وما حيلة الإمام الحسن(عليه السلام) إن لم يجعل ابن عمّه قائد جيشه؟ فلربّ أقاويل العاذلين تُقرّع في قرارات الإمام(عليه السلام) بعدم الاطمئنان إلى خاصته الهاشميين الذين سيكونون الأحرص على مصالح الإمام وعاقبة النزاع، وكيف لا، وعبيد الله بن العباس الموتور من يوم بسر بن أرطاة الذي قتل ابنين لعبيد الله بن العباس يوم أغار على اليمن بأمر معاوية.
قال الطبري في كلامه عند غارة بسر بن أرطاة حينما وجّهه معاوية إلى اليمن: وكان عليها عبيد الله بن عباس عاملاً لعليّ، فلما بلغه مسيره فرّ إلى الكوفة حتّى أتى عليّاً واستخلف عبد الله بن عبد المدان الحارثي على اليمن فأتاه بسر فقتله وقتل ابنه، ولقى بسر ثقل عبيد الله بن عباس وفيه ابنان له صغيران فذبحهما(1).
فحريّ بمن ذبـح ولـداه، أن يكـون موتـوراً لا تسكن لـه فـورة الغضب حتّى يطفئها بثأره، وكيف لا يكون كذلك ومصرع الذبيحين تراود مخيلة عبيد الله بن العباس قائماً وقاعداً؟ وكيف يهدأ له بال حتّى يشفي غليله ثأر ولديه المقتولين ظلماً....؟
هذا شأن الإنسان الذي تهيج به عواطف الأُبوّة وذاكرة المصرع الدامي لولديه المتشحطين بدمائهما تعتصر قلبه وتؤجّج نزعة الانتقام وجبلّة الثأر، أو تجيش به كرامة القبلي الذي لا يقرّ قراره حتّى يُعلم القبائل الاُخرى بأخذ ثأره واسترداد كرامته، أو تدفعه حضارة المتحضّر إلى الاقتصاص ممّن يعيث في الأرض الفساد، ويسعى إلى نشر الأمن وإشاعة السلام... هذه هي دواعي الإمام الحسن(عليه السلام) - على ما نظن - في ترشيح ابن عمه الموتور من حادثة بسر.
________________
(1) تاريخ الطبري: 4/ 107.
لماذا عبيدالله بن العباس؟!!
- الزيارات: 4524