخبر السابق، و في العلل في الباب 144 باسناده عن على (عليه السلام) و رواه عنهما في البحار في باب اسمائها، و كذا الخبر التالى.] والعلل عن على (عليه السلام) ان النبى (صلى الله عليه و آله) سئل ما البتول فانا سمعناك يا رسول الله تقول: ان مريم بتول و فاطمه بتول. فقال: البتول التى لم تر حمره قط اى لم تحض، فان الحيض مكروه في بنات الانبياء.

اقول: هذه الفضيله العظيمه ثابته للزهراء (سلام الله عليها) بنصوص كثيره من طرق الخاصه والعامه، منها هذا الخبر والخبر السابق في تفسير فاطمه.

و ما رواه في البحار عن مصباح الانوار عن ابى جعفر (عليه السلام) عن آبائه انما سميت فاطمه بنت محمد (صلى الله عليه و آله) الطاهره لطهارتها من كل دنس و طهارتها من كل رفث و ما رات قط يوما حمره ولا نفاسا.

و روى شيخنا الطوسى (رحمه الله) في التهذيب باب الزيادات في

النكاح و في اماليه ج 1 ص 42 طبعه النجف باسناده عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: حرم الله (عز و جل) على على (عليه السلام) النساء ما دامت فاطمه حيه، فقال له الراوى: كيف؟ قال: لانها طاهره لاتحيض

[ ياتى معنى هذا التعليل في الفائده الثالثه من الباب السابع.]

و روى في الكافي باب مولد الزهراء من كتاب الحجه باسناده صحيحا عن موسى بن جعفر (عليهماالسلام) قال: ان فاطمه صديقه شهيده، و ان بنات الانبياء لايطمثن.

و في دلائل الامامه للطبرى الامامى (رحمه الله) باسناده عن على (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) قال: ان فاطمه خلقت حوريه في صوره انسيه و ان بنات الانبياء لايحضن. والمستفاد من ظاهر هذين الخبرين والخبر الاول ان هذه الفضيله ثابته ايضا لغيرها من بنات الانبياء (عليهم السلام) في الجمله و ان لم يكن في الخلقه حوريه.

و روى الصدوق (عليه الرحمه) في كتابه الفقيه باب غسل الحيض من طهارته عن النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) مرسلا قال: ان فاطمه ليست كاحد منكن لانها لاترى دما في حيض و لانفاس كالحوريه.

و في البحار باب ولادتها عن كشف الغمه عن كتاب مولد فاطمه لابن بابويه يعنى الصدوق يرفعه الى اسماء بنت عميس قالت: كنت شهدت فاطمه وقد ولدت بعض ولدها فلم ار لها دما، فقال النبى (صلى الله عليه و آله و سلم): ان فاطمه خلقت حوريه في صوره انسيه. و نحوه في دلائل الامامه باسناده عن زينب بنت على (عليه السلام) قالت: حدثتنى اسماء بنت عميس الخ

[ اقول: قد ثبت بالتاريخ والنصوص الكثيره ان رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) سد على جميع اصحابه حتى عمه العباس ابواب بيوتهم الشارعه الى المسجد الى باب على (عليه السلام) و قال: ما اخرجتكم واسكنته بل الله اخرجكم واسكنه، فكان على (عليه السلام) يمر من المسجد و يسكنه هو و اهله و اولاده في كل حال، فلعل تصريح النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) بطهاره بضعته للنساء و بعض الرجال كابن عباس للتنبيه على ذلك.]

و في البحار ايضا باب مناقبها عن امالى الصادوق باسناده عن انس بن مالك عن امه ام سليم قالت: ما رات فاطمه دما في حيض ولا نفاس. و رواه الشيخ الطبرسى (رحمه الله) في كتابه اعلام الورى باب احوال فاطمه قال: وقد روته العامه عن انس.

و روى الخوارزمى في مقتله والهيثمى في مجمعه بالاسناد عن عائشه عن النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) في حديث تقدم في الباب الاول قال: يا حميراء ان فاطمه ليست كنساء الادميين، ولا تعتل كما يعتللن.

و في كنز العمال الجزء 12 في فضائل فاطمه (عليهاالسلام) عن ابن عباس قال النبى (صلى الله عليه و آله و سلم): ابنتى فاطمه حوراء آدميه لم تحض و لم تطمث، وانما سماها الله فاطمه لان الله تعالى فطمها و محبيها من النار.

هذا ما عثرت عليه من النصوص الداله على ثبوت هذه الكرامه المعنويه لها من الله تعالى، و هى اكثر من عشره احاديث مصرحه بذلك، و تصديق ذلك من كتاب الله قوله تعالى في شان مريم «ان الله اصطفاك و طهرك واصطفاك على نساء العالمين» وقد ثبت بالنصوص القاطعه عند الاماميه ان فاطمه الزهراء (سلام الله عليها) افضل و اكرم عندالله تعالى من مريم بنت عمران، كما ياتى توضيحه في آخر الباب الثامن.

نعم يمكن ان يتوهم ان الحيض في النساء من لوازم الخلقه البشريه،

فخلو المراه عنه نقص فيه، والزهراء (سلام الله عليها) منزهه عن نواقص الخلقه، لكن الجواب ان الحيض بنفسه قذاره ظاهره، كما قال الله تعالى «قل هو اذى» اى قذاره يتاذى منه، و لذا فضل نساء الجنه بقوله تعالى «و لهم فيها ازواج مطهره» اى من الحيض والاحداث، وانما عد فقده عيبا لدلالته في الغالب على وجود عيب في الرحم موجب لنقص في الولاده او في الولد، فاذا تفضل الله على احد من ولياته بالولاده الكامله بدون هذه القذاره كان ذلك لها فضيله عاليه و كرامه ظاهره و تطهيرا زائدا في قوله تعالى للزهراء (سلام الله عليها) «انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا».

و من اسمائها: المحدثه، كما ورد في الخبر المتقدم هنا الذى ذكر فيه تسعه من اسمائها، و هو اما بكسر الدال المشدده، و معناها انها حدثت امها في الرحم كما ذكر في الباب السابق، او بفتح الدال و معناها تحديث الملك لها، كما ورد ذلك في عده اخبار، فروى الصدوق في العلل

[ باب العله التى من اجلها سميت فاطمه محدثه، و رواه عنه في البحار باب مناقبها، و ياتى ذيل الخبر في آخر الباب الثامن في افضليه فاطمه على مريم.] باسناده عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: انما سميت فاطمه محدثه لان الملائكه كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادى مريم، فتقول: يا فاطمه «ان الله اصطفاك و طهرك و اصطفاك على نساء العالمين» يا فاطمه «اقنتى لربك و اسجدى و اركعى مع الراكعين» فتحدثهم فيحدثونها الخبر.

و روى الكلينى في الكافي

[ في باب فيه ذكر الصحيفه و الجفر و الجامعه و مصحف فاطمه من كتاب الحجه، و رواه في البحار في باب جهات علومهم و ما عندهم من الكتب من كتاب الامامه ج 26 عن بصائر الدرجات، وقد وردت في هذين البابين اخبار كثيره في مصحف فاطمه و ذكر فيها انه ليس فيه بيان الاحكام وانما فيه الحوادث الاتيه واسماء الملوك، ولعل المراد بالزنادقه في هذا الخبر امثال ابن ابى العوجاء و ابن المقفع، او بعض فرق الخوارج كالاباضيه، فان ظهورهم و اظهار آرائهم كان في ذاك العصر.] باسناده عن حماد بن عثمان عنه (عليه

السلام) قال: تظهر الزنادقه في سنه ثمان و عشرين و ماه، و ذلك انى نظرت في مصحف فاطمه، قال حماد: و ما مصحف فاطمه؟ قال: ان الله تعالى لما قبض نبيه ( صلى الله عليه و آله) دخل على فاطمه من وفاته من الحزن ما لايعلمه الا الله (عز و جل) فارسل الله اليها ملكا يسلى غمها و يحدثها، فشكت ذلك الى اميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال لها: اذا احسست بذلك و سمعت الصوت فقولى فاعلمته بذلك فجعل اميرالمؤمنين (عليه السلام) يكتب كلما سمع حتى اثبت من ذلك مصحفا، اما انه ليس فيه شى ء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون. و نحوه عده اخبار رواها في الكافي والبصائر، و يويده ما ورد

[ رواه الصدوق (علايه الرحمه) في الاكمال باب ذكر المعمرين باسنادين عن الامام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) و رواه في العيون باسناد آخر عن الرضا (عليه السلام) في كلام له مع المامون وقد استدل الامام به على وقوع الرجعه في هذه الامه، و رواه ايضا في الفقيه في الباب الاول من الصلاه مرسلا حيث استدل به على قضيه رد الشمس، و رواه العامه باسانيد كما في البحار في الباب الاول من المجلد الثامن ج 28 و مستدرك الحاكم ج 1 ص 129 و مجمع الزوائد ج 7 ص 261 لكن اللفظ المذكور في اكثر اخبارهم لتركبن سنن من كان قبلكم، او نحو هذه العباره مما كان مفاده فعل هذه الامه كافعال الامم الماضيه لاوقوع الحوادث والمعجزات، لكنه غير مناف لعباره اخبارنا الداله على العموم، بل في احدى روايتى الاكمال ذيل ذلك بقوله: حتى لو ان حيه من بنى اسرائيل دخلت في حجر لدخلت في هذه الامه حيه مثلها، والله العالم.] عن النبى (صلى الله عليه و آله) انه يكون في هذه الامه كلما كان في الامم السالفه حذو النعل بالنعل، وقد

صرح في مواضع من القرآن بتحديث الملك لمريم و روجه ابراهيم (عليه السلام) و من المعلوم انه اذا كان مثله واقعا في الاسلام، فلابد ان يكون لبضعه نبيه التى هى عديله مريم بالنصوص المتواتره بل افضل منها عند الاماميه، كما ياتى البحث فيه انشاءالله في آخر الباب الثامن.

و اما كناها (عليهاالسلام) فمنها: ام اسماء ذكره الخوارزمى في مقتله، ولعله لتقدد اسمائها الحسنى الحاكيه عن صفاتها العليا و مناقبها العظمى.

و منها: ام الائمه، و هى كنيتها المعروفه، فان الائمه الطاهرين من آل الرسول كانوا من نسلها، لكن بملاحظه ما تقدم و ياتى من فضائلها و مقاماتها يعلم ان امومتها لهم ليست بمحض الولاده فقط كولاده غيرها لهم من المومنات الصالحات، كفاطمه بنت اسد ام اميرالمؤمنين (عليه السلام) بل كانت و شيجه بمقام شامخ معنوى مسانخ لمقام الامام في الطينه والكرامه، فهى ام لهم بما لهم من الفضائل العظيمه والدرجات الرفعيه الالهيه، و لهذا ينبغى ان تعد هذه الكنيه خاصه بها كلقب سيده النساء.

و منها: ام ابيها، كما في مناقب ابن شهر آشوب، و رواه ابوالفرج في مقاتل الطالبيين

[ عند ذكره للامام الحسن (عليه السلام) و حكاه في البحار عنه و عن ابن شهر آشوب و رواه ايضا ابن المغازلى في مناقبه باسناد آخر عنه (عليه السلام).] باسناده عن الامام الصادق عن ابيه (عليهماالسلام) و ذكره في الاستيعاب و اسد الغابه والاصابه، و هذه الكنيه تدل على اختصاص شديد لها بابيها (صلوات الله عليهما) نحو اختصاص الام بولدها من الشفقه الكثيره والحب الوافر، فانها ربما كانت تخبز قرصا بمشقه فتوثر به اباها على نفسها و اولادها، وقد كان (صلى الله عليه و آله و سلم) لم يطعم طعاما منذ ثلاثه ايام، كما رواه في البحار باب مكارم

اخلاقه من مجلد تاريخه ج 16 من الطبعه الجديده و باب مناقبها ج 43 و مقتل الخوارزمى في فصل فضائلها، و انها في صغرها كانت كامها المكرمه تدفع عنه اذى المشركين، كما روى في ذخائر العقبى باب برها بابيها عن ابن مسعود انه (صلى الله عليه و آله و سلم) كان يصلى فاخذ رجل من قريش شيئا من جزور ميت فالقاه عليه و هو ساجد حتى جائت الزهراء (عليهاالسلام) فاخذته و نحته عن ظهره، و ياتى في باب منزلتها عند النبى انه (صلى الله عليه و آله و سلم) رجع من سفر فلما خرج من المسجد الى بيت فاطمه تلقته عند باب البيت تلثم فاه و عينيه و تبكى، فقال لها: ما يبكيك؟ فقالت: اراك شعثا نصبا قد اخلو لقت ثيابك، فقال (صلى الله عليه و آله و سلم): ان الله (عز و جل) بعث اباك لامر لا يبقى على ظهر الارض بيت الا ادخل الله به عزا او ذلا، الى غير ذلك مما ورد عنها في حياته، فبعدما توفي بابى هو و امى دخلها حزن شديد و غم مكمد من فراقه، فكانت تبكى عليه ليلا و نهارا لا ترقا دمعتها و لاتهدا زفرتها حتى انه تاذى اهل المدينه من كثره بكائها، فسالوها اما ان تبكى ليلا او نهارا، فكانت تخرج بالنهار الى مقابر الشهداء و ترثى اباها بابيات مقرحه منها:

·                                 ان حزنى عليك حزن جديد كل يوم يزيد فيه شجونى و اكتيابى عليك ليس يبيد

·                                 و فوادى والله صب عتيد و اكتيابى عليك ليس يبيد و اكتيابى عليك ليس يبيد

هذا و يمكن ان يكون لهذه التكينه وجه آخر اعلى من الاول و هو ان بقاء نسله الشريف كان بها، فان الرجل يحفظ في ولده، فمن كان له نسل صالح فهو حى باق، والرسول (صلى الله عليه و آله) لم يبق له نسل من غير فاطمه، كما هو المعلوم من تاريخه و صرح به اهل التراجم والاثار.

قال ابن الاثير في اسد الغابه في ترجمه فاطمه: انقطع نسل رسول الله (صلى الله عليه و آله) الا منها، فان الذكور من اولاده ماتوا صغارا، و اما

البنات فان رقيه (رضى الله عنها) ولدت عبدالله بن عثمان

[ يعنى عثمان بن عفان فان رقيه و ام كلثوم بنتى النبى (صلى الله عليه و آله) من خديجه (رضى الله عنها) تزوجهما عتبه و عتيبه ابنا ابى لهب عم النبى (صلى الله عليه و آله) و قد زوجهما قبل الهجره، فلعلهما كانا مسلمين، او زوجهما تاليفا و ترغيبا لهما و لا بويهما في الاسلام و كان قبل تحريم التزويج بالمشرك، فلما نزل قوله تعالى «تبت يدا ابى لهب» امر ابولهب بطلاقهما قبل الدخول بهما، فتزوج عثمان بن عفان برقيه، و هاجر بها الى الحبشه فولدت له هناك عبدالله، ثم هاجر بها الى المدينه فماتت رقيه ايام بدر، فزوج النبى (صلى الله عليه و آله) عثمان اختها ام كلثوم و لم تلد منه، و ماتت في سنه تسع من الهجره، و بلغ عبدالله ست سنين فنقر عينه ديك فورم وجهه و مات سنه اربع، و قيل: ان رقيه ايضا لم تلد من عثمان اصلا، هذا ما ذكره في الاستيعاب والاصابه و اسد الغابه في ترجمه عثمان و رقيه و ام كلثوم، لكن في اخبار الاماميه كما في البحار باب عدد اولاد النبى (صلى الله عليه و آله) ج 22 ان عثمان تزوج اولا بام كلثوم فماتت قبل ان يدخل بها، فزوجه النبى (صلى الله عليه و آله) رقيه ايام بدر، ثم هلكت عنده بسبب ضربه اياها لاجل انه قد آوى عمه الكافر مغيره بن ابى العاص، فاطلع عليه النبى (صلى الله عليه و آله) فحكم بطرد المغيره و لعن من يوويه، فزعم عثمان ان زوجته رقيه اخبرت اباها بايوائه في بيته.] فتوفي صغيرا، و اما ام كلثوم فلم تلد له، و اما زينب، فولدت عليا

[ ترجمه في الاصابه و اسد الغابه بعنوان على بن ابى العاص، و ذكراه ايضا في ترجمه امه زينب، و ذكر فيهما انه توفي وقد ناهز الحلم في حياه رسول الله (صلى الله عليه و آله) و لم اعثر على ذكر له في احاديث الاماميه.] و مات صغيرا، و ولدت ايضا امامه

[ قد ورد لها ذكر في اخبار اهل البيت، ففى البحار في آخر باب ما وقع عليها من الظلم ج 43 عن كتاب دلائل الامامه عن ابى جعفر (عليه السلام) ان فاطمه (عليهاالسلام) اولت عليا بان يتزوجها، و اوصت لها بشى ء من مالها. و روى الصدوق والشيخ الطوسى (عليهاالرحمه) عنه (عليه السلام) ان امامه بنت ابى العاص و امها زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه و آله) كانت تحت على بن ابى طالب بعد فاطمه، فخلف عليها بعد على (عليه السلام) المغيره بن نوفل، وانها وجعت وجعا شديدا حتى اعتقل لسانها، فجائها الحسن والحسين (عليهماالسلام) و هى لا تستطيع الكلام، فجعلا يقولان لها والمغيره كاره لذلك اعتقت فلانا واهله، فجعلت تشير براسها لا و يقولون فعلت كذا و كذا فتشير بارسها نعم فانها لاتفصح الكلام، فاجاز لها ذلك.] بنت ابى العاص بن الربيع، فتزوجها على

(عليه السلام) تزوجها المغيره بن نوفل، و قال الزبير

[ هو الزبير بن بكار، وقد حكى عنه كثيرا في الاستيعاب و اسد الغابه، فانه كما في تهذيب التهذيب كان عالما بالانساب واخبار المتقدمين، و له كتاب الموفقيات كتبه للموفق بن المتوكل العباسى، و ذكر المحقق شرف الدين في رساله ابو هريره انه من اولاد الزبير بن العوام و له و لابائه عداوه لعلى (عليه السلام) واهل بيته، لكن عد كتابه الموفقيات من الكتب الممتعه، و فيها شهاده بتفضيل اميرالمؤمنين (عليه السلام).] : انقرض عقب زينب انتهى. و قال في ترجمه امامه تزوجها على بن ابى طالب بعد موت فاطمه وقد اوصته فاطمه بذلك، فلما جرح على (عليه السلام) خاف ان يتزوجها معاويه فامر المغيره بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب ان يتروجها بعده، فلما توفي و قضت العده تزوجها لمغيره، فولدت له يحيى و به كان يكنى، فهلكت عند المغيره، و قيل: انها لم تلد لعلى

[ و قيل كما في مناقب ابن شهر آشوب و كشف الغمه انها ولدت لعلى (عليه السلام) محمد الاوسط، و ذكره اليعقوبى في تاريخه في اولاد اميرالمؤمنين الا انه سماه محمد الاصغر.

اقول: ان صح ذلك فلعله مات صغيرا في حياه ابيه، و لاجله لم يذكره الاخرون في اولاده، و على كل تقدير فقد صرح اهل الاخبار بان عقب اميرالمؤمنين (عليه السلام) انما كان من خمسه من اولاده ليس منهم محمد ابن امامه، بل صرح اليعقوبى بعد ذكره بانه لا عقب له.] و لا للمغيره، وليس لزينب بنت رسول الله (صلى الله عليه و آله) و لا لرقيه و لا لام كلثوم (رضى الله عنهن) عقب انما العقب لفاطمه انتهى. و نحوه في تهذيب

الاسماء للنووى

[ هو ابوزكريا يحيى بن شرف الدمشقى شارح صحيح مسلم، ولد عام 631 بعد وفاه ابن اثير المذكور بسنه، و توفي حدود سنه 677.] في ترجمه امامه. و قال ابن حجر في الاصابه في ترجمه فاطمه: انقطع نسل رسول الله (صلى الله عليه و آله سلم) الا من فاطمه. و قال ابن شهر آشوب في المناقب في ذكر اولاده: و لاعقب للنبى (صلى الله عليه و آله) الا من ولد فاطمه. و قال محب الدين الطبرى

[ هو احمد بن عبدالله الطبرى صاحب كتاب القرى لقاصد ام القرى، و كتاب صفه حج النبى (صلى الله عليه و آله) و ذخائر العقبى في موده اولى القربى، وقد نقلنا عن ذخائر العقبى في هذه الرساله كثيرا كان اصله من طبرستان ولكن سكن هو واحفاده بمكه، و تولوا فيه منصب الامامه والقضاء و ينتهى نسبه الى الامام الحسين بن على (عليهماالسلام) على ما في مقدمه القرى، ولكنهم كانوا على مذهب العامه.] في ذخائر العقبى مثل ذلك، ثم عقبه بقوله و اعظم بها مفخره.

هذا مضافا الى ما تقدم من قول النبى (صلى الله عليه و آله): و ان الله سيجعل نسلى منها. و في نهج البلاغه ان اميرالمؤمنين (عليه السلام) راى ابنه الحسين (عليه السلام) يتسرع الى الحرب في صفين فقال: املكوا عنى هذا الغلام لايهدنى فانى انفس بهذين يعنى الحسن والحسين (عليهماالسلام) على الموت لئلا ينقطع بهما نسل رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) و في كتاب الغيبه للشيخ الطوسى (عليه الرحمه) انه سال بعض المتكلمين و هو المعروف بترك الهروى- الحسين بن روح (رحمه الله) كم بنات رسول الله (صلى الله عليه و آله) فقال: اربع، فقال: ايتهن افضل؟ فقال: فاطمه، قال: و لم صارت افضل و كانت اصغرهن سنا و اقلهن صحبه لرسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: لخصلتين خصها الله تعالى بهما انها ورثت رسول الله (صلى الله عليه و آله) و نسل رسول الله منها، و لم

يخصها الله بذلك إلا بفضل اخلاص عرفه من نيتها، قال الهروى: فما رايت احدا تكلم و اجاب في هذا الباب باحسن و لا اوجز من جوابه.

وهنا وجه ثالث لتكنيتها بام ابيها، و هو ان بقاء شريعه النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) و سننه عن اهواء الظالمين المتسلطين من بنى اميه و العباسيين انما كان بمجاهدات اولاد فاطمه و تضحياتهم، كما يظهر بمراجعه تواريخهم لاسيما شبلاها الكريمان، فهذا الحسن بن على (عليهماالسلام) قد هضم نفسه و كظم غيظه عن معاويه، فصالحه بشروط نافعه للاسلام والمسلمين، ثم بحمله و سودده تجرع منه الغصص العظيمه ليحمله على الايفاء بشروطه في الجمله. و هذا الحسين بن على (عليهماالسلام) لم يبايع معاويه

[ روى ابن شهر آشوب في مناقبه ان معاويه طلب البيعه من الحسين (عليه السلام) فقال الامام الحسن: يا معاويه لاتكرهه فانه لن يبايع ابدا او يقتل، و لن يقتل حتى يقتل اهل بيته، ولن يقتل اهل بيته حتى يقتل اهل الشام، قلت: و هذا معنى ما ورد في بعض التواريخ كالامامه والسياسه لابن قتيبه من ان الامام الحسين (عليه السلام) قال: انها بيعه كنت لها كارها اى تاركا لها لكراهيه الضيم عنده. واما ما زعم بعض المورخين من انه (عليه السلام) كان منكرا لاصل مصالحه اخيه الحسن (عليه السلام) فغير صحيح و حاشا ريحانه رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) و سيد شباب اهل الجنه ان يخالف الامام الحق القائم مقام ابيه فيما رآه صلاحا للمسلمين لاجل الضروره القاضيه، وقد ادى حق الكلام في ذلك الشيخ باقر شريف القرشى في الجزء الثانى من كتابه حياه الامام الحسن (عليه السلام). بابائه و حشمته لئلا يلتزم له بالسكوت عما يفعله و يريده من الجرائم والفجايع و قتل الصالحين امثال حجر بن عدى، ثم عارض بعده يزيد اللعين بنفسه واهليه واصحابه، فبذلوا دمائهم في سبيل الله، و نعم ما قال الشاعر الشريف السيد جعفر الحلى (رحمه الله) في قصيده غراء مطبوعه في كتاب رياض المدح والرثاء.

 

·                                 يوم بحاميه الاسلام قد نهضت راى بان سبيل الغى متبع والناس عادت اليهم جاهليتم وقد تحكم بالاسلام طاغيه لم ادر اين رجال المسلمين مضوا العاصر الخمر من لوم بعنصره قد اصبح الدين منه يشتكى سقما فما راى السبط للدين الحنيف شفا و ما سمعنا عليلا لاعلاج له بقتله فاح للاسلام نشر هدى فكلما ذكرته المسلمون ذكا الخ

·                                 له حميه دين الله اذ تركا والرشد لم تدر قوم ايه سلكا كان من شرع الاسلام قد افكا يمسى و يصبح بالفحشاء منهمكا و كيف صار يزيد بينهم ملكا و من خساسه طبع يعصر الودكا و ما الى احد غير الحسين شكا الا اذا دمه في كربلا سفكا الا بنفس مداويه اذا هلكا فكلما ذكرته المسلمون ذكا الخ فكلما ذكرته المسلمون ذكا الخ

تذنيب للكلام: المستفاد من آثار اهل البيت (عليهم السلام) استحباب تسميه البنت بفاطمه و اكرام المسماه بها، ففى الحديث

[ الوافي باب الاسماء والكنى من كتاب النكاح.] عن ابى الحسن (عليه السلام) قال لايدخل الفقر بيتا فيه اسم محمد، او احمد، او على، او الحسن، او الحسين، او جعفر، او طالب، او عبدالله، او فاطمه من النساء. و عن السكونى

[ باب تاديب الولد من الوافي كتاب النكاح.] ] قال: دخلت على ابى عبدالله (عليه السلام) و انا مغموم مكروب، فقال لى: يا سكونى مما غمك؟ فقلت: ولدت لى ابنه، فقال: يا سكونى الارض تقلها و على الله رزقها، تعيش في غير اجلك، و تاكل من غير رزقك، قال سكونى: فسرى

[ اى انكشف الغم عنى.] عنى، فقال لى: ماسميتها؟ قلت: فاطمه، قال: آه آه ثم وضع يده على جبهته، فقال: قال رسول الله

(صلى الله عليه و آله): حق الولد على والده اذا كان ذكرا ان يستفره

[ اى يستكرمها.] امه و يستحسن اسمه و يعلمه كتاب الله و يطهره

[ اى يختنه، ففى الحديث اختنوا اولادكم يوم السابع يطهروا و يشهد له مقابلته للانثى. والسباحه بالباء الموحده الغوص قوله و لاينزلها الغرف اى لايجعل الغرقه منزلا و مسكنا لها و كانه لئلا تترائى للرجال و لاتطلع عليهم.] و يعلمه السباحه، و ان كانت انثى ان يستفره امها و يستحسن اسمها و يعلمها سوره النور، و لايعلمها سوره يوسف و لاينزلها الغرف، و يعجل سراحها الى بيت زوجها. اما اذا سميتها فاطمه، فلاتسبها و لاتلعنها و لاتضربها.

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page