• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

التعليقة رقم: 4 - حول الخوارج

نشأت هذه الفرقة بصفّين عندما طلب معاوية التحكيم من علي (عليه السلام) وهي خديعة استعملها معاوية بن أبي سفيان ودلّه عليها عمرو بن العاص عندما أحسّ بالهزيمة ولمس الضعف في جيشه وعرف تفوق عليّ بحقه وأن الحق مع عليّ (عليه السلام) وقد انضم لجيشه رجال مخلصون قد رسخ الإيمان في قلوبهم أراد معاوية أن يوقع الشك ويُحدث الفرقة في صفوف جيش علي وقد وقع ما أراد معاوية فقد نفرت طائفة لم يتركز الإيمان في قلوبهم ومرقوا من الدين فأصبحت شعار هذه الطائفة الخوارج.
والخوراج، يسمون الشراة والحرورية، والمحكمة، ويجمعهم إكفار عثمان وعلى كل من أتى كبيرة وأصول فرقهم خمس: الأزارقة، والأباضية، والصفرية، والبيهسية، والنجدات. ثم تشعبوا. وأنشأ مذهبهم عند التحكيم عبد الله بن الكوا وعبد الدين وهب، ومن مصنفيهم أبو عبيد، وأبو الضياء وغيرهما(1).
وذكر للخوارج فرق كثيرة قاربت العشرين فرقة على حسب اختلافهم في الآراء واهم فرقهم المشهورة:

الأزارقة:
وهم أتباع نافع بن الأزرق وكان من أكبر فقهائهم وقد كفّر جميع المسلمين وقال إنه لا يحل لأحد من أصحابه أن يجيب أحداً من غيرهم إذا دعاهم إلى الصلاة ولا أن يأكلوا من ذبائحهم ولا أن يتزوجوا منهم ولا يتوارث الخارجي وغيره وهم مثل كفّار العرب وعبدة الأوثان لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف ودارهم دار حرب ويحلّ قتل أطفالهم ونسائهم ولا تحل التقية واستحل الغدر بمن خالفه وكان أصحاب نافع من أقوى فرق الخوارج وأكثرهم عدداً خرجوا من البصرة معه فتغلبوا على الأهواز وما وراءها من بلدان فارس وكرمان وقتلوا عمّال تلك النواحي واشتدت شوكتهم ووقعت حروب بينهم وبين الدولة الأموية بما لا يسع المجال لذكرها.

النجدات:
وهم أتباع نجدة بن عامر الحنفي وهم الذين خالفوا نافعاً وانفردوا بتعاليم منها أن المخطئ بعد أن يجتهد معذور وإن الدين أمران معرفة الله ومعرفة رسوله ومن أداه اجتهاده إلى استحلال حرام أو تحريم حلال فهو معذور.

الأباضية في المغرب وسلطنة عمان:
وهم أتباع عبد الله بن أباض التميمي الذي خرج أيام مروان الحمار آخر ملوك بني أمية ولا يزال أتباعه إلى اليوم في المغرب العربي دولة الملك الحسن الثاني وهم فرق البقية من جميع فرق الخوارج الكثيرة التي انقرضت ولم تبق منهم باقية إلا الأباضية وهم على عقيدتهم في تكفير جميع المسلمين ويعتذرون عنهم بأنهم يذهبون إلى تكفيرهم لا على سبيل الشرك بل يرون أنهم كفاراً ولا يحل من غنائمهم في الحرب إلا الخيل والسلاح ولا يزال الأباضيون يؤلفون جماعات عديدة في أفريقيا الشمالية ويوجد فريق آخر بزنجبار بأفريقية الشرقية أما الوطن الأصلي للأباضيين الذين يهاجرون إلى أفريقيا الشرقية فهو بلاد عمان.

اليزيدية:
وهم أتباع يزيد بن أنسية الخارجي وادّعوا أن الله سبحانه وتعالى يبعث رسولاً من العجم ينزل عليه كتاباً ينسخ الشريعة المحمدية.

الميمونية:
أتباع ميمون العجردي وأظهروا عقائد المجوس فكانوا يبيحون نكاح بنات الأولاد وبنات الأخوة وبنات أولاد الأخوات. وتقسم الأباضية ذاتها إلى ثلاثة شعب هي الحفصية والحارثية واليزيدية.

الصفرية:
وهم أتباع زياد بن الأصفر ومن زعماء الصُفرية أبو هلال مرادس الذي خرج أيام يزيد بن معاوية بناحية البصرة على عبيد الله بن زياد ومنهم عمران ابن حطان وقد انتخبه الخوارج اماماً لهم وهو القائل بمدح عبد الرحمن بن ملجم المرادي اللعين.

يا ضربة مـــن منيب ما أراد بها          إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

إني لأذكره يـــــوماً فــــــاحسبه         أوفــــى البـــرية عند الله ميزانا

وأجابه جماعة منهم عبد القادر البغدادي المتوفى 429هـ:

يا ضربة من كفور ما استفاد بها          إلا الجــــــزاء بما يصليه نيرانا

إني لألعنه دنـــــــياً وألــــعن من          يرجــو له أبــــداً عفواً وعفرانا

ذاك الشقيّ لأشقى الـــناس كلهم          أخفــــهم عند رب الناس ميزانا

وعمران بن حطان قد خرّج حديثه البخاري ووثقه وهذا من مزايا صحيحة وامتيازه.

العجاردة:
وهم أتباع عبد الكريم بن عجرد وكانت العجاردة مفترقة عشرة فرق ثم افترقوا فرقاً كثيرة هذا جملة القول في أهم الفرق الخوارج وقد بلغت عشرين فرقة وكل فرقة تخالف الأخرى في تعليمها وآرائها إلا أنهم اتفقوا على النظريتين الأولى تكفير علي وعثمان وأصحاب الجمل والحكمين الثانية اعترفوا بصحة خلافة الشيخين والخوارج مع عظم إجرامهم لا يوصفون بما وصف به الشيعة كتاب المرتزقة من أمثال احمد ايمن والشيخ زهو وأبو زهرة والخطيب محب الدين صاحب الخطوط العريضة ويتجرأون على الشيعة بالعبارات القبيحة والألفاظ المستهجنة لأن جرمهم أنهم الشيعة يوالون عليّاً وأولاده صلوات الله عليهم جميعاً.
وبدون شك أن حركة الخوارج من أكبر العوامل التي هددت المسلمين بأخطار كثيرة وقد اتخذوا تكفير جميع فرق المسلمين والمالكي والحنبلي والشافعي وغيرهم(2).
والخوارج وابتدعوا مذهباً جديداً في الإسلام، واصطنعوا لمذهبهم أصولاً وفروعاً وقالوا: ليس منّا إلا من يعتقد بالدرجة الأولى بأن كلاً من عثمان وعليّ ومعاوية، وكذلك من رضي بالتحكيم، جميعهم كفار على السواء، ونحن أيضاً بدورنا كفرنا، ولكننا تبنا، وكل من لا يتوب، لا نعتبره مسلماً أبداً وقالوا أيضاً: إن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، مسألة مطلقة، لا تقيد بأي شرط فيجب القيام ضد الإمام الجائر، ايّاً كان، وفي كل الظروف ولو حصل اليقين بعدم جدوى هذا القيام! وهذه الفتوى صبغتهم بصبغة بالغة الصنف والخشونة. ووضعوا أصلاً آخر لمذهبهم، يحكي عن جهالتهم وضيق نظرهم فقالوا: إن العمل جزء من الإيمان، وليس لدينا إيماناً منفك عن العمل. فالإنسان لا يصبح مسلماً بتلفظ الشهادتين، بل ينبغي أن يضم إلى ذلك أداء فريضة الصلاة والصيام، والعبادات المفروضة كافة، وكذلك أن لا يشرب الخمر، ولا يلعب القمار ولا يزني، ولا يكذب، وأن يتجنب الكبائر جميعها، لكي يصح إطلاق اسم المسلم عليه، وإذا كذب المسلم كذبة واحدة، خرج أصلاً من الإسلام، وأصبح كافراً نجساً، وإذا اغتاب، أو شرب الخمر، ولو لمرة واحدة، وهكذا، فمرتكب الكبيرة عندهم خارج عن دين الإسلام.
واصطنعوا أيضاً سلسلة من الأصول الأخرى، التي يستفاد من مجموعها أنهم اعتبروا أنفسهم المسلمين الوحيدين على وجه الأرض، وأخرجوا بقية الطوائف بذلك عن حظيرة الإسلام.
وتمردوا واستخدموا أساليب بالغة الخطورة من الغلظة والخشونة ولأنهم لم يكونوا يعتبرون الآخرين من المسلمين، فقد قرروا أن لا يزوجوهم ولا يتزوجوا منهم، وحرموا أيضاً ذبائحهم.
والأكثر من ذلك، أنهم أهدروا دمهم، وجوزوا قتل أطفالهم ونسائهم، وارتكبوا سلسلة من أعمال السلب والنهب، والقتل، ضد المسلمين، وأصبحت أوضاعهم بذلك بالغة الغرابة حقاً.
وكمثال واحد على أعمالهم الإجرامية: إنه كان أحد أصحاب النبي (صلّى الله عليه وآله) يمرّ بمنطقتهم، بصحبة زوجته الحامل، فاعترضوا طريقه، وطلبوا منه أن يتبرأ من علي (عليه السلام)، فلم يفعل، فما كان منهم إلا أن قتلوه ابشع قتلة، وبقروا بطن زوجته بالرماح، لأنه بزعمهم كافر، مهدور الدم(3).
وبقدر ما كانوا يستبيحون حرمات الآخرين، كانوا يتشددون فوق الحد، في المحافظة على حرمات أتباعهم، فمثلاً أن جماعة منهم يمرون ببستان نخيل، يتعلق بأحد الموالين لهم، فمد واحد منهم يده واقتطف حبة من التمر، وضعها في فمه، فما كان منهم إلا أن انهالوا عليه، يهددونه، ويتوعدونه، ويغلظون له القول: لأنه بنظرهم تعدى على مال أخيه المسلم(4).

مميزات الخوارج:
كان للخوارج عدة مميزات:
واحدة منها: هي الشجاعة الفائقة، وروح الفداء العظيمة التي كانوا يتحلون بها، ويرجع السبب في ذلك إلى أن تصرفاتهم كانت تصدر عن عقيدة راسخة، ولهم قصص عجيبة مذكورة في التاريخ تبين مدى اقدامهم وتضحياتهم في الحرب.
والميزة الأخرى: أنهم متنسكون يجتهدون كثيراً في العبادة، وهذا ما أوقع سائر المسلمين في الشك والشبهة، حيالهم، ولذلك لم يكن أحد غير علي (عليه السلام) يمتلك الجرأة على قتلهم.
والميزة الثالثة: هي الجهل الزائد، والحماقة العجيبة التي كانت تسيطر عليهم، وتجعل أفكارهم جامدة متحجرة، ولا يتنازلون عن قناعاتهم الباطلة، أمام الدليل والبرهان.
والميزة الرابعة: وهي الدور الذي مثلوه، ويمثله اليوم أشباهم وهم مع الأسف كثيرون في عالمنا الإسلامي(5).
__________________
1 - المنية والأمل في شرح الملل والنحل لأحمد بن المرتضى السماني: ص26.
2 - عقائد الإمامية الإثني عشرية، إبراهيم الموسوي الزنجاني الحنفي، ج3، ص197، 198.
3 - هو عبد الله بن خباب وكانت زوجته وهي حامل، معه (راجع تفاصيل القصة في تاريخ الطبري: ج5، ص82. علي بن أبي طالب، عبد الكريم الخطيب، ص533.
4 - تاريخ الطبري: ج5، ص82.
5 - من حياة الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، الشهيد مطهري، ص36.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page