• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

نكبة التاريخ

ولم يزل المؤرّخون يخوضون في غمار الأحداث «الحسنية» التي كانت شاهدة على خذلان اُمة، وشاهدة على تساؤل مؤرّخي البلاط اُولئك الذين أعيتهم الحقائق فبدو يتأرجحون بين تصويب مبادرةٍ وتخطئةِ اُخرى.
فهم يصفّقون «للصلح» الذي انتهجه الإمام الحسن(عليه السلام) كاُسلوب لإنهاء الحرب، ويتخبّطون في تحليل حيثيات القتال الذي كان الإمام عليّ(عليه السلام) قد اتخذه قراراً نهائياً لحسم الصراع بينه وبين معاوية.
فمن جهتهم يتساءلون عن دوافع القتال ويغضّون الطرف عن دواعي «الصلح» في حين تدين الوثائق التاريخية تخبّطات هؤلاء الذين يؤرّخون لفترتي الحرب والسلام.
فالحرب إنّما اضطر لها الإمام عليّ(عليه السلام)   بعد أن نفدت كل الحيل من أجل إرجاع معاوية إلى حظيرة الإسلام، وذلك بعد أن أبِق عن طاعة الخلافة الشرعية، ووجد معاوية أن لا مفرّ له من اختيار الحرب، لأنّه محجوجٌ بشرعية الإمام(عليه السلام)، والحـرب ستخـلـط أوراق الحقائق، وستضطرب الرؤى على المسلمين حتّى لا يميزوا الحقّ من الباطل، ومعاوية يرنو إلى تحقيق هذا الغرض بكل جهده، فاختيار الحرب هي وسيلة لإنقاذ موقفه المنهار، إلاّ أنّ ذلك لم يكن لصالحه بقدر ما هو كشفٌ للحقائق، وإدانةٌ لمواقف معاوية من خلال ممارساته المتهوّرة التي لا تُمتْ للأخلاق فضلاً عن الدين بأيّة صلة، وبذلك كسب الإمام عليّ(عليه السلام) جولة الحرب كما سيكسبُ الإمام الحسن(عليه السلام) جولة السلام، فقد كان قرار الإمام الحسن(عليه السلام) صائباً في قبول الهدنة والموادعة حتّى تُرمّم بعض مواقف اُولئك الذين دعوا إلى عدم الحرب واختاروا اُسلوب التثبيط والتخاذل من أجل إفشال مخططات الإمام الحسن(عليه السلام) في حسم أمر الحرب لصالحه.
فلمّا وجد الإمام أنّ طابوراً من الخونة والمتخاذلين قد تغلغلوا في أوساط جيشه وتبوّؤا قيادات عسكره لم يتردد الإمام(عليه السلام) في قبول خيار الموادعة إلى حين، ليقطع الطريق على مؤامرات معاوية من أن تأخذ فاعليّتها على المدى البعيد، في حين تُعدُّ شروط الإمام(عليه السلام) التي أملأها على معاوية إدانة فاضحة لنوايا معاوية حتّى أنها عرّت اُولئك الذين يتشدقون بقدسية الصحبة وأنّ جميع صحابة رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) لا يمكن أن تدنّسهم الأحداث فهم يهتدون بصحبتهم لرسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم). في حين كشفت شروط الإمام(عليه السلام) عن زيف هذه الدعاوى وقطعت الطريق على مثل هذه الافتراءات.
معاوية بن أبي سفيان تلاحقه لعنة شروط الإمام الحسن حتّى هذه الساعة ولا يمكن لأحد بكل تحدّ أن يبرّر موقف معاوية من انتهاكاته لهذه الشروط، بل أرفد موقف الإمام الحسن(عليه السلام) شرعية الصراع الذي خاضهُ الإمام عليّ(عليه السلام) مع معاوية بهالةٍ من الحقائق، واسكت أبواق اُولئك الذين يتباكون على قتلاهم في صفين ويضبّبون رؤية الحقائق حول دواعي الإمام(عليه السلام) للحرب.
إذن فسياسة الإمام الحسن(عليه السلام) تكملة لمسيرة الإمام عليّ(عليه السلام) بكل دواعيها، وتهيئةٌ لثورة الإمام الحسين(عليه السلام) بكل حيثياتها، لأنّه رجلُ الحرب كما هو رجل السلام.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page