• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

بذرة الانهزام

وما على الإمام أن يفعل وهزيمة الكندي الذي أمّره الإمام على جيشه تترك أثرها على عزائم جنده، فقد روى المجلسي أنّ الحسن(عليه السلام) وجّه إلى معاوية قائداً في أربعة آلاف «وكان من كندة اسمه الحكم، وأمره أن يعسكر بالأنبار، ولا يحدث شيئاً حتّى يأتيه أمره، فلمّا توجّه إلى الأنبار ونزل بها وعلم معاوية بذلك بعث إليه رسلاً وكتب إليه معهم «إنّك إن أقبلت إليّ وليتك بعض كور الشام، أو الجزيرة غير منفس عليك» وأرسل إليه بخمسمائة ألف درهم، فقبض الكندي ـ الملعون عدو الله ـ المال وباع الآخرة بالدنيا وقلب على الحسن(عليه السلام) وصار إلى معاوية في مائتي من خاصته وأهل بيته...
وبلغ الحسن(عليه السلام) ذلك فقام خطيباً فقال:
هذا الكندي توجّه إلى معاوية وغدر بي وبكم، وقد أخبرتكم مرّة بعد اُخرى أنّه لا وفاء لكم، أنتم عبيد الدنيا، وأنا موجّه رجل آخر مكانه، وأنا أعلم أنّه سيفعل بي وبكم ما فعل صاحبه لايراقب الله فيّ ولا فيكم»(1).
فبعث إليه رجلاً من مراد في أربعة الآف، وتقدّم إليه بمشهد من الناس وتوكّد عليه وأخبره أنه سيغدر كما غدر الكندي، فحلف له بالأيمان التي لا تقوم لها الجبال إنّه لا يفعل، فلما ذهب قال الحسن(عليه السلام): أنّه سيغدر، فكان كما قاله(عليه السلام).
فلما توجّه إلى الأنبار أرسل معاوية إليه رسلاً وكتب إليه بمثل ما كتب إلى صاحبه وبعث إليه بخمسمائة ألف درهم ومنّاه أي ولاية أحبّ من كور الشام أو الجزيرة، فقلب على الحسن(عليه السلام) وأخذ طريقه إلى معاوية ولم يحفظ ما أخذ عليه من العهود.
وبلغ الحسن(عليه السلام) ما فعل المرادي، فقام خطيباً وقال: قد أخبرتكم مرّة بعد مرّة أنكم لا تفون لله بعهود، وهذا صاحبكم المرادي غدر بي وبكم وصار إلى معاوية(2).

ولا يذهبنّ بك الأمر إلى التساؤل عن ترشيح مثل هؤلاء
لقيادة الجيش، فإن الكندي والمرادي ليسا على رأس قيادة
الجيش الكوفي الذي يضم اثني عشر ألف، وإنّما كانا على
بعض سرايا الجيش ليلتحق بالنخيلة منضماً إلى معسكر الإمام
الذي توجّه من قبل... ولم يكن إخبار الإمام(عليه السلام) بخيانتهما إلاّ إشارة إلى ما يعتور نوايا القوم في عدم قناعـاتهم بالحـرب ، أو المـواجهـة، بقدر ما هي لجاجة قوم في الخروج إلى معاوية، أو تأنيب آخرين في عدم مجابهة الشاميين لكفّهم عن التحرّش، أو إرجاف المرجفين في التشكيك بقدرة الإمام على إدارة دفّةِ الصراع، دون أن يرجعوا إلى رأي، أو يتفقوا على موقف عدا الصخب الذي تُحدثه تيارات المعارضة لارباك موقف الإمام(عليه السلام) من تقويم وجهة الصراع، واختيار الظروف المؤاتية في مواجهة الأحداث بما يضمن النصر ويؤمّن الظفر فضلاً عمّا يضمن سلامة القوم وصدِّ عادية الأعداء.
__________________
(1) البحار: 44/ 44.
(2) منتهى الآمال، الشيخ عباس القمي: 1 / 431.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page